الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26]، وقال موسى:{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} [يونس: 88]، وقال عيسى:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، وقال إبراهيم:{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36]، وأن الله يشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، ويلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللين، وان بكم عيلة، فلا يتلفت أحد منكم إلا بفداء أو ضربة عنق"، قال عبد الله: فقلت: إلا سهيل بن بيضاء. قال عبد الله: وكنت سمعته يذكر الإسلام فسكت، فجعلت أنظر إلى السماء، متى تقع عليّ الحجارة، قلت: أقدم القول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال: "إلا سهيل بن بيضاء"
(1)
.
باب في غزوة أُحُد
2377 -
حدثنا أبو بحر محمد بن الحُسين، ثنا محمد بن الفرج الأزرق، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وشماله يوم أحُد رجلين عليهما ثياب بياض ما رأيتهما قبل ولا بعد
(2)
.
وقال في ابن المبارك
2378 -
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا ابن المبارك، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، أخبرنى عيسى بن طلحة،
(1)
أخرجه الترمذي (4/ 214 ح 1767، 5080)، وأحمد (1/ 383 - 384)، وأبو يعلى (5187)، والطبراني في الكبير (10/ 143 ح 10258 - 10259)، والحاكم (3/ 21 - 22)، والبيهقي (6/ 321 ح 12843) من طريق عن الأعمش به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قلت: ولكن الإسناد ضعيف لانقطاعه بين أبي عبيدة، وأبيه ابن مسعود.
(2)
أخرجه البخاري (5826)، ومسلم (4/ 1802)، والإمام أحمد في المسند (1/ 177)، وابن أبي شيبة (12/ 89).
وكذا أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1410).
عن أم المؤمنين عائشة، قالت: كان أبو بكر - رضى الله عنه - إذا ذكر يوم أُحُد قال: يوم لطلحة. ثم أنشأ يحدث قال: يوم أحد رأيت رجلًا يقاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه - وأراه قال بجنبه - فقلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، لقلت: تكون رجلًا من قومى أحب إليّ، وبيني وبين المشرق رجلًا لا أعرفه، وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه وهو يخطف المشي ولا أخطفه فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته وشج وجهه، وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليكما صاحبكما" - يريد طلحة وقد نزف - فلم يلتفت إلى قوله، فذهبت لأنزع ذلك من وجهه، فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، فتركته فكره أن يتناوله بيده. فيؤذى النبي صلى الله عليه وسلم فأزم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين ووقعت ثنيته مع الحلقة وذهبت لأصنع ما صنع، فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، قال: ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى، فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة، فكان أبو عبيدة من أصلح الناس هتمًا، فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتينا طلحة في بعض تلك الحفار، فإذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر بين طعنة ورمية وضربة، وإذا قد قطعت إصبعه، فأصلحنا من شأنه
(1)
.
2379 -
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلى، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن حنظلة بن أبي عامر أخي بنى عمرو بن عوف أنه التقى هو وأبو سفيان بن حرب يوم أُحُد فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود وكان يقال له ابن شعوب قد علا أبا سفيان فضربه شداد فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن صاحبكم لتغسله الملائكة فسلوا أهله ما شأنه؟ ".
(1)
أخرجه الطيالسي في "المطالب العالية" لابن حجر (4327)، وابن حبان (2213 - موارد)، من طريق إسحاق بن يحيى به.
وأبو نعيم في الحلية (1/ 87)، والحاكم في المستدرك (3/ 266)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
فسألوا صاحبته فقالت: قام وهو جنب فسمع الهاتفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لذلك غسلته الملائكة"
(1)
.
2380 -
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة، ثنا عليّ بن عليّ بن المثنى، ثنا جعفر بن مهران، ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس بن مالك، قال: لما كان يوم أُحُد رأيت عائشة وأم سليم وأنهما مشمرتان أرى خدم سوقهما ينقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم
(2)
.
2381 -
حدثنا محمد بن حميد، ثنا محمد بن هارون بن حميد، ثنا محمد بن حميد، ثنا عبد الرحمن بن مغراء، ثنا المفضل بن فضالة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: لما كان يوم أحُد حاص أهل المدينة حيصة وقالوا: قُتل محمد، حتى كثرت الصوارخ في نواحى المدينة، فخرجت امرأة من الأنصار فاستقبلت بأخيها وأبيها وزوجها وابنها، لا أدري بأيهم استقبلت أولًا، فلما مرت على آخرهم قالت: من هذا؟ قالوا: أخوك وأبوك وزوجك وأبنك، فقالت: ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: أمامك حتى ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذا سلمت من عطب
(3)
.
