الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسجد الحرام هو أول مسجد بني على وجه الأرض
«و [المسجد الحرام] هو أول مسجد بني على وجه الأرض وقد قال أبو ذر:
«قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:
«المسجد الحرام قلت: ثم أي؟ قال: ألمسجد الأقصى» .
الحديث تمامه:
قلت: كم كان بينهما؟ قال:
«أربعون سنة وأينما أدركت الصلاة فصله فإنه مسجد» .
أخرجه البخاري ومسلم
…
والحديث دليل صريح على أن مسجد مكة هو أول بيت وضع للعبادة، قال ابن العربي في «أحكام القرآن»:
«وهذا رد على من يقول: كان في الأرض بيت قبله يحجه الملائكة» . وقال الحافظ ابن كثير في «البداية» :
ولم يجئ في خبر صحيح عن معصوم أن البيت كان بيتا قبل الخليل عليه السلام ومن تمسك في هذا بقوله تعالى: {مَكَانَ الْبَيْتِ} [الحج: 26].
فليس بناهض ولا ظاهر لأن المراد مكانه المقدر في علم الله المقرر في قدرته المعظم عند الأنبياء موضعه من لدن آدم إلى زمان إبراهيم، وقد ذكرنا أن آدم نصب عليه قبة وأن الملائكة قالوا له: قد طفنا قبلك بهذا البيت وإن السفينة طافت به أربعين يوما أو نحو ذلك ولكن كل هذه الأخبار عن بني إسرائيل وقد قررنا أنها لا تصدق ولا تكذب فلا يحتج بها فأما إن ردها الحق فهي مردودة وقد قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ
…
} [آل عمران: 96] الآية.
وقد روي في حديث أن أول من بناه هو آدم عليه السلام ولكنه ضعيف كما يأتي.
وقد استشكل من الحديث قوله: «إن بين المسجدين المسجد الحرام والأقصى
أربعين سنة» لأن باني الأقصى هو سليمان عليه السلام كما يدل عليه حديث عبد الله بن عمرو الآتي قريبا إن شاء الله وبينه وبين إبراهيم عليه السلام أكثر من ألف عام على ما قاله أهل التاريخ ثم إن في نص القرآن - كما قال الحافظ - أن قصة داود في قتل جالوت كانت بعد موسى بمدة.
وقد أجيب عن ذلك بأجوبة لعل أقربها قول الخطابي:
وانظر تمام الكلام والأجوبة عن الإشكال في «الفتح» و «المرقاة» .
وقد جزم الحافظ ابن كثير في «البداية» «أن إسرائيل - وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - هو أول من بنى المسجد الأقصى وأن سليمان عليه السلام جدده بعد ذلك» .
وإذا صح هذا فهو قريب مما أفاده الحديث من المدة بين المسجدين. والله أعلم.
قال الحافظ في شرح الحديث السابق:
«وهذا الحديث يفسر المراد بقوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ
…
} الآية ويدل على أن المراد بالبيت: بيت العبادة لا مطلق البيوت وقد ورد ذلك صريحا عن علي أخرجه إسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم وغيرهما بإسناد صحيح عنه قال:
كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله.
قلت: ورواه بنحوه الحاكم وقال:
«صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن كثير في «التفسير» :
«وزعم السدي أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا والصحيح قول