الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّوعُ الحَادِي وَالسِّتُّونَ
في مَعرِفَةُ الثِّقَات وَالضُّعَفَاءِ مِن الرُّوَاةِ وَغَيرِهِم
(1)
وَهَذَا الفَنُّ مِن أَهَمِّ العُلُومِ وَأَعلَاهَا وَأَنفَعِهَا، إِذ بِهِ تُعرَفُ صِحَّةُ سَنَدِ الحَدِيثِ مِن ضَعفِهِ.
وَقَد صَنَّفَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا كُتُبًا كَثِيرَةً مِن أَنفَعِهَا كِتَابُ اِبنِ أبي حَاتِمٍ.
وَلِابنِ حِبَّانَ كِتَابَانِ نَافِعَانِ أَحَدُهُمَا فِي الثِّقَات، (وَالآخَرُ فِي الضُّعَفَاءِ)(2) وَكِتَابُ الكَامِلِ لِابنِ عَدِيٍّ.
وَالتَّوَارِيخُ المَشهُورَةُ، وَمِن أَجَلِّهَا تَارِيخُ بَغدَادَ لِلحَافِظِ أَبِي بَكرٍ أَحمَدَ بنِ عَلِيٍّ الخَطِيبِ وَتَارِيخُ دِمَشقَ لِلحَافِظِ (أَبِي)(3) القَاسِمِ بنِ عَسَاكِرَ وتهذيب شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي. وميزان شيخنا الحافظ أبي عبد الله الذهبي.
وقد جمعت بينهما. وزدت في تحرير الجرح والتعديل عليهما، في كتاب، وسميته "بالتكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل". وهو من أنفع شيء للفقيه البارع، وكذلك للمحدث.
(1) انظر: "مقدمة ابن الصلاح" ص 654، و"التقييد والإيضاح ص 440" و"الشذا الفياح" 2/ 739، "فتح المغيث" 4/ 431، "تدريب الراوي" 2/ 890.
(2)
مطموس في "ط".
(3)
ساقط من "ب".
وليس الكلام في جرح الرجال على وجه النصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين: بغيبة، بل يُثاب متعاطي ذلك إذا قصد به ذلك (1).
وقد قيل ليحيى بن سعيد القطَّان: (أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خُصماءك يوم القيامة؟ قال: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمي يومئذ)(2)«1» .
وقد سمع أبو تراب النخشبي أحمد بن حنبل وهو يتكلم في بعض الرواة، فقال له: أتغتاب العلماء؟ ! فقال له: ويحك! هذا نصيحة، ليس هذا غيبة (3).
ويقال: إن أول من تصدى للكلام في الرواة شعبة بن الحجاج، وتبعه يحيى بن سعيد القطان، ثم تلامذته: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وعمرو بن على الفلَاّس، وغيرهم.
وقد تكلم في ذلك مالك، وهشام بن عروة، وجماعة من السلف الصالح.
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] زيادة عن ابن الصلاح (ص: 290). [شاكر]
(1) وأسند الخطيب في كفايته [1/ 176 - 177] قال: "كان شعبة يأتي عمران بن حُدير يقول: «يا عمران، تعال حتى نغتاب ساعة في الله عز وجل» يذكرون مساوئ أصحاب الحديث".
ولحكم الجرح والتعديل وجوازه وكونه ليس بغيبة ينظر: "الكفاية" 1/ 149 - 179، و "شرح علل الترمذي" 1/ 348، و "دراسات في الجرح والتعديل" ص: 57 - 63، و "تحرير علوم الحديث" 1/ 191 - 202
(2)
مطموس في "ح"
(3)
"الكفاية" 1/ 178
وقد قال عليه الصلاة والسلام: " الدين النصيحة "«1» .
وقد تكلم بعضهم في غيره فلم يعتبر، لما بينهما من العداوة المعلومة.
وقد ذكروا من أمثلة ذلك: كلام (محمد بن إسحاق في)(1) الإمام مالك، (وكذلك كلام مالك فيه، وقد وسَّع السُّهيْلي القول في ذلك)(2)، وكذلك كلام النسائي في أحمد بن صالح المصري (3) حين منعه من حضور مجلسه (4).
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] تمامه [قلنا: لمن؟ قال: ][1]"لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". رواه مسلم (55) بسنده عن "تميم الدَّاري". [شاكر]
(1) مطموس في "ط".
(2)
ساقط من "ط"، "ع".
(3)
مطموس في "ط"، وفي "ع": البصري.
(4)
وقع في الأصل تقديم وتأخير مخل بسياق الكلام ففيه: "حين منعه من حضور مجلسه وكذلك كلام النسائي في أحمد بن صالح المصري"، والصواب ما أثبتاه من باقي المخطوطات.
_________
[1]
تتمة الحديث.