الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصغير» ولا في «ذيله عليه» - وهو من أئمة المسلمين وحفاظهم، وكنت أود
أن أطيل النفس أيضاً في الرد عليه، ولكن طال الكلام، فحسبنا منه تقدم، والله
ولي التوفيق.
"صحيح السيرة النبوية"(ص24 - 27)
[758] باب منه
مداخلة: بالنسبة للحديث، قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للأعرابي:«أبي وأبوك في النار»
…
بعض المفسرين يقولون أن هذا يخالف قول الله سبحانه وتعالى: {لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ} (يس:6)، وكيف يعذبهم الله سبحانه وتعالى ولم يرسل فيهم رسول:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:15)، فما ردكم جزاكم
الله خيراً.
الشيخ: ردي أن هذا الجاهل يقول: إن نحن ما بعث الله إلينا رسولاً. بس.
وفي فهمك الكفاية.
مداخلة: بارك الله فيك.
الشيخ: واضح ولا لا.
مداخلة: واضح.
مداخلة: لو ترجمت لنا أحسن.
مداخل آخر: الكل بده ترجمه
…
الشيخ: هذه غفلة متناهية، أنهم يقولون أن هذا الحديث وأمثاله يخالف القرآن، فالحق والحق أقول أن الأحاديث الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول
وعلى رأسها أئمة الحديث، حينما يأتي واحد أو اثنين ويدعوا أن هذا الحديث مخالف للقرآن، هذا من أحمق الناس ومن أجهل الناس؛ لأنه يتصور أن الأمة على مر الزمان هذا الحديث بين أيديها، وهي تصححه وتدين الله به مع مخالفة هذا الحديث أو هذه الأحاديث للقرآن الكريم.
فالحق أقول أنه ليس مخالفاً، مخالفٌ لفهمه للقرآن الكريم، هو يفهم القرآن الكريم خطأ، ثم يبني على هذا الخطأ أخطاء متتالية، فيرُد الأحاديث الصحيحة بسبب سوء فهمه للآيات الكريمة، يفهمون من هذه الآية وما يماثلها أن النذارة أو النذير يجب أن يكون بشخصه في كل ما تقوم به الحجة به على عباده تبارك وتعالى، وليس الأمر كذلك، أنا أجبت السائل هنا معنى هذا الكلام أننا نحن المسلمين ما جاءنا من نذير، أين نذيرنا، ما عندنا نذير، النذير نبينا عليه السلام، طيب نبينا ما أرسل إلينا مباشرة.
إذاًَ: لماذا نأتي نفهم هناك الآية أنه لازم يكون نذير مباشرة، ونحن الآن
لم يأتينا نذير مباشرة،
…
فإذا كان نحن نقدر نقول ما أتانا من نذير، ونقدر نقول
أتانا نذير.
مداخلة: طبعاً.
الشيخ: كيف نجمع بين التعبيرين، ما أتانا نذير، وأتانا نذير، ما أتانا نذير مباشرة، لكن جاءنا نذير أي دعوته وصلت إلينا.
إذاً: المسألة ليست مربوطة بالنذير شخصياً، وإنما المسألة مربوطة بدعوته، فأي أمة وأي شعب على وجه الأرض منذ أن بعث الله الرسل وأنزل الكتب مكلفون ببلوغ الدعوة سواء مباشرة من النذير، من النبي أو الرسول أو بواسطة من
جاؤوا من بعده، فالشخص إذاً هنا ليس له مفعول، إنما دعوته، نحن الآن قلنا ما أتانا من نذير، لكن أتتنا دعوته والحمد لله.
إذاً: من اتبع هذه الدعوة نجا، ومن خالفها وكفر بها هلك.
