الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن عشر
أحاديث الأسماء المبدوءة بحرف النون
{النصير}
المعنى في اللغة:
النصر: هو إتيان خير وإيتاؤه، يقال: نصر الله المسلمين أي آتاهم الظفر على عدوهم، ونصر فلان بلده كذا إذا أتاها.
والنصر: إعانة المظلوم، والنصير: الناصر (1).
المعنى في الشرع:
الله ينصر المؤمنين على أعدائهم، ويثبت أقدامهم، ويلقي الرعب في قلوب اعدائهم، وكل من يريد بقوله وعمله رضا الله ينصره الله ويعينه (2).
وهو سبحانه الموثوق منه بأن لا يسلم وليه ولا يخذله (3).
وروده في القرآن:
ورد النصير في أربعة مواضع منها قوله تعالى:
{وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ
(1) معجم مقاييس اللغة (نصر)(5/ 435)، اللسان (نصر)(7/ 4439، 4440).
(2)
انظر: الحجة في بيان المحجة (1/ 153).
(3)
الأسماء والصفات (1/ 179).
النَّصِيرُ (40)} [الأنفال: 40].
{وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} [الحج: 78].
{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45)} [النساء: 45].
وجاء بلفظ خير الناصرين في قوله تعالى:
{بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)} [آل عمران: 150].
229 -
ورد فيه حديث أنس رضي الله عنه:
قال أبو داود، والترمذي رحمهما الله تعالى: حدثنا نصر بن علي أخبرنا أبي ثنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس قال: كان رسول الله إذا غزا قال: {اللهم أنت عَضُدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل} هذا لفظ أبي داود.
وعند الترمذي مختصراً بلفظ {اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، وبك أقاتل} .
التخريج:
د: كتاب الجهاد: باب ما يُدعى عند اللقاء (3/ 43)
ت: كتاب الدعوات: باب في الدعاء إذا غزا (5/ 572)
وأخرجه أبو يعلى في (المسند 5/ 326، 327)
ومن طريقه الضياء في (المختارة 6/ 338)
ورواه البزار في (مسنده: رسالة جامعية على الآلة الكاتبة /301)
وابن حبان في (صحيحه 11/ 76، 77)
والطبراني في (الدعاء 2/ 1301، 1302)
خمستهم من طريق نصر بن علي به.
ورواه النسائي في (عمل اليوم والليلة/393، 394)، وفي السّيَرفي (الكبرى 5/ 188)
ومن طريقه الضياء في (المختارة 6/ 339، 340)
وأحمد في (المسند 3/ 184)
ومن طريقه أبو نعيم في (الحلية 9/ 52)
ورواه أبو يعلى في (المسند 5/ 283، 284، 436)
والضياء في (المختارة 6/ 339)
والبيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 178)
وأبو عوانة ذكره السبكي في (تخريج الإحياء 2/ 831)
كلهم من طرق عن المثنى بن سعيد به، وعند أحمد، والبيهقي في رواية زيادة في أوله {إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فإن الله عز وجل يقول: أقم الصلاة لذكري}.
وعلقه البغوي في (شرح السنة 5/ 153)
وأضاف السيوطي في (الجامع الصغير ومعه الفيض 5/ 150)، وفي (الشمائل الشريفة /178) عزوه إلى ابن ماجه، وليس كذلك فقدبحثت عنه فلم أجده في مظانه، كما أن المزي في (تحفة الأشراف 1/ 343) لم يعزه إلى ابن ماجه والله أعلم.
وله شاهد مرسل من حديث أبي مجلز عن النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه عبد الرزاق في (مصنفه 5/ 250)
وابن أبي شيبة في (10/ 351)
وسعيد بن منصور في (سننه 3/ 2/205)
وقد ذكر السبكي في (تخريج الإحياء 2/ 831) أن الحارث أخرج في مسنده رواية أبي مجلز عن أنس.
دراسة الإسناد:
(1)
نصر بن علي الجَهْضَمي: تقدم، وهو ثقة ثبت. (راجع ص 230)
(2)
أبوه: هو علي بن نصر بن علي الجهضمي ـ بفتح الجيم وسكون الهاء بعدها معجمة مفتوحة ـ البصري، أبو الحسن الأكبر. قال أحمد: صالح الحديث، أثبت من أبي معاوية في الصدق. وثقه ابن معين، والنسائي، وأبو حاتم وزاد: صدوق، وقال صالح بن محمد: صدوق.
