الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومع الأسف يعني: لما قامت هذه الثورة اغتر بها بعض الشخصيات الإسلامية ويمكن ذهبوا إليهم، فمنهم من رجع وقد تبين له الحق، ومنهم من لا يزال إلى الآن يدعو إلى دعوتهم
…
"الهدى والنور"(137/ 00:05:18)
[638] باب حكم من يطعن في آيات الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
-
مداخلة: شيخنا بالنسبة للذي ظهر في هذا الزمان من بعض النسوة من يتكلم في آيات الله سبحانه وتعالى، ويتهمها بالظلم، ومن قد تجرأ على أحاديثه صلى الله تعالى عليه وسلم، ولعلكم سمعتم شيخنا بالنسبة لهذا الأمر، إحدى النسوة تكلمت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وردتها، وقالت عن معنى قوله تبارك وتعالى:{وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ} (الأحزاب:33)، قالت: هذا ظلم.
وقالت على أحاديثه صلى الله عليه وآله وسلم عن المرأة أنهن ناقصات عقل ودين. فقالت: هذا لا يختلف فيه اثنان بأن من يقول هذا بأنه مريض، وقد شتمت في هذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
في هذا الزمان الذي انقرض فيه حكم الله تعالى بالنسبة للحاكمين، هل يجوز لفرد من المسلمين أن يقاص هذه المرأة ويوقفها عند حدها، لتكون عبرة لمن اعتبر؟ يقتلها أو يفعل فيها شيء يكون عبرة؟
الشيخ: لا، هنا يصير مشكلة.
مداخلة: يعني يجعلها عبرة.
مداخلة:
…
مداخلة: يعني يشوهها مثلاً.
الشيخ: إذا كان هذا هو بيت القصيد كما يقال، فأنا جوابي في هذا معروف دائماً: أن إقامة الحدود ليست للأفراد؛ لأن ذلك يترتب منه مفاسد كثيرة وكثيرة جداً، وبخاصة في مثل هذا الزمن الذي أشرت إليه، فالرجل الذي يريد مثلاً أن يقيم الحد على هذه المرأة بالقتل، على اعتبار أنها مرتدة مثلاً، أو أنه يؤذيها بعض الإيذاء؛ تأديباً لها، هي لن تأخذها بمعنى التأديب، ستأخذها أولاً بمعنى الاعتداء عليها، ثم لا بد أن يكون لها أقارب أب أو أخ .. إلى آخره، فهم يقومون بدورهم بالاعتداء على المعتدي عليها .. وهكذا يتسلسل الاعتداء من مرحلة إلى أخرى، ويكثر الفساد في الأرض، وليس هذا هو المقصود من شرعية الحدود.
فإذا كان المقصود من سؤالك هذا هو فقط، فالجواب ما سمعت، لا يجوز مقاصصتها ولا يجوز إيذاءها بأي نوع من أنواع الإيذاء أو تعذيبها بأي نوع من العذاب، إلا للحاكم الذي يحكم بما أنزل الله، وطبعاً أنت قيدت، ما دام لا يوجد من يحكم بما أنزل الله، فإذاً: يحكم بذلك فرد من الأفراد.
هذا في الواقع من أخطاء بعض من يفكر من التكتلات الإسلامية أن يتولى بعض الأفراد إقامة الحدود، هذا لا يجوز إطلاقاً إلا في مجتمع تهيأت فيه أسباب إقامة الحدود التي يتحقق فيها قوله تبارك وتعالى:{وَلَكُمْ في الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:179).
لكن الفرد حينما يريد أن يفرض نفسه حاكماً على غيره، بالإضافة إلى المفاسد التي قد تترتب من وراء هذا الحكم أو التنفيذ مما أشرت إليه آنفاً، فقد يقع هو في مخالفة الشرع من زاوية أخرى وهي:
مثل هذه المرأة مثلاً، أنا ما قرأت كلماتها، ونقل إلي شيء منها، لكن أنا أتصور أن مثلها كثير وكثير جداً في المجتمع الإسلامي أنهم لا يميزون حديث الرسول عليه السلام من أحاديث الناس، فهن يسمعن أن هؤلاء المسلمين المتسمكين أو المتنطعين في زعمهم والمتشدقين يقولون: أن النساء ناقصات
عقل ودين.
