الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4)
أنه صلى الله عليه وسلم لم يستأثر من مال الله بشيء دونهم، وفيه تطييب لنفوسهم لمفاضلته في العطاء فمن أعطاه قليلاً فذلك بقدر الله له، ومن قسم له كثيراً فبقدره أيضاً (شرح الكرماني 2/ 38).
(5)
أن من لم يعرف أمور دينه لايكون فقيهاً، ولا طالب فقه فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير (تحفة الأحوذي 7/ 404).
{المقدم المؤخر}
المعنى في اللغة:
التقدم: السبق، ومقدمة الجيش: أوله.
التأخر: خلاف التقدم (1).
المؤخر: هوالذي يؤخر الأشياء فيضعها في مواضعها، وهو ضد المقدّم، والأُخُر: ضد القُدُم (2).
المعنى في الشرع:
الله سبحانه هو الذي يقدم ما يجب تقديمه من شيء حكماً وفعلاً على ما أحب وكيف أحب، وما قدمه فهو مقدَّم وما أخره فهو مؤخَر، وهو الذي يؤخر ما يجب تأخيره والحكمة والصلاح فيما يفعله الله تعالى وإن خفي علينا وجه الحكمة والصلاح فيه (3).
وهو سبحانه المنزل الأشياء منازلها يقدّم ما شاء منها ويؤخر ما شاء، قدم المقادير قبل خلق الخلق، وقدّم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات، وقدّم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين، وأخر من شاء عن مراتبهم، وأخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمة فلا مقدّم لما أخر ولا مؤخر لما قدم (4).
والتقديم يشمل:
التقديم الكوني: كتقديم بعض المخلوقات على بعض، وتقديم الأسباب على مسبباتها، والشروط على مشروطاتها.
والتقديم الشرعي: كتفضيل بعض الأنبياء على بعض، وتفضيلهم جميعاً على الخلق، وتفضيل بعض العباد على بعض. وكل ما سبق تبع لحكمته سبحانه (5).
قال ابن القيم (6):
وهوالمقدم والمؤخر ذانك الـ
…
ـوصفان للأفعال تابعان
وهما صفات الذات أيضاً إذ هما
…
بالذات لا بالغير قائمتان
ورودهما في القرآن:
لم يردا بصيغة الاسم، وجاء الفعل أخر في عدة مواضع منها قوله تعالى:
{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ} [هود: 8].
(1) معجم مقاييس اللغة (أخر)(1/ 70)(قَدَّم)(5/ 65، 66).
(2)
اللسان (أخر)(1/ 38)(قَدَّم)(6/ 3552).
(3)
تفسير أسماء الله للزجاج (59).
(4)
شأن الدعاء (86، 87)، النهاية (أخر)(1/ 29)، (قدم)(4/ 25).
(5)
الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة 3/ 263).
(6)
النونية (2/ 241).
208 -
(92) ثبت فيه حديث علي رضي الله عنه:
…
} الحديث، ولم يقل:{بين التشهد والتسليم} رواه مسلم. وعند أبي داود في رواية أنه صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال: {اللهم اغفر لي
…
}، ورواه الترمذي وفيه اختلاف يسير بنقص وزيادة، والنسائي مختصراً اقتصر على دعاء الاستفتاح، وزاد أبو داود والترمذي في رواية ذكر تكبيراته صلى الله عليه وسلم ورفع يديه أول الصلاة وعند الرفع من الركوع والسجود.
وفي رواية عند الترمذي: {ويقول عند انصرافه من الصلاة: اللهم اغفرلي
…
} الحديث، وفي بعض الألفاظ بزيادة في السجود:{بحوله وقوته} .
وروى النسائي جزءاً من الحديث برواية محمد بن مسلمة.
وروى ابن ماجه حديث جابر أفرد فيه ذكر السجود.
التخريج:
م: كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه في الليل (6/ 57 - 61).
د: كتاب الصلاة: باب مايستفتح به الصلاة من الدعاء (1/ 199، 200)
وأعاده مختصراً في: باب مايقول الرجل إذا سلم (2/ 84).
