الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: تلامذته
قد ذكر الأخ الفاضل الدكتور سعيد الحميري في ترجمته للتاج رحمه الله مبحث تلاميذه، وذكر منهم ستة وهم:
الإمام ابن الجزري
(1)
، والشيرازي
(2)
، والحموي
(3)
،
(1)
هو محمد بن محمد بن محمد بن علي الدمشقي ثم الشيرازي، الحافظ المُقرئ الشافعي، المعروف بابن الجزري نسبةً إلى جزيرة ابن عمر قرب الموصل. ولد سنة 751 هـ بدمشق، تفقَّه ولهج بطلب الحديث والقراءات وبَرَّز فيهما. من مصنفاته:"النشر في القراءات العشر"، و"إعانة المهرة في الزيادة على العشرة"، ونظم "طيبة النشر في القراءات العشر"، وغيرها. توفي سنة 833 هـ. انظر: شذرات 7/ 204، الدرر 2/ 257.
(2)
قال عنه ابن السبكي: ". . . من أصحابي الشيخ الإمام العَلَّامة نور الدين محمد بن أبي الطيِّب الشيرازيُّ الشافعيّ، وهو رجلٌ مقيمٌ في بلاد كِيلان، ورد علينا دمشق في سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وأقام يلازم حَلْقتي نحو عامٍ ونصف عام، ولم أَرَ فيمن جاء من العَجَم في هذا الزمان أفضل منه، ولا أدين". الطبقات الكبرى 3/ 379.
(3)
هو أحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرِّضى، شهاب الدين أبو الحسين الحموي الأصل، الشافعي. تفقه بدمشق على التاج السبكي وغيره، ومَهَر وتقدَّم ودَرَّس. قال ابن حجر: وكان فاضلًا عالمًا كثير الاستحضار، عارفًا بالقراءات وله فيها نظم سَمَّاه "عقد البكر"، وله نظم في أشياء متعددة، وكانت دروسه حافلة، والثناء عليه وافرًا. اهـ. قُتل في سنة 791 هـ. انظر: الدرر 1/ 227، شذرات 6/ 314.
واللخمي
(1)
، والسلمي
(2)
، والكناني
(3)
. ولا شك أن التاج رحمه الله له تلامذة آخرون كثيرون؛ إذ قد درَّس في معظم مدارس دمشق، يقول رحمه الله:"فما في دمشق مدرسة مرموقة بعين التعظيم إلا وقد ولِيت تدريسها بحمد الله إلا اليسير من المدارس"
(4)
. أضف إلى أنه رحمه الله خطيب الجامع الأُموي بدمشق، فلا شك أن طلابه كثيرون، ورُوَّادَه وفيرون، ولكن لعل السبب في عدم ذكرهم مع ترجمته أن المؤرخين لم يعتنوا بهذا في غير رواة الحديث؛ إذ معرفة الشيوخ والتلاميذ في رواة الحديث مهمَّةٌ لمعرفة الأسانيد، أما غيرهم من العلماء فلا حاجة ضرورية لذكر التلاميذ مع الترجمة، فيكتفون ببيان المكانة العلمية التي تدل غالبًا على كثرة التلاميذ أو قلتهم، ويذكرون شيوخه لبيان طلبه للعلم ومكانته أيضًا.
(1)
هو محمد بن موسى بن محمد بن سند، الحافظ شمس الدين أبو العباس اللخمي المصري الأصل، الدمشقي الشافعي، المعروف بابن سند. ولد في سنة 729 هـ. توفي سنة 792 هـ.
انظر: الدرر 4/ 270، شذرات 6/ 326.
(2)
هو الحافظ أبو المعالي نصر الدين محمد بن علي بن عبد الواحد السلمي. ولد سنة 742 هـ. توفي رحمه الله سنة 789. انظر: تاريخ ابن حجر 4/ 85، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 540، الضوء اللامع 6/ 63.
