المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ٢

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌{الحميد}

- ‌{الحي}

- ‌{الحييّ}

- ‌المبحث السادسأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الخاء

- ‌{الخالق}

- ‌{الخبير}

- ‌المبحث السابعأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الراء

- ‌{الرازق، ومعه الرزاق}

- ‌{الرحمن، الرحيم}

- ‌{الرحمن}

- ‌{الرحيم}

- ‌{الرفيق}

- ‌المبحث الثامنأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف السين

- ‌{السبوح}

- ‌{الستّير}

- ‌{السلام}

- ‌{السيد}

- ‌المبحث التاسعأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الشين

- ‌{الشافي}

- ‌{الشهيد}

- ‌المبحث العاشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الصاد

- ‌{الصمد}

- ‌المبحث الحادي عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الطاء

- ‌{الطاهر}

- ‌{الطيب}

- ‌المبحث الثاني عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف العين

- ‌{العظيم}

- ‌{العفو}

- ‌‌‌{العليم}

- ‌{العلي

- ‌المبحث الثالث عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الغين

- ‌{الغفور}

- ‌{الغني}

- ‌المبحث الرابع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف القاف

- ‌{القادر}

- ‌{القدوس}

- ‌{القدير}

- ‌{القريب}

- ‌{القيوم}

- ‌المبحث الخامس عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الكاف

- ‌{الكبير}

- ‌{الكريم}

- ‌{الكفيل}

- ‌المبحث السادس عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف اللام

- ‌{اللطيف}

- ‌المبحث السابع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الميم

- ‌{الماجد، المجيد}

- ‌{المالك ومعه الملك، مالك الملك}

- ‌{المبارك}

- ‌{المتعال}

- ‌{المجيد}

- ‌{المستعان}

- ‌{المسعر}

- ‌{المعطي}

- ‌{المقدم المؤخر}

- ‌{الملك}

- ‌{المليك}

- ‌{المنان}

- ‌{المولى}

- ‌المبحث الثامن عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف النون

- ‌{النصير}

- ‌{النظيف}

- ‌المبحث التاسع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الواو

- ‌{الواجد}

- ‌{الواحد}

- ‌{الوتر}

- ‌{الودود}

- ‌{الوكيل}

- ‌{الولي}

- ‌{الوهاب}

- ‌الفصل الثالث:الأسماء المختلف في اسميتها

- ‌المبحث الأولأحاديث الأسماء المضافة

- ‌{بديع السموات والأرض}

- ‌{عالم الغيب والشهادة}

- ‌{علام الغيوب}

- ‌{مقلب القلوب، ومصرفها}

- ‌{منزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الأسماء المذوَّاة

- ‌{ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة}

- ‌{ذو الجلال والإكرام}

- ‌الفصل الرابع

- ‌{الإله، الله}

- ‌في تحريم دم قائل لا إله إلا الله

- ‌قول لا إله إلا الله كفارة الحلف بغير الله

- ‌القسم بالله الذي لا إله إلا هو

- ‌قول لا إله إلا الله عند الفزع

- ‌ذكره صلى الله عليه وسلم الشهاديتن إثر حصول آية لنبوته

- ‌ذكر الشهادة عند السؤال في القبر

- ‌شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن قال: لاإله إلا الله

- ‌أن الشهادة هي أفضل شعب الإيمان

- ‌ذكر الشهادة في الركوع أو السجود

- ‌ذكر الشهادة في كفارة المجلس

- ‌أن قول لا إله إلا الله أفضل الذكر

- ‌الشهادة سبب لحصول الإيمان

- ‌الحلف بالله الذي لا إله إلا هو

- ‌الشهادة شرط في الإيمان

- ‌دعوة المشرك إلى الشهادة

- ‌أن الشهادة ليس لها دون الله حجاب

- ‌ذكر الشهادة في الدعاء

- ‌في فضل قول لا إله إلا الله

- ‌ورود اسم {الإله} مضافاً

- ‌إله الناس

- ‌المبحث الثانيالأحاديث الواردة في اسم {الرب}

الفصل: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ

{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)} [الأعراف: 151].

وجاء بلفظ: ذو الرحمة في موضعين قال تعالى:

{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ} [الأنعام: 133]

{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} [الكهف: 58].

{الرحمن}

128 -

(50) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم} رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه، وفي بعضها بتقديم {سبحان الله العظيم} .

التخريج:

خ: كتاب الدعوات: باب فضل التسبيح (8/ 107)، (الفتح 11/ 206)

ص: 86

كتاب الأيمان والنذور: باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم فصلّى، أو قرأ، أوسبح، أوكبر، أو حمد، أو هلل، فهو على نيته (8/ 173)، (الفتح 11/ 566).

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {ونضع الموازين القسط} وأن أعمال بني آدم، وقولهم يوزن (9/ 198، 199)، (الفتح 13/ 537).

م: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء (17/ 18، 19).

ت: كتاب الدعوات: باب 60 (5/ 512)، وقال: حسن غريب صحيح.

جه: كتاب الأدب: باب فضل التسبيح (2/ 1251).

شرح غريبه:

سبحان الله: أصل التسبيح: التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص، ثم أطلق التسبيح على غيره من أنواع الذكر مجازاً (النهاية/سبح/2/ 331). ومعنى سبحان الله: أنزه الله أي أبرئه من السوء براءة، فيلزمه نفي الشريك والصاحبة والولد وجميع الرذائل (الفتح 11/ 206).

سبحان الله وبحمده: قيل: الواو للحال أي أسبح الله ملتبساً بحمدي له من أجل توفيقه، وقيل: الواو عاطفة والتقدير: أسبح الله وأتلبس بحمده. ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم والتقدير: وأثني عليه بحمده، فتكون سبحان الله جملة مستقلة، وبحمده جملة أخرى (شرح التوحيد 2/ 700)، (شرح الكرماني 25/ 250).

خفيفتان على اللسان: لسهولة جريان هذا الكلام على اللسان (الفتح 11/ 208)، فهما لاتثقلان اللسان ولاتكلفانه لسهولة حروفهما، مع ما فيهما من الثواب العظيم ومحبة الرحمن عز وجل لهما، وفيه ترغيب للعبد أن يكثر منهما (شرح التوحيد 2/ 699).

الفوائد:

(1)

فيه تشويق للسامع حيث قدم الخبر وهو طويل، ثم إن كثرة الأوصاف الجميلة تزيد السامع شوقاً (الفتح 13/ 540).

(2)

جواز السجع وأن ما نهي عنه ما كان مثل سجع الكهان في كونه متكلفاً ومتضمناً لباطل (شرح الكرماني 22/ 185).

(3)

أن الله تعالى يحب بعض الكلام، وبعض العمل أكثر من غيره، ومحبة الله من صفاته التي يجب أن تثبت له على مايليق بعظمته، ولا يجوز تأويل محبته سبحانه (شرح التوحيد 2/ 699).

(4)

يظهر سر تخصيص لفظ الرحمن هنا من سائر أسماء الله الحسنى ـ والله أعلم ـ بأن المقصود من الحديث بيان سعة رحمة الله تعالى بعباده، حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل (شرح الكرماني 22/ 185، 25/ 250)، (الفتح 11/ 108).

(5)

الإيمان بالميزان وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة (الفتح 13/ 538).

(6)

أن أعمال العباد مخلوقة ومنها ذكره لله بهذه الكلمات؛ لأنه يوضع في الميزان، ومايوضع في الميزان فهو مخلوق، وهذا من أسباب إيراد البخاري هذا الحديث في كتاب التوحيد (شرح التوحيد 2/ 700).

ص: 87

وثبت فيه حديث جابر، وأنس رضي الله عنهما:

129 -

(51) حديث جابر رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ} رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه.

130 -

(52) حديث أنس رضي الله عنه:

نحو حديث جابر رواه مسلم.

ورواه ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال: {هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة

} رواه النسائي.

التخريج:

خ: كتاب مناقب الأنصار: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه (5/ 44)(الفتح 7/ 123).

م: كتاب الفضائل: باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه (16/ 21 ـ 22).

ت: كتاب المناقب: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه (5/ 689)، وقال: حسن صحيح.

س: كتاب الجنائز: ضمة القبر وضغطته (4/ 100، 101)، صححه الألباني في (صحيح الجامع 2/ 1172)، وفي (السلسلة الصحيحة 4/ 270).

جه: المقدمة: فضل سعد بن معاذ (1/ 56).

الفوائد:

(1)

فيه منقبة عظيمة لسعد رضي الله عنه.

(2)

أن الاولى حمل الحديث على ظاهره، وأن العرش اهتز حقيقة فرحاً بقدوم سعد رضي الله عنه،

والله سبحانه على كل شيء قدير (شرح النووي 16/ 22)(الفتح 7/ 124).

وثبت فيه حديث أبي هريرة، وحديث عائشة، وورد فيه حديث عبدالله بن عمرو، وعبدالرحمن ابن عوف رضي الله عنهم:

(52)

حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الرحم شَجْنة من الرحمن فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته} ، وفي رواية {خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فاخذت بِحَقْو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألاترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يارب، قال: فذاكِ} رواه البخاري، ورواه مسلم بنحوه بدون الشاهد.

ص: 88

ونحوه حديث عائشة رضي الله عنها:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الرحم شجنة فمن وصلها وصلته، ومن قطعها

قطعته} رواه البخاري، وعند مسلم بلفظ:{الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله} .

132 -

حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما:

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء} اخرجه أبو داود، والترمذي وزاد الترمذي {الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله} .

133 -

حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه:

قال: قال صلى الله عليه وسلم: {أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها اسماً من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتته} رواه أبو داود، والترمذي.

التخريج:

خ: كتاب التفسير: باب {وتقطعوا أرحامكم} (6/ 167، 168)(الفتح 8/ 579، 580)

كتاب الأدب: باب من وصل وصله الله (8/ 6، 7)(الفتح 10/ 417)

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {يريدون ان يبدلوا كلام الله} (9/ 177)(الفتح 13/ 465، 466).

م: كتاب البر والصلة والآداب: باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (16/ 112، 113).