ت: كتاب الدعوات: باب منه ـ أي من الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل ـ (5/ 485 - 488) وفيه الحديث من ثلاث طرق ووصف كلاً منها بقوله: حسن صحيح.
س: كتاب الافتتاح نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والافتتاح (2/ 129 - 131).
جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب سجود القرآن (1/ 335).
شرح غريبه:
فطر السموات والأرض: الفطر الابتداء والاختراع (النهاية/فطر/3/ 457).
حنيفاً: هو المائل إلى الإسلام الثابت عليه، وأصل الحنف: الميل (النهاية/حنف/1/ 451).
المشركين: المشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم ويهودي ونصراني ومجوسي ومرتد وزنديق وغيرهم (شرح النووي 6/ 58).
ونسكي: النُسْك والنُسُك: الطاعة والعبادة وكل ما تقرب به إلى الله تعالى (النهاية/نسك/5/ 48)، أصله من النسيكة: وهي الفضة المذابة المصفاة من كل نقص (شرح النووي 6/ 58)، (شرح الأبي 2/ 398).
لبيك: من التلبية إجابة المنادي أي إجابتي لك يارب مأخوذ من لبَّ بالمكان، وألبّ به: أقام به، وألب عليه: لم يفارقه، ولم يستعمل إلا في لفظ التثنية في معنى التكرير: أي إجابة بعد إجابة (النهاية/لبب/4/ 222)، فالمعنى: أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة (شرح النووي 6/ 59).
وسعديك: أي ساعَدَتْ طاعتك مساعدة بعد مساعدة، وإسعاداً بعد إسعاد، ومتابعة لدينك بعد متابعة (النهاية/سعد/ 2/ 336)، (شرح النووي 6/ 259).
والشر ليس إليك: اختلف في معناه على أقوال:
1) أنه لا يتقرب به إليك، وهذا رأي الخليل واختاره ابن تيمية.
2) لايضاف لك على انفراده، فلا يقال: ياخالق القردة والخنازير، أو يارب الشر ونحو هذا، وإن كان خالق كل شيء ورب كل شيء، وحيئذ يدخل الشر في العموم.
3) الشر لا يصعد إليك إنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح.
4) الشر ليس شراً بالنسبة إلى الله، فإنه خلقه بحكمة بالغة وهو باعتبار تلك الحكمة من إحسانه سبحانه، والله سبحانه لايفعل سيئة قط، وقد يكون في الأمر شر لبعض الناس وهو شر جزئي إضافي، والله سبحانه منزه عن الشر المطلق الكلي، وما فيه شر جزئي فهو خير باعتبار حكمته سبحانه.
5) أنه كقولك فلان إلى بني فلان إذا كان عداده فيهم، كما يقول الرجل لصاحبه: أنا بك وإليك يريد أن التجاءه وانتماءه إليه.
6) أن الخير والشر بيديه وبقضائه وخلقه وتقديره وتدبيره، ولكنه خص الخير؛ تفضيلاً للوعد والرجاء على الوعيد والخوف، أو لأن ذكر أحدهما يدل على الآخر.
7) أن الشر المحض الذي لاخير فيه هو العدم المحض، والعدم لايضاف إلى الله فإنه ليس شيئاً. (شرح
…
د 1/ 371) (شرح النووي 6/ 59)(العارضة 12/ 280)(مجموع الفتاوى 14/ 265، 266، 316، 17/ 94)(شرح الأبي 2/ 398)(عقيدة السلف لابن الصابوني/ 71، 72). وبهذ يتبين أن الله سبحانه إنما يضاف إليه الخير، وأسماؤه تدل على صفاته وذلك كله خير وحسن وجميل ليس فيه شر (مجموع الفتاوى 17/ 94).
أنا بك وإليك: بك أعتمد وإليك ألتجئ، أو وجودي بإيجادك ورجوعي إليك (شرح النووي 6/ 259)(حاشية السندي 2/ 131)، وفيه: اعتراف بالعبودية (شرح الأبي 2/ 398).
وأنا من المسلمين: أي من هذه الأمة (شرح النووي 6/ 60).