الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[749] باب من وصلته الدعوة
على غير حقيقتها ليس من أهل الوعيد
[قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]:
«ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة، ولا يهودي، ولا نصراني، فلا يؤمن بي، إلا دخل النار»
[قال الإمام]:
ثم إن حديث الترجمة يمكن عده مبيناً ومفسراً لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} مع ملاحظة قوله صلى الله عليه وآله وسلم فيه:
«يسمع بي» ؛ أي: على حقيقته صلى الله عليه وآله وسلم بشراً رسولاً نبياً فمن سمع به على غير ما كان عليه صلى الله عليه وآله وسلم من الهدى والنور ومحاسن الأخلاق؛ بسبب بعض جهلة المسلمين؛ أو دعاة الضلالة من المنصرين والملحدين؛ الذين يصورونه لشعوبهم على غير حقيقته صلى الله عليه وآله وسلم المعروفة عنه؛ فأمثال هؤلاء الشعوب لم يسمعوا به، ولم تبلغهم الدعوة، فلا يشملهم الوعيد المذكور في الحديث.
وهذا كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من رآني في المنام .. » ؛ أي: على حقيقته وصفاته التي كان عليها في حال حياته، فمن ادعى فعلاً أنه رآه شيخاً كبيراً قد شابت لحيته؛ فلم يره؛ لأن هذه الصفة تخالف ما كان عليه صلى الله عليه وآله وسلم مما هو معروف من شمائله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
"الصحيحة"(7/ 1/245، 251).