الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{السلام}
المعنى في اللغة:
السلامة: الصحة والعافية، وأن يسلم الإنسان من العاهة والأذى (1)، والتسليم: مشتق من السلام اسم الله تعالى؛ لسلامته من العيب والنقص، وقول السلام عليكم معناه: إن الله مطلع عليكم فلا تغفلوا، وقيل: معناه اسم السلام عليك؛ إذ كان اسم الله تعالى يذكر على الأعمال توقعاً لاجتماع معاني الخيرات فيه، وانتفاء عوارض الفساد عنه، فهو دعاء للإنسان أن يسلم من الآفات في دينه ونفسه.
السلام في الأصل السلامة ومنه أن الجنة دار السلام؛ لأن الصائر إليها يسلم من الموت والأوصاب والأحزان، ويقال: أسلم: أي استسلم لأمر الله وانقاد له، وأخَلَص العبادة له من قولهم سلَّم الشيء لفلان أي خلص له (2).
المعنى في الشرع:
الله هو السلام حيث إن ذاته خلصت بانفراد الوحدانية من كل شيء، وبانت عن كل شيء، وأخلصت به القلوب إلى توحيد الله عز وجل وسلمت (3).
والسلام هو السالم من جميع العيوب والنقائص بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله (4) فهو السلام؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء، وهو الباقي الدائم الذي تفني الخلق ولايفنى وهو علىكل شيء قدير، وهو الذي سَلم من عذابه من لايستحقه، وسلم خلقه من ظلمه (5).
فاسم السلام ينفي كل نقص من جميع الوجوه، ويتضمن الكمال المطلق من جميع الوجوه لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال كله (6) والله سبحانه هو أولى وأحق باسم السلام من كل مسمى به؛ لسلامته سبحانه من كل عيب ونقص من كل وجه فهو السلام الحق بكل اعتبار والمخلوق سلام بالإضافة، والله سبحانه سلام في ذاته وصفاته وأفعاله من كل عيب ونقص يتحيله وهم، واستحقاقه لهذا الاسم أكمل من استحقاق كل ما يطلق عليه وهذا هو حقيقة التنزيه الذي نزه به نفسه، ونزهه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو السلام من الصاحبة والولد، ومن النظير والكفء والسمي والمماثل، ومن الشريك، وإذا نظرت إلى أفراد صفات كماله وجدت كل صفة سلاماً مما يضاد كمالها، فحياته سلام من الموت ومن السنة والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه أو عروض نسيان أو حاجة إلى تذكر وتفكر، وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، وعذابه وانتقامه سلام من أن يكون ظلماً أو غلظة أو تشفياً أو قسوة وهكذا سائر صفاته سبحانه وأفعاله (7).
(1) معجم مقاييس اللغة (سلم)(3/ 90)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي (215).
(2)
اللسان (سلم)(4/ 2077 - 2080)، شأن الدعاء (41 - 45).
(3)
انظر: التوحيد لابن منده (2/ 68).
(4)
تفسير ابن كثير (8/ 105).
(5)
انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (31)، جامع البيان (28/ 36)، النهاية (سلم)(2/ 392).
(6)
انظر: تيسير الكريم الرحمن (5/ 487).
(7)
انظر: بدائع الفوائد (2/ 135 - 137) وهو مبحث نفيس قيم وقد ختمه بقوله: " وكم ممن حفظ هذا الاسم لايدري ما تضمنه من هذه الأسرار والمعاني ".
قال ابن القيم (1):
وهو السلام على الحقيقة سالم من كل تمثيل ومن نقصان
وروده في القرآن:
ورد مرة واحدة في وقوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} [الحشر: 23].
149 -
(62) حديث عائشة رضي الله عنها:
قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلّم لم يقعد إلا مقدار مايقول: {اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام} وفي لفظ {ياذا الجلال
والإكرام} رواه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
150 -
(63) حديث ثوبان رضي الله عنه:
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: {اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام} رواه مسلم، وعند الترمذي، والنسائي، وابن ماجه {ياذا الجلال والإكرام} .
التخريج:
م: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته (5/ 89، 90).
ت: أبواب الصلاة: باب مايقول إذا سلم من الصلاة (2/ 95 - 98) وقال في كل منهما: حسن صحيح.
(1) النونية (2/ 233).
س: كتاب السهو: الاستغفار بعد التسليم (3/ 68)
ثم الذكر بعد الاستغفار (3/ 69).
جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب مايقال بعد التسليم (1/ 298، 300).