يظنون أن هذا رأياً لهم، حكم مثلاً من الأحكام، لكن لا يعرفون أن هذا قاله الرسول عليه السلام حقاً؛ حتى أنا أفترض ما هو أوسع من ذلك، لكي لا يقع المسلم في مؤاخذة شرعية، حتى لو كانت هي أو غيرها سمعت أنه حديث عن الرسول، هكذا يقول المشائخ، لكن هؤلاء المشائخ مشائخ مهابيل في رأيها، وليس عندهم وعي، وليس عندهم ثقافة، ما عندهم .. بالخلاصة: رجعيين يهرفون بما لا يعرفون، من هذا الكلام الكثير.
أي: أنها ليس قائماً في ذهنها أن هذا فعلاً حديثاً قاله نبي الإسلام؛ لذلك هذه المرأة وأمثالها لو كان هناك حاكم مسلم، أفترض أنه أنا هذا الحاكم المسلم -لا سمح الله- ما رأيك؟
مداخلة: إن شاء الله تكون حاكم مسلم وتحكم المسلمين.
الشيخ:
…
المقصود: أفترض أن حاكماً من حكام المسلمين على الكتاب والسنة، لا يأتي إلى هذه المرأة ويحاسبها ويأخذها من ذيلها، وإنما يمسكها من رأسها من عقيدتها، يسألها: هل أنت مسلمة؟ فتقول: أي نعم، الحمد لله أنا مسلمة؟ تؤمنين بالله ورسوله؟ أي نعم. يقيناً؟ أي نعم. ما رأيك إذا ثبت عندك حديث عن الرسول عليه السلام، وخالف هواك أو عقلك أو ثقافتك هذه التي
ترين نفسك فيها .. إلى آخره، ما موقفك بالنسبة لحديث كهذا، أو قبل الحديث، هذا الشيخ الحاكم المزعوم بيخطئ، سيأتي لها بآية مثلما أنت قلت عن تلك الآية:{وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} (الأحزاب:33)، أنت تقولين أنك مؤمنة بالله ورسوله، بالكتاب والسنة؟
أي نعم.
هل تعرفين أن هذه آية في القرآن الكريم؟
لا والله أنا لا أعرف.
إذاً: لا يجوز أن يقال أنها مرتدة عن دينها؛ لأنها لا تعرف أن هذا من دينها، هذا جهل.
فهذا الذي نصب نفسه حاكماً
…
يريد أن يقاصصها، يريد أن يؤدبها .. إلى آخره، لكن هو لم يفهم أنها عن علم أوعن زندقة، أو عن جهل؟
وأنا الحقيقة لا ألوم كثيراً من الشباب ولا الشابات؛ لأنهم يسمعون أشياء هي من الإسلام والإسلام بريء منها كما يقال: براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وأنتم تشاركوني في هذا الرأي؟
مداخلة: أكيد.
الشيخ: وأنا أذكر لما كنت في دمشق وألقي دروساً هناك أسبوعية منظمة، كانت تأتي مناسبة نتحدث فيها على بعض البدع، وعلى بعض الصوفيات المقيتة من الآراء والأفكار، هناك صاحب الدار الذي كان الله يجزيه الخير، عطل الدار عن أن يتم بناءها، ليقطعها إلى غرف، وجعل هذه الغرف ينفذ بعضها إلى بعض في
سبيل أن الجمع يسمع كل ما يقوله الشيخ، فأوقفه تقريباً إيقافاً مؤقتاً، لكنه عاقل وذكي مع أنه شبه أمي، يقف هناك ويقول: يا إخواننا! والله لا تؤاخذون هؤلاء الشيوعيين إذا كفروا بالإسلام؛ لأن الحقيقة أنهم يسمعون كلمات من المشايخ، فيقولوا: إذا كان هذا هو الإسلام، فنحن بريئين من هذا الإسلام، يرون مظاهر من بعض المشايخ تقرف النفوس، عندنا هناك عادة، بعض الناس خاصة في المسجد الكبير في دمشق الذي هو مسجد بني أمية، في بيوت قضاء الحاجة هناك صفين، وممر بين الصفين، تجد بعض الشيوخ يطلع من قضاء الحاجة يكون لابس صاية مفتوحة، يطلع من المرحاض يحط يده ويغطي، ويمشي ويدبك برجليه ويهز، من شان يتصفي.
