الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جواز بناء المساجد على قبور المشركين بعد نبشها
«ويجوز بناء المساجد على: قبور المشركين بعد نبشها فإن النبي عليه الصلاة والسلام لما «أمر ببناء المسجد في الحائط «البستان» كان فيه قبور المشركين فأمر بها صلى الله عليه وسلم فنبشت» كما تقدم».
والحديث من رواية أنس وقد سبق ذكره بتمامه قريبا وإنما أوردنا منه هنا.
ما يناسب المقام. قال الحافظ في «الفتح» :
[الثمر المستطاب (1/ 496)].
مواصفات المسجد السني
مداخلة: ما هي المواصفات لبناء المسجد على السنة، وأرجو التوضيح؟
الشيخ: وهذا ما لا يمكنك أن تقوم به اليوم، ما هي الفائدة؟
مداخلة: هناك بعض الإخوة [يريدون] يبنوا مسجد.
الشيخ: لا يستطيعوا، لأن وزارة الأوقاف الإسلامية، واقفة حجر عثرة في تطبيق السنة المحمدية.
المسجد السلفي، كنت وضعتُ له خارطة في كتاب كنت بدأت به قديماً، ومشيت شوطاً قصيراً فيه، والذي كنت سَمَّيته «بالثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب» لما وصلت إلى كتاب المساجد، ونهي الرسول عن زخرفة المساجد، وأحاديث، منها: أنه في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوماً إلى المسجد من باب،
وكان له أبواب، فقال:«لو تركنا هذا الباب للنساء» وكان معه عبد الله بن عمر، وكانوا داخلين إلى المسجد، الرسول عليه السلام يقول هذا الحديث، ويلقطه عبد الله بن عمر، يقول الرسول عليه السلام:«لو تركنا هذا الباب للنساء» ، يعني: لا ندخل نحن الرجال منه.
قال نافع مولى ابن عمر: فما دخل ابن عمر المسجد بعد ذلك من هذا الباب أبداً.
مداخلة: الله أكبر، تطبيق.
الشيخ: أنا أخذت من هذا الحديث: أنه ينبغي أن يكون في المسجد السلفي باب خاص بالنساء، لا يشاركها الرجال.
بالجملة: سبق لي أني زرت مصر منذ عشر سنوات، وزرنا قرية أو بلدة كبيرة اسمها سوهاج، وهناك جماعة من أنصار السنة يُسَمّون هناك، فقالوا لنا: نحن نبني مسجدًا ونريد أن تشوف كيف كذا
…
إلى آخره، ذهبنا معهم، وقالوا لي: هنا الباب، وهنا القبلة .. إلى آخره، بعدما وصفوا لي قلت لهم: فأين باب النساء؟ فاستفادوها وأرجو أن يكونوا قد طَبَّقوها.
الشاهد: المسجد الذي تدل عليه الآثار والأحاديث الصحيحة، ينبغي أولاً: أن لا يكون فيه سارية عمود، يكون قطعة واحدة مسح، حتى لا يقطع الصفوف.
وبعد ذلك: لا ينبغي أن يكون فيه محراب.
وينبغي أن لا يكون فيه منبر يقطع الصفوف.
ويكون منبر ثلاث درجات هو يقوم بواجب المنبر وواجب المحراب، وفيه رد عملي على الذين يقولون أن وضع المحراب يدل على القبلة، نقول لهم: المنبر كذلك يدل على القبلة، وهذا المنبر يدل على القبلة للأعمى أكثر من المحراب .. إلى آخره.
لكن هذه تَحَجُّجات باطلة لتسليك هذه البدع التي ابتُلي الناس بها منذ القرن الأول، مع أن الرسول عليه السلام مسجده كان خالياً من المحراب، وعلى العكس من ذلك قال لهم:«اتقوا هذه المحاريب» ؛ لأنها من عادة النصارى في كنائسهم.
ولذلك: كان بعض السلف ومنهم عبد الله بن مسعود كان يكره أن يصلي في الطاق، الطاق: يعني المحراب، فكان يتجنب الصلاة في المحراب؛ لأن هذا من شيم النصارى، ونهى الرسول عليه السلام، وأمرنا باجتنابه.
مداخلة: دخلوا الطاق، يعني في عهد عبد الله بن مسعود دخلوا الطاق المسجد؟
الشيخ: أنا أقول لك من قديم
…
مداخلة: الله أكبر.
