الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى في اللغة:
القلب: خالص الشيء وشريفه، ومنه قلب الإنسان لأنه أخلص شيء فيه وأرفعه.
والقلب: رد شيء من جهة إلى جهة، ومنه: قلبت الثوب قَلْباً، وقلبت الشيء: كببته، وقَلّبته تقليباً (1).
والقلب: صرفك إنساناً تقلبه عن وجهه الذي يريده، والانقلاب إلى الله: المصير إليه والتحول، ومنه المنقلب: مصير العباد إلى الآخرة.
والقلب قد يعبر به عن العقل (2).
المعنى في الشرع:
الله سبحانه مقلب القلوب فقلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الله فإذا شاء صرفه، وإذا شاء بَصّره وإذا شاء نكَّسه، ولم يعط الله أحداً من الناس شيئاً هو خير من أن يسلك في قلبه اليقين، وعند الله مفاتيح القلوب، فإذا أراد بعبده خيراً فتح له قفل قلبه، ومنحه اليقين، وجعل قلبه وعاءً واعياً لما سلك فيه، وجعله سليماً، وإذا أراد به شراً سلك في قلبه الريبة، وجعل نفسه شِره شَرهة مشرفة متطلعة لا ينفعه المال وإن أكثر له، وغلق القفل على قلبه فجعله ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء (3).
وروده في القرآن:
لم يرد هذا الاسم في القرآن، ولكنه ثبت في السنة، وقد جاء بصيغة الفعل في قوله تعالى:
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110].
(1) معجم مقاييس اللغة (قلب)(5/ 17).
(2)
اللسان (قلب)(6/ 3713 - 3715).
(3)
انظر: التوحيد لابن خزيمة (1/ 192).
ثبت فيه حديث عبدالله بن عمرو بن العاص، وحديث ابن عمر:
242 -
(110) حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرّفه حيث يشاء} ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: {اللهم مصرف القلوب صَرّف قلوبنا على طاعتك} أخرجه مسلم.
243 -
(111) حديث ابن عمر رضي الله عنها:
كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم: {لا ومقلب والقلوب} وفي لفظ: {أكثر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف} وبلفظ: {كثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف لا ومقلب القلوب} أخرجه البخاري بهذه الألفاظ، وأبو داود باللفظ الثاني ونحوه عند النسائي، والترمذي بالثالث.
ورواه النسائي وابن ماجه بلفظ: {كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ومصرف القلوب} وعند ابن ماجه: {كانت أكثر أيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
}
التخريج:
خ: كتاب القدر: باب {يحول بين المرء وقلبه} (8/ 157)، (الفتح 11/ 513)
كتاب الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم (8/ 160)، (الفتح 11/ 523)
كتاب التوحيد: باب مقلب القلوب وقول الله تعالى: {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم} (9/ 145)، (الفتح 13/ 377).
م: كتاب القدر: باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء (16/ 203، 304).
د: كتاب الأيمان والنذور: باب ما جاء في يمين النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت؟ (3/ 222، 223).
ت: كتاب النذور والأيمان: باب ما جاء كيف كان يمين النبي صلى الله عليه وسلم؟ (4/ 113) وقال
: حسن صحيح
س: كتاب الأيمان والنذور (7/ 2) ثم الحلف بمصرف القلوب (7/ 3)
جه: كتاب الكفارت: باب يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان يحلف بها (1/ 677).
وحديث ابن ماجه صححه الألباني في (صحيح الجامع 2/ 871) وجوّده في (الصحيحة 5/ 125).
شرح غريبه:
أزاغ: لاتزغ قلبي: لا تمله عن الإيمان، يقال: زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه (النهاية/زيغ/2/ 324).
الفوائد:
(1)
إثبات المشيئة لله تعالى، وأن مشئية الخلق تبع لمشيئة الله وأنهم لا يشاءون إلا ما شاء الله وأن هذه طريق الأنبياء عليهم الصلاة السلام وبذلك تعبدهم الله تعالى، وأخبر به عنهم في كتابه أن المشيئة لله وحده ليس أحد يشاء لنفسه شيئاً من خير أو شر، أونفع أوضر، أوطاعة أومعصية إلا أن يشاء ها الله، وبالتبري إليه من مشيئتهم وحولهم وقوتهم ومن استطاعتهم.
(2)
أن من شاء الله له الإيمان آمن، ومن لم يشأ له الإيمان لم يؤمن وذلك كله مفروغ منه، وقد كتب لقوم الإيمان بعد الكفر فآمنوا، ولقوم الكفر بعد الإيمان فكفروا، والطاعة بالتوبة بعد المعصية فتابوا وعلى آخرين الشقوة فكفروا وماتوا على كفرهم وذلك في إمام مبين (الإبانة / القدر/2/ 1، 287، 292)(شرح النووي 16/ 204).
(3)
أن الله تعالى هو المتصرف بالقلوب فإن شاء جعلها مريدة للخير، وإن شاء جعلها مريدة للشر وبذلك يعلم أنه لا قدرة لأحد على شيء إلا بعد إن يجعله الله قادراً عليه خلافاً لما يقوله الضالون عن الحق من أهل البدع والانحراف.
(4)
عظم حاجة العبد إلى ربه وأنه لاغنى له عنه طرفة عين فلابد من هدايته وتوفيقه وإلا ضل وتاه في مهامه نهايتها الهلاك والعذاب المؤبد، وأن هذا لاينافي تكليف العباد بالأعمال التي يترتب عليها الجزاء (شرح التوحيد 1/ 212 - 214).
ورد فيه حديث أنس، وحديث أم سلمة، وحديث شهاب الجَرمي، وحديث النَّواس بن سمعان رضي الله عنهم:
244 -
حديث أنس رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان.
وقال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا الأعمش عن يزيد الرقاشي.
كلاهما عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله يكثر أن يقول: {يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: يارسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين أَصْبُعَيْن من أصابع الله يقلبها كيف يشاء} . هذا لفظ الترمذي.