نرجع للعرب في الجاهلية، كذلك نقول عنهم ما أتاهم من نذير، وجاءهم من نذير، الرسول عليه السلام أبوه وأمه وعمه وجده وما قبل ذلك بمئات السنين، نقدر نقول ما جاءهم من نذير، أي: شخص، لكن لا نستطيع ننفي أنهم جاءهم نذير بالمعنى الثاني يعني: الدعوة، والدليل على ذلك وجود المسجد الحرام وكعبة الله في عقر دار الحجاز وهي مكة، ومحافظتهم على الطواف حول الكعبة، وعلى بعض المناسك التي توارثوها عن إبراهيم وعن إسماعيل، وقوله تعالى في القرآن:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} (البقرة:127)، لمن هذا الرفع، لأي قوم، هم العرب.
فإذاً: العرب لا نقول نحن لم يأتهم من نذير، إلا إذا كان الأحمق يريد كل شعب يجيه نذير مباشرة، بل أنا أقول كل فرد يريد نذير، وهذا لا يقوله إنسان عاقل يدري ما يخرج منه، لا تتصوروا أنتم أن النذير الذي بعث في مكة، ما تتصوروا أنه يكون هناك أشخاص ما سمعوا بالدعوة مطلقاً بسبب أو أكثر من سبب، واحد يكون أصم مثلاً
…
، أو يكون مختل العقل، أو .. أو .. إلى آخره، نقدر نتصور في كل زمان وجود هؤلاء الأشخاص.
إذاً: ماذا نقول عن هؤلاء، جاءهم نذير أو لم يأتهم نذير، جاءهم نذير لكن ما بلغتهم الدعوة، هؤلاء اثنين ثلاثة، أما الآخرون ما جاءهم شخص لكن جاءتهم دعوته، والدليل على هذا عندنا أحاديث كثيرة وكثيرة جداً، بأن أهل الجاهلية
معذبون، منها حديث مسلم أن الرسول عليه السلام كان راكباً على بغلته يوماً فمر بقبرين فشمست البغلة، فقال عليه السلام:«متى دفن هذان؟ قالا: في الجاهلية. فقال عليه السلام: لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر» . الدابة سمعت عذاب القبرين فشمست به عليه السلام، فسأل: هؤلاء ما قصتهم؟ قالوا له ماتوا في الجاهلية، إذاً هؤلاء ماتوا، هذا حديث لازم ينكره صاحبكم هذا، لأنه ما جاءه من نذير، وعدي بن حاتم لما سأل عن أبيه أنه كان كريماً وكان كذا إلى آخره، فهل ينفعه ذلك، قال: لا، لأنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
مداخلة: السيدة عائشة.
الشيخ: هي السائلة.
هؤلاء كلهم ماتوا في الجاهلية.
إذا: بدنا ننكر التاريخ الإسلامي الذي لا يوجد له أصح في الدنيا أبداً، لا يوجد له مثيل أصح بهذه الطريقة المعوجة، بسوء الفهم للآيات الكريمة، فالآن الأوربيون والأمريكيون، هل بلغتهم الدعوة أولاً نسأل، جاءهم نذير؟ ما جاءهم نذير؟ جاءهم نذير بالمعنى الثاني.
مداخلة: جاءهم.
الشيخ: أنا ما أقول جاءهم، الشيخ استعجل.
أنا ما بقول جاءهم، وكمان تعلم مني ولا بقول ما جاءهم، حط في بالك، لا بقول جاء ولا بقول ما جاء.
هذه قصة وقعت بيني وبين أحد المشايخ أول ذهابي إلى المدينة أستاذاً في الجامعة، في الليل وسهرانين هناك، المجلس عامر بالمشايخ أساتذة في الجامعة،
أثير هذا الموضوع، فادعى أحدهم لكن في فرق بينك وبينه، إنه هو أستاذ وأنت لست أستاذ.
