الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[742] باب منه
سؤال: أستاذنا سؤال آخر، قضية أهل الفترة، هل يمكن أن نعرف تحديد من هم أهل الفترة، وقضية الآيات التي جاءت تبين أنه ما من أمة إلا خلا فيها نذير وكذا، كيف يجمع بين هذه الأمور حتى نعرف أنه ما كان قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل هم داخلين في أهل الفترة أم لا؟ جزاك الله خيراً.
الشيخ: كأنك تعني بمن هم أهل الفترة، ليس كأفرادٍ وإنما كجماعة، لعلك تقصد هذا؟
مداخلة:
…
الشيخ: لا تحيد عن الجواب، إما أن تقصد أفراداً وهذا أستبعده عنك، وإما أن تقصد جماعة أو أمة أو عصراً معيناً، فماذا تعني؟
مداخلة: الحقيقة أنا سؤالي أعم أنه قد يكون جماعة لا أقصد أمة، إنما قد يكون جماعة وقد يكون أفراداً.
الشيخ: جميل جداً.
الآن في العصر الحاضر عصر المدنية والعلم وما شاء الله، هل تعتقد أنه يمكن أن يوجد فرد في هذه الملايين المملينة من البشر من أهل الفترة أم لا؟
مداخلة: والله باعتقادي لا، لكن بعض الناس الذين
…
الشيخ: دعك والناس، أنا أحكي بيني وبينك، لماذا تريد أن تدخل نفسك في معركة الناس؟
مداخلة: لا، هم الذين
…
الشيخ: يا أخي
…
مداخلة: الجواب، لا.
الشيخ: لا، كيف يعني، حتى نفهم المنفي شو هو؟
مداخلة: المنفي أنه في هذه المدنية التي نعيشها لا يعقل أنه لم يصل اسم الإسلام إلى الناس بمجموعه العام.
مداخلة: أَكَلْهَا.
الشيخ: لا مش أَكَلْهَا، خربها. لأننا نتكلم الآن عن فرد، السؤال فرد، أنت تقول لي مجموع، الآن إذا كان هناك ملايين من أفراد البشر الذي دخلوا سن التكليف، السؤال كان: ألا تتصور أن يكون فرد من هذه الملايين هو من
أهل الفترة؟
مداخلة: نعم موجود.
الشيخ: هذا ينافي ما قلته آنفاً.
مداخلة: لعلي فهمتك خطأً يا شيخ.
الشيخ: معليش عفا الله عما سلف.
إذاً: الآن ممكن أن تتصوروا وجود شخص في هذه الملايين المملينة هو من أهل الفترة، ولو وضعنا أمام الواحد نقطة يختلف الأمر عندك؟
مداخلة: لا.
الشيخ: نقطة على اليمين وليس على الشمال. كم صار العدد؟
مداخلة: عشرة.
الشيخ: ونقطة ثانية، ونقط، هل يختلف الجواب؟
مداخلة: الحقيقة أن الإشكال
…
الشيخ: الكلام لي وليس لك؟
مداخلة: ما هو أنت
…
الشيخ: ماذا أريد أورطك أم أنقذك؟
لماذا أنت خايف؟
معليش، نحن من عاداتنا في سوريا كلمة طيبة، اللي ما يجي معك تعال معه، فأنا سأمشي معك، سنعود للشخص الأول حتى يسهل عليك الجواب أنه هذا ممكن أن يكون موجوداً، ليش؟
مداخلة: أحسبها بعدم وصول الدعوة له.
الشيخ: لا، أنا السبب أطلبه منك.
مداخلة: هو قد يكون تقصير منه.
الشيخ: لا، لا تدخل في التفاصيل يا أخي، عرفت ما هو السؤال الثاني؟
مداخلة: الذي هو سبب كونه من أهل الفترة.
الشيخ: أيوه.
مداخلة: عدم وصول الدعوة له.
الشيخ: كويس، هذا السبب يمكن أن يتكرر.
مداخلة: نعم.
الشيخ: إذاً ممكن نضع نقطة أمام الواحد إلى العشرة ونقط ..
مداخلة: نعم.
الشيخ: مع أنه لا أزال عند موقفي، لكن فقط تغيير العبارة.
هذا في عصرنا، لماذا خصصت عصرنا؟
مداخلة: لأنه عصر
…
الشيخ: لوجود الوسائل هذه المقربة للبعيد التي كادت أن تجعل الكرة الأرضية كقرية صغيرة بسبب الوسائل التي خلقها الله، وذللها للبشر، فما رأيك قبل عصر العلم والثقافة .. إلى آخره، لنعد إلى عصر الجاهلية الأولى، يمكن أن يكون هناك مثل هؤلاء الأشخاص الذين لم تبلغهم الدعوة.
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب، وقبل أن نمضي في الكلام، هل نحن متفقون أن أهل الفترة سواء كان فرداً أو عشرة أو أكثر هم الذين لم تبلغهم الدعوة، هل نحن متفقون
على هذا.