مداخلة: الله يهديه.
الشيخ: مهزلة ما بعدها مهزلة، هذا هو الإسلام، لا أريد هذا الإسلام، ويسمعون كلمات خرافية وسخافة .. إلى آخره، لذلك يقول: لا تؤاخذوا هؤلاء الناس الشيوعيين عندما يقولون أن الدين أفيون الشعوب، هذا صاحبنا الأمي يقول: لا تؤاخذوا الشيوعيين عندما يقولون أن الدين أفيون الشعوب؛ لأن الحقيقة هذه الأشياء التي يسمعونها، هذه ليست من الإسلام، وحق أن يقول هؤلاء أن الدين أفيون الشعوب؛ لأنهم لا يفهمون الإسلام الصحيح.
فالآن ماذا نفترض في هذه المرأة، نرى دكاترة ومتخصصين في الشريعة غير فاهمين الإسلام، ذلك اليوم تسألني امرأة في الجامعة، وهي تدرس في الجامعة أيضاً، ناقشها دكتور في موضوع علو الله على العرش، يقول الدكتور: هذا خطأ، الله في كل مكان.
مداخلة: الله يهديه.
الشيخ: والله! هذه العقيدة الكافر لا يقبلها، وأنا دخلت في تجربة، كنت مرة منطلق من حلب إلى إدلب، ومن إدلب إلى اللاذقية غرباً هناك في سوريا، وكان معي أحد إخواننا اسمه عبد الرحمن شلبي، ذهبنا إلى اللاذقية من إدلب، تعرفون الأوروبيين عندهم طريقة الشحاذة، الذي يكون في سيارة مجاناً ماذا يعملوا.
مداخلة:
…
ستوب بيسموها.
الشيخ: ما أعرف، يوقف شحاذ في الطريق بس بطريقة عصرية، وأنا ماشي بسيارتي وبجانبي صاحبي، طبعاً مسرعين بعض الإسراع، أو كثير الإسراع، ما أدري
…
، المهم بعدما قطعنا شوطاً سمعنا أن هناك شخصاً رافع إبهامه، وقفنا هكذا وتطلعنا بالمرآة، فعلاً: ما رأيك يا عبد الرحمن، دعنا نأخذه معنا، السيارة فاضية، الشاهد، رجعنا والله، وإذ بالرجل أمريكي، وزوجته واقفه
…
، ولكن ليست واقفة علناً، (واقفة) جانباً، فلما أوقفنا السيارة أشار إليها، فقلت (لأخينا) عبد الرحمن، إذاً: سنقطع الطريق معهما بعدما عرفنا أنهم أجانب، الشاهد: ركبوا الاثنين ومشينا، صاحبي يرطن الانجليزية، أما أنا لا أرطنها، حسبي ألبانيتي.
بدأ قلت له: اسألهم من أين هم،
…
حتى وصلنا: ما هي عقيدتك أنت في الله عز وجل، قال: في كل مكان. هذه عقيدة الدكتور، غرابة أن تكون عقيدة واحد كافر أمريكي، ليس هناك غرابة، فقلت أنا لصاحبنا: قل له كذا .. قل له كذا .. وهو يترجم
…
حتى وصلنا إلى بيت القصيد، قال لي: والله هذا هو المعقول، المعقول أن الله فوق المخلوقات كلها؛ لأنه كان وليس هناك خلق، لا زمان ولا مكان، كيف يقال أن الله في كل مكان، الدكاترة المصريون لا يفهمون بعد هذه العقيدة،
ويلقنونها الطلاب، وفي الأزهر الشريف، ويأتي الأزهري ويناقشك ويضللك فوق هذا؛ لأنك تقول: الرحمن على العرش استوى.
