الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلق الله كالملائكة، فهم ينكرون أن يكون هناك خلق من خلق الله مكلفون كالإنس بالطاعة ومنهيون عن المعصية هم الجن، ينكرون هذه الحقائق كلها، لكن هؤلاء يدعون إلى الإسلام، يدعون لشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويؤمنون بأركان الإسلام الخمسة وإلى آخره، لكن إسلامهم ليس صحيحاً، فإذاً أولئك الذين يدعون من قبل القاديانيين لم تقم حجة الله عليهم بالإسلام الصحيح، ولذلك أنا لا أتصور هؤلاء يوم القيامة يقال لهم: لم قلتم بأنه هناك أنبياء بعدي والقرآن يقول كذا؟ لأنهم أعاجم لا يفهمون القرآن وترجم لهم القرآن بمعنى خطأ، وهكذا.
"الهدى والنور"(616/ 40: 00: 00)
[778] باب كيف تقام الحجة
؟
سؤال: إقامة الحجة .. ، متى نقول: أقمت على فلان الحجة؟
الشيخ: أولاً: يجب أن يراعى هنا الشخصان: المقيم للحجة، والمقام
عليه الحجة، إذا كان المقيم للحجة فعلاً رجل عالم بالكتاب والسنة، فهذا
الشرط الأول.
الشرط الثاني: أن يكون ذا فصاحةٍ وبيانٍ بحيث أنه يستطيع أن يقدم للناس ما عنده من علم بلسان عربي مبين، إن كان عربياً، أو إن كان أعجمياً، فالأمر لا يتعدى أيضاً ما ذكرناه من استطاعة البيان في نفس الوقت، كما أشار إلى ذلك القرآن في قوله:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (إبراهيم:4). أي: إذا كان المقيم للحجة أوتي فصاحةً وبياناً في لغته أو في لغة قومه .. ، وكما ذكرنا قبل إن كان على علم، فهو حينذاك يستطيع أن يقول: أنا أقمت الحجة بالنسبة لما يتعلق به
هو، لكن يبقى الطرف الثاني، هل الطرف الثاني عنده من الفهم والإدراك والاستعداد النفسي لتقبل، بل - عفواً أخطأت حتى تفهموا صراحة-، هل عنده استعداد لتفهم مش لتقبل، فقد تكون الحجة واضحة بينة، ولا يقبلها المعرض المشرك الكافر، لكن أريد وأعيد ما أريد، وأقول: إذا كان عنده استعداد ليتفهم الحجة، فإذا تحقق الشرط الأول في نفس المبلَّغ، ثم تبين للمبلِّغ أن المبلَّغ استوعب الموضوع في حجته وبيانه حينذاك يمكن أن يقول: أنا أقمت الحجة
على فلان.
أنا شخصياً من الصعب أن أتصور أن أي شخصٍ يقول: أنا أقمت الحجة على فلان، أنَّ كلامه مطابقٌ للواقع، صعب أن أتصور هذه الحقيقة؛ لأني لا أجد، بل لا أكاد أتصور اجتماع الشروط في المبلِّغ لا المبلَّغ، فقد أحد الطرفين يختل فيه الأمر، فلا يصح أن يقال: أقمت الحجة على فلان هذا من جهة.
من جهة ثانية ما المقصود بقول من يدعي أنه أنا أقمت الحجة على فلان؟
هل المقصود تكفيره؟ تكفيره ما بيجعل حد فاصل بينه وبين الكفر إلا الشرك، فهو إذا اختار الكفر على الشرك فهو كافر بلا شك، أما ونحن نعيش اليوم في فوضى من الحرية لا حدود لها، والإنسان حر فيما يقول، وفيما يتصرف، فنقول: أنه أقمنا الحجة، فما الهدف من وراء ذلك تكفير؟
لا تستطيع أن تقول تكفير، أنا أقمت الحجة عليه فهو كافر؛ لأنه يقف في الطريق ما ذكرناه آنفاً.
إذاً: لم يبقَ هناك إلا أن (تكل) أمر هذا الإنسان إلى الله عز وجل، فهو الذي يعلم حقيقة هذا المبلِّغ وذاك المبلَّغ، أي: هل أقيمت الحجة على المبلَّغ أم لا؟
وربك العليم بما في الصدور فهو حسيبه، أما نحن فلنا ظاهر أيّ مسلم يشهد
أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إلا في النادر جداً جداً أن أتصور رجلاً عالماً حقيقة في الكتاب والسنة، وفي الطرف الآخر المبلَّغ، يبلَّغ الأمر وبفهمه، لكن عاند وكفر، فهذا هو الذي يمكن أن يقال: إنه كفر، مع أنه في مجتمعنا هذا لا يترتب وراء ذلك كبير أمر؛ لأن الأحكام الشرعية لا تُطبق.
سؤال: الرجل يكون إماماً [ويقع] في الاستغاثة مثلاً، وتكلموا معه كثير من الناس في هذا الموضوع، فهو يستغيث برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر، فهل إذا كان هذا إمام يصلي خلفه أو يعيد الصلاة، أو لا يصلي خلفه؟
الشيخ: هذا يرجع للبحث السابق.
مداخلة: وتعتقد أنه أقام الحجة؟
الشيخ: نعم، أنا أقول في كثير من الأحيان باختصار هل تعتقد أن هذا رجل ارتد عن دينه؟ يعني: أصور صورة زيد من الناس، جادل عمراً من الناس، ويقول زيد بأنه أقام الحجة عليه، هل هو مقتنع بقوله هذا أي: أنه أقام الحجة عليه إلى درجة أنه يقول: هذا ارتد؟ مرتد عن دينه فطلقت زوجته، ولا بد من تجديد عقده عليها، لا بد من تجديد إيمانه أولاً ثم تجديد عقده عليها ثانياً، فإن قال: إيه نعم، أنا أقول له: لا تصلي خلفه، لكني أعتقد أنه صعب جداً أن يكون هذا المبلِّغ أو المحاجِج وصل إلى قناعة في ذاته أن حَكَمَ على فلان أنه مرتد عن دينه، بمعنى: أنه مثلاً الذي أقام الحجة زوجته بنته، تحت عصمته مقابل الحجة عليه، فهي بانت منه لأنه زوجها ارتد، ولا يجتمع دينان، فهل هو يقول: لازم أنا أسعى أن أفرق بين أختي وبين هذا الذي أقمت عليه حجتي؟ إن كان وصل إلى هذه القوة، فأنا أقول: لا تصلي خلفه، وبالتالي .. {بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} (القيامة:14).
"الهدى والنور"(24/ 25: 08: 00) و (24/ 13: 14: 00)