الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال في حماد بن زيد:
2414 -
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أحمد بن هارون، ثنا الحسن بن علي الفارسي - وكان ثقة من كتابه - ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان الثورى، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هوازن بالجعرانة، فسمعت من رجل من الأنصار كلمة فيها موجدة علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله: فما ملكت نفسي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فتغير وجهه، قال عبد اللّه: فلوددت أنى كنت افتديت ذلك بكل أهلي ومالي ولم أخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أوذى فقد أوذي موسى عليه السلام بأكثر من هذا فصبر"، وقال:"إن نبيا من الأنبياء كان في قومه يضربونه حتى شجوه على وجهه فقال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
(1)
.
باب غزوة مؤتة
قال في ابن مهدي:
2415 -
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن أبان بن خالد، حدثني عبيد الله بن رواحة، ثنا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، قال: قدم علينا عبد الله بن رباح واجتمع عليه ناس من الناس، فسمعته يقول: حدثنا أبو قتادة - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله - صلى الله عليبما وسلم - جيش الأمراء وقال: "عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر، فإن أصيب جعفر، فعبد الله بن رواحة الأنصاري" فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي، ما كنت أرهب أن تستعمل عليّ زيدًا، فقال:"امض، فإنك لا تدري أي ذلك خير لك"
(2)
.
(1)
أخرجه البخاري (3405، 4335، 4336، 6100)، ومسلم (1602)، وأحمد (1/ 411، 441)، وغيرهم من طرق عن أبي وائل به.
(2)
أخرجه أحمد (5/ 299)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 8249)، من طريق الأسود بن شيبان به.
2416 -
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما تجهز الناس وتهيئوا للخروج إلى مؤتة، قال للمسلمين: صحبكم الله، ودفع عنكم، وقال عبد الله بن رواحة:
لكننى أسأل الرحمن مغفرة
…
وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدى حران مجهزة
…
بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقولوا إذا مروا على جدثى
…
أرشدك الله من غازٍ وقد رشدا
قال: ثم مضوا حتى نزلوا أرض الشام، فبلغهم أن هرقل قد نزل من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضمت إليهم المستعربة من لخم، وجذام، وبلقين، وبهرا، وبلى، في مائة ألف، فأقاموا ليلتين ينظرون في أمرهم، فقالوا: نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا، قال: فشجع عبد الله بن رواحة الناس، ثم قال: والله يا قوم إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة، وما نقاتل العدو بعدةٍ ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذى أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة. قال: فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس
(1)
.
2417 -
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو سعيد الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، أنه حدثه عن ريد بن أرقم، قال: كنت يتيمًا لعبد الله بن رواحة في حجره، فخرج في سفرته تلك مردفي على حقيبة راحلته، فوالله إنا لنسير ليلة إذ سمعته يتمثل بأبياته هذه:
(1)
أخرجه ابن إسحاق في سيرته كما في سيرة ابن هشام (2/ 284)، وابن جرير في تاريخه (3/ 37 - 36).
قوله: الزبد: رغوة الدم.
وقوله: تنفذ الأحشاء: تخترقها.
وقوله: مجهزة: سريعة القتل.
إذا أدنيتنى وحملت رحلى
…
مسيرة أربع بعد الحساء
فشأنك فانعمى وخلاك ذم
…
ولا أرجع إلى أهلى ورائى
وآب المسلمون وغادرونى
…
بأرض الشام مشتهى الثواء
وردك كل ذى نسب قريب
…
إلى الرحمن منقطع الإخاء
هنالك لا أبالى طلع بعل
…
ولا نخل أسافلها رواء
فلما سمعتهن بكيت، قال: فخفقني بالدرة، وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل
(1)
.
2418 -
قال ابن إسحاق: وحدثنى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: حدثني أبى الذي أرضعنى - وكان في تلك الغزوة، قال: لما قتل زيد وجعفر، أخذ ابن رواحة الراية، ثم تقدم بها وهو على فرس، فجعل يستنزل نفسه ويردد بعض التردد، ثم قال:
أقسمت يا نفس لتنزلنه
…
لتنزلنه أو لتكرهنه
إذ جلب الناس وشدوا الرنة
…
ما لي أراك تكرهين الجنة
لطالما قد كنت مطمئنة
…
هل أنت إلَّا نطفة في شنة
وقال عبد الله بن رواحة أيضًا:
يا نفس إلا تقتلى تَموتى
…
هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد أعطيت
…
إن تفعلي فعلهما هديت
يعنى صاحبيه زيدًا وجعفرًا، ثم نزل، فلما نزل أتاه ابن عمي بعظم من لحم،
(1)
أخرجه ابن إسحاق في سيرته كما في سيرة ابن هشام (2/ 287).
قوله: حقيبة راحلته: العجيزة.
والحساء: جمع حسي، وهو ماء يغور في الرمل.
وفشأنك أنعم: أي لا يكلفها سفرًا بعد ذلك.
والثواء: الإقامة في المكان. رواه: صفة النخل.
فقال: شدّ بهذا صلبك، فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت. فأخذه من يده ثم انتهش منه نهشة، ثم سمع الحطمة من ناحية الناس، فقال: وأنت في الدنيا، ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه نتقدم فقاتل حتى قتل - رضى الله عنه - قال: ولما أصيب القوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني: "أخذ زيد الراية، فقاتل حتى قتل شهيدًا، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدًا" ثم صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار وظنوا أنه فد كان في عبد الله بعض ما يكرهون، ثم قال:"ثم أخذها عبد الله بن رواحة، فقاتل بها حتى قُتل شهيدًا"، ثم قال:"لقد رفعوا لي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله أزورارًا عن سرير صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا، وتردد عبد الله بعض التردد"
(1)
.
2419 -
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثلوا لي في الجنة في خيمة من درة، كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدًا وابن رواحة أعناقهما صدودًا، وأما جعفر فهو مستقيم ليس فيه صدود، فسألت - أو قال: قيل لي - إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما، وأما جعفر فإنه لم يفعل"، فذاك حين يقول ابن رواحة:
أقسمتُ يا نفس لتنزلنه
…
بطاعة منك أو لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنة
…
جعفر ما أطيب ريح الجنة
(2)
(1)
أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (2/ 289)، وعنه الطبري في تاريخه (3/ 39 - 40)، والإسناد ضعيف.
قوله: جلب الناس: صاحوا واجتمعوا. والرنة: صوت ترجيع شبه البكاء.
والشنة: الساقي البالي. وانتهش: أي أخذ منه بفمه يسيرًا.
والحطمة: زحام الناس، وحطم بعضهم بعضًا.
(2)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9562).
قلت: وفيه علي بن زيد بن جدعان، ضعيف الحديث.