الشيخ: الشاهد، فينبغي أن يكون المسجد أولاً هكذا، ليس فيه أعمدة، ويكون في منبر له ثلاث درجات، وليس فيه محراب، وله باب للنساء يدخلن منه ويخرجن منه، لا يشاركهن الرجال.
وينبغي أن يكون هناك مكان لصلاة النساء، لكن هذا المكان ليس من الضروري أن يكون محجوباً عن الرجال بستارة أو بجدار؛ لأن اللباس الشرعي الذي يفترض أن يكون ملبوسات النساء هو الحجاب، ولأن النساء يحسن بهن أن يشاركن الرجال في رؤية الإمام وحركات المقتدين من خلفه، وهذا كله من هديه عليه السلام وسيرته.
اليوم الناس يتركوا أشياء هامة، ويأتوا بأشياء غير هامة، من هذه الأشياء غير الهامة أنهم يفصلون النساء عن الرجال بالباطون، ليس هناك ضرورة لهذا الفصل، لكن الضرورة التي بتوحي ذلك إليهم أنهم يرون النساء أكثرهن متبرجات، فإذا كن سيصلين هكذا مكشوفات، معناه وقع عين الرجال على مالا يجوز، فحينئذ نقول:
أوردها سعد وسعد مشتمل
…
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
ما تعالج الأخطاء بأخطاء، يقال للنساء اللذي يريدوا أن يحضروا المسجد، وهذا يجوز لهن وقد يكون أفضل لهن أحياناً، على عكس القاعدة، «وبيوتهن خير لهن» .
يقال لهن: البسوا اللباس الشرعي، واحضروا المسجد كما أنتن، لا أحد يرى منكم عورةً محرمةً إطلاقاً.
والذين لا يستطيعون أن يوجهوا النساء، فيقومون يَحْجُبُون النساء عن الرجال رغم أنف النساء والرجال معاً.
فهذا مما يحضرني من المسجد.
أقول: إن هذا ليس بإمكانك؛ لأن وزارة الأوقاف تشترط عليك شرط أنه لا بد أن يكون هناك محراب، لا بد أن يكون هناك مئذنة تنطح السحاب.
بينما هذه المئذنة هي في اعتقادي من المصالح المرسلة، وليست سُنَّة تعبدية، المئذنة من المصادر، يعني المقصود منها .. هو تمرير صوت المُؤَذن إلى أبعد مكان ممكن.
لم تكن يومئذٍ الوسائل المُبْتَكَرة الموجودة اليوم من مكبرات الصوت؛ ولذلك تعاطوا وسائل طبيعية مُيَسَّرة يومئذ، فبنوا المآذن، ثم مع الزمن تفننوا في بناء المآذن.
أنا أُتِيْحَ لي السفر إلى المغرب، يمكن رأيتموها بالصُّوَر، في الرباط في مئذنة يصل عرضها إلى ستة أو سبعة أمتار، يعني ممكن أن تجعلها بيت، ولفوق لفوق، وتطلع تكشف البلد كلها.
لماذا هذا التكلف، لماذا إضاعة المال؟ قال: نريد أن نُبَلِّغ الناس صوتَ المُؤَذِّن.
في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن هناك مئذنة، لكن في بعض الروايات الثابتة لدينا أن الرسول عليه السلام مُؤَذِّنَه كان يظهر على سطح المسجد، وفي مكان مرتفع في هذا المكان، فيؤذن فيه، وأحد مُؤَذنين رسولنا عليه السلام وهو عمرو بن أم مكتوم، كان ضريراً، فكان يصعد إلى ذلك المكان وهو ضرير، ويُؤَذِّن الصبح، ولا يُؤَذِّن حتى يمر الناس فيه ويروه، -وليس مختبئاً في المئذنة التي لا يراها الرائي- فيقال له: أصبحت أصبحت، فيُؤَذِّن بناء على إخبار الناس المارّين في الطريق.
فالمئذنة لم تكن في عهد الرسول عليه السلام، لكن في صعود إلى مكان مرتفع؛ ولذلك جاء في صحيح البخاري أنه كان بين إقامة الصلاة وبين السحور مقدار ما يصعد هذا المؤذن وينزل ذاك، المؤذن الأول والثاني، في أذانين، فمعناه فيه صعود وفيه نزول، هذا يُشْعِرُنا أن بروز المؤذن وصعوده إلى مكان مرتفع هو أمر مقصود؛
لأجل تبليغ الناس بالصوت.