شرح غريبه:
إذا انصرف: أي إذا سلّم (شرح النووي 5/ 89).
لم يقعد إلا: أي في بعض الأحيان فإنه قد ثبت قعوده بعد السلام أزيد من هذا (تحفة الأحوذي 2/ 192).
منك السلام: السلامة من الآفات مطلوبة منك أو حاصلة من عندك فالسالم من سلمته
(شرح السيوطي على النسائي ومعه حاشية السندي 3/ 69).
تباركت: البركة النماء والزيادة وتكون بمعنى الثبوت واللزوم وقيل في قوله تعالى:
{تبارك الذي بيده الملك} [الملك: 1] أنه من البقاء والدوام، وقيل: من الجلال والعظمة،
وقيل: تعالى وتقدس وباسمه وذكره تنال البركة والزيادة (مشارق الأنوار 1/ 84).
وقوله: {تبارك} تفاعل من البركة المستقرة الدائمة الثابتة (تفسير ابن كثير 6/ 100).
وقيل: تباركت: استحققت الثناء، وقيل: ثبت الخير عندك، أو تبارك العباد بتوحيدك
(شرح النووي 6/ 59)، وقيل: تعظمت وتمجدت، أو جئت بالبركه، أو تكاثر خيرك،
وأصل الكلمة: للدوام والثبات (عون المعبود 2/ 465).
الفوائد:
الحث على الاستغفار بعد العمل؛ لما فيه من تحقير للعمل وتعظيم لجناب الرب،
وكذلك ينبغي أن يكون حال العابد فيلاحظ عظمة جلال ربه وحقارة نفسه وعمله لربه
فيزداد تضرعاً واستغفاراً كلما ازداد عملاً، وقد مدح الله تعالى عباده بقوله: {كانوا قليلاً
من الليل مايهجعون وبالأسحار هم يستغفرون} [الذاريات: 17، 18] (حاشية السندي
على النسائي 3/ 69).
151 -
(64) ثبت فيه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
قال كنا نقول في الصلاة: السلام على الله السلام على فلان. فقال لنا
النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم: {إن الله هو السلام} وفي رواية: {لا تقولوا
السلام على الله؛ فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله
والصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين ـ فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في
السماء أو بين السماء والأرض ـ أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن
محمداً عبده ورسوله} رواه البخاري، ومسلم باللفظ الأول، وأبو داود
والنسائي وابن ماجه باللفظ الثاني. وفي لفظ عند البخاري: كنا إذا صلينا مع
النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل علينا بوجهه
فقال: {إن الله هو السلام فإذا قعد أحدكم في الصلاة
…
} الحديث بنحوه.
التخريج:
خ: كتاب الأذان: باب التشهد في الآخرة (1/ 211)(الفتح 2/ 311)
ثم باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد (1/ 212)(الفتح 2/ 320)
وانظر: كتاب العمل في الصلاة: باب من سمى قوماً، أو سلم في الصلاة على غيره مواجهة وهو لايعلم (2/ 79)(الفتح 3/ 76)
كتاب الاستئذان: باب السلام اسم من أسماء الله تعالى (8/ 63، 64)(الفتح 11/ 13)
كتاب الدعوات: باب الدعاء في الصلاة (8/ 89)(الفتح 11/ 131)
كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {السلام المؤمن} (9/ 142)(الفتح 13/ 365).
م: كتاب الصلاة: باب التشهد في الصلاة (4/ 115 - 117).
د: كتاب الصلاة: باب التشهد (1/ 252).
س: كتاب الافتتاح: باب كيف التشهد الأول (2/ 240)
كتاب السهو: باب إيجاب التشهد (3/ 40، 41)
باب تخير الدعاء بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (3/ 50، 51)
جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ماجاء في التشهد (1/ 290).
شرح غريبه:
كنا نقول السلام على الله: كأنهم رأوا السلام من قبيل الحمد والشكر فجوزوا ثبوته
له تعالى وهو تعالى السلام منه بدأ وإليه يعود، فقال لهم صلى الله عليه وسلم:
{إن الله هو السلام} أي: السالم من أن يلحقه حاجة، أو يناله تغير أو آفة بل
هو الكامل في أوصافه العليا وأسمائه الحسنى وهو الغني بذاته عن كل ما سواه
(شرح التوحيد 1/ 131).
قبل عباده: قبل سلامه على عباده، وفي بعضها ـ بكسر القاف وفتح الموحدة ـ أي: من
جهة عباده وهو موافق لرواية من عباده (شرح الكرماني 22/ 76).