فما يؤاخذ كثير من الناس من الرجال فضلاً عن النساء، أنهم إذا أنكروا حقائق شرعية؛ لذلك أنا مذهبي، وقلت هذا مراراً وتكراراً قريباً وبعيداً: لا نسارع في إطلاق كلمة الكفر على أحد ممن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إلا بعد الاستنطاق والاستجواب؛ فإذا تبين أنه يعني ما يقول، فهنا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من الحاكم المسلم، نسأل الله أن يوجده لنا.
مداخلة: الصحيفة تقول أنهم طلبوا منها في المحكمة أنها تعود عن قولها بعدما فهموها الأمر، فهموها أن أنتي مخطئة وتكلمتي .. إلى آخره، وعودي عن قولك ولن نعمل محاكمة، اكتبي في الجريدة: أنه أنا أخطأت كذا .. إلى آخره، فقالت: أنا مصممة على ما أنا أقوله، والذين تريدونه اعملوه، فأقيمت المحكمة، الآن أريد أن أقول: إذا قالت هذا اعتقاداً وهي أثبتت أنها معتقدة فيما تقول، وتبرع أحد المسلمين على أن يقتلها، وتبرع بنفسه، وحتى أنه يسلم نفسه أنه أنا قاتل هذه المرأة واعلموا هذا حتى تكون عبرة لغيرها، واستشف من حديث لعله يكون ضعيف أو صحيح لا أدري، أن أحد الصحابة الكرام وكانت عنده زوجة قد شتمت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فوضع خنجره على صدرها واتكأ عليها فماتت، فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنها شتمتك يا رسول الله! ......
الشيخ: هذا حديث صحيح.
مداخلة: الحمد لله.
الشيخ: أي نعم، لكن الذي يطبق هذا الحكم في هذا الزمان يكون عندي
حيوان؛ لأنه هذه لها أخوات أو ليس لها أخوات، أقصد بأخوات مثيلات.
مداخلة: والله ما أكثرهن بهذا الزمان.
الشيخ: فهذا الحيوان كل ما سمع بواحدة مثل هذه يريد أن يقتلها؟
مداخلة: بس هذه أشهرت في ظنه، أشهرت علناً.
الشيخ: لا يجوز هذا يا أخي، ما دام المجتمع كله فاسد، فنرجع إلى أصل المنهج التربوي، هل تكون التربية باستعمال القوة، أنت اليوم وأنا وكل هؤلاء المسلمين ضعفاء، فإذا أردت أن تقوم الاعوجاج القائم في المجتمع، فسيقضى عليك وعلى من يلوذ بك، ويقضى على الدعوة في النهاية.
مداخل آخر: بالنسبة لقضية هذه المرأة، اليوم في الجريدة شيخنا كاتبة المقال هي نفسها، فيعني معتذرة شبه اعتذار مُبَطَّن، يعني ما قالت تراجعت أنا، وقلت كذا ..
الشيخ: ولا بيقولوها، المشايخ لا يقولوها.
مداخلة: والله صحيح يا شيخ.
فهي تقول: هؤلاء يشككون في إسلامي وإيماني، وتقول هذه الأشياء التي قالوها محض افتراء، وقالوا عن البيان أن فيه مناقضة لكلام الله وكلام رسوله، وأنا ما طلبت إلا ما في القرآن وما في الأحاديث، وهذا هو بياني.
فهذا شبه اعتذار مبطن، ومثلما تفضل الأستاذ نحن لا نريد من الناس أن يقولوا: والله إحنا كفرنا وتبنا، لكن مثل هذا ألا تستمر في كفرها ..
"الهدى والنور"(282/ 54: 08: 00)