مع ذلك: فالناس جعلوا المئذنة غاية وليست وسيلة؛ لأنهم خرجوا عن كونها وسيلة، الوسيلة أنك تصعد إلى الأعلى وتُبَلِّغ الناس، لكن عادوا يبالغوا في رفع بنيانها وتشييدها ويبالغوا في نحت حجارتها، وو .. إلى آخره.
حتى في زمن وجود مكبرات الصوت، نحن نرى مثلاً مسجد صلاح الدين الأيوبي، نرى طبقة وطبقة ثانية وطبقة ثالثة، لماذا كل هذا الكلفة، لأجل ماذا إضاعة هذا المال؟ ولا أحد يصعد إلى الأعلى الآن إطلاقاً؛ لأنه يُؤَذّن وهو في المسجد.
إذًا: صار بناء المآذن في المساجد ليس له معنى، لا معقول ولا منقول.
هذا مما حذر عنه الرسول عليه السلام بقوله: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد» .
فالشاطر هو الذي يبني مسجد لا مثيل له، يبني منارة لا مثيل لها، إلى آخره.
هذا من علامات قيام الساعة بنص حديث الرسول عليه السلام.
أما زخرفة المسجد ما ذكرناها نحن آنفاً، فينبغي أن يكون المسجد ساذجاً ليس فيه زخارف؛ ولذلك عمر الخطاب رضي الله عنه لما اضطر إلى توسيع المسجد النبوي في زمانه، قال للبَنَّاء، المهندس الذي يسمونه اليوم، قال: أَكِن الناس من الحر والقر، ولا تُحَمِّر ولا تُصَفِّر.
يعني: ما هي الغاية من المسجد، أنه يُكِن الناس، يؤويهم من الحر والقر، لا تُحَمّر ولا تُصَفّر.
مداخلة: في زيادة: فتفتن الناس.
الشيخ: ما أذكر هذا.
ولا تحمر ولا تصفر؛ لأن هذا من الزخارف، وبيوت الله يجب أن تكون مُنَزَّهة عن أمور الدنيا، هذا بيت الله.
اليوم انعكست المفاهيم مع الأسف الشديد؛ بسبب ابتعاد الناس عن الالتزام بهدي الرسول عليه السلام، اليوم إذا أنكرت على الناس هذه الزخارف يضعوك بشبهتين:
الشبهة الأولى: -وهي أخبثهما-: يقول لك: هل النصارى أحسن منا؟ انظر إلى النصارى كيف يُبَالِغون في زخرفة الكنائس، فنحن مساجدُنا أولى بالزخارف.
ناس منهم يقولون: بيت الله هو مثل بيتنا نحن، بيتنا الذي نسكن فيه ونُزَخْرِفه ونَكْنُسه .. إلى آخره، بيت الله أحق .. {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
هذا من وحي الشيطان؛ لأن الرسول عليه السلام لما روى ابن عباس عنه: «ما أُمرت بتشييد المساجد» حديث سمعه ابن عباس من الرسول.
«ما أُمرت بتشييد المساجد» قال ابن عباس: لتُزَخْرِفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى.
فالأحاديث والآثار: كلها مجتمعة على أن المسجد يجب أن يكون في صورة متواضعة، ليس فيها زخارف تُشْغِل قلوبَ الناس.
يعني: الإنسان لا بد أن يكون في جو يساعده على طاعة الله عز وجل، أما هذه الزخارف والنقوش فهي تلهيه.
ماذا نقول نحن عن أنفسنا إذا ما تذكرنا حديث نبينا، أنه صلى يوماً في خميصة، في ثوب له أعلام، هذه عندنا في الشام تسمى بالصاية، يكون فيه خطوط خضر وزرق وبيض وحمر .. وإلى آخره.
فصلى ذات يوم في خميصة، ما كاد أن يصلي، نزع هذا الخميصة، وقال:«خذوا هذه الخميصة، وأْتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني» وفي رواية: «كادت أن تلهيني عن صلاتي» .
هذا رسول الله، فأين نحن من ذلك؟