(3)
هو عمران بن إدريس بن مُعَمَّر الزين أبو موسى الكناني الجلجولي المقدسيُّ الدمشقيُّ الشافعيُّ المقرئ. ولد سنة 734 هـ بجلجولي، ولازم التاج السبكيَّ وغيره في الفقه، وأخذ القراءات عن ابن اللبان وابن السلار وتميَّز فيها وأقرأ. مات سنة 803 هـ. انظر: الضوء اللامع 6/ 63.
(4)
انظر: الأشباه والنظائر لابن السبكي 2/ 349.
يقول الحافظ الحسيني رحمه الله عن تزاحم الطلبة على دروس التاج السبكي رحمه الله مدة إقامته بمصر ثمانية أشهر، وذلك في عام 764 هـ:"وقد كان - أيده الله تعالى - في مدة إقامته بمصر على حالٍ شهيرة من التعظيم والتبجيل، يعتقده الخاص والعام، ويتبرك بمجالسته ذووا السيوف والأقلام، ويزدحم طلبةُ فنون العلم على أبوابه"
(1)
. وقد تتلمذ له بعض أقرانه كصلاح الدين الصفدي، وشمس الدين الغزي
(2)
.
يقول في "الطبقات" عن الصلاح رحمه الله: "وكانت له همة عالية في التحصيل، فما صَنَّفَ كتابًا إلا وسألني فيه عما يحتاج إليه من فقه وحديث وأصول ونحو، لا سيما "أعيان العصر"، فأنا أشرت عليه بعمله، ثم استعان بي في أكثره، ولما أخرجتُ مختصري في الأصلَيْن المسمَّى "جمع الجوامع" كتبه بخطّه، وصار يحضر الحَلْقة، وهو يقرأ عليَّ ويَلَذُّ له التقرير، وسمعه كلَّه عليَّ، وربما شارك في فهم بعضه رحمه الله تعالى"
(3)
.
(1)
انظر: ذيول العبر في خبر مَنْ غَبرَ 4/ 200.
(2)
هو محمد بن خلف بن كامل، القاضي شمس الدِّين الغَزِّيّ، يقول عنه التاج رحمهما الله:"رفيقي في الطلب، مولده سنة ست عشرة وسبعمائة بغزَّة، وقدم دمشق فاشتغل بها، ثم رحل إلى قاضي حماة شرف الدين البارزيّ، فتفقه عليه، وأذن له بالفُتيا، ثم عاد إلى دمشق وجَدَّ واجتهد. صَحِبتُه ورَافقته في الاشتغال من سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، سنة مَقْدَمِنا دمشق، إلى أن توفي وهو على الجدِّ البالغ في الاشتغال. أما الفقه فلم يكن في عصره أحفظُ منه لمذهب الشافعي، يكاد يأتي على الرافعيّ وغالب "المطلب" لابن الرفعة استحضارًا، وله مع ذلك مشاركة جيدة في الأصول والنحو والحديث". الطبقات الكبرى 9/ 155، وانظر: الدرر 3/ 432.
(3)
انظر: الطبقات الكبرى 10/ 6.
ويقول عن رفيقه في الطَّلبِ شمس الدين الغزيّ: "وجمع كتابًا نفيسًا على الرافعي، يذكر فيه مناقب الرافعيِّ بأجمعها وما يمكن الجواب عنه منها بتنبيهات مهمات في الرافعيّ، ويستوعب على ذلك كلامَ ابن الرفعة والوالد رحمهما الله، ويذكر مِنْ قِبَله شيئًا كثيرًا، وفوائد مهمة، ولم يبرح يعمل في هذا الكتاب إلى أن مات، فجاء في نحو خمس مجلَّدات، أنا سميته "ميدان الفرسان"، فإنه سألني أن أسميه له، وكان يقرأ عليَّ غالب ما يكتبه فيه، ويسألني عَمَّا يُشكل عليه، فلي في كتابه هذا كثيرٌ من العمل"
(1)
.
(1)
انظر: الطبقات الكبرى 9/ 155.