ولفظ ابن ماجه فيه {اللهم ثبت قلبي على دينك. فقال رجل: يارسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك وصدّقناك بما جئت به، فقال: إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها} وأشار الأعمش بإصبعيه.
245 -
حديث أم سلمة رضي الله عنها:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا أبو موسى الأنصاري حدثنا معاذ بن معاذ عن أبي كعب (1) صاحب الحرير حدثني شهر بن حوشب قال: قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه: {يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قالت: قلت: يارسول الله ما أكثر دعائك يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قال: يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من
أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ} فتلا معاذ: {ربنا لاتزغ قلوبنا بعد
إذ هديتنا} [آل عمران: 8].
246 -
حديث شهاب الجَرْمي رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا عقبة بن مُكرَم حدثنا سعيد بن سفيان الجَحْدري حدثنا عبد الله ابن مَعْدان أخبرني عاصم بن كليب الجَرْمي عن أبيه عن جده قال: دخلتُ على النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه وبسط السبابه وهو يقول:{يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك} .
247 -
حديث النَّوَّاس بن سمعان رضي الله عنه:
قال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا هشام بن عَمَّار ثنا صدقة بن خالد ثنا ابن جابر قال: سمعت بُسْر ابن عبيد الله يقول: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: حدثني النواس بن سمعان الكِلَابي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ما من قلب إلا بين إصبعين من
(1) * وقع في المحردة أبيّ بن كعب ومثله في (العارضة 13/ 49)، والصواب عن أبي كعب وهو كذلك في (تحفة الأشراف
…
13/ 12) وفي (تحفة الأحوذي 9/ 504).
أصابع الرحمن إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه} وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
{يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك} قال: {والميزان بيد الرحمن يرفع أقواماً ويخفض آخرين إلى يوم القيامة} .
التخريج:
ت: كتاب القدر: باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن (4/ 448، 449) وفيه حديث أنس
رضي الله عنه.
كتاب الدعوات: باب رقم (90)(5/ 538) وفيه حديث أم سلمة رضي الله عنها.
ثم باب رقم 125 (5/ 573) وفيه حديث شهاب الجرمي رضي الله عنه.
جه: المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية (1/ 72) وفيه حديث النواس بن سمعان.
كتاب الدعاء: باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (2/ 1260) وفيه حديث أنس رضي الله عنه
حديث أنس رضي الله عنه:
أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 209، 11/ 36، 37)، وفي (الإيمان 17)
ومن طريقه ابن عدي في (الكامل 4/ 1432)
ورواه أحمد في (المسند 3/ 112)
ورواه ابن أبي عاصم في (السنة 1/ 101)
ومن طريقه الضياء في (المختارة 6/ 212)
ورواه الطبري في (التفسير 6/ 216)
وابن منده في (التوحيد 3/ 113)
وأبو يعلى في (المسند 6/ 359، 360)
والضياء في (المختارة 6/ 211)
والبغوي في (شرح السنة 1/ 164، 165)
والحاكم في (المستدرك 1/ 526)
وابن منيع في مسنده ذكره البوصيري في (مصباح الزجاجة 4/ 139)
كلهم من طرق عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان به.
ورواه أحمد في (المسند 3/ 257)
ومن طريقه الضياء في (المختارة 6/ 211، 212)
ورواه ابن منده في (التوحيد 3/ 113)
والبيهقي في (الشعب 1/ 475)
أربعتهم من طريق عبد الواحد عن الأعمش عن أبي سفيان به.
ورواه الآجري في (الشريعة/317)
والضياء في (المختارة 6/ 212، 213)
وأبو نعيم في (الحلية 8/ 122)
ثلاثتهم من طريق فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان به.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد 2/ 134)
وابن منده في (التوحيد 1/ 273، 3/ 113)
كلاهما من طريق أبي الأحوص عن الأعمش عن أبي سفيان به.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد 2/ 134)
الآجري في (الشريعة /317)
والطبراني في (الدعاء 3/ 1390، 1391)
ثلاثتهم من طريق الأعمش عن يزيد الرقاشي به، وقرنه البخاري بأبي سفيان.
ورواه الطبراني في (الكبير 1/ 261) من طريق الأعمش عن ثابت عن أنس.
وعزاه المزي في (التحفة 1/ 432) إلى الشمائل للترمذي من رواية يزيد الرقاشي عن أنس وليس في المطبوعة.
حديث أم سلمة رضي الله عنه:
رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 209، 210، 11/ 37)، وفي (الإيمان/17، 18)
ومن طريقه ابن أبي عاصم في (السنة 1/ 104) بلفظ: {يامثبت القلوب} وفي (1/ 100) مختصراً بدونه.
ورواه أحمد في (المسند 6/ 315)
ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 16/ 482)
أربعتهم من طريق معاذ بن معاذ به.
وأبو يعلى في (المسند 12/ 350، 419، 420)
والطيالسي في (المسند/ 224)
والطبراني في (الدعاء 3/ 1388، 1389)، وفي (الكبير 23/ 334)
ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 16/ 483)
أربعتهم من طريق أبي كعب به.
ورواه أحمد في (المسند 6/ 294، 301، 302)
وابن أبي حاتم في (التفسير 2/ 84)
والطبري في (التفسير 6/ 213، 214، 220)
وابن بطة في (الإبانة 2/ 1/283، 284)
والطبراني في (الدعاء 3/ 1389)
والدارمي في (الرد على بشر/62) مختصراً بدون الشاهد.
ستتهم من طرق عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر به.
ورواه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 191) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر به.
والآجري في (الشريعة /316) من طريق مقاتل بن حيان عن شهر به.
ورواه ابن السني في (عمل اليوم والليلة/609) من طريق أبي هريرة عن أم سلمة وفيه {أنه يقوله في دعائه بعد صلاة الركعتين بعد المغرب} .
ورواه الآجري في (الشريعة/316)
الطبراني في (الكبير 23/ 366) كلاهما من طريق الحسن عن أمه عن أم سلمة.