إن الله هو السلام: أنكر صلى الله عليه وسلم التسليم على الله وبين أن ذلك عكس
مايجب أن يقال؛ فإن كل سلام ورحمة له ومنه وهو مالكها ومعطيها، وهو سبحانه
المرجوع إليه بالمسائل المتعالي عن المعاني المذكورة فكيف يدعى له وهو المدعو على
الحالات، والسلام منه بدأ وإليه يعود، فأمرهم أن يصرفوه إلى الخلق؛ لحاجتهم
إلى السلامة، وغناه سبحانه وتعالى (الفتح 2/ 312).
التحيات لله: جمع تحية، قيل: أراد بها السلام، يقال حياك الله أي سلم عليك،
وقيل: التحية الملك (غريب الحديث لأبي عبيد 6/ 111)، وقيل: البقاء، وإنما جمع
التحية لأن ملوك الأرض يُحيَّونَ بتحيات مختلفة فقيل للمسلمين قولوا: التحيات لله.
أي الألفاظ التي تدل على السلام والملك والبقاء هي لله تعالى والتحية
تفعلة من الحياة (النهاية/تحا/1/ 183)(مشارق الأنوار 1/ 218).
الصلوات: جمع صلاة وهي العبادة المخصوصة، وأصلها في اللغة الدعاء فسميت
ببعض أجزائها، وقيل: أصلها في اللغة التعظيم سميت العبادة المخصوصة صلاة؛ لما فيها
من تعظيم الرب تعالى، وقوله في التشهد {الصلوات لله} أي الأدعية التي يراد بها
تعظيم الله هو مستحقها لاتليق بأحد سواه (النهاية/صلا/3/ 50)، وقيل:
معناها الرحمة له ومنه أي هو المتفضل بها وأهلها، وقيل: المراد الصلاة المعهودة
أي المعبود بها الله (مشارق الأنوار 2/ 45).
والطيبات: أي الطيبات من الصلاة والدعاء والكلام مصروفات
إلى الله تعالى (النهاية/طيب/3/ 148)، (مشارق الأنوار 1/ 323)، وقيل غير ذلك
(الفتح 2/ 313)(شرح النووي 4/ 116).
وذكر ابن دقيق العيد: أن الصلوات يحتمل أنها الصلوات المعهودة والتقدير: أنها واجبة
لله تعالى لا يجوز أن يقصد بها غيره، أو يكون ذلك إخباراً عن إخلاصنا الصلوات
له أي أن صلواتنا مخلصة له لا لغيره، ويحتمل أن المراد بها الرحمة، ويكون معنى
قوله: {لله} أي المتفضل بها والمعطي هو الله؛ لأن الرحمة التامة لله تعالى لالغيره.
والطيبات تفسيرها بما هو أعم أولى، أي الطيبات من الأفعال والأقوال والأوصاف
وطيب الأوصاف كونها بصفة الكمال، وخلوصها عن شوائب النقص (إحكام الأحكام 3/ 8 - 10).
السلام عليك: معناه التعوذ باسم الله الذي هو السلام ـ يريد إعاذة المتكلم
للنبي صلى الله عليه وسلم بالله ـ كما يقال اسم الله عليك كما تقول: الله معك
أي الله متوليك وكفيل بك، وقيل: معناه السلامة والنجاة لك، وقيل: الانقياد لك.
وليس يخلو بعض هذا من ضعف؛ لأنه لايتعدى السلام ببعض هذه المعاني
بـ {على} (إحكام الأحكام 3/ 11 - 12).
وهذه المعاني متلازمة؛ لأنه إذا حصل حفظ الله لعبده وكلاءته وكان معه حصل
له الخير والبركة والسلامة (شرح التوحيد 1/ 123).
الصالحين: الرجل الصالح القائم بما يلزمه من حقوق ربه وعبادته (المشارق 2/ 44)،
وينبغي للمصلي أن يستحضر في هذا المحل جميع الأنبياء والملائكة والمؤمنين؛ ليتوافق لفظه
مع قصده (الفتح 2/ 314، 315).
الفوائد:
(1)
أن السلام الذي هو تحية بين المخلوقين هو اسم الله تعالى وضعه في الأرض، وعندما
يلقي المسلم السلام على أخيه فإنه يذكر الله تعالى طالباً منه السلامة متوسلاً إليه بذكر اسمه
تعالى المناسب لطلبه، فكأنه يقول: أنا مسالم لك أيها الأخ محب وداع لك، وطالب حصول
البركة والخير والسلامةمن كل مؤذ ممن يملك ذلك متوسلاً إليه في حصول ذلك باسمه السلام
فتضمن ثلاثة أشياء:
أولها: ذكر اسم الله تعالى.