د: كتاب الأدب: باب في الرحمة (4/ 287)

كتاب الزكاة: باب في صلة الرحم (2/ 136).

ت: كتاب البر والصلة: باب ما جاء في رحمة المسلمين (4/ 323، 324) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في (صحيح الجامع 1/ 661)، وفي (السلسلة الصحيحة 2/ 630)

باب ما جاء في قطيعة الرحم (4/ 315، 316) وفيه حديث عبدالرحمن بن عوف، وقال الترمذي: صحيح. وصححه الألباني في (ص الجامع 1/ 661). وصححه أحمد شاكر في تعليقه على (المسند 3/ 138، 141).

شرح غريبه:

الرحم: ذو الرحم هم الأقارب، ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسب ويطلق في الفرائض على الأقارب من جهة النساء، يقال: ذو رحم مَحرم ومُحرّم وهم: من لايحل نكاحه: كالأم والبنت والأخت والعمة والخالة (النهاية/رحم/2/ 210، 211). والرحم الواجب وصله: رحم محرم يحرم نكاح بينهما. وقيل: عام في كل رحم من ذوي الأرحام في الميراث (مجمع بحار الأنوار 3/ 182).

ص: 89

وقيل: قرابة الرجل من قبل طرفيه آبائه وإن علوا وأبنائه وإن سفلوا وما يتصل بالطرفين من الأعمام والعمات والأخوال والخالات والإخوة والأخوات، وما يتصل بذلك من أولادهم (شرح الابي 7/ 11).

وصل: صلة الرحم كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والتعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم، وكذلك إن بعدوا أو أساءوا وقطع الرحم ضد ذلك كله، يقال: وصل رحمه يصلها وصلاً وصلة، والهاء فيها عوض عن الواو المحذوفة فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل مابينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر (النهاية 5/ 191، 192).

شجنة: قرابة مشتبكة كاشتباك العروق بالكسر والضم شعبة في غصن من غصون الشجرة (النهاية/ شجنة/2/ 447)(غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 209).

أي أن الرحم مشتقة من الرحمن وأثر من آثار رحمته مشتبكة بها (مجمع بحار الأنوار 3/ 182).

بتته: البت القطع (غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 19)

مه: اسم فعل مبني على السكون بمعنى اسكت، وأصلها: ما فأبدلت الألف هاء للوقف والسكت (النهاية/مهه/4/ 377).

العائذ: المستجير (النهاية/عوذ/3/ 318).

الفوائد:

(1)

تعظيم شان الرحم، وفضيلة وصلها، وعظم إثم قاطعها بعقوقه، ولهذا سمي العقوق قطعاً والقاطع منقطع من رحمة الله تعالى (تحفة الأحوذي 6/ 52). والواصل الذي يرعى الله في الرحم هو المبتدئ الذي لم يتقدم له مثل فيكون بعد الثاني جزاء له ومكافاة، والواصل هو الذي يصل من قطعه (العارضة 8/ 101).

(2)

الإيحاء إلى أن للرحم قرباً خاصاً بالله تعالى وتعلقاً مخصوصا يجب رعايته (بذل المجهود 18/ 247) وفيه أعظم تهديد وتحذير لمن قطع رحمه فهو مبتوت، وأكبر ثواب لمن وصل رحمه فهو واصل إلى كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة، ونهايته مجاورة رب العالمين في الفردوس.

(3)

الحث على رحمة من في الأرض من آدمي وحيوان محترم بنحو شفقة وإحسان ومواساة. والرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة، فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله لاينافي كل منهما الرحمة (تحفة الأحوذي 6/ 51).

(4)

هذه الأفعال المسندة إلى الرحم من القيام والقول: ظاهر الحديث أنها على ظاهرها حقيقة وإن كانت الرحم معنى يقوم بالناس، ولكن قدرة الله تعالى لاتقاس بما يعرفه عقل الإنسان، وقيامها مخصوص غير القيام المتبادر من لفظه، وما ورد من حمله على الاستعارة أو المجاز فهو على مذهب أهل التاويل المذموم، قال شيخ الإسلام:" وهذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء وردوا على من نفى موجبه "(شرح التوحيد 2/ 383 نقله عن: نقض التأسيس لابن تيمة).

(5)

إثبات أن لله حقواً وهذا مما يجب التصديق به (شرح التوحيد 2/ 383).

(6)

قد اقتضت حكمته تعالى أن يجعل لفعله ذلك وقتاً معيناً وهذا من الأدلة على أن أفعال الله تعالى تتعلق بمشيئته فمتى أراد أن يفعل شيئاً فعله (شرح التوحيد 2/ 381)، وفيه إثبات صفتي القدرة

ص: 90

والحكمة وأنه سبحانه خلق الخلق كلهم، ومن حكمته ما كان في بعض المخلوقات من تأخير (بهجة النفوس 4/ 146 - 148).

(7)

مخاطبة الله للرحم وهو خطاب كريم نؤمن به على ظاهره (شرح التوحيد 2/ 385، 386).

(8)

أن الاستعاذة بالله من أجلّ الوسائل إلى الله وأنجحها.

(9)

أن وصل الرحم مشروط بأن تكون على الاستقامة، وإلا فمقاطعتهم من أجل الله هو وصل لهم مع بذل الجهد في وعظهم وزجرهم والإنكار عليهم، ثم هجرانهم وتعلمهم أن هجرانك إنما هو من أجل تخلفهم عن الحق، فإذا استقاموا وصلتهم قدر طاقتك في ذلك ويبقى بعد المقاطعة الدعاء لهم بظهر الغيب أن يصلح الله حالهم (بهجة النفوس 4/ 146، 148).

134 -

(54) ثبت فيه حديث أبي سعيد رضي الله عنه:

حيث جاء في آخره ذكر الرؤية وفيه ذكر أقوام من أهل النار يخرجهم الله تعالى منها، قال صلى الله عليه وسلم: {فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار، فيخرج أقواماً قد امتُحِشوا، فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحِبَّة في حَميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة إلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان

ص: 91

أخضر، وما كان منها إلى الظل كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتيم، فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولاخير قدموه. فيقال لهم: لكم مارأيتم ومثله معه} رواه البخاري.

وعند مسلم بلفظ: {فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حُمماً فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة} الحديث بنحوه وفي آخره: {يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولاخير قدموه} .

135 -

(55) وجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

في الرؤية أيضاً عند البخاري {

ثم يتجلى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لايشرك بالله شيئاً ممن أراد الله أن يرحمه ممن يشهد أن لاإله إلا الله، فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود} رواه البخاري ومسلم وفيه اختلاف يسير.

التخريج:

خ: كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} (9/ 157، 160)(الفتح 13/ 420 - 422).

م: كتاب الإيمان: باب إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة (3/ 22، 32، 33).

شرح غريبه:

امتحشوا: المحش احتراق الجلد وظهور العظم، امتَحَشوا احترقوا ويروى: امتُحِشوا لما لم يسم فاعله وقد محشه النار تمحشه محشاً (النهاية/محش/4/ 302).

كما تنبت الحِبَّة في حميل السيل: الحبة ـ بالكسرـ بذور النبات ـ وبالفتح ـ واحدة الحب المأكول (أعلام الحديث 1/ 533)، وقيل: هو نبت صغير في الحشيش فأما الحبة ـ بالفتح ـ فهي الحنطة والشعير ونحوهما (النهاية/حبب/1/ 327)، (غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 71، 72).

حميل السيل: الحميل ماحمله السيل من كل شيء، وكل محمول فهو حميل (غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 71) أو هوما يجيء به السيل من طين وغثاء وغيره، فعيل بمعنى مفعول فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرىلسيل فإنها تنبت في يوم وليلة فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم

ص: 92

بعد إحراق النار لها (النهاية/حمل/1/ 442) ثم نبه صلى الله عليه وسلم إلى أن ما يلي جهة الحبة يسرع إليها البياض المستحسن ومايلي جهة النار يتأخر عنه البياض، ويبقى أصفر وأخضر حتى يتلاحق بياضه (شرح الأبي 1/ 340).

حُمماً: الحممة الفحمة وجمعها حُمَم، ومنه محمم: مسود الوجه (النهاية/حمم/ 1/ 444).

فرغ: كل عمل له بداية ونهاية الفراغ منه والمعنى: أن الله يتولى محاسبة عباده بنفسه، وينتهي من ذلك وهو تعالى أسرع الحاسبين وجاء وصف الله به في كثير من النصوص وهو من صفات الفعل (شرح التوحيد 2/ 100).

الفوائد:

(1)

الإخبار عن سرعة نبات من يخرجهم الله تعالى من النار (المعلم 1/ 226).

(2)

أن الصلاة أفضل الأعمال؛ لما فيها من السجود. وظاهر الحديث: أن النار لاتأكل جميع أعضاء السجود السبعة: الجبهة، واليدان، والركبتان، والقدمان، وهكذا قال بعض العلماء، والحديث الآخر عند مسلم: في ذكر قوم يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات الوجوه. هم مخصوصون من جملة الخارجين من النار بأنهم لايسلم منهم إلا دارات الوجوه، وغيرهم يسلم جميع أعضاء السجود، فهذا عام وذاك خاص (شرح النووي 3/ 22).

والحديث في صحيح مسلم عن جابر في: كتاب الإيمان: باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من

النار (3/ 50) ولفظه {إن قوماً يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة} .

(3)

شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين فيمن كان لم يكن له طاعة غير الإيمان الذي لايطلع عليه إلا الله (شرح الكرماني 25/ 150) بشرط إذن الله فيهم، قال تعالى:{من ذا الذي يشفع عند إلا بإذنه} [البقرة: 255] مع رضاه تعالى عن المشفوع له، ولابد أن يكونوا من أهل التوحيد والإخلاص (شرح التوحيد 2/ 128).

(4)

فيه آيه من آيات الله تعالى الدالة على قدرته الباهرة حيث تأكل النار جسم ابن آدم إلا هذه المواضع المختلفه في البدن فإنها لا تضرها ولا تغيرها؛ لأن الله حرمها على النار لا تأكل إلا ما أمرها الله تعالى بأكله (شرح التوحيد 2/ 101).