حديث شهاب بن المجنون رضي الله عنه: ويقال شهاب بن كليب بن شهاب ويقال شبيب جد عاصم ابن كليب الجرمي رضي الله عنه (تحفة الأشراف 4/ 156).
رواه المزي في (تهذيب الكمال 12/ 577) من طريق عقبة به.
والطبراني في (الكبير 7/ 313)، وفي (الدعاء 3/ 1392)
وابن عدي في (الكامل 6/ 2252)
ثلاثتهم من طريق عبد الله بن معدان به، وفي الدعاء أبو معدان عامر بن مرة.
وعزاه في (المطالب العالية 1/ 126) إلى أبي يعلى.
وفي (الإصابة 3/ 365) أضاف عزوه إلى البغوي، ومطيّن، والباوردي والطبري كلهم من طريق أبي معدان به.
عزاه ابن قطلوبغا في (من روى عن أبيه عن جده /304، 305) إلى ابن منده في المعرفة.
حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه:
رواه ابن أبي عاصم في (السنة 1/ 103) بلفظ: {يامقلب القلوب} وفي (1/ 98) مختصراً.
والبغوي في (شرح السنة 1/ 166)
كلاهما من طريق هشام بن عمار به وتصحف عند ابن أبي عاصم بسر إلى برة.
ورواه البغوي في (شرح السنة 1/ 166) من طريق صدقة به.
ورواه النسائي في (الكبرى 4/ 414)
وابن حبان في (صحيحه 3/ 222، 223)
والدارمي في (الرد على بشر /62)
وابن منده في (التوحيد 1/ 272، 273، 3/ 110)
وأحمد في (المسند 4/ 182)
وابن خزيمة في (التوحيد 1/ 188، 189)
والطبراني في (الدعاء 3/ 1391)
والآجري في (الشريعة /317، 318) وأعاده في (386) مختصراً بدون الشاهد.
والحاكم في (المستدرك 1/ 525، 2/ 289، 4/ 321)
والبيهقي في (الاعتقاد /98، 99)، وفي (الأسماء والصفات 1/ 372، 2/ 173، 174)
والطبري في (التفسير 6/ 217)
كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. وعند الآجري والحاكم في موضع عن
بشر بالمعجمة.
وللحديث شواهد:
(1)
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
عند مسلم وغيره بلفظ: {مصرف القلوب} تقدم قريباً (راجع ص 936).
(2)
حديث حابر رضي الله عنه:
رواه أبو يعلى في (المسند 4/ 207)
والطبري في (التفسير 6/ 215)
وابن منده في (التوحيد 3/ 112)
والحاكم في (المستدرك 2/ 288، 289) وسقط أول السند من المطبوعة.
والبيهقي في (الشعب 1/ 474)
أربعتهم من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.
(3)
حديث عائشة رضي الله عنها:
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك} .
رواه النسائي في (الكبرى 4/ 414)
وابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 210، 11/ 37، 38)، وفي (الإيمان /18)
والآجري في (الشريعة /164)
وأحمد في (المسند 6/ 91، 250، 251)
وأبو يعلى في (المسند 8/ 128، 129)
وابن بطة في (الإبانة 2/ 1/285)
ستتهم من طرق عن الحسن عن عائشة به.
والدارمي في (الرد على بشر/61) مختصراً بدون الشاهد.
ورواه ابن أبي عاصم في (السنة 1/ 104) بالشاهد، وفي (100، 101) مختصراً بدون الشاهد.
والطبراني في (الدعاء 3/ 1389)
والآجري في (الشريعة /317) من طريق علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة رضي الله عنها.
(4)
حديث بلال رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو {يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك} .
رواه عبد بن حميد في (المنتخب 1/ 315) من طريق ابن أبي ليلى عنه.
(5)
حديث أسماء بنت يزيد بن السكن:
رواه الطبري في (التفسير 6/ 213) من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر عنها.
وللحديث شواهد مرسلة:
(1)
مرسل عروة بن الزبير:
رواه عبد الرزاق في (المصنف 10/ 442)
(2)
مرسل الحسن:
رواه ابن بطة في (الإبانة 2/ 1/286)
(3)
مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى:
رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 210)، وفي (الإيمان /18) وذكر المحقق أن في السند بياضاً بعد قوله: ابن أبي ليلى يحدث.
دراسة الإسناد:
حديث أنس رضي الله عنه:
الطريق الأول: رجال إسناده عند الترمذي:
(1)
هناد: هو هناد بن السَّرِي الكوفي، تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 475)
(2)
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير: تقدم، وهو ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره وهو يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه. (راجع ص 197)
(3)
الأعمش: هو سليمان بن مهران، تقدم وهو ثقه لكنه يدلس، وذكره ابن حجر فيمن اُحتمل تدليسهم. (راجع ص 762).
(4)
أبو سفيان: هو طلحة بن نافع الواسطي، أبو سفيان الإسكاف، نزل مكة. وثقه البزار. وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وقال ابن عدي: لابأس به وقد رويت عنه أحاديث مستقيمة. وقدم أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم قدموا أبا الزبير عليه. وقال أبو زرعة: روى عنه الناس وأبو الزبير أشهر فعاوده بعض من حضر فقال: تريد أن أقول هو ثقة؟ الثقة سفيان وشعبة.
تُكلم في روايته عن جابر رضي الله عنه: قال شعبة: حديثه عن جابر إنما هي صحيفة، وكذا قال ابن عيينة. وروي عن شعبة إنه قال: انه لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وكذا قال ابن المديني.