قال ابن حجر: ثقة من كبار التاسعة، مات سنة 187 هـ (ع).
ترجمته في:
بحر الدم (307)، الجرح والتعديل (6/ 207)، التاريخ الكبير (6/ 299)، الثقات لابن حبان (8/ 460)، تهذيب الكمال (21/ 157 - 159)، السّيرَ (2/ 430)، المغني (2/ 456)، الكاشف (2/ 48)، التهذيب (7/ 390)، التقريب (406).
(3)
المثنى بن سعيد الضُّبَعي: ـ بضم المعجمة وفتح الموحدة ـ يقال نزل ضُبيعة ولم يكن منهم، أبو سعيد البصري، القسام، القصير. وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والعجلي، وأبو
داود.
وقال أحمد في رواية، والنسائي: لابأس به. وقال ابن حبان: يخطئ. وقال أحمد سمع من أنس. وقال الذهبي: وثقوه.
وقال ابن حجر: ثقة، قال أبو حاتم: هو أوثق من المثنى بن سعيد الطائي ـ أبي غفار ـ من السادسة (ع).
ترجمته في:
التاريخ لابن معين (4/ 276)، بحر الدم (394)، سؤالات أبي داود لأحمد (326)، العلل لأحمد (2/ 475، 3/ 7)، الجرح والتعديل (8/ 323، 324)، التاريخ الكبير (7/ 418)، الثقات للعجلي (2/ 264)، الثقات لابن حبان (5/ 443)، تهذيب الكمال (27/ 200 - 203)، الكاشف (2/ 239)، التهذيب (10/ 34، 35)، التقريب (519).
(4)
قتادة: تقدم، وهو ابن دعامة السدوسي، وهو ثقة ثبت رمي بالقدر، وهو مدلس فلابد أن يصرح بالسماع. (راجع ص 261)
درجة الحديث:
الحديث رجاله كلهم ثقات، لكن فيه قتادة وهو مدلس وقد عنعن في جميع الطرق، لكن أول هذا الحديث ثبت في رواية أحمد بلفظ {إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها
…
} الحديث، قد أخرجه مسلم في (صحيحه: كتاب المساجد: باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها 5/ 193). ولم يذكره الدارقطني في تتبعه، فالحديث صحيح ولله الحمد.
وقدحسنه الترمذي فقال: حسن غريب.
ونقل المنذري في (مختصر/د 3/ 431) تحسين الترمذي للحديث.
وصححه ابن حجر في أمالي الأذكار نقله في (الفتوحات الربانية 5/ 60).
وصححه والسيوطي في (الجامع الصغير ومعه الفيض 5/ 150).
وصححه من المعاصرين:
الألباني في (صحيح الجامع 2/ 865)، وفي (صحيح ت 3/ 183)، وفي (صحيح د 2/ 499).
والبنا في (الفتح الرباني 21/ 23).
والأرناؤوط في تعليقه على (صحيح ابن حبان 11/ 77).
والهلالي في (صحيح الوابل /205)، وفي (صحيح الأذكار 1/ 533).
وبه يتأيد مرسل أبي مجلز، ويكون حسناً لغيره لأن أبا مِجْلَز وهو لاحق بن حميد السدوسي البصري: ثقة من كبار الثالثة (التقريب/586).
شرح غريبه:
عضدي: العضد: القوة، وقيل عضد الرجل: قومه وعشيرته (المشارق/عضد/2/ 96). والعضد: الأعوان، وعاضده: أعانه (مجمع بحار الأنوار/عضد/3/ 613). والعضد أيضاً مايعتمد عليه ويتق به المرء في الخيرات وغيرها من القوة (شرح الطيبي 5/ 176)، أي أنت عَوني (الأذكار/303) ومعتمدي فلا أعتمد على غيرك (المرقاة 5/ 294) قوتي، أو ناصري ومعيني (الفتوحات الربانية 5/ 60).
أحول: أتحرك، وقيل: أحتال، وقيل: أدفع وأمنع من حال بين الشيئين: إذا منع أحدهما عن الآخر، وجاء أحاول: من المفاعلة، وقيل: المحاولة: طلب الشيء بحيلة (النهاية/حول/1/ 462، 463).
أصول: أسطو وأقهر، والصَّولة: الحملة والوثبة (النهاية/صول/3/ 61)
الفوائد:
مشروعية ذكر هذا الدعاء عند الغزو (المرعاة 8/ 193).