ثانيها: إعلام المسلَّم عليه أنه مسالم له لايناله منه أذى.
ثالثها: طلب السلامة والخير له وعليه فهو لايخالف كونه اسماً من أسماء الله تعالى (شرح
…
التوحيد 1/ 124).
(2)
ذكر ابن القيم أن معنى السلام عليكم فيه قولان مشهوران:
القول الأول: اسم السلام عليكم، والسلام هنا هو الله عز وجل والمعنى: نزلت بركة اسمه
عليكم وحلت عليكم ونحو هذا، واختير من أسمائه عز وجل السلام.
القول الثاني: طلب السلامة وهو مقصود المسلِّم فقد تضمن قوله: سلام عليكم اسماً من أسماء الله وطلب السلامة منه (بدائع الفوائد 2/ 140 - 143).
(3)
إفراده صلى الله عليه وسلم بالذكر؛ لشرفه ومزيد حقه على الأمة. ثم علمهم
أن يخصوا أنفسهم أولاً؛ لأن الأهتمام بها أهم، ثم أمرهم بتعميم السلام على
الصالحين إعلاماً منه بأن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملاً لهم.
(4)
اتباع لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم بعينه الذي علمه الصحابة فلا يعدل عن
الخطاب إلى الغيبة في قول السلام عليك أيها النبي.
(5)
استحباب البداءة بالنفس في الدعاء {السلام علينا} ، وهذا الدعاء من جوامع
الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم (الفتح 2/ 313 - 315).
152 -
ورد فيه حديث جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك رضي الله عنهما:
قال الترمذي (1) رحمه الله تعالى: حدثنا محمود بن غيلان
وقال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال
كلاهما قال حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال: حدثنا زياد بن عبد الله بن عُلاثة عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك قالا: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا على الجراد قال: {اللهم أهلك الجراد، اقتل كباره، وأهلك صغاره، وأفسد بيضه، واقطع دابره، وخذ بأفواههم عن معاشنا، وارزقنا إنك سميع الدعاء} قال: فقال رجل: يارسول الله كيف تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنها نَثْرَة حوت في البحر} هذا لفظ الترمذي.
وعند ابن ماجه: {أهلك كباره، واقتل صغاره
…
وخذ بأفواهها
…
إن الجراد نثرة الحوت في البحر}.
التخريج:
ت: كتاب الأطعمة: باب ما جاء في الدعاء على الجراد (4/ 269، 270)
جه: كتاب الصيد: باب صيد الحيتان والجراد (2/ 1073، 1074)
ورواه ابن الجوزي في (الموضوعات 3/ 14)
والخطيب في (تاريخ بغداد 8/ 478، 479)
ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 9/ 491)
ثلاثتهم من طريق هارون الحمال به، وزاد ابن الجوزي، والخطيب بعد زياد عن أبيه، ولم يذكره المزي فلعله زيادة في السند.
وذكر السيوطي في (الدر 3/ 109، 110) أن الحاكم أخرجه في تاريخه، والبيهقي في (الشعب) من حديث
ابن عمر، ولم أجده في فهارس المطبوعة من الشعب.
وأضاف صاحب (تنزيه الشريعة 2/ 252) عزوه إلى الطبراني
وقال الألباني في (الضعيفة 1/ 145): أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث من رواية أبي خالد الواسطي عن رجل عن ابن عباس موقوفاً عليه.
دراسة الإسناد:
الطريق الأول: رجال إسناده عند الترمذي:
(1)
محمود بن غيلان: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 211)
(1)(رواية الترمذي سقطت من بعض النسخ، ولذا لم تذكر في (تحفة الأشراف 1/ 367، 2/ 267) وأضافها المحقق، وذكر أن الرواية في النسخة المصرية فقط، ولم يذكرها المزي ولا الحافظ، ولم يذكرها المزي في (تهذيب الكمال 9/ 491)، واستدرك الدميري على البوصيري فقال: هو مما انفرد به المصنف، ولم يذكره صاحب الزوائد نقله محقق (سنن ابن ماجه 2/ 1074). وقال ابن كثير في (التفسير 3/ 192، 3/ 460): تفرد به ابن ماجه، وذكر ابن حجر في (التهذيب 3/ 378) رواية ابن ماجه فحسب.
