الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّوْعُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ
مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ
(1)
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
= يقول: سمعت أبا مَرثْدَ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها"[1].
فزيادة "سفيان" و "أبى إدريس" وَهْمٌ.
فالوهم في زيادة "سفيان" من الراوي عن ابن المبارك، فقد رواه ثقات عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بغير واسطة، مع تصريح بعضهم بالسماع.
والوهم في زيادة "أبى إدريس" من ابن المبارك، فقد رواه الثقات عن عبد الرحمن بن يزيد عن بُسْرٍ بغير واسطة، مع تصريح بعضهم بالسماع.
ويُعرف الإرسال الخفي أيضاً بعدم لقاء الراوي لشيخه، وإن عاصره، أو بعدم سماعه منه أصلاً، أو بعدم سماع الخبر الذي رواه، وإن كان سمع من غيره.
وإنما يحكم بهذا، إما بالقرائن القوية، وإما بإخبار الشخص عن نفسه، وإما بمعرفة الأئمة الكبار والنص منهم على ذلك.
وقد يجئ الحديث من طريقين، في أحدهما زيادة راو في الإسناد، ولا توجد قرينة ولا نص على ترجيح أحدهما على الآخر، فيُحمل هذا على أن الراوي سمعه من شيخه، وسمعه من شيخ شيخه، فرواه مرة هكذا، ومرة هكذا. [شاكر]
(1) انظر: "معرفة علوم الحديث" للحاكم ص 22، و"الكفاية"1/ 189، =
_________
[1]
مسند أحمد برقم (17216)
وَالصَّحَابِيُّ: مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَالِ إِسْلَامِ الرَّائِي، وَإِنْ لَمْ تَطُلْ صُحْبَتُهُ لَهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، سَلَفًا وَخَلَفًا (1).
وَقَدْ نَصَّ عَلَى أَنَّ مُجَرَّدَ الرُّؤْيَةِ كَافٍ فِي إِطْلَاقِ الصُّحْبَةِ: - الْبُخَارِيُّ (2)
وَأَبُو زُرْعَة، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ صَنَّفَ فِي أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ، كَابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، وَابْنُ مَنْدَة وَأَبِي مُوسَى الْمَدِينِيِّ، وَابْنُ الْأَثِيرِ فِي كِتَابِهِ "الْغَابَةُ «1» فِي مَعْرِفَةِ
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» في "ح": الغاية. [شاكر]"أسد الغابة في معرفة الصحابة" كما هو مذكور على طُرَّة الكتاب المطبوع بمصر، فـ (الغابة) بالباء الموحدة لا بالياء المثناة آخر الحروف. [شاكر]
= و"مقدمة ابن الصلاح" ص 485، و"التقييد والإيضاح"ص 291 و"الشذى الفياح"2/ 483، و"فتح المغيث" 4/ 5، و"تدريب الراوي" 2/ 664.
(1)
في "ح": خلفا وسلفا.
ولمعرفةِ أقوالِ أهلِ العلمِ في حد الصُحبة وتعريفها:
انظر: "الكفاية" 1/ 190، 191، و"أسد الغابة"1/ 12، وما بعدها، و"الإحكام" للآمدي 2/ 94، و"المسودة" ص 292، و"شرح النووي على مسلم" 1/ 35، وما بعدها، و"مقدمة ابن الصلاح"ص 486، و"الإصابة في تمييز الصحابة" 1/ 7، ، و"فتح الباري" 7/ 3، 4، 5، و"تدريب الراوي" 2/ 664، وما بعدها
(2)
كما في "صحيح البخاري"(5/ 2)، قال:"كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه".
ونص على الاكتفاء بالرؤية أيضًا: أحمد بن حنبل؛ ذكره في "الكفاية"1/ 192 بسنده، وأبو يعلى في "طبقات الحنابلة"1/ 241، وابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد"(210). وكذا ابن المديني؛ قاله الحافظ في "الفتح"7/ 5.
الصَّحَابَةِ"، وَهُوَ أَجْمَعُهَا وَأَكْثَرُهَا فَوَائِدَ وَأَوْسَعُهَا -أَثَابَهُمْ اللَّهُ أَجْمَعِينَ-.
قَالَ اِبْنُ الصَّلَاحِ (1): وَقَدْ شَانَ اِبْنُ عَبْدِ الْبَرِّ كِتَابَهُ "الِاسْتِيعَابُ" بِذِكْرِ مَا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ مِمَّا تَلَقَّاهُ مِنْ كُتُبِ الْأَخْبَارِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ «1» .
وَقَالَ آخَرُونَ: لَابُدَّ في إِطْلَاقِ الصُّحْبَةِ مَعَ الرُّؤْيَةِ أَنْ يَرْوِيَ عنه حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ.
