الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّوْعُ الْخَامِسُ وَالسِّتُّونَ:
مَعْرِفَةُ أَوْطَانِ الرُّوَاةِ وَبُلْدَانِهِمْ
(1)
وَهُوَ مِمَّا يَعْتَنِي بِهِ كَثِيرٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ فَوَائِدُ مُهِمَّةٌ.
مِنْهَا: مَعْرِفَةُ شَيْخِ (2) الرَّاوِي، فَرُبَّمَا اِشْتَبَهَ بِغَيْرِهِ، فَإِذَا عَرَفْنَا بَلَدَهُ تَعَيَّنَ بَلَدِيُّهُ غَالِبًا، وَهَذَا مُهِمٌّ جَلِيلٌ.
وَقَدْ كَانَتْ الْعَرَبُ إِنَّمَا يُنْسَبُونَ إِلَى الْقَبَائِلِ وَالْعَمَائِرِ وَالْعَشَائِرِ (3) وَالْبُيُوتِ، وَالْعَجَمُ إِلَى شُعُوبِهَا (وَرَسَاتِيقِهَا (4) وَبُلْدَانِهَا) (5)، وَبَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى أَسْبَاطِهَا، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ وَانْتَشَرَ النَّاسُ فِي الْأَقَالِيمِ، نُسِبُوا إِلَيْهَا، أَوْ إِلَى مُدُنِهَا أَوْ قُرَاهَا.
فَمَنْ كَانَ مِنْ قَرْيَةٍ فَلَهُ الِانْتِسَابُ إِلَيْهَا بِعَيْنِهَا، وَإِلَى مَدِينَتِهَا إِنْ شَاءَ،
(1) انظر: "معرفة علوم الحديث" ص 190، و"مقدمة ابن الصلاح" ص 672، "التقييد والإيضاح" ص 470، "فتح المغيث" 4/ 515، "تدريب الراوي" 2/ 912، والشذا الفياح 2/ 788.
(2)
في "ب": الشيخ.
(3)
إلي هنا تنتهي المخطوطة "ط".
(4)
قالَ ياقوت: الَّذِي شاهَدْناهُ فِي زمانِنَا فِي بلادِ الفُرْسِ: أنَّهم يَعْنونَ بالرُّسْتاقِ. كل موضِع فِيهِ مُزْدَرَعٌ وقُرى، وَلَا يُقَال ذِلكَ للمُدُن، كالبَصْرَةِ وبَغْدادَ، فَهُوَ عندَ الفُرْسِ بمنزِلةِ السَّوادِ عندَ أَهْلِ بَغْداد. [تاج العروس (25/ 335)
(5)
ساقط من "ب"، "ع".
أَوْ إِقْلِيمِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ بَلْدَةٍ ثُمَّ اِنْتَقَلَ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا فَلَهُ الِانْتِسَابُ إِلَى أَيِّهِمَا شَاءَ، وَالْأَحْسَنُ أَنْ يَذْكُرَهُمَا، فَيَقُولَ مَثَلاً الشَّامِيُّ ثُمَّ الْعِرَاقِيُّ، أَوْ الدِّمَشْقِيُّ ثُمَّ الْمِصْرِيُّ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّمَا يَسُوغُ الِانْتِسَابُ إِلَى الْبَلَدِ إِذَا أَقَامَ فِيهِ أَرْبَعَ سِنِينَ فَأَكْثَرَ (1)، وَفِي هَذَا نَظَرٌ.
وَاللَّهُ سبحانه وتعالى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.
وَهَذَا آخِرُ مَا يَسَّرَهُ اللَّهُ -تَعَالَى- مِنْ " عُلُومِ الْحَدِيث".
قال مصنفه أمتع الله بحياته، وهذا آخر ما يسره الله تعالي من "اختصار علوم الحديث". (2)
واتفق ذلك في الليلة التي يسفر صاحبها عن الثامن (3) والعشرين من شوال سنة ثنتين وخمسين وسبعمائة. (4)
كتبه إسماعيل بن كثير الدمشقي الحوراني البصروي ثم الدمشقي -عفا الله عنه-
والْحَمْدُ لله، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليما كثيرا دائما.
(1) ينسب هذا القول للإمام ابن المبارك انظر"تهذيب الأسماء واللغات"1/ 14، والتقريب للنووي (2/ 914 - تدريب)
(2)
هنا تنتهي "ع".
(3)
في "ب": الثاني.
(4)
في "ب": انتهى كلام المصنف رحمه الله تعالى رحمة واسعة وتغمده بحبوحة جنانه. تنتهي هنا هذه المخطوطة.
قرأت جميع هذا المختصر علي مصنفه شيخنا الشيخ الإمام العالم العلامة المتقن المحقق في جميع العلوم أبي الفداء إسماعيل عماد الدين بن كثير. أمتع الله المسلمين كتابه في مواعيد متفرقة آخرها يوم ليلة خامس عشر شعبان سنة ثنتين وسبعين وسبعمائة.
كتبه
عبد الرحيم عبدالكريم النووي. (1)
(1) في "ح": فرغ من تعليقه كاتبه أحوج الخلق إلي مغفرة الله تعالى إبراهيم بن محمد بن موسى الحوراني غفر الله له ولوالديه ولمن دعا له بالرحمة والمغفرة ولجميع المسلمين، وذلك بتاريخ نهار الأربعاء ثالث عشر شهر شوال سنة أربع وستين وسبع مائة، بطرابلس الشام عمرها الله تعالى بالإسلام وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم".