الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسمع بي ثم لا يؤمن بي
…
» أنا أقول في تفسير هذا الحديث بهذه المناسبة، يسمع بي على حقيقتي، فإن النصارى مثلاً في فرنسا في بريطانيا في ألمانيا، سمعوا بالرسول عليه السلام، لكن سمعوا به رجل دجال نسونجي .. إلى آخره،
لكن هم معناه ما سمعوا به على حقيقته، دعمت هذا الفهم بحديث:«من رآني في المنام فقد رآني حقاً؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي»
…
لا بد أن يكون الذي رآه في المنام تطابق أوصافه أوصاف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الواردة في الشمائل.
إذاً: لا بد له أن يرى شخص الرسول في المنام، ليس صورة يقال له: في المنام هذه شخصية محمد عليه السلام، فهنا قوله:(رآني) مثل قوله: (سمع بي) تماماً، أي: كل منهما على حقيقته عليه السلام، هنا من حيث شخصه، وهناك من حيث دعوته.
"الهدى والنور"(179/ 01: 29: 00)
[746] باب مصير من وصلهم الدين على غير حقيقته
سؤال: بالنسبة للأمور الشركية، طبعاً في الشيشان صوفيين، وسألت في الداغستان بعض أهل العلم عن الدين الذين وصلهم؟
الشيخ: عن؟
مداخلة: عن الدين الإسلامي كيف وصلهم يعني، صوفي أم .. دعوة التوحيد، قالوا: الذي وصلهم منذ ثلاثمائة سنة الذي هو صوفية فقط هذا ما عرفوه، طبعاً نتكلم مع كبار السن، يعني: هم يقولون: لا إله إلا الله، ولكن اعتقادهم الجازم إذا ما في له أستاذ لا يدخل الجنة، والأستاذ طبعاً رجل ميت، طبعاً يسألون الأستاذ يعني التقرب إلى الله كقريش، يعني: يقولون: يا أستاذ يا وقحجي ينادون الأولياء،
هذا الذي وصلهم لا يعرفون غير هذا، كبار السن معظمهم يرفضون ما نقوله بالنسبة للا إله إلا الله، ولكن الصغار يتقبلون الحمد لله، يعني هؤلاء الحكم يا شيخ، هل هم .. في بعضهم يقولون أنهم مشركون؟
الشيخ: نحن ذكرنا أكثر من مرة أن الإسلام يبني أحكامه على الظواهر، ويدع البواطن لله عز وجل، والإسلام كما تعلمون جميعاً له شروط وأركان، فكل من اعترف بها حسب مسلماً، وقد يكون اعترافه نفاقاً، فنفاقه بينه وبين ربه الله يحاسبه، ونحن ليس لنا إلا الظاهر، فهؤلاء الذين ذكرتهم أتصور من بعيد وما رأيتهم، لكني رأيت أمثالهم في بعض البلاد الأخرى، لا شك أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويصومون ويحجون، إذاً: هم جاءوا بأركان الإسلام الخمسة، ثم هم يؤمنون بالله وملائكته و .. وكتبه الأركان المعروفة الإيمانية، لكن بلا شك يسيئون فهم كثير من هذه الشروط أو الأركان.
أول ذلك: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق في الوجود إلا الله، ومعنى: وأن محمداً رسول الله، أننا لا نعبد الله إلا بما جاء به رسول الله، فمن حقق هذا المعنى في الشهادة الأولى، وهذا المعنى في الشهادة الأخرى يكون مسلماً ويصدق عليه ما قاله عليه السلام:«فإذا قالوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله فلهم ما لنا وعليهم ما علينا» .
إذاً: هؤلاء نحن نسوقهم مساق المسلمين، أما الله عز وجل فهو المحاسب لهم هو أعلم بهم، نحن نفرق هنا بين هؤلاء المساكين الذين لم تبلغهم دعوة الحق التي نسميها نحن بالدعوة السلفية، وبين كثير من هؤلاء العرب الذين يعيشون في البلاد العربية وقد سمعوا دعوة الحق ثم جحدوها وأنكروها، فأعتقد أنهما أي الفريقين ليسوا سواء عند رب العالمين؛ ذلك لأن الفريق الأول يعتبر جله عذراً لهم
أي: لم تبلغهم الدعوة، وربنا عز وجل يقول:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:15).
وبهذه المناسبة أقول: {حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:15)، إما رسولاً بشخصه ودعوته أو بدعوته دون شخصه كما هو شأننا اليوم، نحن ما جاءنا رسول، لكن جاءتنا دعوة الرسول، فالحجة قائمة علينا، لكن ليس كل فرد في العالم -كل العالم الإسلامي وغير الإسلامي- قد قامت الحجة عليه كأمثال هؤلاء الذين ما عرفوا الإسلام إلا من الزاوية الصوفية.
لذلك نحن موقفنا بالنسبة لهؤلاء حقيقة موقف الطبيب بالنسبة للمريض، فهو شفيق على مريضه وحريص على شفائه؛ وذلك بما يقدم إليه من أدويته، هؤلاء يجب العناية بهم أن يفهموا القرآن ولو بِلُغَتِهِم، وأظن مهما بلغ بهم الجهل والتشبث بالتصوف فلابد أنهم سمعوا بشيئين أحدهما القرآن والآخر السنة، فحينئذ يدندن حولهم دائماً أن الإسلام هو القرآن والسنة .. القرآن والسنة .. القرآن والسنة .. ولو بقي الداعية بينهم سنين حتى يغرس في أذهانهم أن الإسلام قال الله قال رسول الله، فإذا ما غرست هذه النواة في قلوبهم يبدأ الداعية يفهمهم بعض الأمور المتعلقة بالكتاب والسنة وبخاصة ما ذكرته آنفاً من التوحيد، ما معنى لا إله إلا الله، وهذه العقيدة والحمد لله بينة جداً في القرآن الكريم:{إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} (الصافات:35)، المشركون هكذا إذا دعوا أن يقولوا: لا إله إلا الله يستكبرون، فيبين لهم ما معنى هذه الآيات، ويلفت نظرهم الفرق بين ما يعنيه القرآن والسنة أيضاً عن الرسول عليه السلام وبين ما هم عليه مما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم.
المهم شيئان اثنان، أحدهما: يتعلق بالداعية، والآخر يتعلق بهؤلاء المدعوين،