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] أول من جمع أسماء الصحابة وتراجمهم - فيما ذهب إليه السيوطي - البخاري صاحب (الصحيح).
وفي هذا نظر، لأن "كتاب الطبقات الكبير" لمحمد بن سعد كاتب الواقدي جمع تراجم الصحابة ومن بعد هم إلى عصره، وهو أقدم من البخاري، وكتابه مطبوع في ليدن، ثم ألف بعدهما كثيرون في بيان الصحابة.
والمطبوع منها "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لابن عبد البر. و "أسد الغابة في معرفة الصحابة" لابن الأثير الجزري، وهو من أحسنها. ومختصره، واسمه "تجريد أسماء الصحابة" للذهبي.
و"الإصابة في تمييز الصحابة" للحافظ ابن حجر، وهو أكثرها (جميعاً)[1]، وإن كانت التراجم فيه مختصرة، وهو في ثمانية مجلدات، وقد ذكر في آخر الجزء السادس منه: أنه مكث في تأليفه نحو الأربعين سنة، وكانت الكتابة فيه بالتراخي، وأنه كتبه في المسودات ثلاث مرات، رحمه الله ورضي عنه.
ومجموع التراجم التي في الإصابة (12279) بما في ذلك المكرر، للاختلاف في اسم الصحابي أو شهرته بكنية أو لقب أو نحو ذلك، وبما فيه أيضاً مِنْ ذكره بعض المؤلفين في الصحابة وليس منهم، وغير ذلك.
ويحتاج إلى تحرير عدد الصحابة فيه على الحقيقة. وهو سهل إن شاء الله. [شاكر]
(1) انظر: "مقدمة ابن الصلاح" ص 485
_________
[1]
في الحلبيً (جمعاً وتحريرا)
وعن سعيد بن المسيب (1): لا بد من أن يصحبه سنة أو سنتين، أو يغزو معه غزوة أو غزوتين. وروى شعبة عن موسى السَّبَلاني «1» . وأثنى عليه خيراً، قال: قلت لأنس بن مالك: هل بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد غيرك؟ قال: بقي ناس من الأعراب رأوه، فأما من صحبه فلا. رواه مسلم بحضرة أبي زرعة «2» .
وهذا إنما نفى فيه الصحبة الخاصة، ولا ينفي ما اصطلح عليه الجمهور من أن مجرد الرؤية كاف في إطلاق الصحبة، لشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلالة قدره وقدر من رآه من المسلمين.
ولهذا (جاء في بعض)(2) ألفاظ الحديث الصحيح (3): تغزون
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» في "ط": السيلان، [شاكر] قوله:"السَّبَلاني" قال العراقي في "شرح المقدمة": وقع في النسخ الصحيحة التي قُرئت على المصنف: "السَّبَلاني" بفتح المهملة وفتح الباء الموحدة، والمعروف إنما هو بسكون الباء المثناة من تحت، هكذا ضبطه السمعاني في الأنساب اهـ. فما هنا تبعٌ لابن الصلاح، وما صححه العراقي تبعاً للسمعاني بخلافه. [شاكر]
«2» [شاكر] قال ابن الصلاح [1]: "وإسناده جيد، حدَّث به مسلم بحضرة أبي زُرعة". [شاكر]
(1) أخرجه في "الكفاية"1/ 190، 191. وفيه الواقدي وهو "متروك". وذكر الأثرَ ابنُ الجوزي في "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص 71. قال العراقي:"ولا يصح هذا عن ابن المسيب؛ ففي الإسناد إليه محمد بن عمر الواقدي ضعيف في الحديث". "التبصرة" 2/ 125
(2)
ما بين القوسين مطموس في "ط"
(3)
سقط من "غراس"
_________
[1]
مقدمة ص 489.
فيقال: هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ (فيقولون: "نعم، فيفتح لكم
…
" حتى ذكر "من رأى [من رأى](1) رسول الله صلى الله عليه وسلم" الحديث) (2) بتمامه «1» .
وقال بعضهم، في معاوية وعمر بن عبد العزيز: ليوم شهده معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز وأهل بيته «2» .
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] الحديث مخرج في الصحيحين من رواية جابر بن عبد الله الأنصاري عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً [1]: "يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقولون هل فيكم مِنْ صاحَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحَبَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحَبَ من صاحَبَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم" اهـ.
وانفرد أبو الزبير المكي عن جابر عند مسلم بزيادة طبقة رابعة، وحكم الحافظ العسقلاني بشذوذها، كما في "باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عيه وسلم ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين" إلخ، من فتح الباري أول الجزء السابع. [شاكر]
«2» [شاكر] قال ابن حجر في "الإصابة"(ج 1 ص 4 - 5) في تعريف الصحابي: "أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي: من لَقِي النبي صلى الله عيه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام. فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يروِ، ومن غزا معه أو لم يغزُ، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى".
