الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السائل: «ولا جنباً إلا عابري سبيل» ؟
الشيخ: لا، هو الآية كما تعلمون وصفها «ولا تقربوا الصلاة» فهناك قولان في تفسير هذه الآية معروفان عند علماء التفسير، الأول: لا تقربوا الصلاة، الثاني: مواضع الصلاة.
ومعلوم عند أهل العلم أنه إذا دار الأمر بين التقدير وعدمه، فعدمه هو الأولى.
فهنا ليس ما يُوجب على المُفَسِّر أن يُقَدِّر مضافا محذوفا، فيقول: لا تقربوا الصلاة أي مواضع الصلاة، لماذا؟ رَبُّنا عز وجل لو أراد ذلك لأوضح الأمر وما لبس على الناس، حاشاه عز وجل، أولا: هذا السبب الأول الذي يمنع من التقدير هذا، فعلى هذا التفسير الأرجح «لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى» يُبْنَى تفسير الآية من تمام الآية حيث قال عز وجل:«حتى تعلموا ما تقولون» هذه الجملة التعليلية لا تصح أن تكون تعليلا لارتياد المساجد، وإنما لارتياد الصلاة.
هذا يُؤَكِّد أن المقصود من النهي هو الدخول في الصلاة سكارى «لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون لا تقربوا الصلاة وأنتم جنبا إلا عابري السبيل» أي: إلا المسافرين متيميين حتى تغتسلوا.
(الهدى والنور / 83/ 43: 14: .. )
حكم دخول الحائض المسجد
السائل: يحضُر الحُيَّض في العيد ولا يدخلن المصلى؟
-نحن نقول هكذا؛ لأن المصلى مكان الصلاة وهن لا يُصَلِين .. [لكن] ليس فيه نهى على أنه لا يجوز لهن أن يدخلن المسجد، لا يجوز لهن أن يمكثن في المسجد، إذا منعوا الطاهرات من الصلاة أن يحتللن أماكن الطاهرات.
عندنا حديث السيدة عائشة في روايتيه وفي قصتيه دليل صريح على الجواب،
أما الحديث الأول: ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: يا عائشة: ناوليني الخُمْرَة من المسجد قالت: يا رسول الله إني حائض، قال:«إن حيضتك ليست في يدك» .
هنا شيئان، الشيء الأول: ادخلي المسجد وناوليني الخمرة، الشيء الثاني: أنه أيش في دخولك المسجد وتناولك الخُمْرة، هل الحيض هو في يدك، «إن حيضتك ليست في يدك»
فهذا نص أو على الأقل كالنص على أن الحائض تدخل المسجد.
وأصرح من ذلك حديثها الآخر في حجة الوداع، لما نزلوا في حجة الوداع في مكان يُعرف بسرف قريب من مكة، وبطبيعة الحال كانوا ينصبون الخيام خاصة النساء، فدخل الرسول عليه السلام على السيدة عائشة فوجدها تبكي، فعرف من حالها ما حالها، فقال لها:«مالكِ أنفست؟ ، قالت: نعم يا رسول الله، قال عليه السلام: «هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاصنعي ما يصنع الحاج غير ألَّا تطوفي ولا تصلي» .
فالحاج يدخل المسجد الحرام فضلا عن المساجد الأخرى، والحاج يقرأ القرآن، فأباح لها أن تصنع وأن تفعل كل ما يصنع الحاج سوى الصلاة والطواف.
فلو أنه عليه السلام أراد منها ألَّا تدخل المسجد، لكان من الأولى بنا فضلا عنه عليه السلام أن يقول لها: لا تقربي المسجد؛ لأنه إذا لم تقرب المسجد لن تستطيع أن تطوف، والنهي عن الجزء لا يستلزم النهي عن الكل.
(الهدى والنور / 83/ 36: 17: .. )