وقال أبو حاتم: يقال إنه أخذ صحيفة جابر عن اليشكري. قال البخاري: قال أبو سفيان: كنت أحفظ وكان سليمان اليشكري يكتب يعني عن جابر. وقال ابن عدي: صاحب جابر روى عنه أحاديث صالحة روها الأعمش وعنه الثقات. وذكر العلائي قول طلحة: جاورت جابراً بمكة ستة أشهر. وقال
ابن معين ـ في حديث خالف طلحة فيه شعبة ـ: ليته ـ أي طلحة ـ يصحح نفسه فكيف يصحح غيره، وقال: لا شيء. وضعفه ابن المديني قال: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال: كان أصحابنا يضعفونه في حديثه، وقال العجلي: جائز الحديث وليس بالقوي، ولا أعلم أن الأعمش روى عن أحد يكنى أبا سفيان إلا طلحة والله أعلم، وطلحة من رجال الصحيح.
كان يرسل: قال أبو زرعة: عن عمر مرسل وهو عن جابر أصح، وذكر أبو حاتم أنه لم يسمع من
أبي أيوب، وسمع من جابر أربعة أحاديث ـ كما قال شعبة ـ أما أنس فإنه يحتمل.
قال الذهبي في السّيرَ: صدوق، وفي من تكلم فيه: ثقة.
وقال ابن حجر في الهدي: ما أخرج له البخاري سوى أربعة أحاديث عن جابر مقروناً بغيره، وأضاف في التهذيب: وأظنها التي عناها ابن المديني، وقال في التقريب: صدوق من الرابعة (ع).
ترجمته في:
بحر الدم (219)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (204)، العلل لأحمد (2/ 475، 592، 3/ 225)، التاريخ لابن معين (3/ 156، 409، 491)، من كلام أبي زكريا (45، 102)، سؤالات ابن أبي شيبة لعلي (146)، الجرح والتعديل (4/ 475)، التاريخ الكبير (4/ 346)، المراسيل (100، 101)، الكامل (4/ 1432)، الضعفاء للعقيلي (2/ 224)، الثقات للعجلي (1/ 481)، الثقات لابن حبان (4/ 393)، جامع التحصيل (202)، تهذيب الكمال (13/ 438 - 441)، من تكلم فيه (102، 103)، الميزان (2/ 342، 343)، السّيرَ (5/ 293، 294)، الكاشف (1/ 514، 515)، التهذيب (5/ 26، 27)، الهدي (411)، التقريب (283).
الطريق الثاني: رجال إسناده عند ابن ماجه:
(1)
محمد بن عبد الله بن نُمير الهمْداني: ـ بسكون الميم ـ الكوفي، أبو عبد الرحمن. كان أحمد يعظمه تعظيما عجيباً ويقول: أي فتى هو! . ويقول: درة العراق. وقال أحمد بن صالح: لم أر بالعراق مثل رجلين: محمد بن نمير وأحمد بن حنبل ما رأيت بالعراق مثلهما أجمع منهما للعقل والعلم والدين وكل شيء. وكان أحمد وابن معين يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم. وقال أبو حاتم: ثقة يحتج بحديثه. وقال أبو داود: هو أثبت من أبيه وقال النسائي: ثقة مأمون، وقال ابن قانع: ثقة ثبت، وقال
ابن وضاح: ثقة كثير الحديث عالم به حافظ له، وقال الحسن بن سفيان: ريحانة العراق. وقال علي بن الجنيد: ما رأيت مثل محمد بن نمير بالكوفة كان رجلاً قد جمع العلم والفهم والسنة والزهد. ووثقه العجلي وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين.
قال الذهبي في السّيرَ: من أقران أحمد، الحافظ الحجة كان رأساً في العلم والعمل.
وقال ابن حجر: ثقة حافظ فاضل، من العاشرة، مات سنة 234 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (6/ 413)، بحر الدم (376)، التاريخ الكبير (1/ 144)، الجرح والتعديل (7/ 307)، المعجم المشتمل (252)، الثقات للعجلي (2/ 243)، الثقات لابن حبان (9/ 85)، الثقات لابن شاهين (203، 204)، تهذيب الكمال (25/ 566 - 570)، السّيرَ (11/ 455 - 458)، الكاشف (2/ 191)، التهذيب (9/ 282، 283)، التقريب (490).
(2)
أبوه: هو عبد الله بن نمير: تقدم، وهو ثقة صاحب حديث. (راجع ص 778)
(3)
الأعمش: تقدم، في السند السابق.
(4)
يزيد الرقاشي: تقدم، وهو زاهد ضعيف. (راجع ص 569)
حديث أم سلمة رضي الله عنها:
رجال إسناده عند الترمذي:
(1)
أبو موسى الأنصاري: هو إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الخَطْمي، الأنصاري، المدني، قاضي نيسابور. قال يحيى بن محمد الذهلي: هو من أهل السنة. وكان أبو حاتم: يطنب
القول فيه في صدقه وإتقانه. وثقه النسائي، والخطيب. قال الذهبي: حجة.
قال ابن حجر: ثقة متقن، من العاشرة، مات سنة 244 هـ (م ت س جه).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (2/ 235)، تاريخ بغداد (6/ 355، 356)، تاريخ دمشق (2/ 456)، الثقات لابن حبان (8/ 116)، تهذيب الكمال (2/ 480 - 483)، الكاشف (1/ 239)، التهذيب (1/ 251)، التقريب (103).
(2)
معاذ بن معاذ: بن نصر بن حسان العنبري، أبو المثنى، البصري، القاضي. قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وقال: قرة عين الحديث، وقال: ما رأيت أعقل منه، كان عاقلا جداً، وقال: كتب عن ابن جريج إملاءً، سمع بالبصرة سماعاً قليلاً، وقال: كان لا يكتب عن شعبة يحفظ ويقعد ناحية يكتب، كان في حديثه شيء. وقال عمرو بن علي: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أحد أثبت منه، كان شعبة يحلف أن لا يحدث فيستثني معاذاً وخالداً. وقال يحيى بن سعيد: ما بالكوفة ولا بالبصرة مثل معاذ، ولا أبالي إذا تابعني من خالفني. وقال مثنى بن معاذ: قال ليحيى مالا أحصيه انظر في كتاب أبيك في كذا وكذا وقد خالفوني، ما أبالي إذا تابعني أبو المثنى من خالفني. وقال ابن الطباع: ما قدروا أن يتعلقوا عليه في شيء من الحديث مع شغله بالقضاء. وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وابن سعد. قال الخطيب: كان من الأثبات في الحديث.
