الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[653] باب ضابط كفر المتأول
والتنبيه على أن ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه
سؤال: ما ضابط كفر المتأول الذي يقول أو يفعل فعل الكافر أو قوله .. ؟
الشيخ: الضابط بين البشر مفقود، لكن الله يعلم ما في القلوب، علماء السلف كما تعلمون يضللون المرجئة ويضللون المعتزلة لكنهم لا يكفرونهم [انقطاع] صحة هذه الرواية من حيث السند؛ لأنه لم يتح لي الوقوف على السند لكن المعنى هو معنىً صحيح بمعنى: أنه ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه لأننا نعلم المؤاخذة هو كالإيمان فمن آمن هكذا دون قصد لا [قيمة] لإيمانه ومن كفر دون قصد للكفر فلا يحكم بكفره، إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .. وهناك الأحاديث كثيرة وكثيرة جداً ومنها مما له صلة مما نقلت آنفاً عنهم من الغلو من قولهم: أن من فعل فعل الكفار فهو كافر، سبحان الله! ما هو الدليل؟ سيعودون إلى الدعوة التي لا أصل لها وهي أن الإيمان يستلزم العمل .. نحن نقول: الإيمان الكامل يستلزم العمل لكن الكمال ليس شرطاً في كل إيمان حتى ولو كان ذرة تنجيه من الخلود يوم القيامة في النار؛ فمن تلك الأقوال والأحاديث التي تبطل دعواهم الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما: «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسير له مروا بشجرة ذات أنواط فقال بعضهم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال عليه الصلاة والسلام: الله أكبر هذه السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى {اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (الأعراف:138)» (1).
إذاً: مجرد القول بكلمة الكفر لا تستلزم أن قائله كافر فعلاً، وتعلمون قصة
(1) صحيح الترمذي (رقم2180).
عمار بن ياسر ونزول قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} (النحل:106) كذلك ذلك الرجل الذي أشرت إلى حديثه آنفاً حيث جاء في حديثه: لم يعمل خيراً قط، كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيراً قط فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله فقال له: أي أب كنت لكم؟! قالوا: خير أب، قال: لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً شديداً فإذا أنا مت فحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر فلما مات فعلوا ونفذوا وصيته، فقال الله عز وجل لذراته كوني فلاناً فكان فلاناً، قال الله عز وجل: أي عبدي! ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك، قال: اذهب فقد غفرت لك.
لو كان كفراً .. الكفر لا يغتفر بنص الآية .. ليس كفراً؛ لأنه لم يقصد الكفر، إذاً: هذا من أدلة ضلال هؤلاء وأنهم يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأوليه، نعم.
مداخلة: هل يلزم ما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتله لارتكابه محرماً ما أو أو إلى آخره بأنه قد استحله فأمر بقتله ..
الشيخ: كيف؟
مداخلة: إذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتل فلان قد اقترف ذنباً ..
الشيخ: الله أكبر ..
مداخلة: هل يكون بمجرد اقترافه مستحلاً فيكون بهذا الاستحلال كافراً ..
الشيخ: هذا
…
من كذباتهم أيضاً وحديث التي زنت وقال عليه السلام
في حقها: «لقد تابت توبة لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم» (1) مع أنه أقام
(1) مسلم (رقم4528).
الحد عليها.
مداخلة: نعم.
الشيخ: فهذا من أكاذيبهم أيضاً، ومن إعراضهم لكثير من النصوص التي تخالف أهوائهم، ولذلك فما أرى فائدة كبيرة من ذكر شبهات هؤلاء الضلال لأن هذا باب لا ينتهي ..
علي حسن: يذكرون حديثاً شيخنا
…
الشيخ: تفضل ..
مداخلة: عن البراء بن عازب قال: «لقيت عمي أبا بردة بن نيار مع لواء قلت: أي عم! أين ذاهب؟ قال: أمرني النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أذهب إلى رجل تزوج بامرأة أبيه فأقتله» ..
الشيخ: طيب! ما فيه هذا؟!
مداخلة: أن هذا النص دليل على أن من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتله لارتكابه هذا المحظور لزم من هذا أنه استحل ذلك ..
الشيخ: يا أخي! فهمت ما الدليل على هذا؟
مداخلة: أنه تزوج، وهذا استحلال.
الشيخ: يا أخي ما اختلفنا .. الذي يقتل النفس المؤمنة أليس استحلالاً؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب! فهل هو كافر؟
مداخلة: ليس بكافر.
الشيخ: ما الفرق بين هذا وذاك، كما قلت لك آنفاً: ما الفرق بين الكفر في عمل وكفر في عمل .. ما الفرق؟
…
قالوا
…
يعني: ممكن الإنسان أن يضع احتمالات في نصوص الكتاب والسنة .. النصارى يمكن تعرفون يحتجون ببعض نصوص القرآن .. وعلى كفرهم .. الأهواء لا يمكن وضع حدود لها إلا أن نتبع السلف الصالح تماماً، وهذا هو الحكم الفصل بيننا وبينهم وإلا سيأتونك بكل دليل ويضعون له تأويلاً حتى يتطابق مع أهوائهم؛ ولذلك قلت لك: هذا باب لا ينتهي ..
علي حسن: كأن شيخنا يقصد أنه أفراد الشبهات لا تنتهي ..
الشيخ: لا تنتهي.
مداخلة: أصل .. أصول كاملة يعني: كل الكلام اللي اتفضلت به يدل على قضية تحريف في الاستدلال ..
الشيخ: هذا هو ..
مداخلة: هل من تأول عن تقصير ولم يقصد قلنا بأنه لا يكفر ..
الشيخ: بلى ولكنه يؤاخذ.
مداخلة: يؤاخذ لكنه لا يكفر.
الشيخ: نعم.
مداخلة: الجاهل الذي يقصد بجهله الكفر هذا أظنه الذي لا يعذر بجهله أليس كذلك؟!