الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيهم أن يكونوا هداةً مهتدين هم أنفسهم ضالين منحرفين فما يكون شأن الآخرين، يعني كما قيل:
إذا كان رب البيت للدف ضارباً فما على الساكنين فيه إلا الرقص
"الهدى والنور"(10/ 51: 41:00)
[732] باب هل يُدعى لمن مات جاهلاً بحقيقة التوحيد
ونقاش حول ذلك
؟
سؤال: من ناحية الأموات الذي قلت لك أنهم ماتوا على عقيدة دعاء الأموات والأولياء
…
فالدعاء لهم إذا كان يعتقدون الضر والنفع بالأولياء بغير الله، وماتوا على هذا، إنما هم لا يعرفون حقيقة التوحيد، فالذي عرفوه هو هذا من العلماء.
الشيخ: أنا أجبتك عن هذا في ظني، قلت: أن هؤلاء ما دام أنهم كانوا يحافظون على أركان الإسلام، لكن فيهم جهل، والمسؤول عنهم هم هؤلاء الجهلة من أهل العلم، الذين هم يضللونهم، فهؤلاء الذين ماتوا، فالأصل فيهم أنهم مسلمون، فيعاملون معاملة المسلمين، فهم يدفنون في مقابر المسلمين، وبالتالي إذا مر المار بقبورهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المسلمين، ويترحم عليهم ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة، ثم أَمْرُهم إلى الله تبارك وتعالى؛ لأن الله عز وجل يقول:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء:48)، ثم لا يؤاخذ المشرك إلا بعد أن تكون قد بلغته الدعوة، {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:15)، فربنا عز وجل من فضله ورحمته بعباده أنه يقبل عذر العبد، فإذا كان أحد هؤلاء المسلمين الخرافيين، فلنسميهم، إذا كان هؤلاء الخرافيين من المسلمين ضل سواء السبيل، ولم يكن هناك من ينبئه
ويحذره وينهاه عن ضلاله، فهو يكون معذوراً عند ربه تبارك وتعالى، ولا يؤاخذهم مؤاخذة الذي أقيمت الحجة عليه {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:15).
لقد جاء في صحيح البخاري ومسلم حديث عجيب جداً يدل على واسع رحمة الله بعباده، بحيث أن يغفر الكفر أحياناً، لعلمه بعذر هذا الكافر، قال عليه الصلاة والسلام:«كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيراً قط» الحديث في صحيح البخاري ومسلم، إياكم أن تشكوا بصحته «كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيراً قط، فلما حضرته الوفاة، فقال لهم: أي
…
» [حصل هنا انقطاع صوتي]
وهنا الغرابة تأتي: «ولئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً شديداً» هذا شك في البعث، ألا تشعرون معي.
قول: «ولئن قدر الله علي» كأنه يشك بقدرة الله.
«ليعذبني عذاباً شديداً» إذاً: كيف يتخلص هو من عذاب الله الشديد المعترف بأنه (سيلاقيه).
قال: «فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار لأضل على ربي
…
ثم خذوني وذرّوني نصفي في الريح، ونصفي في البحر». انظر ماذا أوحى له الشيطان.
مداخلة: فين يدور، فين يلاقيني؟
الشيخ: فلما مات الرجل، والأولاد أبرار، وهذه وصية أبيهم، وهو كما اعترفوا كان خير أب لهم، نفذوا وصيته فحرقوه بالنهار حتى صار رميماً، صار رماداً، فأخذوا نصف هذا الرماد، ورموه في الريح الهائج راحت بدداً، والنصف الثاني في البحر المائج وراحت مع هذه الأمواج، فقال الله لهذه الذرات: كوني
فلاناً، فكان بشراً سويا، أي: عبدي! ما حملك على ما فعلت؟ قال: ربي خشيتك، أنا خفت منك؛ لأنه أنا مستحق لهذا العذاب، وخوفاً منك، لأضل عنك فعلت ما فعلت، قال: اذهب فقد غفرت لك.
هذا كفر، وهذا شرك، وهذا صريح في القرآن، {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} (يس:78، 79).
لكن يبدو أن هذا الرجل طيلة حياته كان مؤمناً، لكن ساعة احتضار الموت واستحضاره لذنوبه ومعاصيه، غلبت عليه خشيته من الله، فعمت عليه الطريق، وسولت له نفسه هذه الوصية الجائرة التي لا أتصور أن وجد في الدنيا أجأر منها، وأفظع منها، مع ذلك غفرها الله عز وجل لهذا الإنسان، فنحن إذا تصورنا هؤلاء المساكين الضالين من إخواننا المسلمين بسبب علماء السوء، يقعون في الشرك وفي الضلال، يستغيثون بغير الله، وينادون الأموات، وهم لا يسمعون، وبينهم برزخ إلى يوم بيعثون، فالله عز وجل إذا علم من أحدهم أنه لم تتبين له الحقيقة، وأن هذا شرك وضلال، بل لم يوجد من يقول لهم يوماً ما:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} (الأنبياء:98)، فاعتقادنا أن الله عز وجل لا يؤاخذ الإنسان إلا بعد قيام الحجة، فمن علم من هؤلاء الموتى، - نحن لا نعلم-، من علم الله من هؤلاء الموتى أنه سمع دعوة الحق من الشيخ الفلاني، أن هذا شرك وضلال، فما أبه لذلك، وما اهتم لأنه الشيخ الضال هناك سول له عمله، فهذا إلى جهنم وبئس المصير.