(2)
أبو النضر هاشم بن القاسم: هو هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي ـ مولاهم ـ البغدادي، أبو النضر، مشهور بكنيته، ولقبه قيصر: وثقه ابن سعد، وابن المديني، وابن معين، وابن قانع، والعجلي وزاد: صاحب سنة وكان أهل بغداد يفخرون به. وقال أحمد: من متثبتي بغداد، وقال: شيخنا من الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، وهو أثبت من شاذان. وقال النسائي: لا بأس به. وقال الحاكم: حافظ ثبت في الحديث. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عبد البر: اتفقوا على أنه صدوق. وكان مكثراً عن شعبة: قال أبو حاتم: روى عنه أربعة الآف حديث، وقال أحمد: كتب عن شعبة إملاءً. لكن ابن معين قال: أول من كتب عنه أنا وأحمد، فقال: إن عندي كتاباً لشعبة نحو من ثمانمائة حديث سألت شعبة عنها فحدثني بها، وما عندي غير هذه لست أجترئ عليها، ثم حضرته بعد وقد أخرج تلك الأحاديث الباقية فكان يقول حدثني شعبة ـ والحديث فتنةٌ ـ فكانت نحو أربعة آلاف حديث. ومن أجل قول ابن معين هذا ذكره ابن عدي في الكامل وقال: لم أر له حديثاً منكراً فأذكره وهو عندي لا بأس به.
قال ابن حجر: ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة 207 هـ، وله ثلاث وسبعون سنة (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 335)، تاريخ الدارمي (225)، بحر الدم (436)، التاريخ الكبير (8/ 235)، الجرح والتعديل (9/ 105)، السؤآلات والضعفاء (2/ 742)، تاريخ بغداد (14/ 63 - 66)، الثقات للعجلي (2/ 323، 324)، الثقات لابن حبان (9/ 243)، الكامل (7/ 2573)، تهذيب الكمال (30/ 130 - 136)، السّيرَ (9/ 545 - 549)، الميزان (4/ 290)، التذكرة (1/ 359)، الكاشف (2/ 332)، التهذيب (11/ 18، 19)، التقريب (570).
(3)
زياد بن عبد الله بن عُلاثة: ـ بضم المهملة وبالمثلثة ـ العُقيلي ـ بضم المهملة ـ أبو سهل الحراني، ناب في القضاء عن أخيه محمد مع المهدي. قال الذهبي: ثقة.
وقال ابن حجر: وثقه ابن معين، من الثامنة (ت جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 324)، الجرح والتعديل (3/ 537)، تاريخ بغداد (8/ 478، 479)، تهذيب الكمال (9/ 490 - 492)، الكاشف (1/ 411)، التهذيب (3/ 377، 378)، التقريب (220) ولم يذكر في النسختين (ت) وقد أضفتها لتخريجه هذا الحديث.
(4)
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، أبو محمد المدني. قال ابن المديني: كان ضعيفاً ضعيفاً ضعيفاً. وقال البخاري: في حديثه مناكير. وكان أحمد يضعفه، وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، وله أحاديث منكرة. وقال ابن معين: ليس بشئ ولا يكتب حديثه وفي رواية ضعيف. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، وأحاديث عقبة بن خالد التي رواها عنه فهي من جنايته ليس لعقبة فيها جرم. وقال أبو داود: لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة، وأبو أحمد، والفسوي، والنسائي: منكر الحديث، وزاد الفسوي: رواية الكوفة عنه عن أبيه ليست بشئ. وقال الدارقطني: متروك. وقال الجوزجاني. وابن عدي: ينكر الأئمة أحاديثه التي يرويها عنه عقبة وغيره. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به. وقال ابن حبان: يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم، وهو ساقط الاحتجاج به.
وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف.
وقال ابن حجر: منكر الحديث، من السادسة، مات سنة 151 هـ (ت جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (9/ 396، 397)، سؤالات محمد بن عثمان لعلي بن المديني (95)، التاريخ لابن معين (3/ 182)، سؤالات ابن الجنيد (481)، التاريخ الكبير (7/ 295)، الضعفاء للبخاري (112)، المعرفة (1/ 326)، السؤآلات والضعفاء (2/ 393)، الجرح والتعديل (8/ 159، 160)، الضعفاء للنسائي (236)، المجروحين (2/ 241)، الكامل (6/ 2342، 2343)، الشجرة (220)، الضعفاء للعقيلي (4/ 169)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 148)، الضعفاء للدارقطني (367)، تهذيب الكمال (29/ 139 - 142)، المغني (2/ 686)، الميزان (4/ 218، 219)، الكاشف (2/ 308)، التهذيب (10/ 368، 369)، التقريب (553).