مداخلة: لكن أريد أن أجعل السؤال عام، هل الدعوة المقصود بها
…
الشيخ: الله يحفظنا من كلمة لكن ..
مداخلة: هل دعوة نبي قبلنا تصدق عليه أم لا بد من دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى
نعتبره من أهل الفترة.
الشيخ: أنت رجعت إلى العصر الحاضر.
مداخلة: لا، مثلاً حتى نشمل في سؤالنا ما كان قبل النبي لما ذكرتنا في الجاهلية الآن.
الشيخ: ما علاقة الجاهلية بالنبي، النبي جاء بعد الجاهلية؟
مداخلة: أي نعم، قبل.
الشيخ: طيب، ما الجواب الآن.
أعيد السؤال: إذا رجعنا قبل بعثة الرسول عليه السلام يمكن أن يكون هناك أهل فترة، يمكن، وهكذا دواليك ..
ترجع للوراء يعني. إلى عهد آدم عليه السلام.
نحن نتصور بوضوح أن آدم عليه السلام كان نبياً في أولاده، ولما تكثر وتتناسل أولاده، بحيث أنه تصور أنه يمكن أن يكون هناك فرد أو أكثر من فرد ما بلغته دعوة آدم عليه السلام.
إذاً: الآن أنا فيما أظن أو يخيل إلي أنني أجبتك عن سؤالك بطريقة السؤال والجواب.
مداخلة: نعم، بس يرد سؤال في ذهني .. أستاذي.
الشيخ: نعم.
مداخلة: قضية أنه مثلاً ما قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءت بعض الأحاديث تبين
مثل: «عمرو بن لحي يَجُرُّ قصبه .. في النار» ، مثل حديث:«أبي وأباك في النار» (1)، مثل حديث «استأذنت ربي في أمي» ، يعني هؤلاء كيف يفهم الآن مثل عمرو بن لحي دخوله النار، أو أن أبي وأباك في النار، هنا الإشكال الذي ورد في ذهني، أنه هل نعتبرهم أهل فترة، إن اعتبرناهم أهل فترة فَلِمَ عذبوا؟
الشيخ: أنت اتفقت معي أن أهل الفترة هم الذين لم تبلغهم الدعوة.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ألست تربط في ذهنك وفي عقيدتك أن كل من كان من أهل الفترة فهو لا يعذب في النار.
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب، فكلما جاءك نص عن شخص أنه يعذب في النار سترفع من ذهنك أن هذا من أهل الفترة؛ لأن الله يقول في صريح القرآن:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:15).
إذاً: قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أي شخص هذا في النار، يساوي بلغته الدعوة وكفر بها فهو في النار، المسألة واضحة جداً.
مداخلة: يعني الاستثناء لأشخاص وليس للمجموع.
الشيخ: الاستثناء للأشخاص من حيث الإخبار عنهم، وليس من إخبار العام الشامل الذي يختم كل قرن مثلاً أو كل جماعة أو كل أمة، هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي، ليس عندنا هذا التقسيم.
(1) البخاري (رقم3333) ومسلم (رقم2138).
مداخلة: جزاك الله خيراً.
الشيخ: واضح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: لكن هناك شيء ظننت أنك ستتدرج إلى الوصول إليه لأهميته، يمكن نحن الآن أن نتصور أناساً بلغتهم الدعوة الإسلامية، ومع ذلك فأنا أقول ما بلغتهم الدعوة الإسلامية، ومعنى هذا الكلام أنه ينبغي أن نستحضر في أذهاننا أن كل فرد أو كل طائفة أو جماعة لا نستطيع أن نقول إنهم بلغتهم الدعوة إلا إذا بلغتهم صافية غضة طرية كما أنزلت، وهذا من الصعب بمكان؛ لأنك تعلم اليوم أن هناك طوائف يدعون الإسلام ويدعون إلى الإسلام، وهم إما بريئون من الإسلام براءة الذئب من دم ابن يعقوب كما يقال في المثل العربي القديم أو أنهم ضلوا ضلالاً بعيداً عن قسم كبير من الإسلام، وإن كانوا لا يزالون محسوبين في دائرة الإسلام.
أضل هذه الطوائف هم البهائيون، ثم يأتي من بعدهم القاديانيون، القاديانيون أشد ضرراً على المجتمع، مجتمع أمة الدعوة كما يقول العلماء ولا أريد المجتمع الإسلامي، بل الأمم القائمة المكلفين اليوم بالاستجابة لدعوة الحق، هؤلاء البهائيون أضر ما يكونون لأنهم نسفوا الإسلام نسفاً، وما أبقوا عليه من شيء، بينما القاديانية يصومون ويحجون ويصلون، كل شيء يفعلوه مثل أهل السنة والجماعة، ولكن عندهم عقائد أخرجتهم عن دائرة الإسلام، فهم مرتدون عن دينهم، لكنهم خطيرون من هذه الزاوية بأنهم مسلمون منا، بينما الخلاف بيننا وبينكم أنكم فهمتهم نصوصاً على وجه خطأ في رأينا، ونحن نرى الصواب فيما نحن عليه.