أما الذي لم يُقَيَّض له من ينبهه فهو معذور عند الله، ولما كنا نحن عاجزين عن
أن نميز من الذي بلغته الدعوة الصحيحة، عن الذي لم تبلغه الدعوة الصحيحة، فنحن لنا الظاهر وهو أنه مسلم كان يصلي ويصوم، فدفن في مقابر المسلمين، فنحن ندعو له ونستغفر له ونسلم عليه.
أما ما حاله عند الله أمره إلى الله.
[مداخلة: كلام غير واضح للسائل خلاصته أنه يرى جواز الدعاء للمسلمين جملةً، أما الدعاء اللأعيان الذين عرف عنهم الوقوع في الشرك فلا يُدعى لهم، لذلك فهو لا يدعو لجده ولا لجدته].
الشيخ: سامحك الله.
مداخلة: آمين يا رب، ..
الشيخ: أنا أسألك الآن عن جدك المرحوم رحمه الله.
مداخلة:
…
مرحوم هل يجوز
…
الشيخ: أنت تسألني عن شيء فعلته، وأنا أقول لك عن الجد المرحوم، وأنت تقول: يجوز أو لا؟
جدك المرحوم فيما تعلم كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟
مداخلة:
…
الشيخ: لا بد أن تقول، نحن تعلمنا منك يعني خير الكلام ما قل ودل، تعلم أنه كان يقول
…
ولا أسألك عما في قلبه.
مداخلة: لا شك هو يقول.
الشيخ: بس خلاص، أنت تعلم أن جدك كان يقول: لا إله إلا الله محمداً رسول الله، هل شققت عن قلبه، فوجدت الكفر قد انعقد في قلبه، فمنعك أن تستغفر له. قل: لا، بارك الله فيك، لكي يتعلم إخواننا هؤلاء يتعلمون طريق البحث، ويأخذوا حريتهم، بساط أحمدي يا أستاذ.
فإذا علمت أنه كان يقول أشهد أن لا إله إلا الله، ولم تعلم ما ينقض هذه الشهادة، وهذه الكلمة.
مداخلة: أعلم أنه كان يعمل ما ينقض هذه الشهادة.
الشيخ: جدك تعرفه أدركته؟
مداخلة: لا ما أدركته لكن
…
الشيخ: أنا ظننت أنك ستقول أدركته، فسأغير وأقول: جد جدك تعرفه؟
فالحمد لله، إذا سمحت بارك الله فيك، حتى لا نطيل المشوار على الجماعة، ليس كل الناس عندهم نفسك الطويل، فصبراً.
مداخلة:
…
أمد الله بساطك الأحمدي إلى
…
عندي نفس طويل.
الشيخ: بشرك الله خيراً.
أنت علمت أن جدك كان يشهد أن لا إله إلا الله.
مداخلة: كان يقول: لا إله إلا الله.
الشيخ: وما هو الفرق بارك الله فيك.
مداخلة: هذا كان عن علم.
الشيخ: سامحكم الله، رجل يقول: لا إله إلا الله، آخر يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، من الناحية الإسلامية في فرق.
مداخلة: لا .....
الشيخ: سامحك الله، إذاً: أنت تناقشني في الألفاظ، فسامحك الله، ومع ذلك تعلمنا نحن، اللي ما يجي معك امشي معه أقول أنا: كان يقول أم كان يشهد؟ ستقول لي: سواء قلت هكذا وهكذا لأنه المغزى واحد.
إذاً: أنت تعلم أن جدك كان يقول أو يشهد أن لا إله إلا الله، لكن أنت ما عرفت ما في قلبه، هل هو يلتقي مع ما في لسانه، أم مع ما ينافيه.
إذاً: أنت لا يجوز لك أبداً إلا أن تشهد له بشهادته، إلا أن تقول أنه كان مسلماً، أنا أقول لك: لا تقل كان مؤمناً؛ لأن الإيمان أمر قلبي.
إذا قلت أنا لا أشهد بأنه كان مؤمناً، أنا أعذرك، لكن أنت تقول إنه مسلم، ولا يسعك إلا هذا، فإذا مررت بقبر المسلم، ماذا يكون موقفك؟ لا بد أنك تسلم عليه
…
مداخلة: الذي قال: لا إله إلا الله، وقال رسول الله حاضر ناظر في كل مكان
…
الشيخ: حدت، أنا أتكلم عن جدك الذي لا تعرف ولا سمعت عنه شيئاً.
مداخلة: سمعت عما كان يعتقده، لأنه أبويا كان يقول زيه.