(5)
محمد بن إبراهيم التيمي: هو محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي: وثقه ابن سعد، وابن معين، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة، وابن خراش، والترمذي، والنسائي. وقال ابن المديني: حسن الحديث، مستقيم الرواية ثقة إذا روى عن ثقة رأيت على حديثه النور، أما رواية أهل الكوفة عن ابنه عنه فليس بشئ.
وقال أبو حاتم: لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد، ولا من عائشة، ولا من أسامة بن زيد، ولا من أسيد بن حضير. قال ابن حبان: سمع ابن عمر، ورأى أنساً، إلا أن أكثر روايته عن أبي سلمة، وعلقمة بن وقاص. وقال أحمد: في حديثه شئ، روى أحاديث مناكير أو منكرة، قال ابن عدي: إن كان أحمد أراد به محمد بن إبراهيم مديني يحدث عن أبي سلمة فهو عندي لا بأس به، ولا أعلم له شيئاً منكراً إذا حدث عنه ثقة. وقال ابن حجر: المنكر أطلقه أحمد وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك.
قال الذهبي في السّيرَ: كان عريف قومه، ولعل مالكا لم يحمل عنه لمكان العرافة وهو قد جاز القنطرة واحتج به أهل الصحاح بلا مثنوية.
وقال ابن حجر: ثقة له أفراد، من الرابعة، مات سنة 120 هـ على الصحيح (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (9/ 99، 100)، بحر الدم (361)، العلل لأحمد (1/ 566)، التاريخ الكبير (1/ 22، 23)، الجرح والتعديل (7/ 184)، المراسيل (188)، الضعفاء للعقيلي (4/ 20، 21)، الثقات لابن شاهين (214)، سنن الترمذي (4/ 270)، المعرفة (1/ 426)، جامع التحصيل (261)، الثقات لابن حبان (5/ 381)، الكامل (6/ 2143)، تهذيب الكمال (24/ 301 - 306)، الميزان (3/ 445)، السّيرَ (5/ 294 - 296)، التذكرة (1/ 124)، الكاشف (2/ 153)، الهدي (437)، التهذيب (9/ 5 - 7)، التقريب (465).
الطريق الثاني: رجال إسناده عند ابن ماجه:
ويتفق مع إسناد الترمذي في هاشم بن القاسم ومن فوقه، ويبقى شيخه:
هارون بن عبد الله الحَمَّال: هو هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى الحمال ـ بالمهملة ـ البزاز. اختلف في سبب تلقيبه بالحمال فقيل: لأنه حمل رجلا على ظهره انقطع بطريق مكة، وقيل: لأنه كان بزازاً ـ يبيع الثياب ـ فتزهد فصار يحمل الأشياء بالأجرة، ويأكل منها، وقيل: لكثرة ما حمل من العلم والله أعلم. سئل أحمد: أكتب عنه؟ قال: إي والله، قيل له: إنهم حكوا عنك أنك سكتَّ حين سألوك، قال: ما أعرف هذا. وثقه النسائي، والدارقطني، والخطيب. وقال أبو حاتم: صدوق، وقال إبراهيم: كان صدوقاً لو كان الكذب حلالاً لتركه تنزهاً.
قال ابن حجر: ثقة، من العاشرة، مات سنة 243 هـ، وقد ناهز الثمانين (م 4).
ترجمته في:
بحر الدم (435)، الجرح والتعديل (9/ 92)، تاريخ بغداد (14/ 22، 23)، المعجم المشتمل (308)، الأنساب (2/ 253، 254)، الثقات لابن حبان (9/ 239)، تهذيب الكمال (30/ 96 - 100)، السّيرَ (12/ 115)، التذكرة (2/ 478، 479)، الكاشف (2/ 330)، التهذيب (11/ 8، 9)، نزهة الألباب (1/ 208)، التقريب (569)، الخلاصة (407)، فتح الوهاب (1/ 208).
درجة الحديث:
الحديث ضعيف جداً، أو موضوع؛ لأن فيه موسى بن محمد: منكر الحديث، وقد نص جمع من العلماء على ضعفه.
قال الترمذي (السنن 4/ 270): غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي قد تُكلم فيه، وهو كثير الغرائب والمناكير، وأبوه ثقة وهو مدني.