(5)

الله تعالى هو مالك الشفاعة والأمر له في كل شيء وشفاعته في ذلك الموقف المراد بها رحمته هؤلاء المعذبين وإخراجهم من النار.

(6)

فيه إثبات القبض لله تعالى، ومن لازمه إثبات اليد التي يقبض بها (شرح التوحيد 2/ 129، 130).

ص: 93

وثبت فيه حديث أبي هريرة، وورد حديث معاذ بن جبل رضي الله عنهما:

136 -

(56) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقًا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها، قالوا: يارسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك؟ قال: إن في الجنة مائة درجةٍ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين مابينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله، فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة} رواه البخاري.

137 -

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:

نحو حديث أبي هريرة وزاد: {وحج البيت} وشك الراوي أذكر الزكاة أم لا؟ وقال: {كان حقا على الله أن يغفر له} ، وقال: {ذر الناس يعملون فإن الجنة

} رواه الترمذي بسند منقطع.

رواه ابن ماجه مختصراً وفيه: {وإن العرش على الفردوس} .

وجاء عند الترمذي من حديث عبادة مختصراً وفيه: {والفردوس أعلاها درجة ومنه تُفْجَر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس} .

التخريج:

خ: كتاب الجهاد: باب درجات المجاهدين في سبيل الله (4/ 19)(الفتح 6/ 11).

كتاب التوحيد: باب وكان عرشه على الماء، وهو رب العرش العظيم (9/ 153)(الفتح 13/ 404).

ت: كتاب صفة الجنة: باب ما جاء في صفة درجات الجنة (4/ 675)، قال: هكذا روى هذا الحديث عن هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار وسقط هنا قوله عن معاذ بن جبل، وهذا عندي أصح من حديث همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت، وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل، ومعاذ قديم الموت، مات في خلافة عمر رضي الله عنه (تحفة الأحوذي 7/ 237).

ثم رواه بعده من حديث همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت وفيه:

{ومن فوقها يكون العرش} .

ص: 94

جه: كتاب الزهد: باب صفة الجنة (2/ 1448).

شرح غريبه:

أوسط الجنة: الأعدل والأفضل، فعطف الأعلى عليه للتاكيد أو أراد بأحدهما العلو الحسي وبالآخر العلو المعنوي، أو أن المراد بالأوسط السعة، وبالأعلى الفوقية (الفتح 6/ 13). الظاهر أن الفردوس هو وسط الجنة، وهو أعلاها على ظاهر النص يعني أن الجنان الأخرى عن جوانبه ومن تحته وهوأعلاها وليس فوقه إلا العرش (شرح التوحيد 1/ 406).

الفردوس: البستان الذي فيه الكرم والأشجار، والجمع فرادس، ومنه جنة الفردوس (النهاية/فردوس /3/ 427)(لسان العرب/فردوس/6/ 375). الفردوس اسم يطلق على جميع الجنة، يطلق على أعلاها وأفضلها كانه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات (شرح التوحيد 1/ 405)

الفوائد:

(1)

الحق هو الذي أخبر الله بوقوعه فإنه لايخلف الميعاد، وهو الذي أوجبه على نفسه بحكمته وفضله ورحمته سبحانه (مجموع الفتاوى 1/ 213 ـ 218). ولا يلزم من كونه حقاً واجباً، أن يكون له آمر وناهٍ بل هو سبحانه أوجبه على نفسه (شرح التوحيد 1/ 400).

(2)

أن كل عمل مشروط لصحتة أن يكون العامل مؤمناً بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويستتبع ذلك الإيمان بالملائكة والكتب وباليوم الآخر والقدر خيره وشره (شرح التوحيد 1/ 398).

(3)

فيه تأنيس لمن حرم الجهاد، وأنه ليس محروماً من الأجر، بل له من الإيمان والتزام الفرائض ما يوصله إلى الجنة وإن قصرعن درجة المجاهدين.

(4)

فيه فضيلة ظاهرة للمجاهدين وقد اتفق العلماء على أن الجهاد أفضل التطوعات وفيه خير الدنيا والآخرة (مجموع الفتاوى 28/ 417، 418) وأن الله أعد للمجاهدين مائة درجة في الجنة، ودرجة المجاهد قد ينالها غير المجاهد إما بالنية الخالصة أو بما يوازيه من الأعمال الصالحة؛ لأن الرسول

صلى الله عليه وسلم أمر الجميع بالدعاء بالفردوس بعد أن أعلمهم أنه أعد للمجاهدين ما أعد (الفتح 6/ 12، 13).

(5)

عظم الجنة وعظم الفردوس منها، والأمر بالدعاء بالفردوس (الفتح 6/ 13).

(6)

الإيمان بأن الله خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء. فخالقنا سبحانه فوق عرشه الذي هو فوق جنته (التوحيد لابن خزيمة 1/ 241).

138 -

(57) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه ـ وإن كانت تمرة ـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله} رواه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. وفي لفظ:{لا يتصدق أحد بتمرة من كسب طيب إلا أخذها الله بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فَلوّه أو قلوصه حتى تكون مثل الجبل أو أعظم} ، وفي رواية {من الكسب الطيب فيضعها في حقها} ، وفي رواية أخرى {موضعها} رواه مسلم بهذه الألفاظ.

ص: 95

ورواه البخاري بلفظ: {من تصدق بعَدْل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه ـ أو لصاحبها ـ كما يربي أحدكم فَلُوَّهُ حتى تكون مثل الجبل} ، وفي لفظ:{ولا يصعد إلى الله إلا الطيب} .

وفي لفظ الترمذي {إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد} .وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} (1)، و {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} (2).

التخريج:

م: كتاب الزكاة كل نوع من المعروف صدقة (7/ 98، 99).

وانظر: خ: كتاب الزكاة: باب الصدقة من كسب طيب (2/ 134)(الفتح 3/ 278)

كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} (9/ 154)(الفتح 13/ 415).

ت: كتاب الزكاة: باب ماجاء في فضل الصدقة (3/ 49، 50)، وقال: حسن صحيح، وتكلم كلاماً حسناًفي إثبات هذه الصفة وغيرها لله عز وجل ونقله عنه ابن حجر في (الفتح 3/ 280).

س: كتاب الزكاة: باب الصدقة من غلول (5/ 57، 58).

جه: كتاب الزكاة: باب فضل الصدقة (1/ 590).

شرح غريبه:

بعدل تمرة: قال ابن الأثير: تكرر ذكر العِدْل والعَدْل بالكسر والفتح في الحديث، وهما بمعنى المِثْل، وقيل: هو بالفتح ما عادله من جنسه، وبالكسر ماليس من جنسه، وقيل: بالعكس (النهاية/عدل/3/ 191). وقال ابن حجر: أي بقيمتها (الفتح 3/ 279).

فلوه: الفَلُوّ: المهر الصغير، وقيل: هو العظيم من أولاد ذوات الحافر (النهاية/فلا/ 3/ 474). وضرب به المثل لأنه يزيد زيادة بيّنة؛ ولأن الصدقة نتاج العمل وأحوج ما يكون النتاج إلى التربية إذا كان فطيماً وإذا أحسن العناية به انتهى إلى حد الكمال وكذلك عمل ابن آدم لا سيما الصدقة لا تزال تتضاعف حتى تقع المناسبة بينه وبين ما قدم، نسبة مابين التمرة إلى الجبل (شرح الطيببي 4/ 94، 95).

الطيب: هو المال الحلال في ذاته، الحلال في طريق كسبه لم يحرمه الله، ولا اكتسبه مالكه من وجه لايُرضي الله (العارضة 3/ 167).

الفوائد:

(1)

الحث على الإنفاق من الحلال، والنهي عن الإنفاق من غيره (شرح النووي 7/ 100).

(1) * [التوبة: 104].

(2)

** [البقرة: 276].

ص: 96

(2)

فيه إثبات أن لمعبودنا يداً يقبل بها صدقة المؤمنين، عزَّ ربنا وجلَّ أن تكون يده كيد المخلوقين (التوحيد لابن خزيمة 1/ 138)، وأن الله يقبل بيده الصدقة من الكسب الطيب ويضاعفها (تعليق ابن باز على الفتح 3/ 280).

(3)

حسن بيانه صلى الله عليه وسلم وتخصيص الكسب الطيب ليمتاز الكسب الحرام، واختيار الفَلُوّ؛ لأنه من كرائم النتاج، ولأنه يعظم، وهو أقبل للتربية من سائر النتاج؛ لأن الكسب الطيب من أفضل أكساب الإنسان، وأنه أقبل للمزيد والمضاعفة. والخبيث الذي هو الحرام على عكسه {يمحق الله الربا} [البقرة: 276]، (شرح الطيبي 4/ 94، 95).

(4)

أن هذه المضاعفة من فضل الله على حسب مايعلمه سبحانه من صدق النيات، وخلوص الطويات، والرغبة في الخيرات، والمواظبة على الصالحات (العارضة 3/ 167).

(5)

الحديث من أدلة علو الله تعالى وأنه فوق وما يقبله الله من الأعمال فإنه يصعد إليه.

139 -

(58) وثبت فيه حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين ـ الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلَوا} أخرجه مسلم، والنسائي.

التخريج:

م: كتاب الإمارة: باب فضيلة الأمير العادل، وعقوبة الجائر، والحث على الرفق بالرعية، والنهي عن إدخال المشقة عليهم (12/ 211).

س: كتاب آداب القضاة، فضل الحاكم العادل في حكمه (8/ 221، 222).

شرح غريبه:

المقسطين: جمع مقسط وهو العادل يقال: أقسط يقسط إذا عدل، وقسط يقسط فهو قاسط: إذا جار (النهاية/قسط/4/ 60).

وما وَلوا: ـ بفتح الواو واللام المخففة ـ من كانت لهم عليه ولاية من عبيدهم وحيوانهم (شرح النووي 12/ 211)، (شرح الأبي 5/ 172).

منابر: جمع منبر وهو مشتق من انتبر بمعنى ارتفع وكل منتبر مرتفع (النهاية/نبر/5/ 7، 8).

وهي منابر حقيقية مع ارتفاع منازلهم (شرح النووي 12/ 211).

