الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فناس مثلاً يفطرون قبل غروب الشمس بالأذان المُوَحَّد، وناس يتأخرون عن الإفطار في رمضان إلى ما بعد عشر دقائق ينتظرون الأذان الموحد، وناس يُصلون الفجر قبل الوقت؛ لأن الأذان الموحد يؤذن بالنسبة لجبل ما، بينما الفجر لم يطلع بعد بالنسبة لهضاب أو سهول أو وديان وهكذا، فهذا كله جاء من توحيد الأذانات هذه إذا صح التعبير، هذا بلا شك بدعة، لم يكن ولا يكون حتى هذه الساعة في أي بلد إسلامي إلا في هذا البلد، ما ندري ما الذي بدا للذين ابتدءوا هذه البدعة في هذا البلد، وما الذي زين لهم هذه البدعة، وأملي ورجائي أن المسؤولين الذين يهتمون بأحكام الدين وإعادتها إلى السنة دون خروج عنها ومشاكسة لها، أن يُلغوا هذا الأذان وأن يُكَلِّفوا المؤذنين أن يُؤَذِّن كل مؤذن في مسجده، مراقباً الأوقات الشرعية حسب النظام الإسلامي.
هذا المثال أردت أن أقف عنده، لنفتح المجال لبعض إخواننا لنسمع منهم ما يفيدنا إن شاء الله، كمثال كيف أن الإسلام اليوم أصبح في غربة، والأمثلة ليس بالعشرات ولا بالمئات، بل هي بالألوف المؤلفة تحتاج إلى مجلدات في بيان تفاصيل ومفردات هذه البدع التي عمت وطمت في كل بلاد الإسلام، وحسبنا الآن هذا المثال الموحد في الأذان الموحد الذي ليس له أصل في الشرع، وبهذا القدر كفاية.
والحمد لله رب العالمين.
(الهدى والنور/655/ 50: 00: 00)
(الهدى والنور/655/ 52: 42: 00)
السنة في بناء المساجد
مداخلة: لو سمحت ذكرت أن هذا المسجد هو أقرب إلى السنة.
الشيخ: نعم.
مداخلة: فما هي السنة في بناء المساجد؟
الشيخ: أولاً: يا أخي ما يجوز تشييد البنيان ورفعه، ثانياً: ينبغي ما استطعنا ألَاّ نخرج بالمنبر الزائد عن الحد المشروع، عبارة عن خشبات يعلو عليها الخطيب ليبرز أمام الناس، لماذا الرخام وهذا الخشب المزخرف المربع .. إلى آخره، أشياء كثيرة .. كثيرة جداً، يعني: كما جاء في الحديث، الله أكبر:«عريش كعريش موسى» ، فقط أنه يظل الناس يحفظهم من الحر والقر، كما جاء في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما وَسّع المسجد النبوي في زمانه، قال للبناء:«أكن الناس من الحر والقر، ولا تُحَمِّر ولا تُصَفِّر» ، أنا حسبي الآن إذا أردت أن أتمسك بالسنة العمرية وهي بلا شك السنة النبوية، أن أقول: هذه الستائر هنا خضراء وهناك صفراء، هذا الذي فَرَّ منه عمر الخطاب قال:«أكن الناس من الحر والقر، ولا تُحَمِّر ولا تُصَفِّر» ، يجب أن يكون كل شيء في المسجد ساذج، يعني: سادة تقولون .. ماذا تقولون؟ سادة.
مداخلة: سادة.
الشيخ: هو سادة، فما لازم يكون هناك شيء في المسجد أبداً يُلفت النظر، كما سمعتم من بعض الأحاديث التي ذكرناها، منها حديث مثلاً: الخمصية، وحديث قرني كبش إسماعيل عليه السلام، وحديث الكنائس في الحبشة، من هنا قال عمر:«لا تُحَمِّر ولا تُصَفِّر» .
إذاً: المسجد المقصود منه هو إيواء الناس من الحر والقر؛ لا مانع عندي من اتخاذ وسائل التدفئة، لا مانع عندي من اتخاذ وسائل تلطيف الجو، لكن الوسائل في الشريعة تنقسم إلى قسمين: وسيلة تُحَقِّق مقصداً شرعياً، وهي التي تسمى في لغة بعض الفقهاء بالمصالح المرسلة، ووسيلة لا تُحَقق المصلحة الشرعية.
أنا أقول لكم شيئاً قد تستغربونه مني، وهو هذا مكبر الصوت، تارةً يكون جائزاً، وتارة يكون غير جائز.
يعني: مثلاً حينما تُقَام الصلاة، فإذاعة الأذان بمكبر الصلاة، حيث يسمع هذا الأذان أبعد من يكون عن المسجد؛ لأنه هذه وسيلة مشروعة تُحَقّق هدفاً شرعياً،