الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث يتضمن أمرين: يتضمن حكماً، ويتضمن عقيدة، الحكم:«فليستعذ بالله من أربع» ، العقيدة: عذاب القبر، العقيدة: المسيح الدجال في آخر الزمان، وكيفما يستطيع هذا أن يستعيذ بشيء لا يؤمن به؟ لا يستطيع، إذاً هو في حيص بيص، وكيفما مال فهو في ضلال، إن أخذ بالحديث؛ لأن فيه حكم شرعي، وهذا واجبه، لكنه لم يأخذ بما فيه من عقيدة وهو الإيمان بعذاب القبر وبالمسيح الدجال في آخر الزمان.
فإذاً: في أثناء تطبيقه لهذا الحكم هو مخالف لعقيدته، وهذا من الضلال المبين.
(الهدى والنور /728/ 20: 19: 00)
[646] باب حكم الصلاة خلف من ينكر بعض الأحاديث الصحيحة، وخلف من يتلبس ببعض الشركيات
سؤال: الصلاة خلف أئمة يظهرون بعض البدع الشركية، في ليبيا يوجد كثير من الأئمة جهلة، وبعضهم حتى المتعلم منهم ولكن لديه بدع شركية، وبعضهم ينكر بعض الآيات أو بعض الأحاديث.
الشيخ: ينكر بعض الآيات؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: كيف هذا؟
مداخلة: مثلاً: ينكر الإسراء قصة الإسراء ينكرها من أصلها.
الشيخ: ما تقول هكذا.
مداخلة: هذا موجود عندنا.
الشيخ: يواش .. يواش! على قول ذالك التركي؟! أنت لا ينبغي لك أن تنسب مسلماً إلى أنه ينكر الإسراء؛ لأن المتبادر من هذا الكلام وخاصة أظن قلت: بعض الآيات القرآنية فهذا خطأ، أنت تريد أن تقول: ينكر بعض المعاني لبعض الآيات القرآنية، أو أنك تصر على قولك الأول؟
مداخلة: بعضهم ينكر حتى يعني: معنى تفسير الآية مثلاً.
الشيخ: رجعت إلي .. دعك معي خير لك، أنت تريد أن تقول: ينكر بعض المعاني لبعض الآيات، أما أن تقول: بعضهم ينكر الآيات أو بعض الآيات هذا خطأ؛ لأن النتيجة تكون يعني خطيرة جداً وفرق كبير بين من يؤوِّل الآية ويخرجها عن ظاهرها ولكنه يؤمن بها على أنها منزلة من السماء فهذا مسلم ضال، أما الذي ينكر الآية من أصلها فهذا كافر مرتد عن دينه، فأنا أظن أنك تعني بعض المؤولين وبعض المعاصرين الذين يعتقدون بأن الرسول أسري بروحه وليس بجسده، هذا هو المعنى الذي تريد بقولك: إنهم ينكرون؟
مداخلة: نعم، لكن في الأحاديث ينكرون أصل الحديث.
الشيخ: أنا أتكلم عن الآية.
مداخلة: نعم هذا في الآية نعم.
الشيخ: فإذاً: هم يؤمنون بآية الإسراء لكن ينكرون المعنى، ماذا يقولون في المعنى الذي يؤمنون به هم؟
مداخلة: أنه لم يسر به، بعضهم ينكر أنه أسري به ..
الشيخ: ماذا يقولون في الآية؟ ما دام أنهم يؤمنون بالآية، ما هو المعنى الذي يؤمنون به في هذه الآية؟ أهو الذي قلته لك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: أسري بروحه.
مداخلة: نعم.
الشيخ: أو يوجد عندهم شيء آخر نحن لا نعرفه؟
مداخلة: هم يقولون هذا.
الشيخ: طيب! إذاً هؤلاء أكرر لا يجوز أن نقول عنهم: ينكرون آية الإسراء، وإنما نصحح تعبيرنا عنهم فنقول: إنهم ينكرون المعنى الصحيح لهذه الآية، صحيح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: بعد ذلك لك أن تعود وتقول: ينكرون الأحاديث.
مداخلة: نعم.
الشيخ: هؤلاء الذين ينكرون الأحاديث لهم حالة من حالتين: إما أنهم ينكرون الحديث كمرجع ثان بعد القرآن الكريم .. الحديث مطلقاً فهؤلاء ليسوا مسلمين، وما أظنك تعني هذا فيهم، أليس كذلك؟
مداخلة: هم ينكرون.
