الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: اسمه ونسبه
هو الشيخ الإمام علي بن عبد الكافي بن علي بن تَمَّام بن يوسف بن موسى بن تَمَّام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مِسْوَار بن سَوَّار بن سُلَيم السُّبْكي، الخزرجي الأنصاري، رحمهم الله جميعًا.
يقول تاج الدين السبكي رحمه الله: "نقلت من خط الجد
(1)
رحمه الله نِسْبتنا معاشرَ السبكية إلى الأنصار. وقد رأيت الحافظ النَّسَّابة شرف الدين الدمياطي
(2)
رحمه الله يكتب بخطه للشيخ الإمام الوالد رحمه الله: الأنصاري الخزرجي"
(3)
فهم من قبيلة أسْلم، وأسلم من خُزاعة، وقيل لهم: خُزاعة؛
(1)
أي: عبد الكافي، أبو محمد. ولد سنة 660 هـ تقريبًا. ولي قضاء الشرقية وأعمالها، والغربية وأعمالها، من الديار المصرية. كان من أعيان نُوَّاب الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد. توفي سنة 735 هـ بالمحلَّة. انظر: الطبقات الكبرى 10/ 89، الدرر 2/ 396.
(2)
هو عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف التُّوني الدمياطي الشافعي، الحافظ شرف الدين، من أهل تونه: قرية من عمل دمياط. ولد سنة 613 هـ. قال الذهبي: ومعجم شيوخه يبلغون ألفًا وثلاثمائة إنسان. من مؤلفاته: قبائل الخزرج وقبائل الأوس، والعقد المثمن في مَن اسمه عبد المؤمن، والسيرة النبوية، وغيرها. توفي سنة 705 هـ. انظر: تذكرة 4/ 1477، الطبقات الكبرى 10/ 102، الدرر 2/ 416.
(3)
انظر: الطبقات الكبرى 10/ 91.
لأنهم تَخَزَّعوا عن الأزْد، والتَّخَزُّع: التَّقَاسُم
(1)
.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أسلم سَالَمها الله، وغِفَار غَفَر الله لها، وعُصَيَّة عَصَت اللهَ ورسوله"
(2)
.
إلا أن التقي السبكي رحمه الله كان لكمال ورعه ومزيد تقواه لا يكتب هذه النسبة، يقول ابنه التاج رحمه الله: "ولم يكتب الشيخ الإمام رحمه الله بخطه لنفسه: الأنصاريَّ، قَطُّ، وإن كان شيخه الدمياطيُّ يكتبها له، وإنما كان يترك الشيخ الإمام كتابةَ ذلك؛ لوفور عقله، ومزيد ورعه، فلا يرى أن يطرق نحوه طعن من المنكِرين، ولا أن يكتبها مع احتمال عدم الصحة، خشية أن يكون قد دعا نفسه إلى قومٍ وليس منهم. وقد كانت الشعراء يمدحونه، ولا يُخْلون قصائدهم من ذكر نسبته إلى الأنصار، وهو لا ينكر ذلك عليهم، وكان رحمه الله أورع وأتقى لله من أن يسكت على ما يعرفه باطلًا. وقد قرأ عليه شاعر العصر ابنُ نُباتة
(3)
غالب قصائده التي امتدحه بها، وفيها ذِكْرُ نسبته إلى الأنصار، والشيخ الإمام يُقِرُّه. . .
(1)
انظر: الطبقات الكبرى 10/ 91.
(2)
أخره بلفظه أحمد في المسند 2/ 20، 50، 126، والحاكم بنحوه في المستدرك 4/ 82، وصححه ووافقه الذهبي.
(3)
هو محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن نُباتة، بضم النون على الأشهر، ويجوز فتحها في قول، الشيخ جمال الدين أبو الفضائل، وأبو الفتح، وأبو بكر وهي أشهر. ولد بالقاهرة سنة 686 هـ. كان رحمه الله أديب عصره، وحامل لواء الشعر في زمانه. توفي رحمه الله بالقاهرة سنة 768 هـ. انظر: الطبقات الكبرى 9/ 273، الدرر 4/ 216.
وكذلك حضر الشيخ الإمام عَقْدَ بنات بعض الأكابر، وكان الصَّداق صناعة القاضي شهاب الدين بن فضل الله، فلما قُرئ وجاء ذِكْر الشيخ الإمام - أنشد القاضي شهابُ الدين لنفسه ما كتبه في الصَّداق، والشيخ الإمام يسمع:
قاضي القضاةِ بعلمه وَضَح الهُدَى
…
وبجوده ووجوده فاض النَّدَى
من آلِ يَعْرُبَ في ذَوائبها العُلَى
…
جاز السماءَ عُلًا وجاز الفَرْقَدا
من كلِّ أبيضَ باسمٍ يومَ الوغى
…
يَجْتابُ من ليل الهلال الأسْوَدا
نَصَر النبيَّ محمدًا بِجِدالِهِ
…
وجُدُودُه نَصَروا النبيَّ محمدا
فلما انفصل المجلس، وجاء الصَّداق إلى المثسيخ ليكتب عليه اسمه - كتب عليه وعلَّق عليه من خطِّه في مجاميعه هذه الأبيات، ومن خطِّه نقلتُها، ولولا أنه رأى ذلك حقًا ما كتبه بخطه؛ لما أعلمه من ورعه وشدته في ذلك"
(1)
.
(1)
انظر: الطبقات 10/ 92 - 94.