الفوائد:

(1)

الثواب العظيم لمن عدل فيما تقلده من خلافة، أو إمارة، أو قضاء، أو حسبة، أو صدقة، أو وقف وفيما يلزمه (شرح النووي 12/ 212).

(2)

إثبات اليدين لله عز وجل وأن كلتاهما يمين.

140 -

ورد فيه حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه:

ص: 97

قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا العباس بن عبدالعظيم ثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: عطس شاب من الأنصار خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه حتى يرضى ربنا وبعدما يرضى من أمر الدنيا والآخرة فلما انصرف رسول الله صلى عليه وسلم قال: {من القائل الكلمة؟ قال فسكت الشاب، ثم قال: من القائل الكلمة فإنه لم يقل بأساً؟ .فقال: يارسول الله أنا قلتها لم أرد بها إلا خيراً. قال: ما تناهت دون عرش الرحمن تبارك وتعالى} .

141 -

وجاءت القصة من رواية رفاعة بن رافع رضي الله عنه بدون الشاهد لكن فيها شاهداً على صفة اليد فحسن إيرادها هنا:

قال الترمذي، والنسائي رحمهما الله تعالى: حدثنا قتيبة حدثنا رفاعة بن يحيى بن عبدالله بنِ رفاعة بن رافع الزُّرقي عن عم أبيه معاذ بن رفاعة عن أبيه قال: صليت خلف رسول الله

صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: {من المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلم أحد ثم قالها الثالثة: من المتكلم في الصلاة؟ فقال رفاعة: أنا يارسول الله قال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً، أيهم يصعد بها} هذا لفظ الترمذي والنسائي مثله سوى قوله: {فلم يكلمه أحد وقالها الثالثة} ففيه {الثانية} .

ورواه أبو داود من الطريق نفسه، ولم يذكر المتن بل أحاله على حديث سبقه وليس فيه القسم.

التخريج:

د: كتاب الصلاة: باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (1/ 202، 203)

ت: أبواب الصلاة: ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة (2/ 254، 255)

س: كتاب الافتتاح: قول المأموم إذا عطس خلف الإمام (2/ 145).

حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه:

رواه البغوي في (شرح السنة 3/ 241، 242) من طريق أبي داود.

ورواه ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني 1/ 252)

وابن السني في عمل اليوم والليلة (232)

كلاهما من طريق شريك به بلفظ حديث رفاعة دون القسم.

وعلقة البيهقي في (الكبرى 2/ 95)

حديث رفاعة رضي الله عنه:

رواه الحاكم في (المستدرك 3/ 232)

ص: 98

والبيهقي في (الكبرى 2/ 295)

كلاهما من طريق قتيبة به.

ورواه الطبراني في (الكبير 5/ 41)

والمزي في (تهذيب الكمال 9/ 210، 211)

كلاهما من طريق رفاعة بن يحيى به.

وأصل القصة بدون الشواهد ثابته في الصحيحين:

فقد أخرجها البخاري في صحيحه: كتاب الأذان: باب فضل اللهم ربنا لك الحمد (الفتح 2/ 284) من حديث رفاعة وفيه أنه قال: هذا الذكر إلى {مباركاً فيه} لما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:{رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول} وهي بهذا اللفظ عند أبي داود في الباب المذكور في التخريج (1/ 202، 203).

وأخرجها مسلم في صحيحه: كتاب الصلاة: ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة (5/ 97) من حديث أنس أن رجلاً دخل الصف وقد حفزه النَّفَس فقال: {الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه} وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: {لقد رأيت اثنى عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها} .

وحديث أنس رواه أبو داود في الباب المذكور (1/ 200).

والنسائي في نوع آخر من الذكر بعد التكبير (2/ 132، 133)

ورواه بنحوه ابن ماجه من حديث وائل دون ذكر الوقت الذي قاله فيه: كتاب الأدب: باب فضل الحامدين (2/ 1249، 1250).

دراسة الإسناد:

حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه:

رجال اسناده عند أبي داود:

(1)

العباس بن عبد العظيم: بن إسماعيل العنبري، أبو الفضل البصري. قال النسائي: ثقة مأمون صاحب حديث، ووثقه مسلمة، وقال أبو حاتم: صدوق. وقال الذهبي في التذكرة: كان معدوداً في عقلاء أهل البصرة وفضلائهم ونبلائهم، وقال البخاري، والخطيب، وابن حبان: مات سنة 246 هـ.

وقال ابن حجر: ثقة حافظ من كبار الحادية عشرة، مات سنة 240 هـ (خت م 4).

ترجمته في:

العلل لأحمد (3/ 266)، التاريخ الكبير (7/ 6)، الجرح والتعديل (6/ 216)، المعجم المشتمل (149)، تاريخ بغداد (12/ 137، 138)، الثقات لابن حبان (8/ 511)، تهذيب الكمال (14/ 222 - 225)، السّيرَ (12/ 302، 303)، التذكرة (2/ 524)، الكاشف (1/ 535)، التهذيب (5/ 121، 122)، التقريب (293).

(2)

يزيد بن هارون: تقدم، وهو ثقة متقن. (راجع ص 234)

(3)

شَريك: هو ابن عبد الله النخعي، تقدم، وهو صدوق يخطئ كثيراً وتغير حفظه بعدما تولى القضاء، ويزيد سمع منه قبل تغيره. (راجع ص 451)

(4)

عاصم بن عبيد الله: بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي، المدني. قال ابن عيينة: كان بعض المشايخ يتقون حديثه، وقال: لا يحمد حفظه، قال مالك: عجباً من شعبة الذي ينتقي الرجال، وهو يحدث عنه، ومع ذلك روى مالك عنه حديثاً قال النسائي: لا نعلم مالكا روى عن إنسان ضعيف مشهور الضعف إلا عاصم، وكان ابن مهدي ينكر حديثه أشد الإنكار، وقال شعبة: عاصم لو قلت له من بنى مسجد البصرة؟ لقال: ثنا فلان عن فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بناه، وقال سفيان:

ص: 99

قلَّ ما سألناه إلا قال حدثني عبد الله بن عامر قال حدثني سالم. وقال ابن المديني: لا يحتج بحديثه، وقال ابن نمير، وأبو حاتم، وأبو زرعة: منكر الحديث، مضطرب الحديث، وزاد أبو حاتم: ليس له حديث يعتمد عليه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: يترك وهو مغفل، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. وقال ابن معين، والنسائي، وابن خراش: ضعيف، وقال أحمد: ليس بذاك، وقال: حديثه إلى الضعف ما هو، وقال ابن حبان: كان سيء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ فترك من أجل كثرة خطئه،

وقال ابن سعد: كثير الحديث لا يحتج به. وقال يعقوب بن شيبة: قد حمل الناس عنه وفي أحاديثه ضعف وله أحاديث مناكير، وقال ابن عدي: احتمله الناس وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال العجلي: لا بأس به.

وقال ابن حجر: ضعيف من الرابعة، مات في أول دولة بني العباس سنة 132 هـ (عخ د ت سي حه).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (9/ 225)، تاريخ الدارمي (317)، التاريخ لابن معين (3/ 170، 183)، بحر الدم (223)، سؤالات أبي داود (206)، العلل لأحمد (2/ 210)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (150)، الضعفاء للبخاري (94)، التاريخ الكبير (6/ 484)، الجرح والتعديل (6/ 347، 348)، السؤآلات والضعفاء (2/ 646)، الشجرة (237)، سؤالات البرقاني للدارقطني (49)، الثقات للعجلي (2/ 9)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 70)، المجروحين (2/ 127، 128)، المعرفة (2/ 778)، الكامل (5/ 1866 - 1869)، الضعفاء للعقيلي (3/ 233، 234)، تهذيب الكمال (13/ 500 - 506)، الميزان (2/ 353، 354)، المغني (1/ 321)، الكاشف (1/ 520)، التهذيب (4/ 46 - 49)، التقريب (285) وفيه (عخ 4) والصواب من نسخة أبي الأشبال (472).

ويظهر من كلام النقاد فيه أنه ضعيف جداً والله أعلم.

(5)

عبد الله بن عامر بن ربيعة العَنْزي، حليف بني عدي، أبو محمد المدني: ولد على عهد النبي

صلى الله عليه وسلم، وروى ابن سعد، وأحمد، وأبو داود وغيرهم حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أمه وهو صغير، فنادته أمه فقالت: تعال هاك تعال

الحديث.

ولذا اختلف فيه: فقال بعضهم: إنه صحابي صغير. وذكره الذهبي في أسماء الصحابة من كلام ابن عبد البر، وابن منده، وأبي نعيم، وكذا ذكره ابن حجر في الإصابة وقال ذكره الترمذي في الصحابة وقال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وما سمع منه حرفاً. واختاره ابن حبان، والذهبي في الميزان، والعلائي وقال: وما عدا هذا الحديث مرسل.

وذكر آخرون أنه تابعي: قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: لا أحسب عبد الله حفظ هذا الكلام لصغره، وقد حفظ عن أبي بكر وعمر، وهو ثقة قليل الحديث، ونقل ابن معين قول أبي معشر: إنهما اثنان أحدهما الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم فمات، فولد لأمه آخر فسمته عبد الله ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، وقال العجلي: من كبار التابعين ثقة.

وقال الذهبي في السّيرَ: له حديث مرسل في سنن أبي داود، وقال أبو زرعة: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ثقة صغير، ووثقه أحمد.

وقال ابن حجر في الإصابة: أخوه الأكبر هو الذي استشهد بالطائف، وقول أبي معشر لا يصح لما في ترجمته أنه حفظ شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام.

وفي التقريب: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولأبيه صحبة، مشهور، ووثقه العجلي، مات سنة بضع وثمانين (ع).

