الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقال: خالق المخلوقات وخالق كل شيء وحينئذٍ تدخل هذه في العموم (شرح النووي 6/ 57)، (شرح الأبي 2/ 398).
أنت تحكم بين عبادك: تحكم بينهم في دنياهم وستفصل بينهم يوم معادهم ونشورهم وقيامهم من قبورهم (تفسير ابن كثير 7/ 94).
اهدني: أي ثبتني كما في {اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة: 5](شرح النووي 6/ 57) أو زدني هداية (حاشية السندي على النسائي 3/ 213).
الفوائد:
(1)
فيه أن الله رب كل شيء ومليكه، وهورب الملائكة ورب هؤلاء الثلاثة منهم خصوصاً: فجبريل ملك الحرب، وميكائيل ملك الرزق، وإسرافيل ملك الإحياء. ولم يذكر ملك الموت؛ لأنه دعاء في الهدى لما اختلف الناس فيه وذلك يكون مع الحياة (العارضة 12/ 293).
(2)
قال مالك: لا بأس بالدعاء في الصلاة في أوله وأوسطه وفي آخره في الفريضة وغيرها (مختصر د 1/ 373).
{علام الغيوب}
240 -
(109) ثبت فيه حديث جابر رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن، يقول:{إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولاأقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر ـ ثم تسميه ـ خيراً لي في عاجل أمري وآجله ـ قال أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: في عاجل أمري وآجله ـ فاصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به} أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بألفاظ متقاربة.
التخريج:
خ: كتاب التهجد: باب ماجاء في التطوع مثنى مثنى (2/ 70)(الفتح 3/ 48)
كتاب الدعوات: باب الدعاء عند الاستخارة (8/ 101)(الفتح 11/ 183)
كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: {قل هو القادر} (9/ 144، 145)(الفتح 13/ 375، 376).
د: كتاب الصلاة: باب في الاستخارة (2/ 91).
ت: أبواب الصلاة: باب ماجاء في صلاة الاستخارة (2/ 345 - 346)، وقال: "حسن صحيح غريب
لا نعرفه إلا من حديث عبدالرحمن بن أبي الموالي وهو شيخ مدني ثقه روى عنه سفيان حديثاً، وقد روى عن عبدالرحمن غير واحد من الأئمة." وتعقبه العيني (العمدة 7/ 222). وذكر أن الإمام أحمد ضعف حديث عبد الرحمن في الاستخارة، وقال: منكر. وانظر (الكامل 4/ 1616).
س: كتاب النكاح كيف الاستخارة (6/ 80، 81).
جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ماجاء في صلاة الاستخارة (1/ 440).
شرح غريبه:
الاستخارة: الخير ضد الشر، والاستخارة: طلب الخيرة في الشيء (النهاية/خير/2/ 91) والخير كل معنى زاد نفعه على ضره (العمدة 7/ 223).
هم: قصد الإتيان بفعل أو ترك (العمدة 23/ 11).
إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك: الباء للتعليل أي لأنك أعلم، أو للاستعانه كقوله:{بسم الله مجريها ومرساها} [هود: 41]، أي أطلب خيرك مستعيناً بعلمك فإني لاأعلم فيم الخير، أو للاستعطاف كقوله:{قال رب بما أنعمت عليّ} [القصص: 17].
أستقدرك: أطلب منك أن تجعل لي على ذلك قدرة، أو أطلب منك أن تقدره لي أي تيسره (شرح الكرماني 22/ 169)، (الفتح 11/ 184، 186)، (العمدة 25/ 94)، (العون 4/ 397).
الفوائد:
(1)
شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وتعليمهم جميع ماينفعهم في دينهم ودنياهم، وأنه يجب على العبد رد الأمور كلها دقيقها وجليلها إلى الله، والتبري من الحول والقوة إليه، وأن يسأل ربه في أموره كلها (الفتح 11/ 187)(العمدة 23/ 11)، وفي هذا نقل للمسلمين عما كانوا عليه في
الجاهلية من الاستقسام بالأزلام، أو زجر الطير، أو استشارة الكهنة وهذا كله رجم بالغيب وشرك بالله عوضهم الإسلام بالفزع إلى من بيده أزمة الأمور كلها، ومن يملك الخير والشر (شرح التوحيد 1/ 205).