قال ابن حجر: ثقة متقن، من كبار التاسعة، مات سنة 196 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 293)، بحر الدم (406)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (44، 51)، العلل لأحمد (2/ 232، 350)، تاريخ الدارمي (65، 183، 215)، التاريخ الكبير (7/ 365، 366)، الجرح والتعديل (8/ 248، 249)، الثقات لابن حبان (7/ 482)، تاريخ بغداد (13/ 131 - 134)، تهذيب الكمال (28/ 132 - 137)، التذكرة (1/ 324، 325)، السّيرَ (9/ 54 - 57)، الكاشف (2/ 273)، التهذيب (10/ 194، 195)، التقريب (536).
(3)
أبو كعب صاحب الحرير: هو عبد ربه، قيل اسمه عبد الله، وهو ابن عبيد الأزدي ـ مولاهم ـ البصري. وثقه أحمد، ووكيع، ويحيى بن سعيد، وابن معين، وأبو داود، والنسائي، وابن شاهين.
قال ابن حجر: ثقة، من السابعة (ت).
ترجمته في:
سؤالات أبي داود لأحمد (326)، التاريخ لابن معين (4/ 381)، سؤالات ابن الجنيد (373)، التاريخ الكبير (6/ 79)، الجرح والتعديل (6/ 41، 42)، الثقات لابن حبان (7/ 154)، الثقات لابن شاهين (160)، تهذيب الكمال (16/ 480 - 483)، الكاشف (1/ 619)، التهذيب (6/ 128)، التقريب (335، 669).
(4)
شهر بن حوشب: تقدم، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام. (راجع ص 379)
وقد قال ابن جرير: لانعلم له سماعاً يصح عن أم سلمة، لكن هذا الحديث فيه سماعه منها والله أعلم. وقال الدارقطني: يخرج من حديثه ماروى عبد الحميد بن بهرام.
حديث شهاب بن المجنون الجَرمْي رضي الله عنه:
(1)
عقبة بن مُكْرم: ـ بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء ـ البصري، العَمِّي ـ بفتح المهملة وتشديد الميم ـ أبو عبد الملك البصري. قال أبو داود: ثقة ثقة من ثقات الناس، وقال: فوق بندار في الثقة عندي. وثقه النسائي. سئل أحمد عنه قيل: قدم رجل من البصرة عنده كتب غندر، قال: ما أعلم أحداً كتب الكتب غيرنا كنا أخذنا من علي بن المديني كتبه، وإنما كان انتخاب فأخذنا كتب الشيخ فكنا ننسخها، وقال: لم يسمع هذا الكتاب ـ يعني حديث شعبة ـ من غندر إلا أنا ويحيى وخلف وهيثم، وذكر رجلاً آخر هو ابن صاحب الدار التي كانوا يسكنونها. قال الذهبي: حافظ ثبت مات سنة 243 هـ.
قال ابن حجر: ثقة، من الحادية عشرة، مات في حدود 250 ـ (م د ت جه).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (6/ 439)، الجرح والتعديل (6/ 317)، المعجم المشتمل (187)، تاريخ بغداد (12/ 266، 267)، الثقات لابن حبان (8/ 500)، تهذيب الكمال (20/ 223 - 226)، السّيرَ (12/ 178)، الكاشف (2/ 30)، التهذيب (7/ 250)، التقريب (395).
(2)
سعيد بن سفيان الجَحْدري البصري: قال البخاري: أرى كنيته أبو الحسن، قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال ابن المديني: ذهب حديثه. وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ حمل عليه ابن المديني، وليس من يسلك مسلك الأثبات ثم لم يتعرَّ عن الوهم والخطأ استحق الحمل عليه حتى يُعدل به عن مسلك الأثبات إلى غيرهم. قال الذهبي في المغني والميزان: قواه الترمذي، وفي الكاشف: حسن الترمذي له.
وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، من التاسعة، مات سنة 204 هـ، أو 205 هـ (ت).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (3/ 476)، التاريخ الصغير (219)، الجرح والتعديل (4/ 27)، الثقات لابن حبان (8/ 265)، تهذيب الكمال (10/ 473، 474)، الميزان (2/ 140)، المغني (1/ 260)، الكاشف (1/ 437)،
التهذيب (4/ 40)، التقريب (236).
(3)
عبد الله بن مَعْدان: أبو معدان المكي، اسمه عبد الله بن معدان، يقال: عامر بن زُرَارة، وفي التهذيبين: ابن مرة. قال ابن معين: صالح.
قال ابن حجر: مقبول، من السابعة (ت).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (446)، التاريخ الكبير (5/ 210)، تهذيب الكمال (34/ 306)، الكاشف (2/ 462)، التهذيب (12/ 241)، التقريب (674).
(4)
عاصم بن كُلَيب الجَرْمي: هو عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجَرْمي، الكوفي. أثنى عليه
أبو داود قال: كان من العباد وذكر من فضله، وقال: كان أفضل أهل الكوفة.
وثقه جماعة: قال ابن معين: ثقة مأمون، وقال أحمد في رواية: ثقة، وفي رواية: لابأس بحديثه، كما وثقه ابن سعد، وأحمد بن صالح، والنسائي، والفسوي، والعجلي. وقال أبو حاتم: صالح. قال ابن المديني: لايحتج بما انفرد به. وقال أبوداود: عاصم بن كليب عن أبيه عن جده ليس بشيء.
رُمي بالإرجاء: قال جرير: كان مرجئاً، وكذا قال شريك النخعي. قال الذهبي في الميزان، وابن قطلوبغا: كان من العباد الأولياء لكنه مرجئ. قال المزي: استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في كتاب رفع اليدين في الصلاة وفي الأدب.