وذكره الذهبي في (الميزان 4/ 219) من مناكيره
وضعفه ابن حجر في (الفتح 9/ 621)
وذكره ابن الجوزي في (الموضوعات 3/ 14، 15) وقال: هذا لايصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي (تنزيه الشريعة 2/ 251)، وفي (اللآلئ 2/ 232)
وقال الألباني في (الضعيفة 1/ 144، 145): موضوع. ورواية ابن قتيبة حديث ابن عباس سندها واهٍ جداً؛ لأن فيه راوياً متروكاً، ورمي بالكذب، قال: ويشبه أن يكون الحديث من الإسرائيليات.
وحديث ابن عمر قال عنه البيهقي: حديث منكر نقله السيوطي في (الدر 3/ 110).
ومما يؤكد نكارة الحديث ما ثبت في الصحيحين من إباحة أكل الجراد.
فقد رويا حديث ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: {غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستاً كنا نأكل معه الجراد} هذا لفظ البخاري، وعند مسلم {سبع غزوات نأكل
الجراد}.
خ: كتاب الذبائح: باب أكل الجراد (الفتح 9/ 620)
م: كتاب الصيد: باب إباحة الجراد (13/ 103، 104).
153 -
ورد فيه حديث معقل بن يسار رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف حدثني نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف مَلَك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة} .
التخريج:
ت: كتاب فضائل القرآن: باب رقم (22)(5/ 182)
ورواه ابن السني في (عمل اليوم والليلة /73، 631) من طريق محمود بن غيلان به بدون الشاهد.
وأحمد في (المسند 5/ 26) ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 29/ 295)
والدارمي في (المسند 2/ 458)
والطبراني في (الدعاء 2/ 934)
والبغوي في (التفسير 8/ 88)
خمستهم من طريق أبي أحمد الزبيري به.
وعلقه الذهبي في (الميزان 1/ 632).
دراسة الإسناد:
(1)
محمود بن غيلان: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 211)
(2)
أبو أحمد الزبيري: تقدم، وهو محمد بن عبد الله بن الزبير، وهو ثقة ثبت يخطئ في حديث الثوري. (راجع ص 235)
(3)
خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف: هو خالد بن أبي خالد، الكوفي، وهو مشهور بكنيته. قال الآجري: لم يذكره أبو داود إلا بخير، وقال أبو حاتم: من عتق الشيعة، محله الصدق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ ويهم، وقال ابن عدي: لم أر في مقدار ما يرويه حديثاً منكراً. ضعفه ابن معين، وقال: خلط قبل موته بعشر سنين وكان قبل ذلك ثقة وكان في تخليطه كل ما جاءوه به قرأه. وقال ابن الجارود: ضعيف.
ووصفه ابن حجر في التهذيب بتدليس الشيوخ فقال: دلس أبا داود الأعمى كنيته فسماه بما لم يشتهر به ـ ولم يذكر في كتب المدلسين ـ
وقال في التقريب: صدوق رمي بالتشيع ثم اختلط، من الخامسة (ت).
ترجمته في:
التاريخ لابن معين (3/ 333)، تاريخ الدارمي (246)، التاريخ الكبير (3/ 157)، الجرح والتعديل (3/ 337)، الكامل (3/ 890، 891)، الضعفاء لابن الجوزي (1/ 247)، الثقات لابن حبان (6/ 257)، الكواكب النيرات (148 - 150)، تهذيب الكمال (8/ 94 - 97)، الاغتباط (107)، المغني (1/ 303)، الميزان (1/ 632)، الكاشف (1/ 365)، التهذيب (3/ 98، 99)، التقريب (188).
(4)
نافع بن أبي نافع: هما اثنان:
أحدهما: نافع بن أبي نافع البزاز، أبو عبد الله، روى عن أبي هريرة ومعقل بن يسار، وروى عنه خالد بن طهمان، وابن أبي ذئب، وقد وثقه ابن معين.
والآخر: هو نفيع بن الحارث، أبو داود الأعمى الكوفي، مشهور بكنيته، وهو الذي روى عن معقل ابن يسار، وروى عنه خالد بن طهمان. وقد جعل المزي الراوي عن معقل، والراوي عن أبي هريرة واحداً، ووهمّه ابن حجر ورجح أن الذي روى عن معقل هو نفيع، وقال: قرأت بخط الذهبي: دلسه بعض الرواة فقال: نافع بن أبي نافع. وقد سبقه إلى ذلك ابن الجوزي.