وفرق ثاني أنه ما كان مستعجل مثل حكايتك،
قال جاءتهم الدعوة يا أخي، الإذاعات العربية واصلة إلى الدنيا كلها، والقرآن يتلى ليلاً نهاراً، فتبسمت في وجهه ضاحكاً، قلت له: هذا القرآن ما بدك من يفهمه؟ إذا العرب ما استطاعوا أن يفهموه فضلاً عن الأعاجم، كيف يعرف البريطان والألمان .. إلى آخره، أنه:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} (المائدة:73)، لا يفهمون شيئاً، ثار نقاش ونقاش طويل حول الموضوع.
الشاهد حتى الإنسان ما يتورط وما يقول جاءهم نذير بالمعنى الثاني أي: الدعوة، ولا يقول إنه ما جاءهم، مش نحن الذين نحاسب هؤلاء الناس، رب العالمين.
فنقول: من علم الله منهم أنه بلغته الدعوة الإسلامية ثم جحدها كما قال: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} (النمل:14)، فهذا كافر مخلد في النار، ومن لم تبلغه كذلك فليس كذلك، أما بلغتهم نجلس نتناقش، لا ما بلغتهم، سأقول لك هؤلاء الذين في القطب الشمالي والجنوبي بلغتهم، كيف نعرف؟ والله أنا أقول إن الألبان
…
بالنسبة لغيرهم ما بلغتهم الدعوة إلا أفراداً قليلين منهم، ليه؟ من الذي يبلغهم الدعوة، القرآن يقول:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (إبراهيم:4)، فما فائدة أننا نذيع القرآن ليلاً نهاراً، وهم لا يفهمونه.
فإذاً: لا نستطيع أن نقول يا جماعة أن هؤلاء بلغتهم الدعوة، لكن لا بد في أفراد منهم بلغتهم الدعوة، لكن هؤلاء الأفراد لا بد أن تتصورهم من خاصة القوم،
يعني من مثقفيه، يعني هؤلاء القسيسين الرهبان، لا شك أن فيهم ناساً عرفوا الحقيقة، فمنهم من آمن وكتم إيمانه، ومنهم من آمن وأعلن إسلامه، ومنهم من كفر، والتاريخ يعيد نفسه، ما بعرف أنتم كنتوا يوم كان هذا مازن النابلسي.
مداخلة: والله شيء عجيب.
الشيخ: كان الأستاذ موجود والأخ موجود.
واحد نابلسي يقول أنه ذهب لمكتبة القدس في هناك مكتبة ستة
ملايين كتاب.
علي حسن: أكبر مكتبة في العالم بعد الكونجرس.
الشيخ: في القدس، اليهود قاتلهم الله أنشؤوا هناك مكتبة يقول فيها ست ملايين كتاب، واتصل هناك تَعَرَّف على مستشرق بولاندي، وعمره نحو 77 سنة، ويتكلم اللغة العربية الفصحى، ولا تظنه إلا مسلماً، وعنده معرفة بالحديث.
علي حسن: متخصص حديث، سألته فيما بعد، قال دراساته دكتوراه وبرفسور حديث، الحديث النبوي.
الشيخ: وبعدين الرجل حواليه - كما يقولون باللغة الأجنبية - بروفسورات يعني أساتذة يتعلمون منه؛ لأنه كبير السن، وهذا النابلسي عنده قليل معلومات لا بأس بها في علم الحديث، كان يجلس معه ويتناقش معه، يعترف هذا المستشرق أمام البروفسورات أنه يتعلم من النابلسي، والنابلسي من إخوانا شاب، فقال إنه أحياناً تطلع منه عبارات تدل على إسلامه.
مداخلة: قال لما كان يذكر النبي يقول: صلى الله عليه وآله وسلم، ولما يذكر الله سبحانه وتعالى
عز وجل، أو عمر بن الخطاب أو الصحابة رضي الله عنهم، يعني لا يفعل إلا هذا.
الشيخ: وذكر قضية إنه واحد من الحاضرين قال له هل أسلمت؟
علي حسن: فقال له بالعبري: ليش لا؟
…
في أثناء محاضرة بالجامعة، فواحد قال له: أنت نحكي معك لما تذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول كذا، فهل أسلمت، فقال له: ليش لا، باللغة العبرية.