الشيخ: أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: أنا أريحك، لماذا تريد أن تلقي محاضرة في الجواب، أليس كذلك؟ قل: نعم قل: لا، قل ما شئت .. قل ما تعتقد، أنا أظن أن هؤلاء لا تريد أن تقول عنهم: ينكرون الحديث كله؟.
مداخلة: نعم.
الشيخ: إذاً: هم ينكرون بعض الأحاديث؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: منها أحاديث الإسراء والمعراج، صحيح طيب! ما هو الفرق بين إنكار الحديث كلاًّ وإنكار الحديث جزءًا؟ إنكار الحديث كلاًّ يستلزم إنكار نصوص قرآنية وهذا لا أظن يحتاج إلى إيضاح، ولذلك فمن أنكر السنة لا يكون مسلماً؛ لأنه لا يؤمن بالقرآن:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (الحشر:7) إلى آخره.
أما من ينكر بعض الأحاديث وهذا موجود قديماً وحديثاً، فالآن: ممن اشتهر في إنكار كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ممن ينتمي إلى أهل السنة والجماعة الشيخ الأزهري المصري: محمد الغزالي، هذا لا ينكر السنة .. لا ينكر الأحاديث من أصلها فيما يبدو والله حسيبه، لكن ينكر كثيراً من الأحاديث، فهذا لا يجوز تكفيره بناءً على أنه لم ينكر السنة من أصلها، لكن بلا شك هو ليس على هدىً من ربه حينما ينكر كثيراً من الأحاديث الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول، فهو في ضلال مبين من هذه الحيثية.
ولا شك أنه إذا كان مثله وقع في مثل هذا الضلال فلا شك أن له أتباعاً كثيرين في البلاد، وأظن أنه كان مدرساً عندكم أو عند بعض جواركم، فَسَرَت
عدواه إلى .. من جاور وما شابه ذلك، فهؤلاء نحن موقفنا تجاههم أن ننصحهم، وأن نجادلهم بالتي هي أحسن.
بعد أن نقوم بواجب النصيحة والتوجيه والتعليم فإذا أصروا على ضلالهم المبين نصفهم بأنهم ضالون ولا نزيد على ذلك، أي: لا نكفرهم، بناءً على هذا نعود إلى الجواب: هل الصلاة خلفهم صحيحة أم باطلة؟ الجواب: الصلاة صحيحة؛ لأننا نصلي وراء كل مسلم ما دام لا يزال في دائرة الإسلام مهما كان بعيداً عنا في بعض الأفكار أو الآراء أو العقيدة ما لم يخالف نصاً مجمعاً عليه بين المسلمين، فإذا كان هناك نص ويتأولونه بتآويل ليست حادثة وإنما هي معروفة منذ القديم من بعضهم، والمسلمون لم يكفروهم؛ لأن هذه المسألة تحتمل ومع الاحتمال يسقط الاستدلال، حينئذٍ لا نقول بتكفير هذا النوع من الأئمة، وما دام أن الأمر كذلك فالصلاة خلفهم صحيحة، لكننا بطبيعة الحال ننصح بأن من وجد إماماً خير من هذا الإمام عقيدةً وسلوكاً فلا يصلي وراء ذاك الإمام.
مداخلة: طيب! النوع الآخر الذي لديه شرك مثلاً في الألوهية مثلاً: يعبد يزور القبور ويتبركون بها وهكذا؟
الشيخ: لا شك أن هذا نوع من الشرك، لكن التكفير نفسه لا يصار إليه إلا بعد إقامة الحجة، فإذا مثلاً رأيت إماماً لا يؤمن بتوحيد الألوهية فهو يعبد مع الله غيره، ينادي غير الله مثلاً في الشدائد وينذر ويذبح لغير الله عز وجل في الأفراح، هذا كفر لا شك فيه، لكن لا نستطيع أن نقول: إنه كافر إلا بعد تفهيمه وبخاصة إذا كان من الأعاجم؛ لأننا نحن مشكلتنا اليوم مع العرب الذين يفترض فيهم أن يفهموا القرآن كما أراده منزله من السماء، فما بالك بالأعاجم؟ ما بالك من استعجم من العرب؟! فهم كالعجم لا يفهمون لغة القرآن، إذاً: هؤلاء وهؤلاء يجب قبل