ثم بين أنه يدخل في قوله "مؤمناً به" كل مكلف من الجن والإنس، وأنه
(1) سقط من "غراس"
(2)
ساقط من "ط"، "ب".
_________
[1]
رواه البخاري برقم (2897)، ومسلم (2532)
" فرع ": والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
= يخرج من التعريف من لقيه كافراً وإن أسلم بعد ذلك، وكذلك من لقيه مؤمناً بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة، وكذلك من لقيه مؤمناً ثم ارتد ومات على الردة، والعياذ بالله.
ويدخل في التعريف من لقيه مؤمناً، ثم ارتد، ثم عاد إلى الإسلام، ومات مسلماً، كالأشعث بن قيس، فإنه ارتد ثم عاد إلى الإسلام في خلافة أبي بكر، وقد اتفق أهل الحديث على عده في الصحابة.
ثم قال: "وهذا التعريف مبنى على الأصح المختار عند المحققين، كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل وغيرهما".
ثم قال: "وأطلق جماعة أن من رأى النبي صلى الله عيه وسلم فهو صحابي، وهو محمول على من بلغ سن التمييز، إذ من لم يميز لا تصح نسبة الرؤية إليه، نعم، يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه، فيكون صحابياً من هذه الحيثية، ومن حيث الرواية يكون تابعياً".
وبذلك اختار ابن حجر عدم اشتراط البلوغ. وأما الملائكة فإنهم لا يدخلون في هذا التعريف، لأنهم غير مكلفين. [1][شاكر]
[1] فائدة فيمن رآهم النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي عنهم وهم غير مميزين:
قال ابن رجب (شرح علل الترمذي 1/ 58): ((وكذلك كثير من صبيان الصحابة رأوا النبي ولم يصح لهم سماع فرواياتهم عنه مرسلة كطارق بن شهاب وغيره))
قال السيوطي (تدريب الراوي 1/ 220): ((ومن رأى النبي صلى الله عليه وسلم غير مميز، كمحمد بن أبي بكر الصديق، فإنه صحابي، وحكم روايته حكم المرسل لا الموصول، ولا يجيء فيه ما قيل في مراسيل الصحابة ; لأن أكثر رواية هذا أو شبهه عن التابعين بخلاف الصحابي الذي أدرك وسمع، فإن احتمال روايته عن التابعين بعيد جدا.))
وانظر ((الموقظة ص 58))، ((التوضيح الأبهر ص 39))، ((فتح المغيث 1/ 193، 4/ 79)) وهو مهم، ((اليواقيت والدرر 1/ 506))، ((توجيه النظر 2/ 561))
والأرواح (1) بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل.
وأما ما شَجَرَ بينهم بعده عليه الصلاة والسلام، فمنه ما وقع عن غير قصد، كيوم الجمل، ومنه ما كان عن اجتهاد، كيوم صفين.
والاجتهاد يخطئ ويصيب، ولكن صاحبه معذور وإن أخطأ، ومأجور أيضاً، وأما المصيب فله أجران اثنان، وكان علي وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين (2).
وقول المعتزلة: الصحابة عدول إلا من قاتل علياً -: قول باطل مرذول ومردود (3).
وقد ثبت في صحيح البخاري (4) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال - عن ابن ابنته الحسن بن علي، وكان معه على المنبر:" إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ".
(1) في "ط": الأزواج.
(2)
لقوله صلى الله عليه وسلم: «تمرق مارقة عند فُرقةٍ من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق» .
انظر: مجموع الفتاوى "4/ 437، 467، 7/ 481، 618، 28/ 513" و "الفتاوى الكبرى" 3/ 537، وذكر نحو هذا ابن العربي في "العواصم" ص 168 وهو أصل في هذه المسألة.
(3)
لمعرفة قول المعتزلة انظر: "مقالات الإسلاميين" 2/ 340، و "مجموع الفتاوى" 3/ 406 - 407، و "الملل والنحل" للشهرستاني 1/ 49. و "التبصير في الدين" ص 69. و "عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم" 2/ 817.
(4)
(7109).
وظهر مصداق ذلك في نزول الحسن لمعاوية عن الأمر، بعد موت أبيه علي، فاجتمعت (1) الكلمة على معاوية، وسمي " عام الجماعة " (2). وذلك سنة أربعين من الهجرة: فسمي الجميع " مسلمين " وقال تعالى {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9] فسماهم "مؤمنين" مع الاقتتال (3).