قال ابن حجر: صدوق رمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين ومائة (خت م 4).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (6/ 341)، من كلام أبي زكريا (46)، بحر الدم (224)، العلل للإمام حمد برواية المروذي (201)، التاريخ الكبير (6/ 487)، الجرح والتعديل (6/ 349، 350)، سؤالات الآجري أباداود (3/ 167)، الضعفاء للعقيلي (3/ 334، 335)، الثقات لابن حبان (7/ 256)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 70)، الثقات لابن شاهين (150)، الثقات للعجلي (2/ 10)، تهذيب الكمال (13/ 537 - 539)، البيان والتوضيح (93)، الميزان (2/ 356)، من تكلم فيه (104)، الكاشف (1/ 521)، من روى عن أبيه عن جده (304 - 306)، التهذيب (5/ 55، 56)، التقريب (286).
(5)
أبوه: هو كليب بن شهاب الجرمي: شهد مع علي رضي الله عنه صفين. وثقه ابن سعد وقال: رأيتهم يستحسنون حديثه، ويحتجون به ووثقه أبو زرعة، والعجلي. وقال النسائي: لانعلم أحداً روى عنه غير ابنه عاصم، وغير إبراهيم بن مهاجر وليس بقوي في الحديث. ذكره ابن عبد البر وابن منده وأبو نعيم في الصحابة، وتعقبهم ابن حجر بأن الحديث الذي اعتمدوا عليه في إثبات صحبة كليب قد سقط من سنده "عن رجل من الأنصار" وقد ذكر البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وابن سعد أنه من التابعين. وقد قال ابن أبي حاتم: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً لم يدركه، إنما يرويه الناس عن عاصم عن أبيه عن رجل من الأنصار.
قال ابن حجر: صدوق، من الثانية، وهم من ذكره في الصحابة (ى 4).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (6/ 123)، العلل لأحمد (1/ 374)، الجرح والتعديل (7/ 165 - 167)، التاريخ الكبير (7/ 229)، سؤالات الآجري أبا داود (3/ 167)، الثقات للعجلي (2/ 228)، الثقات لابن حبان (5/ 337)، تهذيب الكمال (24/ 211 - 213)، أسد الغابة (4/ 253، 254)، الكاشف (2/ 149)، الإصابة (5/ 632، 668)، التهذيب (8/ 445، 446)، التقريب (462).
حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه:
رجال إسناده عند ابن ماجه:
(1)
هشام بن عمار: تقدم، وهو صدوق كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح. (راجع ص 54)
(2)
صدقة بن خالد: الأموي ـ مولاهم ـ أبو العباس الدمشقي السمين. قال ابن معين: هو مولى أم البنين وهي بنت عبد العزيز بن مروان أخت عمر بن عبد العزيز وزوجها الوليد. وثقه ابن سعد، ودحيم، وابن نمير، وابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وأبو داود، والعجلي، والنسائي. وقال أبو مسهر: صحيح الأخذ صحيح العطاء. وقال أحمد: ثقة ثقة ليس به بأس، وفي رواية: ثقة ثقة ثبت وهو صالح الحديث، وقال: ثقة مأمون ما بلغني أن أحداً من الشاميين كان يكتب حديثه بيده غيره فذاك بَيِّن في حديثه. وكذا قال ابن معين: كان يكتب عند المحدثين في ألواح وأهل الشام لايكتبون عند المحدثين يسمعون ثم يجيئون إلى المحدث فيأخذون سماعهم منه. قال ابن حبان والذهبي: مات سنة 180 هـ.
قال ابن حجر: ثقة، من الثامنة، مات سنة 171 هـ، وقيل 180 هـ أو بعدها (خ د س جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 469)، العلل لأحمد (1/ 300، 2/ 20)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (250، 251)، بحر الدم (212)، سؤالات أبي داود لأحمد (259)، التاريخ لابن معين (4/ 359، 408، 417، 459)، سؤالات ابن الجنيد (359)، تاريخ الدارمي (133)، التاريخ الكبير (4/ 295، 296)، الجرح والتعديل (4/ 430، 431)، المعرفة (2/ 433)، الثقات للعجلي (1/ 466)، الثقات لابن حبان (6/ 466، 467)، الثقات لابن شاهين (118)، تهذيب الكمال (13/ 128 - 132)، الكاشف (1/ 501)، التهذيب (4/ 414، 415)، التقريب (275).
(3)
ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة الشامي الداراني. وثقه ابن سعد،
وابن معين، وأبو داود وابنه أبو بكر، والعجلي، الخطيب، وأحمد في رواية، وفي أخرى: حسن الحديث، وفي ثالثة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به. وقال أبو حفص عمرو بن علي الفلاس: ضعيف الحديث حدث عن مكحول أحاديث مناكير وهو عندهم من أهل الصدق، روى عنه أهل الكوفة أحاديث مناكير. وقد ذبّ عنه الخطيب فقال: رووا أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عنه ووهموا في ذلك، فالحمل عليهم في تلك الأحاديث ولم يكن غير ابن تميم الذي أشار إليه عمرو، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر، والله أعلم. وقال الذهبي في الميزان: لم أر أحداً ذكره في الضعفاء غير البخاري ذكره في الكتاب الكبير في الضعفاء فما ذكر له شيئا يدل على ضعفه أصلاً، وقال في المغني: من ثقات الدماشقة أثنى عليه جماعة، والعجب من البخاري كيف أورده في الضعفاء، وقال: قال الوليد: كان عنده كتاب سمعه وآخر لم يسمعه. وقال الذهبي: مات سنة 153 هـ.
قال ابن حجر: ثقة، من السابعة، مات سنة بضع وخمسين ومائة (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 466)، سؤالات أبي داود لأحمد (257، 261)، العلل لأحمد (2/ 347)، سؤالات ابن الجنيد (399)، التاريخ لابن معين (4/ 456)، التاريخ الكبير (5/ 365)، الجرح والتعديل (5/ 299، 300)، الثقات للعجلي (2/ 90)، الثقات لابن حبان (7/ 81، 82)، الثقات لابن شاهين (146)، تاريخ بغداد (10/ 211 - 214)، تهذيب الكمال (18/ 5 - 10)، الميزان (2/ 598، 599)، السّيرَ (7/ 176)، التذكرة (1/ 183)، المغني (2/ 289)، الكاشف (1/ 648)، التهذيب (6/ 297، 298)، التقريب (353).
