الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«الزاب» في دائرة المعارف الإسلامية *
موقع زاب افريقية في جنوب مقاطعة قسنطينة من القطر الجزائري، وهو اسم لإقليم يضيقه الاستعمال العرفي ويوسّعه، فقد كان في القرون الهجرية الأولى إلى القرن الثامن يطلق إطلاقًا واسعًا حتى يشمل سهول الحضنة ومدنها الواقعة في سفوح الأطلس الجنوبية وهي المسيلة ومقرة وطبنة الرومانية وتعرف اليوم باسم "بريكه".
والمسيلة هي التي كانت تعرف قبل الإسلام باسم زابي، ثم سمّيت بعد الفتح الإسلامي بالمحمدية؛ والمسيلة، وهي التي ولد فيها الشاعر ابن رشيق القيرواني، واستقرّ فيها الشاعر ابن هاني الأندلسي لأن ممدوحه جعفر بن فلاح كان أميرًا عليها، وانتظمت إمارته إقليم الزاب كله، فلذلك اتّسع مسمّى الزاب عند مؤرّخي ذلك العصر، لأن الاسم كان لكل ما شملته الإمارة، واسم الزاب متردّد كثيرًا في شعر ابن هاني قبل أن يتصل بالفاطميين.
و"مقرة" تقع شرقي المسيلة بنحو مائة ميل، و"طبنه" تقع شرقي "مقرة" بنحو ثلاثين ميلا، ومن مقرة خرجت أسرة المقري صاحب كتاب نفح الطيب وهو الذي يقول: أصل سلفنا من "مقرة" إحدى قرى زاب افريقية، انتقلوا في المائة السادسة إلى تلمسان، الخ، ومن طبنة خرجت أسرة أبي مضر الطبني إلى الأندلس وهي أسرة أخرجت أعلامًا في الأدب والشعر والعلم.
وهذه المدن يذكرها الرحّالون من المشارقة والمغاربة، ذكرها ابن حوقل الرحّالة البغدادي وذكرها البكري صاحب المسالك والممالك وغيرهما وقد دخلوها كلهم ووصفوها وصف المعاين.
* كلمة مخطوطة لم نعثر على ما يدل أنها نُشرت.
ومن العجيب أنكم تنقلون (1) كلام البكري مترجمًا مع أن القطعة المتعلقة بشمال أفريقيا من كتابه "المسالك والممالك" مطبوعة في الجزائر من عشرات السنين.
أما الزاب اليوم فهو يطلق على قطعة صغيرة في سفوح الجبال الفاصلة بين سهول الحضنة والصحراء. وعاصمة الزاب الإدارية والتجارية في يومنا هذا هي مدينة بسكرة. والزاب مقسّم إلى ثلاثة أقسام متصلة متقاربة: الزاب الظهراوي، ومن قراه طولقة وليشانه وبوشقرون وفرفار وفوغاله والعامري، وجميع هذه القرى تعتمد على زراعة النخيل وتنتج أجود أنواع التمر في العالم، وتسقى بالآبار الارتوازية الغزيرة، ثم الزاب الغربي ويشمل قرى ليوه والصحيرة والمخادمة وبنطيوس وأورلال وأوماش، واعتمادها على زرع النخيل أيضًا، ثم الزاب الشرقي ومن قراه سيدي عقبة (مدفن عقبة بن نافع الفهري فاتح أفريقية) وشتمة، والدروع وتهوده، وقرى الزاب الشرقي تسقى من ماء الأنهار المتحدرة من جبال أوراس.
أما الدوسن وأولاد جلال فهما خارجان عن الزاب وتقعان غربيه.
وقول المؤرخين "زاب أفريقية" يحترزون به عن زاب الموصل أو العراق، فهناك واديان ينبعان من جبال الأكراد أحدهما الزاب الأصغر بين الموصل وأرييل، والثاني الزاب الأكبر بين أربيل وكركوك وكلاهما من روافد دجلة، وما زالا معروفين بهذا الاسم إلى اليوم.
أرى أن زاب العراق يجب أن يعرّف في هذه المادة من دائرة المعارف الإسلامية.
1) يبدو أن الشيخ ارسل هذه الملاحظة إلى المشرفين على الطبعة العربية لدائرة المعارف الإسلامية.