الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى في اللغة:
تقدم معنى الجلال (1).
معنى ذو الجلال والإكرام:
قال ابن عباس: " معناه ذو العظمة والكبرياء، والله له الإكرام من جميع خلقه"(2).
والله هوالمستحق لأن يهاب لسلطانه ويثني عليه بما يليق بعلو شأنه، وهو الرب الذي يستحق الإجلال والإكرام، وهذا الحق ليس إلا لمستحق واحد (3).
وقيل: ذو الإكرام أي يكرم أنبياءه وأولياءه بلطفه مع جلاله وعظمته (4).
وورد في معنى ذي الجلال والإكرام ثلاثة أقوال:
قيل: أهل أن يجل وأن يكرم ولايُجحد ولايكفر به، كما يقال: إنه أهل التقوى: أي المستحق لأن يتقى.
وقيل: أهل أن يجل في نفسه، وأن يكرم أهل ولايته وطاعته، ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدنيا، وبتقبلها في الآخرة.
وقيل: أهل أن يجل في نفسه، وأهل أن يكرم (5).
وذكر ابن تيمية أن القول الأول هو أقربها إلى المراد، فالجلال ليس مصدر جلّ جلالاً بل هو اسم مصدر أجل إجلالاً، وقد قرن بالإكرام وهو مصدر المتعدي فكذلك الإكرام.
وإذا كان الله مستحقاً للإجلال والإكرام لزم أن يكون متصفاً في نفسه بما يوجب ذلك (6).
وقيل بل المعنى أنه مستحق أن يجل، وهو يكرم عباده الصالحين بأن يحلهم دار كرامته فيكون الإكرام من قبله للعباد لامن العباد له (7).
(1) راجع ص 73.
(2)
جامع البيان (27/ 165)، العظمة (1/ 342).
(3)
انظر: الأسماء والصفات (1/ 226).
(4)
انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (201)، التوحيد لابن منده (2/ 202).
(5)
شأن الدعاء (91، 92).
(6)
انظر: مجموع الفتاوى (16/ 317 - 319).
(7)
انظر: الحجة في بيان المحجة (1/ 150).
وروده في القرآن:
ورد في موضعين في قوله تعالى:
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرحمن: 26، 27].
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)} [الرحمن: 78].
ورد فيه حديثان عن أنس رضي الله عنه:
251 -
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن حاتم المكَتّب حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد عن الرُّحيل ابن معاوية أخي زهير بن معاوية عن الرَّقاشي عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: {ياحي ياقيوم برحمتك استغيث} . وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ألظوا بياذا الجلال والإكرام} .
252 -
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا المؤمل عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ألّظوا بياذا الجلال والإكرام} .
التخريج:
ت: كتاب الدعوات: باب رقم 92 (5/ 539، 540).
الحديث الأول: أخرج الشطر الثاني منه:
الطبراني في (الدعاء 2/ 824) وابن عدي في (الكامل 7/ 2561)
كلاهما من طريق الرقاشي به وعند ابن عدي {أليطوا} .
وعلقه ابن منده في (التوحيد 2/ 202)
وعزاه ابن حجر في (النكت 1/ 433) إلى ابن أبي شيبة، واضاف عزوه في (تخريج أحاديث الكشاف 3/ 395) إلى إسحاق بن راهوية في مسنده.
الحديث الثاني:
أخرجه أبو يعلى في (المسند 6/ 445)
ومن طريقه الضياء في (المختارة 6/ 80، 81)
ورواه الطبراني في (الدعاء 2/ 824)
ثلاثتهم من طريق المؤمل به.
وأضاف الزيلعي في (تخريج أحاديث الكشاف 3/ 395) عزوه إلى البزار ولم أجده.
ورواه الضياء في (المختارة 6/ 79، 80) من طريق رُوْح بن عُبادة عن حماد عن ثابت وحميد عن
أنس رضي الله عنه.
ورواية روح أخرجها ابن مردويه في التفسير ذكرها الزيلعي في (تخريج أحاديث الكشاف 3/ 396)
وأخرجها ابن المقرئ في الفوائد، والمحاملي في الأمالي ذكرهما ابن حجر في (النكت الظراف 1/ 182).
وللحديث شواهد:
(1)
حديث ربيعة بن عامر: قوله صلى الله عليه وسلم: {ألظوا بياذا الجلال والإكرام} .
