الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد أورده الغزالي (3/ 45) جازماً بنسبته إليه صلى الله عليه وآله وسلم وإذا جاز أن يخفى عليه بطلانه من الناحية الحديثية فلست أدري كيف خفي عليه بطلانه من الناحية الفقهية؟! فإن الحديث معارض تمام المعارضة لقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} .
"الضعيفة"(1/ 247 - 248).
[686] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الكاسيات العاريات:
«لا يدخلن الجنة
…
» وهل هو على التأبيد
؟
سؤال: حديث لا يدخلن الجنة
…
الشيخ: .. هذا له عدة تآويل، .. لا يدخلن الجنة إذا استحللن ذلك في قلوبهن، [أما إذا لم يستحللن ذلك]
…
فيدخلن الجنة بعد َلأْيٍ ليس مع السابقين الأولين.
"الهدى والنور"(19/ 29: 26: 00)
[687] باب هل السجود لشخصٍ كفر
؟
سؤال: جرى يا شيخ نقاش بين طرفين في مسألة يعني: أراد أحد الطرفين أن يقيم مشهد تمثيلي، وهذا المشهد يستلزم أن أحد الأفراد يسجد لشخص، رفض ذلك الذي طلب منه ذلك الدور بحجة أن هذا كفر، حتى لو لم يقصد به يعني السجود لغير الله حقيقة، فاحتج عليه الطرف الآخر بأن هذا لا يكون كفراً إلا إذا صاحبه اعتقاد، فأي القولين صحيح، وما هو الصواب في المسألة؟
الشيخ: هو في الأصل في الإسلام لا يوجد تمثيليات.
مداخلة: نعم صحيح.
الشيخ: إذاً: ما في سجود فهو غير جائز.
مداخلة: لأنه تمثيل؛ لكن نفترض أن هذا حدث، ما .. ما.
الشيخ: أخذت الجواب: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} (الإسراء:23) فمن باب أولى لا تضربهما بكف التمثيل هذا أصله لا يجوز، فإذا كان فيه معصية من باب أولى.
مداخلة: أحسنت، بس قول هذا الرجل أن هذا السجود لا يكون كفراً إلا إذا صاحبه اعتقاد؟
الشيخ: معروف، صب هذا القول على التمثيلية.
مداخلة: أيوه نعم.
الشيخ: أليس كذلك.
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: طيب، السجود هو عمل، والعمل منه اللفظ، وقد يكون اللفظ أشد تعبيراً عن الكفر من الفعل، فإذا قال الرجل المسلم: أنا أعبد اللات، دلالته كلفظ أشد من أن يسجد للات أو لغير اللات، فهل التلفظ هو أولاً خلينا نقول: التلفظ أليس عملاً؟ لا شك، طيب هل كل عمل كفر يدل على الكفر القلبي؟ الجواب أظن متفقون: لا، أليس كذلك أو عندك ريب؟ أو ما لك ماشي معي ..
مداخلة: [أرجو] إعادة النقطة الأخيرة؟
الشيخ: أقول: هل كل لفظ صريح في الكفر يدل على أنه نابع من قلبه فهو كافر؟ الجواب: لا؛ لأن هذا في صريح القرآن: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} (الأنعام:119)، والآية كما يذكر المفسرون وإن كان في السند شيء من
الضعف، وإلا في قصة عدي بن حاتم الطائي الذي .. هو عدي أو؟
مداخلة: عمار.
الشيخ: هاه؟
مداخلة: عمار.
الشيخ: عمار.
مداخلة: عمار بن ياسر.
الشيخ: عمار بن ياسر، عذبه المشركون كما تذكرون جيداً كما عذبوا بلالاً وعرضوا عليه أن يكفر بمحمد عليه السلام وأن يقول فيه: إنه ساحر شاعر كذاب حتى يطلقوا سبيله، فيظهر من شدة العذاب استروح إلى هذه الكلمة وأطلقوا سبيله، لكنه عاد إلى رشده، وقال: ماذا فعلت بنبيي، ذهب إلى الرسول عليه السلام وقص عليه القصة، فقال له عليه السلام:«كيف تجد قلبك؟ قال: أجده مطمئناً بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد» ، الشاهد من الآية وليس من الحديث؛ لأن الحديث كما قلنا فيه نظر من حيث ثبوته، لكن لأنه يلتقي مع الآية من حيث دلالاته أن كلمة الكفر إن قالها المسلم غير قاصد لها ومعذوراً لقولها ليس معصية فضلاً عن أن يكون كفراً. واضح إلى هنا؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: طيب، الآن نقول .. نعود إلى جواب ذلك الذي نقلت عنه أنه لا يكون كفراً، نحن الآن عندنا قاعدة شرعية، وهي التي يقولها علماء الأصول: نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر، فإذا رأينا رجلاً صدر منه كلمة الكفر ولم يكن هناك قرينة بالنسبة إلينا تدلنا على أنه معذور في هذا القول فنحن لا نكفره هذه أول
مرحلة، ثاني مرحلة: ننظر هل هو معذور بحيث أنه ليس مؤاخذاً بالكلية أو حسبه ألا يكون كافراً؛ لأنه لم يقل ذلك معتقداً وإنما قاله لغواً؟ هنا لابد أيضاً من بحث، فسنقول: إن قال هذا اللفظ وهو مثلاً لا يدريه، ولا يعنيه فشأنه شأن ذلك الرجل الذي قال للرسول عليه السلام حينما خطبهم:«ما شاء الله وشئت يا رسول الله، قال: أجعلتني لله نداً؟ قل ما شاء الله وحده» ، ما رتب على لفظه أو على لفظته بالكفر كما يقولون مثلاً تجديداً للإيمان تجديداً للعهد وما شابه ذلك، لماذا؟ لأنه قالها وما يدري معناها ومغزاها، أما إن قالها تحصيلاً للدنيا، يعني: في عندنا هنا معلومتان: إحداهما: من قالها اعتقداً فلا نكفرهم، الأخرى: قالها كسباً مادياً فنضلله ولا نسمح له بمثل هذا الكلام، وليس له عذر في ذلك، هنا يأتي الجواب على ذاك السؤال، أظنه واضح إن شاء الله، يعني: أنا قلنا نحن التمثيليات هذه كلها جاءت لنا من الغرب، وكلها يشوبها إن لم يغلب عليها الكذب، وقد يداخلها كثير من المعاصي كاختلاط الرجال بالنساء وتشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال .. إلى آخره، فهي كفكرة هي غربية أجنبية، وتبني .. أن نتبناها نحن هو من باب:«لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» ، فهنا لا عذر لهذا الإنسان إطلاقاً إما ما قد يلزمه من فائدة قد تكون عاجلة وقد تكون آجلة في زعمه أن فيها تحريك النفوس على الخير وما شابه ذلك، لكن الرسول عليه السلام كما قال في الحديث الصحيح:«ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يباعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه» .
"الهدى والنور"(719/ 44: 17: 00)