الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كتاب، أو سنة، أو أثر من آثار السلف الصالح، مثل هذا الرأي إذا تَعَرَّى عن شيء من هذه الأدلة؛ حينئذٍ نُوَجِّه إليه قول النبي صلى الله عليه وسلم:«كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، ولو كان مائة شرط» .
فنحن لا نري مانعاً أن يُبْنَى فوق المسجد مثلاً مدرسة، أو يُبْنَى فوق المسجد دار للإمام أو للمؤذن أو الخادم أو نحو ذلك ..
لكني أرى رأياً أن المرحاض يجب أن يكون جانباً، وأن لا يكون فوق المسجد؛ هذا من باب إكرام المساجد، أما أن يُبْنَى بناء على المسجد، ولا تقام فيه أي معصية، هذا لا مانع منه؛ لأن ادعاء أن ما فوق المسجد إلى السماء الدنيا أو إلى سبع سماوات هو مسجد، فهذه دعوى مجردة عن الدليل، والأمر كما قيل:
والدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء
هذا ما عندي بالنسبة لهذه المسألة، ومن ادعى غير ذلك طالبناه بالحجة.
(الهدى والنور/383/ 42: 03: 00)
حكم صلاة الجمعة في المساجد التي هي في أصلها بيوت مستأجرة
مداخلة: السؤال الأول: هناك في هذه المدينة في أوربا لا يوجد مسجد ملك كل المساجد
…
مُؤجّرة، المساجد مؤجرة، فهل تجب الصلاة مثل صلاة الجمعة فيها، وهل يحق للإنسان أن يترك صلاة الجمعة بحجة العمل أو الدراسة مثلاً؟
الشيخ: أرجوك أن تُفَرِّق بين سؤال وآخر، تسأل رقم واحد وتأخذ الجواب، ثم تُثَنِّي ثم تُثَلِّث وهكذا، هذا أدعى أن يكون البحث واضحاً في ذهن السامع مثلي، وفي غيري أيضاً.
فالجواب عن السؤال الأول: كل مكان يجتمع فيه المسلمون، ويُنادى فيه
لصلاة الجمعة، فيجب على كل من يسمع هذا النداء من المسلمين أن يحضروا؛ تجاوباً منهم مع قوله تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].
فلا يهم بعد ذلك إن كان المكان عراء بَرِّي أو صحراء، أو كان عماراً، ثم لا يهم إن كانت العمارة التي يصلون فيها هي وقف أو هي دار لأحد الناس ملك، أو هي مستأجرة بالأُجرة كما هو حال المسلمين في كثير من البلاد الأوروبية، كما هو الشأن عندكم في ألمانيا، وكما رأينا حينما أُتيح لنا أن نذهب إلى بريطانيا.
فالصلاة تصح في هذه المصليات ما دامت أنها ليست مغتصبة، أما إذا كانت مغتصبة، فهنا قولان للعلماء: الجماهير منهم يُصَحِّحون الصلاة، الصلاة مطلقة، سواء كانت جمعة أو جماعة، يصححونها مع الكراهة، وبعضهم وهو المذهب الحنبلي، والمذهب الظاهري فهم يُبْطلونها، ولا دليل على الإبطال، وإنما الغصب مُحَرَّم سواء سكنت أو صليت.
أما السؤال الثاني فكان ماذا؟
مداخلة: السؤال الثاني يقول يا شيخ! هل يحق للإنسان أن يترك صلاة الجمعة بحجة العمل أو الدراسة؟
الشيخ: لقد سمعت الآية الكريمة التي تُصَرِّح بأن الله يأمر أن يدعوا البيع والشراء أي: أن يدع كل مسلم العمل؛ لمجرد أن يسمع منادي الصلاة يقول: حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح.
فالعمل ليس عُذراً لترك ما فرض الله عز وجل القيام به، وإنما هي المادية التي تغلب على كثير من المسلمين اليوم، فيؤثرون العمل الدنيوي على العمل الأخروي، وهذا انحراف خطير يُخشى أن تكون عاقبته سيئة جداً، بالنسبة للذي يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة.
(الهدى والنور/322/ 22: 08: 00)