الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى الدكتور فاضل الجمالي *
تضمنت برقية الجمالي
…
لفظًا خلا من رونق الجمال
إذْ ليس من مراتب الكمال
…
وليس من محاسن الخصال
أن تدعو الضيف ولا تبالي
…
رفيقه الحقيق بالإجلال
تعدني إنْ زرتُ باحتفال
…
متوج بالبشر والإقبال
بشرط أن أزور كالمحتال
…
وآمن من تابع أو تال
تحسبني طفلًا من الأطفال
…
يصاد باللطف وبالدلال
يخدع في الموجود بالمحال
…
ويؤثر النفس على العيال
يا حضرة الدكتور ذي الأفضال
…
مالَكَ لا تعبأ بالرجال
ولا تجيل الرأي في مجال
…
من قبل إقدام على الأفعال
هذا الذي ترميه بالإهمال
…
أحق بالتعظيم والإجلال
هذا فتى أضحى من الأبطال
…
وزاد في الفضل على الرجال
رأي رَمَى الآراء بالإبطال
…
وعزمة كالنار في اشتعال
وجرأة كالليث في الصيال
…
وهمة كالنجم في التعالي
ما زال مذْ شبّ على الفصال
…
وعرف اليُمنَى من الشِّمال
حربًا على الطغيان والضلال
…
سلمًا على الإصلاح والإجمال
سهمًا مصيبًا في حشا الأنذال
…
مثل شهاب الرجم في الثلالي
يقذف كل خادع محتال
…
ولم يزل يخطُر كالرئبال
ماضي الشبا محدّد النصال
…
مهيأ للذود والنضال
أترتضي وأنتَ ذُو الأعمال
…
لقومك العرب وذُو الآمال
* مداعبة من الإمام إلى صديقه الدكتور محمد فاضل الجمالي بعد دعوة وجّهها إليه ببغداد، دون إشراك الأستاذ الفضيل الورتلاني.
بأن يروك ماضيًا في الحال
…
وواقفًا تندب في الأطلال
وعاكفًا في الدِّمن البوالي
…
تبكي على عمارها الخوالي
منتصرًا لعصبة جهّال
…
صيرها الظلم إلى الزوال
يا سوءَ حظ اليمن المحلال
…
وشؤمَها إن انبرت للفال
وبخسها في الوزن والمكيال
…
وغبنَها في الحال والمآل
أن كان مثل فاضل الجمالي
…
في علمه وعقله الصوّال
وروحه وفكره الجوّال
…
يأسى على طاغوتها المزال
من شدّها بأوثق الأحبال
…
وسامها بالقهر والإذلال
وسامها بالفقر والإقلال
…
وراضها بالسجن والأغلال
وعهدها وهو عليها الوالي
…
أدهى من الطاعون والزلزال
فكم رأت فيه من الأهوال
…
والنُّوَب الفظيعة الثقال
والكُرَب الكثيرة الأشكال
…
والعُقَد العويصة الإشكال
ومن وباء سيط بالوبال
…
ومن خباء نيط بالخبال
وعاد من فظاعة الأحوال
…
عهد "سَبَا" في سالف الأحوال
أضحت بنوه من فساد الحال
…
والظلم من إمامها الدجّال
عطشى وماء النهر كالجريال
…
منهمر بعذبه السلسال
جائعةً والقوت كالرمال
…
فقيرةً وهي ركاز المال
عاريةً حتى من الأسمال
…
والحوكُ في جدودها الأوالي
قد كان فيهم مضرب الأمثال
…
عزلاء حتى من عصيّ الضال
والسيف فيها أحد الأنجال
…
شقيةً بالظلم والنكال
والسعد قد كان على الأجيال
…
وسْمًا لَها وشارة احتيال
وتُربُها قد ثار عن غلال
…
وعن جنًى غض وعن ظلال
وماؤها ينساب كالصلال
…
بين الصخور الشم والتلال
من هم غيوث البذل في النوال
…
وهم ليوث الغاب في الصيال
في النسب العد الصميم العالي
…
والحسب العريق في الجلال
ما لكِ يا مُنْبِتة اللآلي
…
والحجر الحرّ الكريم الغالي
ما لك يا منتجة الأبطال
…
ذوي الحفاظ المر والفعال
ما لك يا مزرعة الغوالي
…
عزت عن الأشباه والأمثال
ما لك يا منبتة العوالي
…
من الرماح الذبل الطوال
أصبحت فى جدب وفي امحال
…
جرداء مثل الغادة المعطال
وصرت بعد الحسن والجمال
…
شَوْهاء مثل البائر المتفال
ما لبنيك النجب الأبطال
…
أضحوا على الأيام والليالي
بعد الهدى في التيه والضلال
…
وبعد وَسْمِ المجد في الأغفال
شِدتِ لنا في الأعصر الخوالي
…
حضارة مَدَّت على الأجيال
رِواق عزّ بحلاها حالي
…
وخُلِّدَتْ آثارُها الغوالي
صحائف في الكتب والرمال
…
بدائع المفتنِّ والمثّال
لم يجر منشيها على مثال
…
ولم تزل آياتها في الحال
سحر النهى وفتنة الخيال
…
وعقلة العقل وشغل البال
حتى أتت حثالة الأنسال
…
وعصبةُ الفسَّاق والأنذال
رهط الخنا والغيّ والمِحال
…
من كل عيّ مائق تنبال
لم يجر لولا شخصه بالبال
…
محارب لله لا يبالي
مستقذر الإزار والسربال
…
مستقبح العثنون والسبال
كأنما صيغ من الأوحال
…
أو من رجيع الحمر والبغال
أسيمر الجلدة ذو اختيال
…
متصل المنكب بالقذال
وإن عددته من الجهّال
…
فالجهل لا يرضى به بحال
عاثت عياث القرد والثعالي
…
وداستْ الأحرار بالنعال
وحكمت أهواءها في المال
…
والعرض والابشار والأحوال
أَنَرْتَجي العدل من العذال
…
ونَطْلُبُ النصر من الخذال؟