الشيخ: وجد جدك؟
مداخلة: لا، أنا لا أتكلم عن جد جدي الآن، أتكلم عن جدي وأبي.
الشيخ: أنا إذاً أخطأت، أنا أنقل السؤال من جدك إلى جد جدك، تقول أيضاً مثلما أردت أن تقول عن جدك، هذا لا يجوز، لا ينبغي يا أستاذ هذا التوسع بالظنون.
مداخلة: الآن أتيت لي بواحد يقول: لا إله إلا الله، أمامي
…
هو يقول: يا رسول الله! يا رسول الله! يا بدوي! ..
الشيخ: حيدة
…
حيدة
…
نحن نتكلم عمن نعلم أنه يشهد أن لا إله إلا الله، ولا نعلم أنه كفر عملياً واعتقادياً بلا إله إلا الله.
مداخلة: أنا أعني هذا، أنا معك بالعشرة.
الشيخ: لا، أنت لست معي.
مداخلة: إذا علمت أنه كان يلفظها في كل لحظة.
الشيخ: يا أستاذ، بس البحث فيمن لم تعلم.
مداخلة:
…
أدع.
الشيخ: طيب، أنت تعلم جد جدك ماذا كان حاله.
مداخلة: هو رب اغفر لنا ولإخواننا
…
على هذا
…
أو رب اغفر وللمسلمين.
الشيخ: أنت كما تعلم بارك الله فيك، {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا في دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} (النساء:171).
إذا رأيت إنساناً يقول: لا إله إلا الله، ثم يعبد غير الله، هذا شيء، وإذا عرفت أن والد هذا الإنسان كان يقول لا إله إلا الله، وما شهدت منه ما شهدت من ابنه، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولذلك أنا عجبت حينما تتكلم عن جدك، وتقول: أنا لا
أترحم عليه.
مداخلة: لما وصلني من أبي عنه، لأن أبي أخذ عنه.
الشيخ: لا، ليسوا سواء؛ لأن الوردة تخلف شوكة، والشوكة تخلف وردة
…
الخلاصة: نرجع إلى الصورة التي أنت تريد أن تتحدث عنها، رجل يشهد أن لا إله إلا الله، ويصلي ويصوم ويحج إلى بيت الله الحرام، وكل شيء ما أحسنه، لكن يا باز! أغثني، يا بدوي! كذا .. مدد .. إلى آخره، هذا شرك، هذا كفر.
مداخلة: هل نستغفر له؟
الشيخ: وأنا ماذا أقول، أنا أتيت معك، لست أنت أتيت معي، أنا تركت البحث الذي ابتدأته من أجل طي البحث والخسارة، وانتقلت رأساً إلى هذا الذي رأيناه يستغيث بغير الله عز وجل.
هل نقول عن هذا إنه مرتد عن دينه؟ أنا بالطبع لا أقول .. الشيخ .. رأساً، قفز من السلم من تحت إلى فوق، نستغفر له أم لا، هذا فيما بعد نستغفر له أو لا.
أنا أقول: هل هذا ارتد عن دينه؟
مداخلة: هذا العمل عمل
…
الشيخ: حقاً، لا نريد حيدات بارك الله فيك.
مداخلة: ....
الشيخ: كلمة، خير الكلام ما قل ودل، سامحك الله.
أنت لك الحرية المطلقة على حسب ما عندك من علم، أن تقول ارتد عن دينه أو لم يرتد عن دينه، الذي تراه تقوله.
مداخلة: .. ارتد وفعل فعل شرك.
الشيخ: سبحان الله، أنا أقول فعل فعل الشرك، فتعلمني بماذا، لا تعلمني بشيء، إنما تقول إنه فعل شركاً، أنا الذي قررت هذا، فلست بحاجة أن تعيد
…
مداخلة: ما ارتد عن دينه.
الشيخ: هذا هو الجواب بارك الله فيك، هذه مسألة مهمة جداً، فما دام لا تستطيع أن تقول هذا الذي يشهد بلسانه أن لا إله إلا الله ويصلي ويستقبل قبلتنا ويأكل من ذبيحتنا .. إلى آخره، لا تستطيع أن تقول ارتد عن دينه، هذا هو الحق الذي أعرفه منك، ولا يسعك أنت ولا غيرك أن تقول سواه.
حينئذ هذا الذي لم يرتد عن دينه، ما دينه الذي لم يرتد عنه؟
مداخلة: الإسلام.
الشيخ: الإسلام، إذاً هو مسلم، وبماذا يعامل هذا المسلم، بأعمال المسلمين أم أعمال المرتدين، طبعاً بأعمال المسلمين، فإذا مات هذا الإنسان، أولاده يرثونه ونصلي عليه، انتهى الأمر كله.
مداخلة: هل أدعو له؟
الشيخ: ادع له، كيف لا وهو مسلم، ما دام يرثه أهله، ويرث من مات قبله، وما دام أننا نصلي عليه.
" الهدى والنور "(95/ 40: 45: 00)