وَمَنْ كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ (مَعَ مُعَاوِيَةَ؟ يُقَالُ)(4): لَمْ يَكُنْ فِي الْفَرِيقِين مائَةٌ مِنْ (5) الصَّحَابَةِ (وعن أحمد ولا ثلاثون)(6)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (7)
وَجَمِيعُهُمْ صَحَابَةٌ، فَهُمْ (عُدُولٌ كُلُّهُمْ)(8).
وَأَمَّا طَوَائِفُ الرَّوَافِضِ وَجَهْلُهُمْ وَقِلَّةُ عَقْلِهِمْ، وَدَعَواِهِمْ أَنَّ الصَّحَابَةَ كَفَرُوا إِلَّا سَبْعَةَ (9) عَشَرَ صَحَابِيًّا، وَسَمَّوْهُمْ فَهُوَ مِنَ الْهَذَيَانِ بِلَا دَلِيلٍ إلا مجرد الرأي الفاسد، عن ذهن بارد، وهوى متبع، وهو أقل
(1) في "غراس": واجتمعت
(2)
انظر: "تاريخ أبي زرعة" 1/ 190، و "سير أعلام النبلاء"(3/ 137)، و "تاريخ خليفة" ص 203
(3)
انظر: "تفسير القرآن العظيم" 7/ 374، و "الكشف والبيان" 9/ 79، و "اللباب في علوم الكتاب" 17/ 541، و "تفسير البغوي" 4/ 259.
(4)
مطموس في "ط".
(5)
في "ط"، "ب"، "ع": من غير.
(6)
مثبت من الأصل، وساقط من "غراس" وباقي المخطوطات
(7)
انظر "تفسير القرآن العظيم" 4/ 323، 324
(8)
مطموس في "ط".
(9)
في "ط"، "ع": الأربعة.
من أن يرد (عليه)(1).
والبرهان على خلافه أظهر وأشهر، مما علم من امتثالهم أوامره بعده عليه الصلاة والسلام، وفتحهم الأقاليم والآفاق، وتبليغهم عنه الكتاب والسنة، وهدايتهم الناس إلى طريق الجنة، ومواظبتهم على الصلوات والزكوات وأنوع القربات، في سائر الأحيان والأوقات، مع الشجاعة والبراعة، والكرم والإيثار، والأخلاق الجميلة التي لم تكن لأمة (2) من الأمم المتقدمة، ولا يكون أحد بعدهم مثلهم في ذلك، فرضي الله عنهم أجمعين، "ولعن الله من يتهم الصادق ويصدق الكاذبين. آمين يا رب العالمين"(3).
وأفضل الصحابة، بل أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم السلام: أبو بكر عبد الله بن عثمان التيمي، [ابن][*] أبي قحافة، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمي بالصديق لمبادرته إلى تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام قبل الناس كلهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما دعوت أحداً إلي الإيمان إلا كانت له كبوة، إلا أبا بكر، فإنه لم يتلعثم"(4).
وقد ذَكَرتُ سيرته وفضائله و (5) مسنده والفتاوى عنه، في مجلد على حدة، ولله الحمد.
ثم من بعده: عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب.
(1) سقط من "غراس"
(2)
من "ط"، "ع" وفي باقي المخطوطات: أمة
(3)
ساقط من "ب".
(4)
السيرة لابن اسحاق 1/ 139.
(5)
في الأصل: في.
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: سقط لفظ «ابن» من المطبوع.
هذا رأي المهاجرين والأنصار.
حين جعل عمر الأمر من بعده شورى بين ستة، (فانحصر في عثمان وعلي، واجتهد)(1) فيهما عبد الرحمن بن عوف ثلاثة أيام بلياليها، حتى سأل النساء في خدورهن، والصبيان في المكاتب، فلم يرهم يعدلون بعثمان أحداً، فقدمه على علي، وولاه الأمر قبله، ولهذا قال الدارقطني: من قدم علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار.
وصدق رضي الله عنه "وأكرم مثواه، وجعل جنة الفردوس مأواه."(2)
والعجب أنه قد ذهب بعض أهل الكوفة من أهل السنة إلى تقديم "علي" على "عثمان".
ويحكى عن سفيان الثوري، لكن يقال إنه رجع عنه.
ونقل مثله عن وكيع بن الجراح، ونصره ابن خزيمة والخطابي، وهو ضعيف مردود بما تقدم.
ثم بقية العشرة ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
وأما السابقون الأولون، فقيل: هم (3) من صلى القبلتين، وقيل أهل بدر، وقيل: أهل بيعة الرضوان، وقيل غير ذلك «1» والله أعلم.