(2)
فيه استحباب صلاة الاستخارة، وإيقاعها لايكون بعد الفريضة لتقييد النص بذلك والدعاء المأثور بعدها في الأمور التي لايدري العبد وجه الصواب فيها أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف فلا حاجة للاستخارة فيها إلا إذا اتصل بها عارض يستدعي الاستخارة (العارضه 2/ 264)، وقيل: إنها مشروعة في عامة الأمور لايخرج من عموم ذلك إلا الواجب والمحرم أما المستحب والمكروه ففيهما تفصيل يذكر في كتب الآداب الشرعية، وكتب الفروع (شرح التوحيد 1/ 205).
(3)
الحديث صريح في إثبات صفة العلم والتوسل إلى الله بها أن يرشده إلى الخير، وفيه إثبات القدرة فيسأله بهذه القدرة العظيمة أن ينيله مايريد (شرح التوحيد 1/ 206).
(4)
هذا الحديث جمع الأقسام الأربعة من الخير إذ الخير قد يكون في دينه دون دنياه، أو في دنياه خاصة، ولا تعرض في دينه، وخير في العاجل وذلك يحصل في الدنيا ولكن في الآخرة أولى، وخير في الآجل وهو أولاه وأفضله لكن إذا اجتمعت الأربعة فذلك الذي ينبغي للعبد أن يسأل ربه (العارضة 2/ 264).
وفي شرح هذا الحديث رسالة للدكتور عاصم القريوتي بعنوان: (حديث صلاة الاستخارة رواية ودراية).
241 -
ورد فيه حديث شداد بن أوس رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن الجُريري عن أبي العلاء بن الشِّخّير عن رجل من بني حنظلة قال: صحبت شداد بن أوس
…
رضي الله عنه في سفر فقال: ألا أعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول: {اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك لساناً صادقاً وقلباً سليماً، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم واستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب} قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هبَّ} .
التخريج:
ت: كتاب الدعوات: باب رقم (23)(5/ 476)
وراوه أبو نعيم في (الحلية 1/ 267) من طريق الجريري عن أبي العلاء عن الحنظلي عن شداد به.
ورواه الحاكم في (المستدرك 1/ 508)
ومن طريقه البيهقي في (الدعوات الكبير 1/ 159، 160)
كلاهما من طريق عكرمة بن عمار، وفي المستدرك عن شداد أبي عمار عن شداد بن أوس، وفي الدعوات بدون شداد أبي عمار، ولفظه عندهما: {يا شداد إذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات
…
} وذكرها.
ورواه الطبراني في (الكبير 7/ 279)، وفي (الدعاء 2/ 1082)
ومن طريقه أبو نعيم في (الحلية 1/ 266)
ثلاثتهم من طريق أبي الاشعث الصنعاني عن شداد بن أوس به باللفظ السابق قريبا.
ورواه الطبراني في (الدعاء 2/ 1083) من طريق بشير بن كعب عن شداد به مطولا وفي آخره زيادة.
ورواه ابن حبان في (صحيحه 3/ 215، 216)
وأبو نعيم في (الحلية 1/ 266)
كلاهما من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيد الله مسلم بن مِشْكَم عن شداد به، وأوله: {إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم فاكتنزوا هؤلاء الكلمات
…
} وذكرها.
ورواه أحمد في (المسند 4/ 123).
وابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 271)
وأبو نعيم في (الحلية 1/ 266)
ثلاثتهم من طريق حسان بن عطية عن شداد به.
ورواه أبو نعيم في (الحلية 1/ 266) من طريق أبي عبيد الله مسلم.
وجاء الحديث مختصراً بدون الشاهد:
رواه النسائي في: سننه: كتاب السهو: نوع آخر من الدعاء (3/ 54)
وابن حبان في (صحيحه 5/ 310، 311)
كلاهما من طريق حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء عن شداد به إلى قوله: {من شر ما تعلم} وذكر أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوله في صلاته.