ص: 100

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (5/ 9)، سؤالات أبي داود لأحمد (208)، التاريخ لابن معين (3/ 27، 28)، التاريخ الكبير (5/ 11)، الجرح والتعديل (5/ 122)، المراسيل (102)، الثقات للعجلي (2/ 40)، الثقات لابن حبان (3/ 219، 220)، جامع التحصيل (213)، تحفة التحصيل (ل 171 أ)، تهذيب الكمال (15/ 140، 141)، تجريد أسماء الصحابة (1/ 320)، السّيرَ (3/ 521)، الميزان (2/ 449)، الكاشف (1/ 564)، التهذيب (5/ 270، 271)، الإصابة (4/ 138، 139)، التقريب (309) وفيه: ولأبيه صحبة مشهورة، وفي نسخة أبي الأشبال (517): مشهور.

والحديث في:

مسند أحمد (3/ 447).

د: كتاب الأدب: باب في التشديد في الكذب (4/ 299) قال المنذري في (مختصر/د/ 7/ 280، 281): مولى عبد الله مجهول، ومدار الطرق عليه فالحديث ضعيف والله أعلم.

حديث رفاعة رضي الله عنه:

رجال إسناده عند الترمذي، والنسائي:

(1)

قتيبة: تقدم، وهو ابن سعيد، وهو ثقة ثبت. (راجع ص 228)

(2)

رفاعة بن يحيى: بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزُّرقي، الأنصاري، المدني، إمام مسجد بني زُريق. قال الذهبي: ثقة.

وقال ابن حجر: صدوق، من الثامنة (د ت س).

ترجمته في:

الجرح والتعديل (3/ 493)، التاريخ الكبير (3/ 323)، الثقات لابن حبان (6/ 309)، تهذيب الكمال (9/ 209 - 211)، الكاشف (1/ 397)، التهذيب (3/ 283)، التقريب (210).

(3)

عم أبيه: معاذ بن رِفاعة بن رافع الأنصاري، الزُّرَقي، المدني. قال أحمد، وأبو داود: لم يكن به بأس. وضعفه ابن معين، وقال الأزدي: ولا يحتج بحديثه.

وقال ابن حجر: صدوق، من الرابعة (خ د ت س).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (5/ 276، 277)، التاريخ لابن معين (4/ 430)، سؤالات أبي داود لأحمد (262)، الجرح والتعديل (8/ 247)، التاريخ الكبير (7/ 361)، سؤالات الآجري أبا داود (5/ل 23 ب)، التعديل والتجريح (2/ 712)، الثقات لابن حبان (5/ 421)، تهذيب الكمال (28/ 121، 122)، الكاشف (2/ 273)، التهذيب (10/ 190)، التقريب (536).

درجة الحديث:

حديث عامربن ربيعة رضي الله عنه: ضعيف؛ لأن فيه شريك بن عبد الله وهو يخطئ كثيراً، وفيه عاصم وهو ضعيف، أو ضعيف جداً وقد حكم جمع من النقاد على حديثه بالنكارة.

ص: 101

قال المنذري في (مختصر/د/ 1/ 374): في إسناده عاصم بن عبد الله، وشريك بن عبد الله القاضي وفيهما مقال.

وضعفه الألباني في (ضعيف د/76).

حديث رفاعة رضي الله عنه: حسنه الترمذي هذا في المجردة، و (نسخة العارضة 2/ 195)، وفي نسخة (تحفة الأحوذي 2/ 438)، و (تحفة الأشراف 3/ 170)، وفي (تهذيب الكمال 9/ 211). لكن ابن حجر قال في (التهذيب 3/ 283): صحح الترمذي حديثه.

لكن الأقرب إلى حال الرواة أنه حسن، ويتقوى بالرواية الصحيحة إلا أن الشاهد غير مذكور فيها.

وقد قال ابن حجر في (الفتح 10/ 600): سنده لا بأس به وأصله في البخاري دون ذكر العطاس.

وقد يشكل اختلاف سبب قوله ذلك الذكر ففي رواية الترمذي، والنسائي أنه قاله بعدما عطس، وفي رواية البخاري لما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركوع وقد جمع الحافظ بينهما في (الفتح 2/ 286) بأن يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه. ولذا فسر ابن بشكوال الرجل المبهم في رواية البخاري أنه رفاعة من الروايتين الأخريين، ولا مانع أن يكني عن نفسه لقصد إخفاء عمله، أو كنى عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه.

وهذا على القول باتحاد الواقعة، وقد تكون متعددة والله أعلم (المرعاة 3/ 364).

حسنه الألباني (صحيح ت 1/ 127)، (صحيح س 1/ 202)، (صحيح د 1/ 147).

شرح غريبه:

مباركاً فيه مباركاً عليه: الثانية تأكيد للأولى وهو الظاهر، أو الأولى بمعنى الزيادة والثانية بمعنى البقاء (الفتح 2/ 286) أو أن الأولى بمعنى البركة الزائدة من نفس الحمد، والثاني من الخارج لتعديتها بعلى المتضمنة معنى الإفاضة على الحمد ثم على قائله (شرح الطيبي 2/ 402). أو هما بمعنى واحد (المرقاة

3/ 75).

ما تناهت: ما انتهت وكفت بل وصلت إلى العرش (البذل 4/ 512)، وفي رواية ابن ماجه {ما نهنهها شيء دون العرش} أي ما منعها عن الوصول إليه (العون 2/ 477).

الفوائد:

(1)

أن العاطس في الصلاة يحمد الله بغير كراهة، ولا تبطل صلاته لأنه من ذكر الله المشروع في الصلاة، وهو دعاء لأمر عرض، ولحاجة نزلت (العارضة 2/ 194، 195)، ذكر الترمذي: أن غير واحد من التابعين قالوا: إذا عطس في المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه وحملوا هذا الحديث على التطوع، ورده ابن حجر بما جاء في رواية أنهم كانوا في صلاة المغرب.

(2)

جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مخالف للمأثور بقيد أن يكون ذلك في زمانه صلى الله عليه وسلم.

(3)

جواز رفع الصوت بالذكر مالم يشوش على من معه (الفتح 2/ 287 مع تعليق ابن باز، 10/ 600)، (تحفة الأحوذي 2/ 438).

ص: 102

(4)

ابتدار الملائكة لها لاستحسانهم إياها، ولما كتبتها الملائكة بلغت عرش الرحمن (العارضة 2/ 195).

142 -

ورد فيه حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص

قال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل

كلاهما عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: {اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام} هذا لفظ الترمذي.

ولفظ ابن ماجه {اعبدوا الرحمن، وأفشوا السلام} .

التخريج:

ت: كتاب الأطعمة: باب ما جاء في فضل إطعام الطعام (4/ 287).

جه: كتاب الأدب: باب إفشاء السلام (2/ 1218).

وعزاه المزي في (التحفة 6/ 298) إلى ابن ماجه، كتاب الصلاة. عن أبي كريب عن إسماعيل بن علية ومحمد بن فضيل وأبي يحيى التيمي وابن الأجلح ثلاثتهم عن عطاء به. وتعقبه ابن حجر في قوله: ثلاثتهم، قال: بل أربعتهم.

والحديث ليس مخرجاً في كتاب الصلاة، وكذا أفاد محقق التحفة، وتعجب من سكوت ابن حجر على ذلك مع أن الحديث الذي بهذا الإسناد هو حديث {خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة} وهو في (جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ما يقال بعد التسليم 1/ 299).

وحديث عبد الله بن عمر وأخرجه:

ابن أبي شيبة في (المصنف 8/ 436)

والبخاري في (الأدب المفرد 1/ 445)

كلاهما من طريق محمد بن فضيل به.

وأخرجه أحمد في (المسند 2/ 170) من طريق عبد الوارث، وأبي عوانه، وفي (2/ 196) من طريق همام، ثلاثتهم عن عطاء به.

ص: 103

والدرامي في (المسند 2/ 109)

وابن حبان في (صحيحه 2/ 242، 260، 261)

وأبو نعيم في (الحلية 1/ 287)

ثلاثتهم من طريق جرير بن عبد الحميد عن عطاء به.

وجاء الحديث من رواية أبي هريرة، وأبي مالك الأشعري، وعلي وغيرهم رضي الله عنهم

بدون ذكر الشاهد:

انظر تخريجها في تعليق الأرناؤوط على (صحيح ابن حبان 2/ 242، 243)

وقد ذكره السيوطي في (الجامع الصغير 1/ 172) من رواية أبي هريرة وعزاه إلى الترمذي وأقره المناوي في (الفيض 1/ 552)، وتعقبه الألباني بأن حديث أبي هريرة عند الترمذي بسياق آخر (السلسلة الصحيحة 2/ 112).

دراسة الإسناد:

الطريق الأول: رجال إسناده عند الترمذي:

(1)

هنَّاد: تقدم، هو هناد بن السَّري، وهو ثقة. (راجع ص 475)

(2)

أبو الأحوص: تقدم، وهو سلام بن سُلَيم، وهو ثقة متقن. (راجع ص 274)

(3)

عطاء بن السائب: أبو محمد، يقال أبو السائب، الثقفي، الكوفي. قال أحمد: كان من خيار

عباد الله، ثقة ثقة رجل صالح، وفي رواية: ثبت، ووثقه ابن سعد، والعجلي، ويعقوب الفسوي،

وابن معين في رواية، وقال في رواية: لا يحتج بحديثه.

وقد أختلط بأخرة: قال شعبة: حدثنا عطاء وكان نسَيا، وقال: ما حدثك عن رجل واحد فهو ثقة، وإذا جمع فقال: زاذان وميسرة وأبو البختري فاتقه؛ كان الشيخ قد تغير. وقال يحيى القطان: ما سمعت أحداً من الناس يقول في عطاء شيئا في حديثه القديم. وذكر اختلاطه ابن معين، وأحمد، وابن سعد، والنسائي وغيرهم، وقال ابن حبان: لم يفحش خطؤه حتى يستحق أن يُعدل به عن مسلك العدول بعد تقدم صحة ثباته في الروايات. وقال العجلي: كان شيخاً ثقة قديماً، إلا أنه بأخره كان يتلقن إذا لقنوه في الحديث لأنه كان كبر، صالح الكتاب.