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] اختلفوا في طبقات الصحابة، فجعلها بعضهم خمس طبقات،
(1) مطموس في "ب".
(2)
ساقط من "ط".
(3)
في "ب": أنهم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
= وعليه عمل ابن سعد في كتابه، ولو كان المطبوع كاملاً لاستخرجناها منه وذكرناها. وجعلها الحاكم اثنتي عشرة طبقة، وزاد بعضهم أكثر من ذلك.
والمشهور ما ذهب إليه الحاكم.
وهذه الطبقات هي:
1 -
قوم تقدم إسلامهم بمكة، كالخلفاء الأربعة.
2 -
الصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة.
3 -
مهاجرة الحبشة.
4 -
أصحاب العقبة الأولى.
5 -
أصحاب العقبة الثانية، وأكثرهم من الأنصار.
6 -
أول المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقباء قبل أن يدخل المدينة.
7 -
أهل بدر.
8 -
الذين هاجرو بين بدر والحديبية.
9 -
أهل بيعة الرضوان في الحديبية.
10 -
من هاجر بين الحديبية وفتح مكة، كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
11 -
مُسلمة الفتح، الذين أسلموا في فتح مكة.
12 -
صبيان وأطفال رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفى حجة الوداع وغيرهما.
وأفضل الصحابة على الإطلاق: أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، بإجماع أهل السنة
قال القرطبي: "ولا مبالاة بأقوال أهل التشيع ولا أهل البدع".
ثم عثمان بن عفان، ثم على بن أبي طالب.
وحكى الخطابي عن أهل السنة من الكوفة تقديم علىّ على عثمان، وبه قال ابن خزيمة.
ثم بعدهم بقية العشرة المبشرين بالجنة، وهم: سعد بن أبي وقاص، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، أبو عبيدة عامر بن الجراح. ثم بعدهم أهل بدر، وهم ثلاثمائة وبضعة =
"فرع": قال الشافعي: رَوَى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه من (المسلمين)(1) نحو من ستين ألفاً.
وقال أبو زرعة الرازي: شهد معه حجة الوداع أربعون ألفاً، وكان معه بتبوك سبعون ألفاً، وقُبض عليه الصلاة والسلام عن مائة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة «1» .
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
= عشر، ثم أهل أحد، ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية.
وممن لهم مَزِيَّة فضل على غيرهم-: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار. واختلف فى المراد بهم على أربعة أقوال فقيل: هم أهل بيعة الرضوان، وهو قول الشعبي. وقيل: هم الذين صلوا إلى القبلتين، وهو قول سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وقتادة وغيرهم. وقيل: هم أهل بدر، وهو قول محمد بن كعب القُرَظِي وعطاء بن يَسَار. وقيل: هم الذين أسلموا قبل فتح مكة، وهو قول الحسن البصري، وتفصيل هذا كله في التدريب (207 - 208)[1]. [شاكر]
«1» [شاكر] عدد الصحابة كثيرٌ جداً، فقد نقل ابن الصلاح عن أبي زرعة: أنه سئل عن عدة من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ومن يضبط هذا؟ ! شهد مع النبي حجة الوداع أربعون ألفاً، وشهد معه تبوك سبعون ألفاً".
ونقل عنه أيضا أنه قيل له: "أليس يقال: حديث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث؟ قال: ومن قال ذا؟ قلقل الله أنيابه، هذا قول الزنادقة! ومن يحصي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ! قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة ألفٍ وأربعة عشر ألفاً من الصحابة، ممن روى عنه وسمع منه. فقيل له: يا أبا زرعة، هؤلاء أين كانوا؟ وأين سمعوا منه؟ قال: أهل المدينة، وأهل مكة، ومن بينهما، والأعراب، ومن شهد معه حجة الوداع، كل رآه وسمع منه بعرفه". [شاكر]
(1) ساقط من "ب".
_________
[1]
تدريب (2/ 667)
قال أحمد بن حنبل: وأكثرهم رواية ستة: أنس، وجابر، وابن عباس، وابن عمر، وأبو هريرة، وعائشة «1»
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] أكثر الصحابة رواية للحديث: أبو هريرة، ثم عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أنس بن مالك، ثم عبد الله بن عباس حبر الأمة، ثم عبد الله بن عمر، ثم جابر بن عبد الله الأنصاري، ثم أبو سعيد الخدري، ثم عبد الله بن مسعود، ثم عبد الله بن عمرو بن العاص.
وقد ذكر العلماء عدد أحاديث كل واحد منهم، واتَّبعوا في العد ما ذكره بن الجوزي في تلقيح فهوم أهل الأثر- المطبوع في الهند- (ص 184).