ونفيع هذا قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال أبوزرعة: لم يكن بشيء، وقال البخاري: ذاهب الحديث لا أكتب حديثه، وقال: قاصٌّ يتكلمون فيه، قال ابن مهدي: يعرف وينكر وكان
هو ويحيى لا يحدثان عنه، وقال ابن معين: لم يكن ثقة، وقال: ليس بشيء، وقال عمرو بن علي، والنسائي، والدارقطني: متروك الحديث. وكذبه قتادة حيث قيل له: إنه يزعم أنه لقي ثمانين ممن بايع تحت الشجرة، ولقي كذا وكذا بدرياً، فقال: كذب إنما كان سائلا يتكفف الناس قبل طاعون الجارف، ما يعرض في شيء من هذا، وقال الجوزجاني: كذاب تناول قوما من الصحابة. وقال العقيلي: ممن يغلو في الرفض، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات الاشياء الموضوعات توهماً لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على جهة الاعتبار.
وقال العلائي: ذكر ابن أبي حاتم: أنه أرسل عن الصحابة، وليس ما فعله إرسالاً بل هو كذاب متروك. وقال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذّبه بعضهم، وأحمعوا على ترك الرواية عنه.
وقال الذهبي في المغني: هالك تركوه، وفي الكاشف: تركوه وكان يترفض.
وقال ابن حجر: متروك، وقد كذّبه ابن معين، من الخامسة (ت جه).
ترجمته في:
التاريخ لابن معين (3/ 190، 297، 514)، من كلام أبي زكريا (77)، التاريخ الكبير (8/ 83، 114)، الجرح والتعديل (8/ 453، 489، 490)، الضعفاء للبخاري (120)، علل الترمذي (1/ 529)، المراسيل (227)، الشجرة (93)، المجروحين (3/ 55، 56)، الضعفاء للعقيلي (4/ 306، 307)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 165)، المعرفة (2/ 77)، الضعفاء للنسائي (242)، الكامل (7/ 2523، 2524)، الضعفاء لأبي نعيم (152)، الضعفاء للدارقطني (169)، الثقات لابن حبان (5/ 482، 468)، الكنى للدولابي (1/ 169)، جامع التحصيل (292)، تهذيب الكمال (29/ 293 - 295، 30/ 9 - 14)، الميزان (4/ 242، 272)، المغني (2/ 701)، الكاشف (2/ 315، 325)، اللسان (6/ 146)، التهذيب (10/ 410، 411، 470 - 472)، التقريب (558، 565).
درجة الحديث:
الحديث ضعيف جداً؛ لأن فيه نافع بن أبي نافع أبا داود الأعمى وهو متروك.
وقد قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وهذا في المجردة، وفي نسخة (العارضة 11/ 42)، وفي (تحفة الأشراف 8/ 465)، وفي (تهذيب الكمال 29/ 295)، وفي (نتائج الأفكار 2/ 383)، وجاء في نسخة (تحفة الأحوذي 8/ 240) قوله: " حسن غريب
…
"، وفي نسخة (ضعيف ت/352).
ونقله كذلك ابن حجر في (التهذيب 10/ 411)
وقد نفى الذهبي في (الميزان 1/ 632) ذلك وقال: لم يحسنه الترمذي وهو غريب جداً.
أما المنذري فقد قال في (الترغيب والترهيب 1/ 501): حديث غريب وفي بعض النسخ: حسن غريب.
وعلى فرض ثبوت تحسين الترمذي له فلعله رحمه الله ذهب إلى أن نافعاً هو الثقة ولأن خالداً صدوق فقد حسّن الحديث، والذي يجدر التنبيه عليه أمران: أن الذهبي قال في (الميزان 1/ 632) حين ساق الحديث: غريب جداً ونافع: ثقة. كما أن ابن حجر الذي حقق المسألة وجزم بأن نافعاً في هذا الحديث هو أبو داود الأعمى، وأن خالداً دلسه قال في (نتائج الأفكار 2/ 382، 383): هذا حديث غريب رجاله ثقات إلا الخفاف فضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويهم، واستشهد له بحديث أبي أمامة، وحديث أنس رضي الله عنهما. وهذا مسلّم لو أن نافعاً في السند هو أبو أحمد الثقة، وعلى ذلك سار بعضهم:
فقد قال النووي في (الأذكار/411) روينا بإسناد فيه ضعف عن معقل بن يسار.
والألباني في (الإرواء 2/ 55) حيث قال: علة الحديث خالد هذا، وقد ضعفه (ضعيف ت/352)، (ضعيف الجامع 5/ 227).
والحديث ضعيف جداً بما تبين من أقوال النقاد في نفيع والله أعلم.
تنبيه: نقل محقق (عمل اليوم والليلة لابن السني/631) في الحاشية كلاماً حول حديث آخر وفيه كلام لأحمد، وابن الجوزي وغيرهما وجعله لهذا الحديث وليس بصواب.