وقد حدد العلماء من سمع منه قبل الاختلاط فذكروا: شعبة، والثوري وذكر النسائي أنهما أثبت الناس فيه ـ وقد سمع شعبة حديثين بأخرة وذكرهما ـ، وابن عيينة، وزهير بن معاوية، وزائده، وأيوب، وحماد بن زيد، والأعمش، واختلف في سماع حماد بن سلمة فقال ابن معين وغيره: سمع منه قبل الاختلاط، وقيل: بعده، واستظهر ابن حجر أنه سمع مرتين مرة مع أيوب، ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة، وقد دخلها مرتين فمن سمع منه في المرة الأولى فحديثه صحيح ومن سمع منه في الثانية ففي حديثه شيء، واختلف في وهيب فقيل: سمع منه قبل الاختلاط وقيل: بعده، وسمع أبو عوانة منه في الصحة والاختلاط. أما باقي الرواة عنه فقد سمعوا منه بعد الاختلاط وبذا جزم ابن حجر أما في التهذيب فقال: يتوقف فيهم.

وقال الذهبي في الكاشف: ثقة ساء حفظه بأخره.

ص: 104

قال ابن حجر: صدوق اختلط، من الخامسة، مات سنة 136 هـ له عند البخاري حديث واحد مقرونا بآخر (خ 4).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 338)، العلل لأحمد (1/ 414، 2/ 60، 3/ 29، 51)، بحر الدم (296، 297)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (51)، تاريخ الدارمي (93)، التاريخ لابن معين (3/ 309، 328، 329، 4/ 60)، من كلام أبي زكريا (31، 71، 104)، سؤالات ابن الجنيد (478)، التاريخ الكبير (6/ 465)، الضعفاء للبخاري (92)، الجرح والتعديل (6/ 332 - 334)، المعرفة (3/ 84)، السنن الكبرى للنسائي (1/ 606، 2/ 224)، الضعفاء للعقيلي (3/ 398 - 403)، سؤالات الآجري أبا داود (3/ 209، 210)، الكامل (5/ 1999 - 2002)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 176، 177)، الثقات لابن حبان (7/ 251، 252)، الثقات للعجلي (2/ 135، 136)، الكواكب النيرات (391)، فتح المغيث للسخاوي (3/ 367)، تهذيب الكمال (2/ 934)، السّيرَ (6/ 110 - 114)، الميزان (3/ 70 - 73)، من تكلم فيه (134، 135)، الكاشف (2/ 22)، التهذيب (7/ 203 - 207)، الهدي (425)، التقريب (391).

(4)

السائب والد عطاء: هو ابن يزيد، أو ابن زيد، أو ابن مالك. جزم البخاري بالأول، وجزم عثمان الدارمي، وابن حبان بالثاني، وجزم أبو حاتم بالثالث، وفصله عن ابن زيد أو ابن يزيد. وقال أحمد: روى أبو إسحاق عن السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو في صلاة الكسوف وزعموا أنه ليس بأبيه،

قال أبو حاتم: ليست له صحبة، وقال العلائي: وهذا ظاهر. قال المزي: روى عن عبد الله بن عمر إن كان محفوظا. وثقه ابن معين، والعجلي.

وقال ابن حجر: ثقة، من الثانية (بخ 4).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (5/ 252)، سؤالات أبي داود لأحمد (179، 317)، تاريخ الدارمي (115، 116)، التاريخ الكبير (4/ 154)، الجرح والتعديل (4/ 242)، المراسيل (67)، الثقات للعجلي (1/ 387، 2/ 136)، الثقات لابن حبان (4/ 327)، جامع التحصيل (180)، تهذيب الكمال (10/ 192، 193)، الكاشف (1/ 424)، التهذيب (3/ 450)، التقريب (228).

الطريق الثاني: رجال إسناده عند ابن ماجه:

وقد التقى مع إسناد الترمذي في عطاء، وأبيه وبقي من إسناده:

(1)

أبو بكر بن أبي شيبة: هو عبد الله بن محمد، تقدم، وهو ثقة حافظ. (راجع ص 193)

(2)

محمد بن فضيل: بن غَزْوان ـ بفتح المعجمة وسكون الزاي ـ الضبيّ ـ مولاهم ـ أبو عبد الرحمن الكوفي. قال ابن المديني: كان ثقة ثبتا في الحديث، ما أقل سقط حديثه، ووثقه ابن سعد، وابن معين، والفسوي، والعجلي، والدارقطني. وقال أبو حاتم: شيخ، وقال: ما روى عن عطاء ففيه غلط واضطراب رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة. وقال أبو زرعة: صدوق من أهل العلم، وقال النسائي: ليس به بأس. قال ابن سعد: بعضهم لا يحتج به. وقد سئل عنه ابن المبارك فسكت ثم بعد أيام قال: لا أرى أصحابنا يرضونه. وقال عثمان بن شيبة: كان صدوقا كثير الوهم، كثير الخطأ.

رُمي بالتشيع واختلف في ذلك:

ص: 105

فوصفه بعضهم بالغلو فيه: قال أبو داود: كان شيعيا متحرقاً أو محترقاً، ونحوه قال الدارقطني. وقال الجوزجاني: زائغ عن الحق، وقال ابن حبان: كان يغلو في التشيع. ولعلهم استندوا إلى ما ورد أن أباه قال ضربته على أن يترحم على عثمان رضي الله عنه فأبى.

وقال ابن سعد وآخرون: كان شيعياً.

ودافع عنه أبو هشام الرفاعي فقال: سمعته يقول: رحم الله عثمان، ولا رحم من لا يترحم عليه، وحلف الرفاعي أنه صاحب سنة وأن عليه سيماهم.

قال الذهبي في المغني والكاشف: ثقة شيعي، وفي من تكلم فيه: شيعي صدوق، وقال في السّيرَ: كان تحرقه على من حارب عليا رضي الله عنه وهو معظم للشيخين رضي الله عنهما.

وقال ابن حجر: صدوق عارف رُمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة 195 هـ (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 389)، تاريخ الدارمي (157)، من كلام أبي زكريا (35)، العلل لأحمد (3/ 485، 486)، التاريخ الكبير (1/ 25، 26)، الجرح والتعديل (8/ 57، 6/ 334)، الثقات لابن شاهين (208، 210)، الثقات للعجلي (2/ 250)، المعرفة (3/ 112)، الشجرة (87)، تهذيب الكمال (26/ 293 - 298)، الميزان (4/ 9، 10))، السّيرَ (9/ 173 - 175)، التذكرة (1/ 315)، المغني (2/ 624)، من تكلم فيه (167)، الكاشف (2/ 211)، الهدي (441)، التهذيب (9/ 405، 406)، التقريب (502).

ورجح الحكمي أنه ثقة شيعي (تخريج أحاديث الفتاوى 2/ 751).

درجة الحديث:

الحديث في إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط وروى عنه في السنن أبو الأحوص، ومحمد بن فضيل وهما لم يذكرا فيمن سمع قبل الاختلاط بل محمد بن فضيل قد نص العلماء على سماعه بعده.

وكذا روى عنه خارجهما: عبد الوارث، وأبو عوانه وهمام، وجرير. وأبو عوانه سمع منه في الحالين، وهمام لم يذكر ممن سمع منه قبل الاختلاط، وعبد الوارث، وجرير نص العلماء على سماعهما بعده. وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، لكن بعضه يتقوى بالشواهد الأخرى ولذا قال الترمذي: حسن صحيح.

ونقل ذلك المنذري في (الترغيب والترهيب 1/ 711) ولم يتعقبه.

كما استشهد به ابن حجر في (الفتح 11/ 19) وذكر أن ابن حبان صححه.

ومن المعاصرين:

أحمد شاكر: صحح إسناده في تعليقه على (المسند 10/ 93، 11/ 74).

والأرناؤوط في تعليقه على (جامع الأصول 9/ 551) قال: حسن صحيح.

والألباني صححه في (صحيح الجامع 1/ 238، صحيح ت 2/ 167، صحيح جه 2/ 300) وحسنه في (صحيح الترغيب 1/ 395)، وفي (الصحيحة 2/ 112) قال: حسن صحيح، واستند في حكمه إلى الشواهد التي أزالت ما كان يخشى من اختلاط عطاء، والشواهد لم تشتمل على قوله:{اعبدوا الرحمن} ولذا قال الألباني: هي في غنية عن الاستشهاد لها لكثرة النصوص من الآيات والأحاديث التي وردت بلفظها ومعناها.

وعلى هذا يكون الحديث حسناً لغيره على أعدل الأقوال والله أعلم.

ص: 106

143 -

ورد فيه حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه:

قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن بشار حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شِماسَة عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{طوبى للشأْم، فقلنا: لأيِّ ذلك يارسول الله؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه} .

التخريج:

ت: كتاب المناقب: باب في فضل الشام واليمن (5/ 734)

ورواه الحاكم في (المستدرك 2/ 229) من طريق وهب بن جرير به.

ورواه أحمد في (المسند 5/ 185) ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 17/ 174)

وابن أبي شيبة في (المصنف 5/ 325، 12/ 191، 192)

والطبراني في (الكبير 5/ 158)

والحاكم في (المستدرك 2/ 229)

أربعتهم من طريق يحيى بن أيوب به.

ورواه أحمد في (المسند 5/ 184)

والفسوي في (المعرفة 2/ 301)

والطبراني (الكبير 5/ 158)

وابن حبان في (صحيحه 16/ 293)

أربعتهم من طريق ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث عن يزيد به. ولم يذكر ابن حبان ابن لهيعة بل قال: عمرو وآخر معه، ولم يذكر أحمد، والطبراني في رواية غير ابن لهيعة ولفظه {الملائكة باسطو} ، ولفظ الطبراني في الرواية الأخرى {إن الرحمن لباسط رحمته عليه} .

ورواه ابن عساكر كما في (تهذيب تاريخ دمشق 1/ 34)

وأضاف السيوطي في (الدر 3/ 112) عزوه إلى مسند الروياني، ولم أجده في المطبوعة وقد نبه المحقق إلى أن مسند زيد بن ثابت غير موجود.

وفي (كنز العمال 14/ 152، 153) عزاه إلى سعيد بن منصور، والشعب للبيهقي ولم أجده.

دراسة الإسناد:

(1)

محمد بن بشار: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 213)

ص: 107

(2)

وهب بن جرير: بن حازم بن زيد، أبو عبد الله الأزدي، البصري. وثقه ابن معين وقال: يثبت القدر، ووثقه ابن سعد، والعجلي، وقال أحمد: صاحب سنة. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، وقال ابن حبان: كان يخطئ.

