الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّوعُ العَاشِرُ: المُنقَطِعُ
(1)
قَالَ اِبنُ الصَّلَاحِ (2): "وَفِيهِ وَفِي الفَرقِ بَينَهُ وَبَينَ المُرسَلِ مَذَاهِبُ".
(قُلتُ): فَمِنهُم مَن قَالَ هُوَ أَن يَسقُطَ مِنَ الإِسنَادِ رَجُلٌ أَو يُذكَرُ فِيهِ رَجُلٌ مُبهَمٌ.
وَمَثَّلَ اِبنُ الصَّلَاحِ لِلأَوَّلِ بِمَا رَوَاهُ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن الثَّورِيِّ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن زَيدِ بنِ يُثَيعٍ «1» عَن حُذَيفَةَ مَرفُوعًا: "إِن وَلَّيتُمُوهَا أَبَا بَكرٍ فَقَوِيٌّ أَمِينٌ .. الحَدِيثَ"(3) قَالَ فَفِيهِ اِنقِطَاعٌ فِي مَوضِعَينِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ عَبدَ الرَّزَّاقِ لَم يَسمَعهُ مِنَ (الثَّورِيِّ إِنَّمَا رَوَاهُ عَن
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] بضم الياء التحتية وفتح الثاء المثلثة وإسكان الياء التحتية. ويقال (أُثيع) بضم الهمزة في أوله بدل الياء [شاكر]
(1) انظر: "معرفة علوم الحديث" للحاكم ص 27، و"مقدمة ابن الصلاح" ص 213، و"النكت" للزركشي 2/ 5، و"التقييد والإيضاح" ص 76، و"الشذا الفياح" 1/ 157، و"النكت لابن حجر" 2/ 572، و"فتح المغيث" 1/ 276، و"تدريب الراوي" 1/ 235.
(2)
"المقدمة" ص 213.
(3)
انظر معرفة علوم الحديث للحاكم (ص 28 - 29).
النُّعمَانِ بنِ أَبِي شَيبَةَ الجَنَدِيِّ «1» عَنهُ، وَالثَّانِي: أَنَّ الثَّورِيَّ لَم يَسمَعهُ مِن) (1) أَبِي إِسحَاقَ إِنَّمَا رَوَاهُ عَن شَرِيكٍ عَنهُ.
وَمَثَّلَ الثَّانِيَ: بِمَا رَوَاهُ أَبُو العَلَاءِ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ الشِّخِّيرِ «2» عَن رَجُلَينِ عَن شَدَّادِ بنِ أَوسٍ حَدِيثُ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمرِ"(2).
وَمِنهُم مَن قَالَ المُنقَطِعُ مِثلُ المُرسَلِ وَهُوَ كُلُّ مَا لَا يَتَّصِلُ إِسنَادُهُ غَيرَ أَنَّ المُرسَلَ أَكثَرُ مَا يُطلَقُ عَلَى مَا رَوَاهُ التَّابِعِيُّ عَن رَسُولِ اللَّهِ (3).
قَالَ اِبنُ الصَّلَاحِ (4): "وَهَذَا أَقرَبُ وَهُوَ الَّذِي صَارَ إِلَيهِ طَوَائِفُ مِنَ الفُقَهَاءِ وَغَيرِهِم وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الخَطِيبُ البَغدَادِيُّ فِي كِفايته (5) «3» ".
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] الجندي: بالجيم والنون المفتوحتين [شاكر]
«2» [شاكر] الشخير: بكسر الشين المعجمة، وتشديد الخاء المعجمة المكسورة. وأبو العلاء هذا اسمه " يزيد"[شاكر]
«3» [شاكر] في أصل مختصر بن كثير هنا في " كتابيه " والذي في علوم الحديث لابن الصلاح ص 64 " في كفايته ". وهو الصواب، ولذلك أثبتناه. =
(1) ساقط من "ط"، "ع".
(2)
رواية أبي العلاء عن رجلين عن شداد بن أوس رواها الطبراني في الكبير (7179)، وفي الدعاء له (626)، وأحمد في المسند (17133)، والترمذي في السنن (3407) الحديث من رواية أبي العلاء عن رجل! عن شداد، وروى النسائي (1304)، وابن حبان في الصحيح (1974) الحديث من رواية أبي العلاء عن شداد! وهو معلول لجهالة الرواة عن شداد وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني 7/ 695.والله أعلم
(3)
في "غراس": "عن الرسول"
(4)
"المقدمة" ص 214.
(5)
في "ح"، "ط"، "ع": كتابيه، وما أثبتناه هو الصواب كما في علوم =
قَالَ وَحَكَى الخَطِيبُ عَن بَعضِهِم (1) أَنَّ المُنقَطِعَ مَا رُوِيَ عَن التَّابِعِيِّ فَمَن دُونَهُ مَوقُوفًا عَلَيهِ مِن قَولِهِ أَو فِعلِهِ وَهَذَا بَعِيدٌ غَرِيبٌ وَاللَّهُ أَعلَمُ (2).
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
= وللخطيب البغدادي كتابان معروفان في أصول الحديث:
أحدهما (الكفاية في علوم الرواية) وهو مطبوع بحيدر آباد الدكن بالهند سنة 1357 والآخر: (الجامع لآداب الشيخ والسامع) ولم يطبع.
وهذه العبارة التي أشار اليها ابن الصلاح ثم ابن كثير ثابته في كتاب الكفاية ص 21 قال: والمنقطع مثل المرسل إلا أن هذه العبارة تستعمل غالبا في رواية من دون التابعى عن الصحابة مثل أن يروى مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر أو سفيان الثوري عن جابر بن عبد الله أو شعبة بن الحجاج عن أنس بن مالك وما أشبه ذلك وقال بعض أهل العلم بالحديث الحديث المنقطع ما روى عن التابعى ومن دونه موقوفا عليه من قوله أو فعله. [شاكر]
= الحديث (215)، وهو في "الكفاية" 1/ 97.
(1)
هو الحافظ أبو بكر البرديجي، المتوفي سنة (301 هـ)، وكلامه المشار إليه في "جزء الكلام على المرسل والمنقطع "، كما أفاده الحافظ ابن حجر في النكت (2/ 573).
(2)
كيف يعرف الإنقطاع؟ .
يُعرف الإنقطاع بطرق منها:
1 -
دلالة التاريخ وهي تعيين وفاة الشيخ ومولد التلميذ فإن لم يدرك التلميذ الشيخ فمنقطع.
2 -
تنصيص أهل الفن على عدم الإدراك أو اللقاء أو السماع.
3 -
سبر طرق الحديث فتثبت بعضها الواسطة بين راويين وتسقطها بعضها، فالإسناد الناقص منقطع بدلالة المزيد مالم يكن من المزيد في متصل الأسانيد ".أ. هـ "كفاية الحفظة شرح الموقظة" للهلالي ص 131 - 132، و "تحرير علوم الحديث" 2/ 913 - 919