الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التخصيص. ."
(1)
، أو يقول:"رب متراشق في اللفظ يعبر عن المسألة"
(2)
.
تعامله مع الصناعة الحديثية
تحدثت في ترجمته عن مشاركة التاج في علم الحديث، وقلت: إنه كان إمامًا في الحديث، ويكفيه فخرًا أنه تربى في أحضان محدثي عصره آنذاك، أمثال المزي والذهبي، وغيرهما. فلذا لا يستغرب تعقبه على من سبقوه حين يكون الأمر أشدّ التصاقًا بالصناعة الحديثية. لذلك نجده في غالب الأحيان إذا مرّ حديث أثناء الاستدلال للمسائل الأصولية، لا بد وأن يخرجه من الكتب المعتمدة، فإن وجده في الصحيحين اكتفى بهما دون ذكر السنن أو المسانيد والمستخرجات، والمستدركات. أو يصرح بعدم معرفة الحديث أحيانًا. ولا يكتفي أحيانًا بتخريج الحديث فحسب، بل يذهب أبعد من ذلك، فيدرس سنده دراسة حديثية، فيذكر أقوال علماء الجرح والتعديل في رجال السند، بين موثق ومجرح، وقد يستدعي الأمر إلى السؤال عن الحديث أو عن الرجل مشافهة فيسأل شيخه الذهبي، ليصل في الأخير إلى الحكم على الحديث. وأحيانًا قليلة يذكر الحديث دون تخريج أو دراسة لسند، وهذا في غالب الأحيان إذا كان من الأحاديث المشهورة، وبالمثال يتضح المقال، أو كما يقال.
مثال: "وقد قال في البرهان أيضًا أنّ الشافعي رضي الله عنه احتج ابتداءً على إثبات القياس بحديث معاذ يعني هذا. قال: والحديث مدّون في الصّحاح
(1)
ينظر: ص 1317.
(2)
ينظر: ص 2136.
متفق على صحّته لا يتطرق إليه تأويل.
قلت: وهذا عجيب من إمام الحرمين فقد قال إمام الصناعة أبو عبد الله البخاري لا يصحّ هذا الحديث، وقال الترمذي ليس إسناده عندي بمتصل"
(1)
.
مثال: "والحديث المشار إليه لا تقوم به الحجّة، ولا يصلح معارضًا؛ لأنَّ رواية جبارة بن المغلس وهو ضعيف عن حماد بن يحيى الأبح، وقد قال فيه البخاري: يهم في الشيء بعد الشيء. قال ابن عدي: وسمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: حماد بن يحيى الأبح روى عن الزهري حديثا معضلًا، يعني هذا الحديث، ورواه حماد عن الزهري كما ذكر عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا"
(2)
.
مثال: "كقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الاستئذان من أجل البصر" رواه البخاري ومسلم وقوله: "إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت فكلوا وادخروا" رواه مسلم وأبو داود والنسائي"
(3)
.
مثال: "ما روي "أنّ أعرابيا جاء إلى النّبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت وأهلكت، واقعتُ أهلي في نهار رمضان عامدًا فقال: أعتق رقبة" وأصل الحديث في الكتب الستّة كلّها، لكن بغير صيغة أعتق رقبة وبهذه الصيغة في
(1)
ينظر: ص 2196.
(2)
ينظر: ص 2214 - 2215.
(3)
ينظر: ص 2296.
سنن ابن ماجه"
(1)
مثال: "فقال صلى الله عليه وسلم: "إنّها ليست بنجسة، إنّها من الطوافين عليكم والطوافات" رواه الأربعة أصحاب السنن. . . . كما روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلة الجنّ لابن مسعود:"ما في إدواتك قال نبيذ قال: ثمرةٌ طيبةٌ وماء طهور" وهو حديث ضعيف رواه الترمذي وابن ماجه. . . . كما روي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن اشتراء الرطب بالتمر فقال: "أينقص الرطب إذا يبس؟ قالوا نعم، قال صلى الله عليه وسلم: فلا إذن" رواه الأربعة وقال الترمذي حسن صحيح وصحّحه ابن خزيمة والحاكم. . . . . كما روى أبو داود والنسائي أنّ عمر رضي الله عنه قال هششت فقبَّلت وأنا صائم فقلت يا رسول الله صنعت اليوم أمرًا عظيمًا قبّلت وأنا صائم قال: "أرأيت لو تمضمضت من الماء وأنت صائم؟ قلت لا بأس قال: فَفيمَ؟ " قال النسائي هذا الحديث منكر، وقال أحمد بن حنبل ضعيف"
(2)
.
مثال: لتعقبه الغزالي وإمام الحرمين والقاضي الباقلاني في قلة بضاعتهم في الحديث.
"وقول الغزالي إن الأظهر أن هذا الخبر غير صحيح متلقى من إمام الحرمين، فإنه قال: هذا لم يصححه أهل الحديث، وإمام الحرمين تلقى ذلك من القاضي أبي بكر فإنه قال في مختصر التقريب: هذا الحديث ضعيف غير مدون في الصحاح، وهذا باطل، فإن الحديث ثابت صحيح مدون في
(1)
ينظر: ص 2313.
(2)
ينظر: ص 2315 - 2316، 2317.
البخاري ومسلم"
(1)
.
مثال: "بما روى الدارقطني من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار". قال النووي في الأذكار حديث حسن"
(2)
.
مثال على الأحاديث التي لا يعرفها: "واستدل المصنف على ذلك مما روي من قوله صلى الله عليه وسلم: "نحن نحكم بالظاهر والله متولي السرائر" وهو حديث لا أعرفه، وقد سألت عنه شيخنا أبا عبد الله الذهبي فلم يعرفه"
(3)
.
مثال آخر: "وقد استدل على ذلك بما روي أنَّه صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله عنه: "لا تقض في شيء واحد بحكمين مختلفين" وهذا الحديث لا أعرفه وقد سألت عنه شيخنا الذهبي فلم يعرفه"
(4)
.
مثال آخر: "ما روي من قوله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع الحلال والحرام إلا وغلب الحرام الحلال" وهو حديث لا أعرفه"
(5)
.
مثال: "وروى المصنف من قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم يفشو الكذب فيشهد الرجل قبل أنْ يستشهد". وهذا اللفظ لا أعرفه ولكن في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم إنّ من بعدهم قومًا يشهدون ولا
(1)
ينظر: ص 976.
(2)
ينظر: ص 2601 - 2602.
(3)
ينظر: ص 2623 - 2624.
(4)
ينظر: ص 2704.
(5)
ينظر: ص 2819.