وقد اعتمد في عده على ما وقع لكل صحابي في مسند أبي عبد الرحمن بقى بن مَخلد، لأنه أجمع الكتب. فذكر أصحاب الألوف، يعني من رُوي عنه أكثر من ألفى حديث، ثم أصحاب الألف، يعني من روي عنه أقل من ألفين، ثم أصحاب المِئِين، يعني من روي عنه أكثر من مائة وأقل من ألف، وهكذا، إلى أن ذكر من روي عنه حديثان، ثم من روي عنه حديث واحد.
ومسند بقى بن مخلد من أهم مصادر السنة، وقد قال فيه بن حزم:"مسند بقى روى فيه عن ألف وثلاثمائة صحاب ونيف، ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنف، وما أعلم هذه الرتبة لأحدٍ قبله، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث".
انظر نفح الطيب (ج 1 ص 581 وج 2 ص 131). ولكن هذا الكتاب الجليل لم نسمع بوجوده في مكتبة من مكاتب الإسلام، وما ندرى: أفقد كله؟ ولعله يوجد في بعض البقايا التى نجت من التدمير في الأندلس، وأكثر الكتب التي بين أيدينا جمعاً للأحاديث: مسند الإمام أحمد بن حنبل، وقد يكون الفرق كبيراً جداً بين ما ذكره ابن الجوزي عن مسند بقى، وبين ما فى مسند أحمد - كما سترى في أحاديث أبي هريرة - ولا يمكن أن يكون كل هذا الفرق أحاديث فاتت الإمام أحمد، بل هو في اعتقادي ناشئ عن كثرة الطرق والرويات للحديث الواحد.
فقد قال الإمام أحمد في شأن مسنده: "هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفاً، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه، فإن كان فيه وإلا فليس بحجة" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
= وقال أيضاً: "علمتُ هذا الكتاب إماماً، إذا اختلف الناس في سنة رسول الله رُجِعَ إليه".
وقال الحافظ الذهبي: "هذا القول منه على غالب الأمر، وإلا فلنا أحاديث قوية في الصحيحين والسنن والأجزاء ما هي في المسند".
وقال بن الجزري: "يريد أصول الأحاديث، وهو صحيح، فإنه ما من حديث - غالباً - إلا وله أصل في هذا المسند".
انظر خصائص المسند للحافظ أبي موسى المديني، والمصعد الأحمد لابن الجزري، المطبوعين في مقدمة المسند بتحقيقنا (ج 1 ص 21 - 22 ص 31).
نعم إن مسند أحمد فاتته أحاديث كثيرة، ولكنها ليست بالكثرة التي تصل إلى الفرق بينه وبين مسند بقيّ في مثل أحاديث أبي هريرة. والمتتبع لكتب السنة يجد ذلك واضحاً مستبيناً، ومع هذا فإن في مسند أحمد أحاديث مكررة مراراً، ولم يسبق للمتقدمين أن ذكروا عدد ما فيه بالضبط، إلا أنهم قدروه بنحو ثلاثين ألف حديث إلى أربعين ألفاً.
وأنا أظن أنه لا يقل عن خمسة وثلاثين ألفاً، ولا يزيد على الأربعين. وسيَتَبيّن عدده بالضبط عندما أُكملُ الفهارس التي أعملها له، إن شاء الله تعالى.
وسأذكر هنا عدد الأحاديث التي ذكرها ابن الجوزي لهؤلاء التسعة المكثرين من الصحابة، وأذكر عدد أحاديثهم في مسند أحمد ما عدا عائشة، فإني لم أبدأ في مسندها بعد:
-أبو هريرة ذكر ابن الجوزي أن عدد أحاديثه 5374 وفي مسند أحمد 3848 حديثاً (ج 2 ص 228 - 541)
-عائشه ذكر ابن الجوزي أن عدد أحاديثها 2210 وحديثها في المسند (ج 6 ص 29 - 282)
-أنس بن مالك عند ابن الجوزي 2286 حديث وفي مسند أحمد 2178 حديث (ج 3 ص 98 - 292)
-عبد الله بن عباس عند ابن الجوزي 1660 حديثاً وفي مسند أحمد 1696 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
= حديثاً (ج 1 ص 214 - 374) من طبعة الحلبي و (ج 3 ص 252 - ج 5 ص 183) من طبعتنا بشرحنا.
-عبد الله بن عُمر عند بن الجوزي 2630 حديثاً وفى مسند أحمد 2019 حديثاً (ج 2 ص 2 - 158 من طبعة الحلبي) و (ج 6 ص 209 ج 9 ص 229 من طبعتنا).
-جابر بن عبد الله عند بن الجوزي 1540 حديثاً وفى مسند أحمد 1206 (ج 3 ص 292 - 400).