ورواه بنحوه أحمد في (المسند 4/ 125) من طريق يزيد بن هارون عن الجريري به، وفيه: " كان
صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا أو قال في دبر صلاتنا " وذكره إلى {من شر ما تعلم}
ورواه الطبراني في (الدعاء 2/ 1082) من طريق أبي عبيد الله مسلم عن شداد به مختصراً بدون الشاهد.
ورواه الطبراني في (الدعاء 2/ 1080، 1082)، وفي (الكبير 7/ 293، 294) من طرق عن سعيد الجريري عن أبي العلاء وقال مرة عن رجل من بني مجاشع، ومرة عن رجل من بني حنظلة، ومرة عن رجلين قد سماهما، ومرة عن شداد وجميعها ذكرت الدعاء إلى قوله:{واستغفرك لما تعلم} .
وروى النسائي في (عمل اليوم والليلة/472) وعنه ابن السني في (عمل اليوم والليلة/673، 674) من طريق الجريري عن أبي العلاء عن رجلين من بني حنظلة عن شداد الجزء الأخير من الحديث.
ورواه أبو نعيم في (الحلية 1/ 267) من طريق محمد بن عبد الله الشعيثي عن شداد به بدون الشاهد، ورواه في (1/ 265، 266) مختصراً موقوفاً على شداد.
ورواه الحاكم في (معرفة علوم الحديث/27، 28) من طريق الجريري عن أبي العلاء عن رجلين من بني حنظلة عن شداد به إلى قوله: {وأسألك من خير ماتعلم} .
دراسة الإسناد:
(1)
محمود بن غيلان: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 211)
(2)
أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، تقدم، وهو ثقة ثبت إلا أنه يخطئ في حديث الثوري. (راجع ص 235)
(3)
سفيان: هو الثوري كما اتضح من أسماء الشيوخ والتلاميذ، تقدم، وهو ثقة حافظ إمام حجة. (راجع ص 211)
(4)
الجُريري: هو سعيد بن إياس، تقدم وهو ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين، وسمع منه الثوري قبل الاختلاط. (راجع ص 487)
(5)
أبو العلاء بن الشخير: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير ـ بكسر المعجمة وتشديد المعجمة ـ العامري، البصري، وقد ينسب إلى جده: وثقه ابن سعد، والنسائي، والعجلي. وقال الدارقطني: لا يثبت سماعه من عائشة، وقال أبو حاتم: لا أراه سمع من حنظلة الأسدي الكاتب.
وقال ابن حجر في الإصابة: أحد كبار التابعين، وغلّط من قال أظنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم والقائل هو أبو زكريا بن منده معتمداً على رواية وقعت له. وقال ابن حجر: روى البخاري في تاريخه أنه
ولد قبل الحسن بعشر سنين، وكان مولد الحسن في آخر خلافة عمر فمولده في خلافة
أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وتبعه الذهبي فذكر أنه ولد في خلافة الصديق.
وفي التقريب: ثقة، من الثانية، مات سنة 111 هـ أو قبلها، وكان مولده في خلافة عمر فوهم من زعم أن له رؤية (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 155، 156)، العلل لابن المديني (105)، التاريخ الكبير (8/ 345)، الجرح والتعديل (9/ 274)، المراسيل (239)، الثقات للعجلي (2/ 365)، الثقات لابن حبان (5/ 532، 533)، التعديل والتجريح (3/ 1232)، أسد الغابة (5/ 116)، جامع التحصيل (302)، تهذيب الكمال (32/ 175، 176)، السّيرَ (4/ 493، 494)، الكاشف (2/ 386)، التهذيب (11/ 341، 342)، الإصابة (6/ 717)، التقريب (602) وفي نسخة أبي الاشبال (1078).
(6)
رجل من بني حنظلة: ذكره ابن حجر ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (تعجيل المنفعة /535).
