الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبهذا يتقوى حديث أبي داود، والترمذي ويكون حسناً لغيره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث سعد، نقله المنذري في (مختصر د 2/ 146) ولم يتعقبه.
أما الشواهد: وهي تشهد لأصل الحديث، لا للاسم الوارد في حديث سعد؛ لأنه لم يرد فيها لفظ:{خالق} .
(1)
حديث صفية رضي الله عنها:
قال الترمذي: ليس إسناده بمعروف.
وصححه الحاكم في (المستدرك 1/ 547) ووافقه الذهبي.
وحسنه ابن حجر في (نتائج الأفكار 1/ 79) وحمله السلفي في تعليقه على (المعجم الكبير 24/ 74) على أنه أراد الذكر الوارد في الحديث؛ لأن له شاهداً أما العد بالحصى أو النوى فلا شاهد له فيبقى منكراً.
وقد تعقب الألباني في (الضعيفة 1/ 115) الذهبي في موافقته للحاكم؛ لأن في السند راوياً ضعيفاً ذكره الذهبي في الميزان، ورجح ضعف الحديث، وأن ذكر الحصى منكر لمخالفته حديث ابن عباس ولم يذكر فيه الحصى.
(2)
حديث أبي أمامة رضي الله عنه: ولم يذكر فيه الحصى.
حسنه المنذري في (الترغيب والترهيب 2/ 427) قال: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن، ومثله في (المجمع 10/ 93).
وحسنه ابن حجر في (نتائج الأفكار 1/ 82).
{الخبير}
المعنى في اللغة:
الخُبْر ـ بضم الخاء ـ العلم بالشيء تقول: لي بفلان خبرة (1).
المعنى في الشرع:
الله الخبير: العالم بكل شيء بما كان وما يكون (2).
(1) معجم مقاييس اللغة (خبر)(2/ 239، 240)، اللسان (خبر)(2/ 1090).
(2)
النهاية (خبر)(2/ 6)، تفسير أسماء الله للزجاج (45).
وهو سبحانه العالم بكنه الشيء والمطلع على حقيقته كما قال تعالى:
{فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)} [الفرقان: 59].
وعلم الله سبحانه وتعالى سواء فيما غمض من الأشياء وفيما لطف، وفيما خفي وظهر وإنما تختلف مدارك علوم البشر الذين يتوصلون إليها بمقدمات من حسٍّ، وبمعاناة من فكر ونظر ولذلك قيل لهم: ليس الخبر كالمعاينة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً (1)
والله سبحانه الخبير بمصالح الأشياء ومضارها ولا تخفى عليه عواقب الأمور وبواديها (2) وهو سبحانه الخبير بمواضع الأشياء ومحالها فلا يعطي إلا من يستحق ولا يمنع إلا من يستحق (3)
والله سبحانه المتحقق لما يعلم والشك غير جائز عليه، فإن الشك ينزع إلى الجهل حاشا له من الجهل، أما العبد فقد يوصف بعلم الشيء إذا كان ذلك مما يوجبه أكثر رأيه ولا سبيل له إلى أكثر منه، وإن كان يجيز الخطأ على نفسه فيه، والله سبحانه لايوصف بمثل ذلك؛ إذ العجز غيرجائز عليه (4).
وروده في القرآن:
ورد معرفاً في ست مواضع قرن في اثنين منها باللطيف، وفي ثلاثة بالحكيم، وفي موضع بالعليم ومنها قوله تعالى:
{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام: 103].
وورد بلفظ: خبير في ستة وعشرين موضعاً قرن مرتين بكل من عليم، وبصير، ولطيف، ومرة
بحكيم، وجاء مفرداً في سائرها ومن ذلك قوله تعالى:
{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)} [التغابن: 8]
وجاء بلفظ: خبيراً بالنصب في إثني عشر موضعاً قرن في ثلاثة منها ببصير ومرة بكل من عليم، ولطيف ومن ذلك قوله تعالى:
(1) انظر: شأن الدعاء (63).
(2)
انظر: تفسير ابن جرير (11/ 288).
(3)
انظر: تفسير ابن كثير (3/ 240).
(4)
انظر: الأسماء والصفات (1/ 125).
{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96)} [الإسراء: 96].
126 -
(48) ثبت فيه حديث عائشة رضي الله عنها:
في قصتها ليلة حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها فتبعتْه فجاء البقيع فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ـ ثلاث مرات ـ ثم رأته سيعود فأسرعت وسبقته، فجاء صلى الله عليه وسلم وسألها:{مالك؟ } قالت: لاشيء. قال: {لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير} ، فأخبرته فقال:{أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ } قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله.
وأخبرها أن جبريل عليه السلام جاءه، وأمره أن يأتي أهل البقيع فيستغفر لهم بقوله:{السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون} تفرد مسلم بإيراد القصة كاملة في موضع واحد، ورواه في مواضع أخرى من حديث أبي هريرة مقتصراً على زيارته صلى الله عليه وسلم للقبور ودعائه لأهلها.
وروى النسائي جزءاً كبيراً منها.
وقد روى أبوهريرة، وبريدة، وعائشة رضي الله عنهم في حديث آخر دعاء زيارة القبور وفي بعض ألفاظه تقديم وتأخير. أخرجه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه من حديث أبي هريرة وفي بعض طرقه ذكر الحوض، ورواه النسائي، وابن ماجه من حديث بريدة.
ورواه مسلم والنسائي من حديث عائشة وفيه ذكر الحوض دون ذكر القصة السابقة.
التخريج:
م: كتاب الجنائز: باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (7/ 40 - 44)، وفيه حديث عائشة رضي الله عنها مختصراً ومطولاً.
كتاب الطهارة: باب استحباب إطالة الغرّة والتحجيل في الوضوء (3/ 137 - 140)، وفيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
د: كتاب الجنائز: باب مايقول إذا زار القبور أو مرَّ بها (3/ 216).
س: كتاب الطهارة: باب حلية الوضوء (1/ 93، 94).
كتاب الجنائز: باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين (4/ 92 - 94).
كتاب عشرة النساء: باب الغيرة (7/ 72 ـ 75).
جه: كتاب الجنائز: باب ماجاء فيما يقال إذا دخل المقابر (1/ 494).
كتاب الزهد: باب ذكر الحوض (2/ 1439، 1440) وفيه حديث أبي هريرة وفيه ذكر الحوض.
شرح غريبه:
إن شاء الله: أتى بالاستثناء مع أن الموت لاشك فيه، وفيه أقوال: منها أنه قاله تبركاً وعملاً بقوله عز وجل: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله} [الكهف: 23، 24]، أو لأن مراده الدفن في تلك المقبرة، أو أنه عادة للمتكلم يحسن به كلامه، وفيه أقوال أخرى (شرح النووي 3/ 138)(7/ 41).
أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ : من الحيف بمعنى الجور؛ أي بأن يدخل الرسول
صلى الله عليه وسلم في نوبتك على غيرك. وذَكَر الله؛ لتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، والدلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لايمكن أن يفعل بدون إذن من الله تعالى فلو كان منه جور لكان بإذن الله تعالى له فيه وهذا غير ممكن (حاشية السندي 4/ 93).
الفوائد:
(1)
استحباب إطالة الدعاء وتكريره ورفع اليدين فيه.