-أبو سعيد الخدري عند بن الجوزي 1170 حديثاً وفي مسند أحمد 958 حديثاً (ج 3 ص 2 - 98)
- عبد الله بن مسعود عند بن الجوزي 848 حديثاً وفى مسند أحمد 892 حديثاً (ج 1 ص 374 - 466) من طبعة الحلبي و (ج 5 ص 184 - ج 6 ص 205 من طبعتنا)
- عبد الله بن عمرو بن العاص عند بن الجوزي 700 حديثاً وفى مسند أحمد 722 حديثاً (ج 2 ص 158 - 226)
واعلم أن هذه الأعداد في مسند أحمد يدخل فيها المكرر أي أن الحديث الواحد يُعد أحاديثَ بعدد طرقه التي رواه بها.
ومن المهم معرفة العدد الحقيقي بحذف المكرر واعتبار كل الطرق للحديث حديثاً واحد ولم أتمكن من ذلك إلا في مسند أبي هريرة فظهر لي أن عدد أحاديثه في مسند أحمد بعد حذف المكرر منها هو 1579 حديثاً فقط.
فأين هذا من العدد الضخم [الذي رواه أبي هريرة][1] الذي ذكره بن الجوزي وهو 5374؟ ! . وهل فات أحمد هذا كله؟ ! ما أظن ذلك.
وإنما الذي أرجحه أن ابن الجوزي عد ما رواه بقي لأبى هريرة مطلقاً وأدخل فيه المكرر، فتعدد الحديث الواحد مراراً بتعدد طرقه وقد يكون بقي أيضا يروي الحديث الواحد مقطعاً أجزاء باعتبار الأبواب والمعاني كما يفعل البخاري ويؤيده أن ابن حزم يصفه بأنه رتب أحاديث كل صحابي على أبواب الفقه
وأيضا فإن في مسند أحمد أحاديث كثيرة يذكرها استطراداً في غير مسند =
[1] زيادة توضيحية منا.
"قلت": وعبد الله بن عمرو، وأبو سعيد، وابن مسعود، ولكنه توفي قديماً، ولهذا لم يعده أحمد بن حنبل في العبادلة (1)،
بل قال: العبادلة أربعة: عبد الله بن الزبير، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص «1» .
" فرع ": وأول من أسلم من الرجال الأحرار: أبو بكر الصديق،
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
= الصحابي الذي رواها وبعضها يكون مروياً عن اثنين أو أكثر من الصحابة فتارة يذكر الحديث في مسند كل واحد منهما وتارة يذكره في مسند أحدهما دون الآخر.
وقد وجدت فيه أحاديث لبعض الصحابة ذكرها أثناء مسند لغير راويها ولم يذكرها في مسند راويها أصلاً.
ولكن هذا كله لا ينتج منه هذا الفرق الكبير بين العددين في مثل مسند أبي هريرة ولعلنا نُوَفَق لتحقيق عدد الأحاديث التي رواها عن كل صحابي كما صنعنا في رواية أبي هريرة إن شاء الله.
وقد جمعت عدد الأحاديث التي نسبها ابن الجوزي للصحابة في مسند بقي فكانت 31064 حديثاً وهذا يقل عن مسند أحمد أو يقاربه. [شاكر]
«1» [شاكر] قال البيهقي: "هؤلاء عاشوا حتى اُحتيج إلى علمهم فإذا اجتمعوا على شيء قيل هذا قول العبادلة.
وابن مسعود ليس منهم لأنه تقدم موته عنهم، واقتصر الجوهري في الصحاح على ثلاثة منهم فحذف ابن الزبير
وذكر الرافعي والزمخشري أن العبادلة هم ابن مسعود وابن عباس وابن عمر وهذا غلطٌ من حيث الاصطلاح.
وذكر بن الصلاح أن من يسمى (عبد الله) من الصحابة نحو (220) نفساً وقال العراقي (ص 262)"يجتمع من المجموع نحو 300 رجل". [شاكر]
(1) مقدمة ابن الصلاح ص 492.
وقيل: إنه أول من أسلم مطلقاً. و (1) من الولدان: علي، وقيل: إنه أول من أسلم مطلقاً، ولا دليل عليه من وجه يصح «1» .
ومن الموالي: زيد بن حارثة. ومن الأرقاء: بلال.
ومن النساء: خديجة، وقيل: إنها أول من أسلم مطلقاً، وهو ظاهر السياقات في أول البعثة، وهو محكيٌ عن ابن عباس والزهري وقتادة ومحمد بن إسحق بن يسار صاحب المغازي وجماعة.
وادعى الثعلبي المفسر على ذلك الإجماع، قال: وإنما الخلاف فيمن أسلم بعدها.