أخرجه النسائي في (التفسير 2/ 378، 379 وهو في الكبرى 6/ 479)، وفي (الكبرى في النعوت 4/ 409).
وأحمد في (المسند 4/ 177)
وابن منده في (التوحيد 2/ 202)
والقضاعي كما في (مسند الشهاب 1/ 402، 403)
والحاكم في (المستدرك 1/ 498، 499)
ومن طريقه البيهقي في (الدعوات الكبير 1/ 146)
ورواه الطبراني في (الدعاء 2/ 823)، وفي (الكبير 5/ 64)
وعلقه البخاري في (التاريخ الكبير 3/ 280)
كلهم من طريق ابن المبارك عن يحيى بن حسان عن ربيعة به.
(2)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
رواه الحاكم في (المستدرك 1/ 499)
(3)
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في (تخريج أحاديث الكشاف 3/ 396)
وفي الباب تقريره صلى الله عليه وسلم من سأل الله بهذا الاسم الكريم وهو:
(4)
حديث معاذ رضي الله عنه:
قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو يقول: " اللهم إني أسألك تمام النعمة." فقال: {أي شيء تمامُ النعمة؟ } قال: دعوة دعوت بها أرجو بها الخير، قال:{فإن من تمام النعمة دخولُ الجنة، والفوز من النار} وسمع رجلاً وهو يقول: " ياذا الجلال والإكرام" قال: {استجيب لك فسلْ} وسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً وهو يقول: " اللهم إني أسألك الصبر." فقال: {سألت الله البلاء فسله
العافية}.
رواه الترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب رقم 94 (5/ 541) من طريق الثوري وإسماعيل بن إبراهيم كلاهما عن الجريري عن أبي الورد عن اللجلاح عن معاذ به.
ورواه أحمد في (المسند 5/ 235، 236)
والخطيب في (التاريخ 3/ 126، 127)
والطبراني في (الدعاء 3/ 1706)
ثلاثتهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم به.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد 2/ 187)
وأحمد في (المسند 5/ 231) مختصراً بدون الشاهد.
والطبراني في (الكبير 20/ 55، 56)، وفي (الدعاء 3/ 1705، 1706)
ومن طريقه البيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 339، 340)، وفي (الدعوات الكبير 1/ 147)
أربعتهم من طريق الثوري به.
ورواه عبد بن حميد في (المنتخب 1/ 157)
وابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 269، 270)
كلاهما من طريق يزيد بن هارون عن الجُريري به.
ورواه الطبراني في (الدعاء 3/ 1706)
والبيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 225، 226)
كلاهما من طريق بشر بن المفضل عن الجريري به مختصراً مقتصراً على الشاهد.
(5)
والحديث روي من مرسل الحسن:
رواه أبو حاتم في (العلل لابن أبي حاتم 2/ 92) من طريق حماد عن ثابت وحميد وصالح المعلم عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.
دراسة الإسناد:
الحديث الأول: سبقت دراسة رجال إسناده عند دراسة الشطر الأول من الحديث (راجع ص 567 - 570).
الحديث الثاني:
(1)
محمود بن غيلان: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 211)
(2)
المؤمل: هو مُؤَمَّل ـ بوزن محمد بهمزة ـ ابن إسماعيل البصري، أبو عبد الرحمن نزيل مكة، مولى آل عمر بن الخطاب.
اختلف فيه:
فوثقه ابن معين، وابن راهوية، وعظمه أبو داود ورفع من شانه وقال: إلا أنه يهم في الشيء، قال ابن سعد: ثقة كثير الغلط، وقال الدارقطني: ثقة كثير الخطأ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.
وضعفه آخرون لكثرة خطئه: وقال أبو حاتم: صدوق شديد في السنة كثير الخطأ يكتب حديثه. وكذا قال الساجي: صدوق كثير الخطأ وله أوهام. وليّن أحمد أمره وقال: كان يخطئ، وقال أبو زرعة: في حديثه خطأ كثير. وقال ابن قانع: صالح يخطئ. ونقل المزي قول البخاري: منكر الحديث. وقال الفسوي: سني شيخ جليل سمعت سليمان بن حرب يحسن الثناء عليه، يقول: كان مشيختنا يعرفون له، ويوصون به، إلا أن حديثه لا يشبه حديث أصحابه، حتى ربما قال: كان لا يسعه أن يحدث، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه ويتحفظوا من الرواية عنه فإنه منكر يروي المناكير عن ثقات شيوخنا وهذا أشد فلو كانت هذه المناكير عن ضعاف لكنا نجعل له عذراً. وقال محمد بن نصر المروذي: إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه لأنه كان سيء الحفظ كثير الغلط. وذكر بعضهم سبب وقوعه في الغلط: أنه دفن كتبه وحدث حفظاً فكثر خطؤه. قال الذهبي في المغني: صدوق مشهور وُثّق، وفي الميزان: حافظ عالم يخطئ.