(4)
بسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي: وثقه النسائي، والعجلي، ومروان بن محمد. قال أبومسهر: أحفظ أصحاب أبي إدريس عنه. وكان يقول: إن كان ليبلغني الحديث في المصر فأرحل فيه مسيرة أيام.
قال ابن حجر: ثقة حافظ، من الرابعة (ع).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (2/ 423)، الثقات للعجلي (1/ 245)، الثقات لابن حبان (6/ 109)، تهذيب الكمال (4/ 75 - 77)، السّيرَ (4/ 592)، الكاشف (1/ 266)، التهذيب (1/ 438)، التقريب (122).
(5)
أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله ـ بتحتانية ومعجمة ـ ابن عبد الله، ويقال: عبيد الله بن إدريس ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، سمع من كبار الصحابة ومنهم: أبو الدرداء، وعبادة، وشداد بن أوس رضي الله عنهم. قال مكحول: ما رأيت أعلم منه، وفي رواية: ما رأيت مثله. وقال الزهري: كان قاص أهل الشام وقاضيهم في خلافة عبد الملك. وثقه ابن سعد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، والعجلي.
كان يرسل: قال ابن حجر في الإصابة أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال البخاري: لم يسمع من عمر شيئاً. وقال العلائي: روى عن أبي وبلال وقيل إن ذلك مرسل.
اختلف في سماعه من معاذ رضي الله عنه:
فأثبته بعضهم اعتماداً على ماجاء في الموطأ أنه رآه في المسجد وسأل عنه قيل له هو معاذ فسلّم عليه، وقال: اني أحبك في الله، وأيدوا ذلك بأنه كان له عشر سنين عند موت معاذ لأنه ولد في غزوة حنين وهي في أواخر سنة ثمان، ومات معاذ سنة ثمان عشرة. وممن قال بذلك ابن عبد البر. كما مال إليه العلائي وسبط ابن العجمي، ومال إليه ابن عساكر وقال: روي أنه لقيه من وجوه. قال ابن عبد البر: سماعه من معاذ عندنا صحيح، سئل الوليد بن مسلم وكان عالماً بأيام أهل الشام: هل لقي معاذاً؟ قال: نعم أدرك معاذاً وأبا عبيدة وهو ابن عشر سنين، سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ذلك.
ونفاه آخرون اعتماداً على ما رواه الزهري عن أبي إدريس أنه قال: أدركت أبا الدرداء وعبادة، وفاتني معاذ بن جبل. وممن قال بذلك: أبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبان. وأبو داود وقال: لم يسمع منه وقد روى عنه ولا يصح. ومال إليه ابن حجر واستبعد أن يكون ـ وهو في سن التاسعة والنصف ـ يجاري معاذا في المسجد تلك المجارة، ويخاطبه على ما اشتهر من عادتهم أنهم لا يطلبون العلم إلا بعد البلوغ.
وقد ردّ ابن عبد البر استدلالهم بقول أبي إدريس على أنه أراد فاتني معاذ في معنى كذا أو في خبر كذا؛ لأن أبا حازم وغيره رووا عنه أنه رآه وسمع منه. وقال ابن حجر: سبقه الطحاوي إلى هذا الجمع والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن سماعه من معاذ رضي الله عنه محتمل، وقد صحح العلماء السند الذي فيه ثبوت ذلك، قال البخاري: يمكن أن يكون سمع من معاذ. وما استبعده ابن حجر ليس ببعيد والله أعلم.
قال الذهبي: ليس هو بالمكثر، لكن له جلالة عجيبة، كان القاص في الزمن الأول يكون له صورة عظيمة في العلم والعمل.
قال ابن حجر: قال سعيد بن عبد العزيز: كان عالم الشام بعد أبي الدرداء، مات سنة 80 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 448)، العلل لأحمد (2/ 458)، التاريخ الكبير (7/ 83)، الجرح والتعديل (7/ 37، 38)، المراسيل (152)، الثقات لابن حبان (5/ 277)، الثقات للعجلي (2/ 16)، تهذيب تاريخ دمشق (7/ 206 - 208)، الاستيعاب (4/ 157)، أسد الغابة (3/ 99، 5/ 134)، جامع التحصيل (205، 206)، تهذيب الكمال (14/ 88 - 93)، السّيرَ (4/ 272 - 277)، التذكرة (1/ 56، 57)، الكاشف (1/ 528)، الإصابة (5/ 5، 6، 7/ 27)، التهذيب (5/ 85 - 87)، التقريب (289، 617).
درجة الحديث:
حديث أنس رضي الله عنه:
إسناد الترمذي رجاله ثقات سوى أبي سفيان طلحة بن نافع وهو صدوق.
وقد حسنه الترمذي كما في (المجردة 4/ 449)، وفي نسخة (العارضة 8/ 307) وفي (تحفة الأشراف 1/ 244)، وخالفتهم نسخة (تحفة الأحوذي 6/ 350) ففيها حسن صحيح.
وحسنه البغوي في (شرح السنة 1/ 165).
وصححه الحاكم في (المستدرك 1/ 526) ووافقه الذهبي وقال في (الميزان 2/ 343): صحيح غريب.
وقد ذكر الترمذي الاختلاف على الأعمش في روايته وأن بعضهم رووه عنه عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه وقد سبق تخريجه. ثم قال: وحديث أبي سفيان عن أنس أصح
أما إسناد ابن ماجه ففيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف وقد ضعف البوصيري الحديث في (الزوائد/ 493) وهو في (مصباح الزجاجة 4/ 139). لكن الضياء في (المختارة 6/ 213، 214) نقل قول الدارقطني: رواه أبو معاوية وفضيل عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس، وخالفهما سليمان وأبو بكر بن عياش فروياه عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس. وروى هذا الحديث عن أبي الاحوص عن الأعمش عن أبي سفيان ويزيد الرقاشي عن أنس فدل على أن القولين صحيحان.