الشيخ: يعني أسلوبه في الكلام أسلوب مسلم.
مداخلة: كان طالب كتاب الزهد لهناد ومخطوطات وكذا
…
طالب كتب والله أنه أقل من النادر من يعرفها ولا أقول يطلبها من أهل العلم أو من العلماء أو ما شابه ذلك.
مداخلة: ما موقفك منه يعني إنه من ناحية
…
مداخلة: قال كلمة طيبة، قال: لعله ممن يكتم إيمانه مثل هذا الرجل.
الشيخ: نحن شاهدنا الآن أن مثل هذا الرجل يمكن أن يكون أسلم.
مداخلة: نعم.
الشيخ: لأنه عنده اطلاع وعنده كذا ..
وبالمناسبة أذكر في كتاب يعرفه إخواننا الطلبة، اسمه "مفتاح كنوز السنة"، عندما اقتنيته وعرفت الجهد اللي مفروغ فيه، أن هذا كونه دراس كتب السنة أربعة عشر كتاباً، لا بد أن يكون صاحبه أسلم، هكذا أنا قلت يومئذ، راحت أيام وأتت أيام كما يقولون؛ عندنا في الشام كنت جالس في المكتبة العربية الهاشمية،
…
، وقع تحت يدي عدد من مجلة الهلال قديمة، لجورج زيدان، وإذا به الخبيث هذا
الألماني مؤلف كتاب مفتاح كنوز السنة «فنسنك» ناشرين مقالة لأحد الكتاب المصريين المسلمين رد على فنسنك ينقل عنه كلمات يصرح فيها أن محمد رجل عبقري وداهية و
…
إلى آخره، وادعى النبوة واستطاع بعقله وشطارته أنه يلملم العرب حوله
…
وإذا به ينكر النبوة، إذاً: هذا ما استفاد شي من الكتب الذي درسها، استطاع أن يفعل فهرسة تقرب البعيد كما هو معلوم لدينا.
فالشاهد لا نقول إذاً: هذا الشعب البريطاني أو الفرنسي أو الألماني أسلم أو ما بلغه، الله أعلم، من بلغته الدعوة وهذا يذكرني أيضاً بهذه الكلمة، من بلغته الدعوة كما أنزلت في أصولها وفي أسسها وما آمن، فهو إلى جهنم.
قلت لهذا الذي كنت أتناقش معه في الجامعة: أنت تعرف الآن نشاط القاديانيين في كثير من البلاد الأجنبية في ألمانيا وبريطانيا بصورة خاصة، من هؤلاء يسلمون على إسلام القاديانيين، القايادنيين كفار، صحيح أنهم يصلون ويحجون، لكن ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة من ذلك أن الرسول في أنبياء بعده، ويؤلون الآيات ويحرفونها و
…
إلى آخرها، وينكرون عالم اسمه عالم الجن، ينكرونه ويقولون الجن المذكور في سورة الجن المذكورة في القرآن أن الجن هو اسم مرادف للبشر، لفظ مرادف للإنس، كما أننا نقول إنس وبشر معنى واحد، هم صار عندهم إنس وبشر وجن معنى واحد، وعندما تذكر له الآيات التي تقول:{خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (الأعراف:12)، يقول لك: هذا مجاز، وليس حقيقة أنه خلقه من نار، كله تأويل يعني تعطيل؛ لأنه الأمر الحقيقة كما يقول ابن القيم في بعض كتبه: المعطل يعبد عدماً، والممثل يعبد صنماً، فهؤلاء عطلوا وأنكروا حقائق شرعية، مع ذلك كثير من الأوروبيين يستجيبون لدعوة هؤلاء؛ لأنهم يرون في دعوتهم من الإسلام الصافي ما لا يجدونه في التوراة والإنجيل