"فرع": وآخر الصحابة على الإطلاق موتاً أنس بن مالك «2» ثم أبو الطفيل عامر ابن واثلة الليثي، قال علي بن المديني: وكانت وفاته بمكة؛ فعلى هذا هو آخر من مات بها (من الصحابة)(2)«3» .
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] وقال الحاكم "لا أعلم خلافاً بين أصحاب التواريخ أن على بن أبي طالب أولهم إسلاماً" واستنكر ابن الصلاح دعوى الحاكم الإجماع ثم قال (ص 226) والأورع أن يقال أول من أسلم من الرجال أبو بكر ومن الصبيان أو الأحداث على ومن النساء خديجة ومن الموالى زيد بن حارثة ومن العبيد بلال" [شاكر]
«2» [شاكر] الذي جزم به ابن الصلاح وصوبه شارحه العراقي ونقله عن مسلم بن الحجاج ومصعب بن عبد الله وأبى زكريا بن مَنْدَهَ وغيرهم أن آخر الصحابة موتاً على الإطلاق هو أبو الطفيل عامر بن واثلة [شاكر]
«3» [شاكر] مات عامر سنه 100 وقيل سنة 102 وقيل سنة 107 وقيل سنة 110 والأخير صححه الذهبي. [شاكر]
(1) في "ب" زيادة: أما.
(2)
ساقط من "ح"، و "غراس".
ويقال: آخر من مات بمكة ابن عمر. وقيل: جابر. والصحيح أن جابراً مات بالمدينة، وكان آخر من مات بها.
وقيل: سهل ابن سعد.
وقيل: السائب بن يزيد.
وبالبصرة: أنس.
وبالكوفة: عبد الله بن أبي أوفى.
وبالشام: عبد الله بن بسر «1» بحمص.
وبدمشق: واثلة بن الأسقع «2» .
وبمصر: عبد الله بن الحارث بن جَزء (الزُّبَيْدِيِّ)(1)«3» .
وباليمامة: الهِرْماس بن زياد «4» .
وبالجزيرة: العُرس بن عَمِيرة «5» .
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر] واثلة بالثاء المثلثلة و "الأسْقَع" بإسكان السين المهملة وفتح القاف [شاكر]
«2» ساقط من "ح"، "ب"، "غراس".
«3» [شاكر] جَزْء بفتح الجيم وإسكان الزاي [شاكر]
«4» [شاكر] الهِرْماس بكسر الهاء وإسكان الراء وآخره سين مهمله [شاكر]
«5» [شاكر]"الجزيرة" هي ما بين دجله والفرات من العراق و "العُرس" بضم العين المهملة وإسكان الراء وآخره سين مهمله و "عَميره" بفتح العين المهملة وإسكان الميم. [شاكر]
(1) في "ب": بشر. [شاكر] بُسْر بضم الباء الموحدة وإسكان السين المهملة [شاكر]
وبأفريقية: رويفع بن ثابت «1» .
وبالبادية: سلمة ابن الأكوع. رضي الله عنهم.
"فرع": وتُعرف صحبة الصحابي (1) تارة بالتواتر، وتارة بأخبار مستفيضة، وتارة بشهادة غيره من الصحابة له، وتارة بروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم سماعاً أو مشاهدة مع المعاصرة «2» .
فأما إذا قال المعاصر العدل: "أنا صحابي": فقد قال ابن الحاجب في مختصره: احتمل الخلاف (2)، "يعني لأنه يخبر عن حكم شرعي، كما لو قال في الناسخ: "هذا ناسخٌ لهذا" لاحتمال خطأه في ذلك"(3).
أما لو قال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا" أو: "رأيته فعل كذا"، أو "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ونحو هذا -: فهذا مقبول لا محالة، إذا صح السند إليه، وهو ممن عاصره عليه السلام «3» .
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«1» [شاكر]"رويفع" تصغير "رافع". [شاكر]
«2» [شاكر] قوله "المعاصر" أي للنبي صلى الله عليه وسلم، بأن كان موجوداً قبل السنة العاشرة من الهجرة. [شاكر]
«3» [شاكر] تُعرف الصحبة بالتواتر، كالعشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من الصحابة المعروفين، أو بالاستفاضة، كضمام بن ثعلبة وعُكَّاشَة بن مِحْصَن، أو بقول صحابي: ما يدل على أن فلاناً مثلاً - له صحبة، كما شهد أبو موسى لِحُممة بن أبي حمُمة الدوسي، بذلك وبقول تابعي، بناء على قبول التزكية من واحد، وهو
(1) في "ح"، "غراس": الصحابة.
(2)
انظر: فتح المغيث 4/ 92.
(3)
ساقط من "ع"