اختلف في سماعه من شعبة:

فنفاه ابن مهدي، وأحمد وذكر أنه ما رؤي عنده. وقد روى أحاديث كثيرةعن شعبة، وقال عفان: هذه أحاديث عبد الرحمن الرُصاصي شيخ سمع من شعبة كثيراً، ثم وقع إلى مصر.

لكن أبا حاتم أثبت سماعه من شعبة وقال: كان يأتي إلى والد جرير فيسمع منه، ثم يحدث ابنه وهبا خمسة أحاديث كل يوم؛ لأنه يفيده عنه.

واختار الذهبي القول الأول فقال في رسالته من تكلم فيه: وهب ثقة محتج به وقد ضُعف في شعبة، وقال ابن حجر: أورد له الأئمة من حديثه عن شعبة ما توبع عليه.

أُخذ عليه روايته عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب فقالوا: إن أباه سمع من ابن لهيعة عن يزيد نسخة فاشتبهت على وهب فحدث بها عن أبيه عن يحيى. قال أبو داود: أراها صحيفة اشتبهت على وهب طلبتها بمصر، فما وجدت فيها حديثاً واحداً عند يحيى بن أيوب وما فقدت منها حديثاً واحداً من حديث ابن لهيعة. ولذا لم يخرج له البخاري من هذه النسخة شيئاً.

قال ابن حجر: ثقة، من التاسعة، مات سنة 206 هـ (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 298)، تاريخ الدارمي (222)، سؤالات ابن الجنيد (245)، التاريخ الكبير (8/ 169)، الجرح والتعديل (9/ 28)، الثقات لابن حبان (9/ 228)، الثقات للعجلي (2/ 344)، الكامل (7/ 2531)، الضعفاء للعقيلي (4/ 324)، التعديل والتجريح (3/ 1192، 1193)، البيان والتوضيح (299)، تهذيب الكمال (31/ 121 - 125)، الميزان (4/ 350)، السّيرَ (9/ 442)، من تكلم فيه (192)، التذكرة (1/ 336، 337)، الكاشف (2/ 356)، التهذيب (11/ 161، 162)، الهدي (450)، التقريب (585).

(3)

أبوه: هو جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي، أبو النضر البصري الجهضمي. قال شعبة: ما رأيت بالبصرة أوثق من رجلين: هشام الدستوائي، وجرير بن حازم، ووثقه ابن معين، ويحيى القطان، وابن سعد، والبخاري، والعجلي، وابن عدي، والساجي في موضع وفي آخر قال: صدوق.

وقال أبو حاتم: صدوق، صالح، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد في رواية: كان حافظا، وفي رواية: صاحب سنة وهو أحب إليّ من همام، وكان يحفظ عن العلماء، وفي رواية: في بعض حديثه شيء وليس به بأس، وفي رواية: كثير الغلط.

أخذت عليه أمور:

أولها: ضعفه في روايته عن قتادة: قال ابن معين: عن قتادة ضعيف ليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد لأبيه: إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير فقال أحمد: ليس بشيء هو عن قتادة ضعيف، وحدّد ضعفه في رواية: كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يوقف أشياء ويسند أشياء، وقال ابن عدي: هو مستقيم الحديث صالح فيه إلا روايته عن قتادة فإنه يروي أشياء عنه لا يرويها غيره. قال ابن حجر: ما أخرج له البخاري من روايته عن قتادة إلا أحاديث يسيرة توبع عليها.

ثانيها: وهمه: قال البخاري: ربما يهم في الشيء وهو صدوق، وقال الساجي: حدث بأحاديث وهم فيها وهي مقلوبة. وقال ابن حبان: كان يخطئ؛ لأن أكثر ما كان يحدث من حفظه.

ص: 108

وثالثها: تدليسه.

ورابعها: تغيره قبل موته: وصفه يحيى الحماني بالتدليس في حديث واحد في صفة صلاته

صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن حجر في الطبقة الأولى. أما تغيره فقد قال أبو حاتم: تغير قبل موته بسنة لكنه لم يضره. قال ابن مهدي: كان له أولاد أصحاب حديث فلما أحسوا ذلك منه حجبوه فلم يسمع أحد منه في حال اختلاطه شيئاً. قال الذهبي في الكاشف: ثقة لما اختلط حجبه ولده وقال في السّيرَ: اغتفرت أوهامه في سعة ما روى، وقال في الميزان: له عن قتادة أحاديث منكرة.

وقال ابن حجر: ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه، من السادسة، مات سنة 170 هـ بعدما اختلط لكنه لم يحدِّث في حال اختلاطه (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 278)، بحر الدم (93، 94)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (72، 95)، العلل لأحمد (1/ 239، 512، 543، 2/ 38، 83، 3/ 10، 102، 415)، التاريخ لابن معين (4/ 347)، تاريخ الدارمي (88)، التاريخ الكبير (2/ 213)، الجرح والتعديل (2/ 504، 505)، الثقات للعجلي (1/ 267)، الثقات لابن حبان (6/ 144، 145)، سؤالات الآجري أبا داود (3/ 354)، الكامل (2/ 548 - 554)، الضعفاء للعقيلي (1/ 198)، الكواكب النيرات (21، 22)، البيان والتوضيح (79)، نهاية الاغتباط (73)، تهذيب الكمال (4/ 524 - 531)، السّيرَ (7/ 98 - 103)، الميزان (1/ 392، 393)، التذكرة (1/ 99)، الكاشف (1/ 291)، طبقات المدلسين (33)، التهذيب (2/ 69 - 72)، الهدي (394، 395)، التقريب (138)، التدليس في الحديث (189، 191).

(4)

يحيى بن أيوب: تقدم، وهو الغافقي، وهو صدوق ربما أخطأ. (راجع ص 331)

(5)

يزيد بن أبي حبيب: المصري، أبو رجاء، أو أبو حماد، واسم أبيه سويد. واختلف في ولائه. وثقه أبو زرعة، والعجلي، وقال الليث بن سعد: سيدنا وعالمنا، وأثنى عليه ابن يونس ووصفه بأنه أول من أظهر العلم بمصر والكلام في الحلال والحرام، وكانوا قبل ذلك يتحدثون بالفتن والملاحم والترغيب في الخير. قال ابن معين، وأبو حاتم: لم يسمع من ابن شهاب إنما يقول: كتب إليّ، وقال أحمد: إنما هو مكاتبة أو بواسطة، قال العلائي: وهذا متصل، وقال أبو حاتم: عن عقبة بن عامر مرسل، وأرسل عن غيره. قال الذهبي في التذكرة: كان حافظا للحديث، وفي الكاشف: عالم أهل مصر، من العلماء الحكماء الأتقياء.

وقال ابن حجر: ثقة فقيه، وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة 128 هـ وقد قارب الثمانين (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 513)، العلل لأحمد (1/ 538، 2/ 542، 3/ 151، 152)، التاريخ لابن معين (4/ 475)، التاريخ الكبير (8/ 336)، الجرح والتعديل (9/ 267)، التعديل والتجريح (3/ 1233)، الثقات للعجلي (2/ 362)، الثقات لابن حبان (5/ 546)، جامع التحصيل (300، 301)، تهذيب الكمال (32/ 102 - 106)، التذكرة (1/ 129، 130)، السّيرَ (6/ 31 - 33)، الكاشف (2/ 381)، التهذيب (11/ 318)، التقريب (600).

(6)

عبد الرحمن بن شِمَاسة: ـ بكسر المعجمة وتخفيف الميم بعدها مهملة ـ المَهْري ـ بفتح الميم وسكون الهاء ـ المصري. وثقه العجلي، وذكره الفسوي في جملة الثقات، وقال ابن سعد: كان صالح الحديث. وقال ابن يونس: أهل النقل ينكرون أن يكون سمع من أبي ذر رضي الله عنه وقال أبو حاتم: روايته عن عائشة مرسلة.

قال ابن حجر: ثقة، من الثالثة، مات سنة 101 هـ أو بعدها، علق له البخاري حديثاً (م 4).

ص: 109

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 511)، التاريخ الكبير (5/ 295، 296)، الجرح والتعديل (5/ 243)، الثقات للعجلي (2/ 79)، الثقات لابن حبان (5/ 96)، تهذيب الكمال (17/ 172 - 175)، الكاشف (1/ 631)، التهذيب (6/ 195)، التقريب (342).

درجة الحديث:

الحديث بإسناد الترمذي فيه وهب بن جرير متكلم في روايته عن أبيه عن يحيى بن أيوب وهذا منها، ويحيى: مختلف فيه وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ، وقد توبع جرير في روايته عن يحيى بن أيوب رواه يحيى بن إسحاق وهو صدوق (التقريب /587) رواه من طريقه أحمد، وابن أبي شيبة، والحاكم، والطبراني.

وتوبع يحيى بن أيوب فقد رواه عمرو بن الحارث المصري وهو ثقة (التقريب / 419) وابن لهيعة كلاهما عن يزيد به. وعليه فالحديث حسن؛ لأن الرواية إذا كانت عن صحيفة عبدالله بن لهيعة فهي مقبولة لأن ضعفه إنما كان لاحتراق كتبه (التقريب /319).

قال الترمذي: حسن غريب، إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب. هكذا في المجردة، وفي نسخة (العارضة 13/ 300)، وفي (تحفة الأحوذي 10/ 454)، وفي (تحفة الأشراف 3/ 221) جعل المحقق قوله:"حسن " بين قوسين.

وقال المزي في (تهذيب الكمال 17/ 174) قال الترمذي: غريب.

وفي حكم الترمذي قول ثالث حكاه المنذري في (الترغيب والترهيب 3/ 645) قال: رواه الترمذي وصححه، وقد نبه الألباني إلى ذلك في تعليقه على (المشكاة 3/ 289) قال: زاد في بعض النسخ صحيح ولعل هذا من اختلاف النسخ.

وصحح الحاكم الحديث على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وصحح المنذري في (الترغيب والترهيب 3/ 645) إسناد الطبراني. وكذا صححه ابن عبد الهادي في (فضائل الشام/26)، وكذا الهيثمي في (المجمع 10/ 60).

