الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ففي ثبوته نظر فقد قال الهيثي في «المجمع» :
وأنا أستبعد جدا صحة هذا الحديث لأنه يوحي بالمعنى الذي قاله اليهود المغضوب عليهم: «خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع» وهو يوم السبت وهم يسمونه يوم الراحة وقد رد الله تعالى عليهم في غير آية فقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوب} [ق / 38]
ويغلب على الظن أن أصل الحديث من الإسرائيليات التي تسربت إلى المسلمين من بعض أهل الكتاب ثم وهم فيه بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في «مسند أحمد» وهو خطأ كما بينه الحافظ ابن كثير في «التفسير» وغيره.
[الثمر المستطاب (2/ 811)].
من مباحات المساجد النوم والقيلولة للمحتاج
ذكر الإمام من مباحات المساجد: «النوم والقيلولة للمحتاج من الرجال ولو لغير غريب على أن لا يتخذ مبيتا ومقيلا» . وفي ذلك أحاديث:
«أ» عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
أنه كان ينام وهو شاب عزب لا أهل له في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي لفظ عنه قال: «كنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ننام في المسجد [و] نقيل فيه ونحن شباب» .
الحديث صحيح متفق عليه.
«ب» عن سهل بن سعد قال:
جاء رسول الله ببيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: «أين ابن عمك؟ » قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: «انظر أين هو؟ » فجاء فقال: يا رسول الله هو [ذا] في المسجد راقد [في فيء الجدار] فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه «وفي لفظ: عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره» فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول:
أخرجه البخاري ومسلم.
وفي الحديثين وما في معناهما جواز النوم والقيلولة في المسجد على التفصيل الذي ذكرنا وقد ترجم لهما البخاري بنحو ذلك فقال:
«باب نوم الرجال في المسجد» . قال الحافظ:
«أي جواز ذلك وهو قول الجمهور، وروي عن ابن عباس كراهيته إلا لمن يريد الصلاة، وعن ابن مسعود مطلقًا، وعن مالك التفصيل بين من له مسكن فيكره وبين من لا مسكن له فيباح» . ثم قال الحافظ في شرح حديث «ب» :
وفي الترمذي:
وقال البيهقي:
«وروينا عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن النوم في المسجد؟ فقال: فأين كان