قال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ، من صغار التاسعة، مات سنة 206 هـ (خت قد ت س جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (5/ 501)، التاريخ لابن معين (3/ 61)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (60)، التاريخ الكبير (8/ 49)، التاريخ الصغير (219)، الجرح والتعديل (8/ 374)، الكنى للدولابي (2/ 69)، الثقات لابن حبان (9/ 187)، الثقات لابن شاهين (232)، المعرفة (1/ 196، 3/ 52)، تهذيب الكمال (29/ 176 - 179)، من تكلم فيه (183)، السّيرَ (10/ 110 - 112)، المغني (2/ 689)، الميزان (4/ 228، 229)، الكاشف (2/ 309)، التهذيب (10/ 380، 381)، التقريب (555). واستظهر أحمد شاكر في تعليقه على (المسند 4/ 29) أن يكون المزي قد سبق نظره إلى ترجمة مؤمل الرحبي في التاريخ الكبير وهو الذي قال فيه البخاري: منكر الحديث، ولم يصف ابن إسماعيل بذلك لا في الكبير ولا في الصغير، ثم قال: وعلى كل حال فليس الرجل ممن يصحح حديثه.
(3)
حماد بن سلمة: تقدم، وهو ثقة تغير بأخرة. (راجع ص 423)
(4)
حميد: هو حميد بن أبي حميد الطويل، تقدم، وهو ثقة مدلس عيب عليه إرساله عن أنس لكن العلائي قال: قد تبينت فيها الواسطة وهو ثابت وهو ثقة محتج به. (راجع ص 425)
درجة الحديث:
الحديث الأول: إسناده ضعيف لضعف الرقاشي.
والحديث الثاني: ضعيف لضعف مؤمل.
وقد قال الترمذي (5/ 540): هذا حديث غريب وليس بمحفوظ، وإنما يروى هذا عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح، ومؤمل غلط فيه فقال: عن حماد عن حميد عن أنس، ولا يتابع فيه.
لكن مؤملاً قد توبع: تابعه روح بن عبادة وهو ثقة فاضل (التقريب/211) وقال ابن حجر: وهذه متابعة قوية لمؤمل (تخريج أحاديث الكشاف 3/ 396).
وقد أعلَّ أبو حاتم والدارقطني الحديث:
ففي (العلل لابن أبي حاتم 2/ 192): سئل أبو حاتم عن حديث مؤمل وروح قال: هذا خطأ، وذكر رواية حماد عن ثابت وحميد وصالح المعلم عن الحسن مرسلا وقال: هذا الصحيح وأخطأ المؤمل.
وفي موضع آخرقال: هذا خطأ حماد يرويه عن أبان بن أبي عياش عن أنس رضي الله عنه (العلل 2/ 170):
ونقل الضياء في (المختارة 6/ 80) قول الدارقطني: رواه روح عن حماد وخالفه أبو سلمة التبوذكي وحجاج فروياه عن حماد عن ثابت وحميد في آخرين عن الحسن مرسلاً وهو الصحيح عن حماد.
والشواهد:
(1)
حديث ربيعة رضي الله عنه:
حسَّن إسناده ابن حجر في (تخريج أحاديث الكشاف 3/ 396 ونقله المحقق في الحاشية) ونقل الزيلعي قول ابن طاهر: إسناده لا بأس به.
وصححه الحاكم في (المستدرك 1/ 499) ووافقه الذهبي.
وحسنه السيوطي في (الجامع الصغير ومعه الفيض 2/ 160).
وضعف الهيثمي في (المجمع 10/ 158) رواية الطبراني لضعف أحد رواته.
(2)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
سكت عنه الحاكم والذهبي في (المستدرك 1/ 499)