كما صححه السيوطي في (الجامع الصغير 2/ 134).

وعلى ما سبق فالحديث تقوى بمتابعة ابن لهيعة إلى الحسن لغيره. علماً بأن رواية عمرو بن الحارث عن يزيد صحيحة فالحديث صحيح ولله الحمد.

وقد أطال الألباني في دراسة رجاله، وطرقه رداً على مَنْ ضعفه وحكم بأنه صحيح في (السلسلة الصحيحة 2/ 5 - 16)، وفي (تخريج فضائل الشام للربعي /12)، وصححه في (صحيح ت/ 3/ 254)، وفي تعليقه على (المشكاة 3/ 289).

وحسنه الأرناؤوط في تعليقه على (جامع الأصول 9/ 350).

شرح غريبه:

ص: 110

طوبى للشام: أصلها: فُعْلى من الطيب، فلما ضُمت الطاء انقلبت الياء واواً، وأُطلقت على الجنة، وقيل: شجرة فيها، والمراد هنا الأصل: فُعلى من الطيب لا الجنة ولا الشجرة (النهاية /طوب/3/ 141)، وانظر (المشارق /طيب/1/ 324). وقال الطيبي: طوبى لك: أصبت خيراً وطيباً (شرح الطيبي 11/ 362).

الشأْم: ـ بفتح أوله وسكون همزته، أو بفتحها وتقرأ بغير همز ـ حدها من الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية، عرضها من جبلي طيء من نحو القبلة إلى بحر الردم وما بشأمة ذلك من البلاد (معجم البلدان 3/ 311، 312).

الفوائد:

في الحديث فضيلة ظاهرة للشام حيث إن ملائكة الرحمة باسطة أجنحتها عليها تحفها بإنزال البراكات ودفع المهالك والمؤذيات (فيض القدير 4/ 274) وقيل: تحفظها عن الكفر (المرقاة 10/ 641).

144 -

ورد فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا حميد بن أبي سَويةّ، قال: سمعت ابن هشام يسأل عطاء بن أبي رباح عن الركن اليماني وهو يطوف بالبيت فقال عطاء: حدثني أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {وُكِلَ به سبعون مَلَكاً فمن قال: اللهم إني اسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، قالوا: آمين} فلما بلغ الركن الأسود قال: ياأبا محمد، ما بلغك في هذا الركن الأسود، فقال عطاء: حدثني أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

{من فاوضه فإنما يفاوض يد الرحمن} قال له ابن هشام: يا أبا محمد فالطواف؟ قال عطاء: حدثني أبو هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {من طاف بالبيت سبعاً، ولا يتكلم إلا بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا

ص: 111

بالله، محيت عنه عشر سيئات وكتبت له عشر حسنات، ورفع له بها عشر درجات، ومن طاف فتكلم وهو في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخائض الماء برجليه}.

التخريج:

جه: كتاب المناسك: باب فضل الطواف (2/ 985، 986).

ورواه ابن عدي في (الكامل 2/ 689) من طريق هشام بن عمار به.

والفاكهي في (أخبار مكة 1/ 87، 88) مختصراً

وابن الجوزي في (مثير العزم الساكن 1/ 373، 374) مختصراً

كلاهما من طريق إسماعيل بن عياش، واقتصر الفاكهي على الشطر الأخير من الحديث، وابن الجوزي على الشطر الأول منه.

جاءت أحاديث أخرى فيها أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض:

(1)

حديث أنس رضي الله عنه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الحجر في الأرض يمين الله جل اسمه فمن مسح يده على الحجر، فقد بايع الله عز وجل أن لا يعصيه} .

رواه أبو يعلى في (إبطال التأويلات 1/ 182، 183)

وذكره الديلمي في (الفردوس 2/ 159).

(2)

حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: وفيه {وهو يمين الله التي يصافح بها خلقه}

رواه ابن خزيمة في (صحيحه 4/ 221)

وابن الجوزي في (العلل 2/ 85)

رواه الحاكم في (المستدرك 1/ 457)

ومن طريقه البيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 162، 163)

ورواه الطبراني في (الأوسط 1/ 337)

(3)

حديث جابر رضي الله عنه:

بنحو الحديث السابق.

رواه الخطيب في (التاريخ 6/ 328)

وابن الجوزي في (العلل 2/ 84، 85)

وذكره الديلمي في (الفردوس 2/ 159)

وعزاه الألباني في (الضعيفة 1/ 257) إلى ابن خلاد في الفوائد.

(4)

حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

كما في حديث ابن عمرو السابق.

رواه الفاكهي في (أخبار مكة 1/ 87)

ص: 112

(5)

حديث عائشة رضي الله عنها: مطولاً وفيه {الركن يمين الله في الأرض}

رواه الفاكهي في (أخبار مكة 1/ 93، 94)

ومنها قول ابن عباس رضي الله عنهما: {إن هذا الركن الأسود يمين الله في الأرض يصافح به عباده مصافحة الرجل أخاه} ، وفي رواية {الحجر يمين الله في الأرض}

رواه عبد الرزاق في (المصنف 5/ 39)

وأبو يعلى في (إبطال التأويلات 1/ 183)

والأزرقي في (تاريخ مكة /223، 324)

رواه الفاكهي في (أخبار مكة 1/ 88 - 90)

وذكره ابن قتيبة في (مختلف الحديث/201)، وانظر (الدر المنثور 1/ 530، 531).

دراسة الإسناد:

(1)

هشام بن عمار: تقدم، وهو صدوق كبر فصار يتلقن. (راجع ص 54)

(2)

إسماعيل بن عياش: تقدم، وهو صدوق في أهل بلده، مخلط في غيرهم. (راجع ص 265)

(3)

حُميَد بن أبي سَويّه: ـ بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد المثناة من تحت بعدها هاء تأنيث ـ قال المزي في التحفة هكذا وقع عنده حميد بن أبي سويه والصحيح حميد بن أبي سويد كذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وقال في تهذيب الكمال: يقال ابن سَويّه، ويقال ابن أبي حميد المكي. قال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه عن عطاء غير محفوظه، وقال الذهبي في المغني: له مناكير، وفي الميزان: روى عن عطاء وعنه إسماعيل بن عياش أحاديث منكرة لعل النكارة من إسماعيل.

وقال ابن حجر: مجهول، من السابعة (جه).

ترجمته في:

الجرح والتعديل (3/ 223)، الكامل (2/ 690، 691)، الميزان (1/ 613)، المغني (1/ 194)، الكاشف (1/ 353)، تحفة الأشراف (10/ 260)، تهذيب الكمال (7/ 373، 374)، التهذيب (3/ 43)، التقريب (181).

(4)

عطاء بن أبي رباح: تقدم، وهو ثقة كثير الإرسال. (راجع ص 587)

درجة الحديث:

الحديث ضعيف جداً، لضعف إسماعيل في غير أهل بلده وهذا من روايته عن حميد وهو مكي، ثم إن حميداً مجهول.

قال البوصيري في (الزوائد/395) وفي (مصباح الزجاجة 2/ 195): هذا إسناد ضعيف، حميد قال فيه ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وقال الذهبي: مجهول.

وقال البيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 163): في إسناده ضعف.

وقال السندي في (شرح سنن ابن ماجه 2/ 225): ذكر الدميري ما يدل على أنه حديث غير محفوظ.

وذكره الدمياطي في (المتجر الرابح/301، 302) وسكت عنه.

وذكره المنذري في (الترغيب والترهيب 2/ 142) وقال: حسنه بعض مشايخنا، وتعقبه الناجي في (عجالة الإملاء 5/ 136) بقوله: حميد له مناكير انفرد بإخراج حديثه ابن ماجه دون بقية الستة.

ص: 113

وضعفه الألباني في (ضعيف الجامع 3/ 110، 6/ 48)، وفي (ضعيف جه/235، 236).

والحديث لم يثبت رفعه:

قال ابن العربي: هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه ونقله في (فيض القدير 3/ 409).

وقال ابن تيمية في (مجموع الفتاوى 6/ 397): روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت والمشهور إنما هو عن ابن عباس رضي الله عنهما.

الشواهد:

(1)

حديث أنس رضي الله عنه:

موضوع: انظر حاشية المحقق على (إبطال التأويلات 1/ 183).

(2)

حديث جابر رضي الله عنه:

قال فيه ابن الجوزي في (العلل 2/ 85): هذا حديث لا يصح، وذكر أن فيه راوياً قال فيه الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث.

وضعفه السيوطي في (الجامع الصغير ومعه الفيض 3/ 409).

(3)

حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:

قال ابن الجوزي: هذا لا يثبت.

وصححه الحاكم في المستدرك وضعفه الذهبي في (تلخيص المستدرك 1/ 457) قال: عبد الله بن مؤمل واهٍ.

وقال الهيثمي في (المجمع 3/ 242): فيه عبد الله وثقه ابن حبان وقال: يخطئ وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح وانظر: (التقريب /325).

(4)

حديث عائشة رضي الله عنها:

ضعفه محقق (أخبار مكة 1/ 93) قال: متروك فيه عبد المنعم بن إدريس متهم بالكذب، بل قال ابن حبان: يضع الحديث (المجروحين 2/ 157).

(5)

حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:

الموقوف: ضعيف جداً؛ لأن فيه راوياً متروكا.

(السلسلة الضعيفة 1/ 257) لكن ظاهر كلام ابن تيمية السابق يشعر بقبوله موقوفاً.

وقد صرح بعض العلماء بقبوله ومنهم:

السخاوي كما في (تمييز الطيب من الخبيث /77) وسقط من المقاصد المطبوعة قال ابن الديبع: قال شيخنا هو موقوف صحيح.

وابن طولون في (الشذرة في الأحاديث المشتهرة 1/ 248، 249).

وذكره ابن القيم في (زاد المعاد 3/ 311، 314) في معرض كلامه عن مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "وإذا كان الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقَبّل يمينه، فيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بهذا من الحجر الأسود ".

المعنى:

لما كان ظاهر قول ابن عباس رضي الله عنهما مشكلا فقد عني شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ ببيان معناه وخلاصة ما ذكره:

ص: 114