وقد قال الألباني في (ظلال الجنة 1/ 101): "حديث صحيح وإسناده فيه ضعف، محمد يدلس ولم يصرح."لكن أبا معاوية محمد بن خازم قد صرح بالتحديث في المختارة فاندفعت هذه العلة. وبقي الاختلاف على الأعمش وقد قال ابن منده في (التوحيد 3/ 112): إن طرقه كلها معلولة إلا رواية الثوري وفضيل ـ أي روايتهما عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ـ إلا أن أحمد شاكر في تعليقه على (تفسير الطبري 6/ 216) ذكر أن تعليل الرواية غير قائم لأن أبا سفيان تابعي ثقة سمع من جابر ومن أنس، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وكثيراً ما يسمع التابعي الحديث الواحد من صحابيين وهذا جواب قوي والله أعلم.
وقد صحح الألباني الحديث في (صحيح ت 2/ 225)، وفي (صحيح جه 2/ 325).
حديث أم سلمة رضي الله عنها:
رجاله ثقات سوى شهر وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام لكن هذا الحديث جاء من رواية
عبد الحميد بن بهرام عنه، وقد قال فيه ابن أبي حاتم: أحاديثه عن شهر صحاح (التهذيب 6/ 115). كما قال الدارقطني في ترجمة شهر: يخرج من حديثه ما روى عبد الحميد بن بهرام.
فالحديث حسن إن شاء الله.
وقد حسنه الترمذي (5/ 538).
وحسن الهيثمي في (المجمع 10/ 176) حديث أم سلمة عند أحمد.
وصحح أحمد شاكر اسناده في تعليقه على (تفسير الطبري 6/ 213).
وقال الألباني في (ظلال الجنة 1/ 100): صحيح رجاله ثقات غير شهر ولا بأس به في الشواهد. كما صححه في (صحيح ت/3/ 171)، وقال في (الصحيحة 5/ 126):" قال الترمذي: حسن " يعني لغيره وهو كما قال وأعلى.
أما رواية ابن السني فقد ضعفها المحقق لوجود راو متروك. وكذا قال الهلالي في (صحيح الأذكار وضعيفه 1/ 252، 253) وقال: والحديث صحيح بدون القيد أي قيد ذكره بعد سنة المغرب.
حديث شهاب بن المجنون رضي الله عنه:
ضعيف لأن عبد الله بن معدان قال فيه ابن حجر: مقبول، ولم يتابع، كما أن فيه سعيد بن سفيان وهو صدوق يخطئ، ورواية عاصم عن أبيه عن جده قال فيها أبو داود: ليست بشيء.
وقد قال الترمذي (5/ 573): هذا حديث غريب من هذا الوجه.
وضعفه الألباني لما ورد فيه من مخالفة لحديث وائل بن حجر في وضعه صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على ركبته اليمنى في الصلاة ولذا قال في (ضعيف ت/473) منكر بهذا السياق. لكن قوله:
…
{يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك} ثابت في الأحاديث الأخرى.
حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه:
رجاله ثقات سوى هشام بن عمار وهو صدوق كبر فصار يتلقن لكن شيخه لم ينفرد برواية الحديث فقد رواه ابن المبارك، والوليد بن مسلم مصرحاً يالسماع وغيرهما عن ابن جابر به.
قال البوصيري في (الزوائد/54): إسناده صحيح. وانظر (مصباح الزجاجة 1/ 271)، وفي المحققة (1/ 151).
وقد سئل أبو زرعة كما في (العلل لابن أبي حاتم 2/ 117) عن الاختلاف على أبي إدريس حيث روى عنه عن نعيم بن همار، وروى عنه عن النواس، فقال: الصحيح عن النواس عن النبي
صلى الله عليه وسلم.
وصحح الحاكم الحديث في (المستدرك 4/ 321) على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي، وصححه الحاكم في (1/ 525، 2/ 289) على شرطهما ووافقه الذهبي.
وقال ابن منده في (التوحيد 1/ 273): هذا حديث ثابت روي من وجوه.
وقال الألباني في (ظلال الجنة 1/ 98): صحيح على شرط البخاري على ضعف في هشام لكن لم ينفرد به، وصححه في (صحيح جه/1/ 40)، وفي (الصحيحة 5/ 126).
كما صححه الأرناؤوط في تعليقه على (صحيح ابن حبان 3/ 223).
أما الشوهد:
فحديث جابر رضي الله عنه: قد صححه الحاكم في (المستدرك 2/ 288) على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في (المجمع 10/ 176): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وحديث عائشة رضي الله عنها: قال العراقي في (تخريج الإحياء 4/ 1569): رواه النسائي في الكبير بإسناد جيد.
وقال الألباني في (الصحيحة 5/ 126): رجاله ثقات رجال مسلم غير أن الحسن لم يسمع من عائشة، والرواية الأخرى فيها أم محمد ولم تعرف.
وحديث بلال رضي الله عنه: قال ابن حجر في (المطالب العالية 3/ 82): رجاله ثقات إلا أن ابن أبي ليلى لم يسمع من بلال رضي الله عنه.
وقد قال ابن كثير في (التفسير 3/ 576): جيد الإسناد إلا أن فيه انقطاعاً، وهو مع ذلك على شرط أهل السنن ولم يخرجوه.
وحديث أسماء رضي الله عنها:
صححه أحمد شاكر في تعليقه على (تفسير الطبري 6/ 213).
وقد قال ابن منده في (التوحيد 3/ 112): روي عن عائشة وأم سلمة وأسماء وأبي ذر وابن مسعود وأبي هريرة وغيرهم من طرق فيها مقال.
لكن تبين مما سبق أن الحديث بمجموع الطرق والشواهد صحيح ثابت المتن ـ ولله الحمد ـ انظر (صحيح الجامع 2/ 1323). ثم إن وصف الله تعالى بأنه مقلب القلوب قد ثبت في الصحيح كما تقدم والله أعلم.