درجة الحديث:
الحديث بإسناد الترمذي فيه رجل من بني حنظلة: وهو مبهم، فالحديث ضعيف لجهالة ذلك الرجل.
ولذا قال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه
وقال العراقي: منقطع وضعيف نقله الشوكاني في (تحفة الذاكرين /389)
وضعفه الألباني في (ضعيف الجامع 2/ 361)، وفي (ضعيف ت/ 444، 445).
لكنه روي من طرق متعددة: وفي بعضها ضعف كرواية حسان عن شداد.
قال أبو نعيم في (الحلية 1/ 266) هكذا رواه عامة اصحاب الأوزاعي عن حسان مرسلاً.
وفي بعض الطرق رواة ضعفاء، انظر: كلام الأرناؤوط على (صحيح ابن حبان 3/ 216)
وكلام محقق (الدعاء للطبراني 2/ 1080 - 1082).
وقد حسّنه ابن حجر في أماليه على الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 3/ 162)
واعترض على قول النووي في (الأذكار /128): إسناده ضعيف، فقال ابن حجر: إن تابعيه لم يُسمّ، لكن طرقه يقوي بعضها بعضاً فيمتنع معها إطلاق القول بضعف الحديث وإنما صححه ابن حبان، والحاكم؛ لأن طريقهما عدم التفرقة بين الصحيح والحسن.
وقد استشهد به ابن كثيرفي (التفسير 4/ 82، 5/ 159، 160)
وذكره الهيثمي في (المجمع 10/ 120) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
وصححه الحاكم في (المستدرك 1/ 508) على شرط مسلم، ووافقه الذهبي
وقد ضعف رواية الجريري حيث ذكرها في (المعرفة /27، 28) مثالاً لنوع من المنقطع لجهالة الرجلين بين أبي العلاء وشداد.
ومال الشوكاني إلى قبوله في (تحفة الذاكرين /389)
والحديث قد اختلف في سنده على أبي العلاء فقد روي عنه عن رجل من بني حنظلة، وعنه عن رجلين من بني حنظلة، وعنه عن رجلين قد سماهما، وعنه عن شداد بدون واسطة وقد عَدّ بعضهم هذا اضطراباً يعل به الحديث (الدعوات الكبير 1/ 159، 160 تعليق المحقق).
ورواية يزيد عن شداد حكم عليها الألباني في تعليقه على (المشكاة 1/ 301) بالانقطاع، وكذا الأرناؤوط في تعليقه على (صحيح ابن حبان 5/ 310).
ويظهر ـ والله أعلم ـ أن لقاء يزيد لشداد ممكن؛ لأن يزيد ولد في خلافة عمر على قولٍ وهو ابن صحابي، ومات شداد قبل الستين (التقريب/264) فيحتمل أنه لقيه وسمع منه، وهو لم يعرف بالتدليس، ولم يذكر فيمن أرسل عنهم فتحمل روايته عنه على الاتصال إذا صح الطريق إليه.
وعلى هذا فالحديث في أقل أحواله حسن بمجموع الطرق والله أعلم.
شرح غربيه:
الثبات في الأمر: الدوام على الدين، ولزوم الاستقامة عليه (تحفة الأحوذي 9/ 352) وسؤال الثبات في الأمر من جوامع الكلم النبوية وهي صيغة عامة يندرج تحتها كل أمر من الأمور، وإذا وقع الثبات
للإنسان في كل أموره أجراها على السداد والصواب فلا يخشى من عاقبتها، ولا تعود عليه بضرر. (تحفة الذاكرين/389).
عزيمة الرشد: العزم: الجد والصبر، والعزيمة: ما وكدت رأيك وعزمت عليه (النهاية/عزم/3/ 231).
والرشد: خلاف الغي (النهاية/رشد/2/ 225) وهو الهداية، والمراد لزومها ودوامها (المرقاة 3/ 36) وقوله: عزيمة الرشد: الرشد بالضم الصلاح والفلاح والصواب أي الجد في أمر الرشد بحيث ينجز كل ماهو رشد من أموره (تحفة الذاكرين /389)، (المرعاة 3/ 310).