2382 -
حدثنا سليمان بن أحمد، وعبد الله بن محمد، قالا: ثنا محمد بن شعيب التاجر، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء، ثنا المفضل بن فضالة، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، قال: لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة. فقالوا: قُتل محمد، حتى كثرت الصوارخُ في ناحية المدينة
(1)
أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 204)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 15).
(2)
انظر حلية الأولياء (2/ 61).
قلت: وفيه جعفر بن مهران، فيه ضعف.
(3)
انظر السابق.
قلت: وفيه المفضل بن فضالة، قال الحافظ في التقريب (2/ 209): ضعيف.
حاص: أي جالوا جولة يطلبون الفرار.
فخرجت امرأة من الأنصار متحزبة، فاستقبلت بأبيها وابنها وأخيها وزوجها لا أدري أيهم استقبلت به أولًا، فلما مرت على أحدهم قالت: من هذا؟ قالوا: أبوك، أخوك، زوجك، ابنك، وهي تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: أمامك، حتى دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمى يا رسول الله لا أبالي إذا سلمت من عطب
(1)
.
وقال في أحمد:
2383 -
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا صفوان بن عيسى، وزيد بن الحباب، قالا: ثنا أسامة بن زيد، عن الزهرى، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على حمزة فوقف عليه فرآه قد مُثِّلَ به، فقال:"لولا أن تَجد صفية لتركته حتى تأكله العافية وما نريد العاهة حتى يحشر من بطونها". قال: ثم دعا بنمرة فكفنه فيها، فكانت إذا مدت على رأسه بدت قدماه، وإذا ما مدت على قدميه بدا رأسه. قال: فكثر القتلى وقلت الثياب، وكان يكفن الرجل والرجلان والثلاثة في الثوب الواحد. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن أكثرهم قرآنًا فيقدمه إلى القبلة. قال: فدفنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليهم. قال زيد: وكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في ثوب واحد
(2)
.
2384 -
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: لما كان يوم أُحُد جاء أبو سفيان بن حرب فقال: أفيكم محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجيبوه". ثم قال: أفيكم محمد؟ فلم يجيبوه، ثم قال الثالثة أفيكم محمد؟ فلم يجيبوه، فقال:
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2770 - مجمع البحرين)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 117): رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن شعيب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(2)
أخرجه أحمد (3/ 128)، وأبو داود (3136)، والترمذي (1016)، والحاكم (1/ 365)، والدارقطني (4/ 116 - 117)، والبيهقي (4/ 10).
أفيكم ابن أبي قحافة؟ فلم يجيبوه - قالها ثلاثًا، - ثم قال: أفيكم عمر بن الخطاب؟ فلم يجيبوه - قالها ثلاثًا - فقال أما هؤلاء فقد كفيتموهم؟ فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأنا أحياء، ولك منا يوم سوء، فقال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، وقال: أعلُ هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أجيبوه". فقالوا: يا رسول الله، وما نقول؟ قال:"قولوا: الله أعلى وأجل" فقال: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أجيبوه" قالوا: يا رسول الله! وما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم"
(1)
.
2385 -
حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، ثنا أبو معشر الدارمي، ثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عكرمة أن أبا سفيان بن حرب لما قال: أعلُ هبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب:"قل: الله أعلى وأجل" قال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب:"قل: الله مولانا والكافرون لا مولى لهم"
(2)
.
وقال في السرى السقطى
2386 -
حدثنا محمد بن علي بن سهل، ثنا محمد بن الفضل بن جابر، ثنا السري بن مغلس، وداود بن عمرو، قالا: ثنا مروان بن معاوية، عن عبد الواحد بن أيمن الملكي، عن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، قال: لما كان يوم أحد وانكفأ الكفار والمشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استووا حتى أثني على ربي". فقال: "اللهم لك الحمد كله، لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت". قال: وساق الدعاء
(3)
.
(1)
أخرجه البخاري (4043)، والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 268)، والطبري في تفسيره (4/ 69).
(2)
أخرجه الطبري في تفسيره (4/ 90)، وتفسير القرطبي (9/ 76).
(3)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (699)، والنسائي في الكبرى (6/ 10445)، والطبراني في الكبير (5/ 4549)، والحاكم (3/ 23 - 24).