الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
المحقق
الحمد لله الملهم بالمنطق الفصيح اللساني، للإعراب عما استكن في الضمير من المعاني، المميز المخصوص بجميع صفات وحالات الكمالات والمفاخر، هادي الألباب للغوص في بحر علم العربية مفتاح العلوم الزاخر، فأخرجوا منه لؤلؤ المعاني والفوائد، ومرجان النكت والقلائد، العاطف على مَن إليه رجع وأناب، المبدل سيآته حسنات بجزيل فضله وحسن الثواب، لا إله إلا هو المنزه عن الابتداء والزمان، واللغة والنحو والجهة والمكان، مرشد القلوب لخلاصة الكافية، الجامعة الشافية الوافية، ونصلي ونسلم على ناسخ الشرائع ذي المقام المحمود الأحمد، سيدنا ومولانا ونبينا محمد، أفصح من نطق بالضاد، وكسر بفصاحته ظهر كل معاند ومتطاول مضاد، وآله وأصحابه، وكل من اقتفى أثره وسَكِر بحبه وصحابه، ما دام العلم منشورًا في المجالس والدروس، ومنظومًا ومنثورًا في الأوراق والطروس، وبعدُ لمّا كانت العربية من أجل العلوم، ولما كانت المصنفات فيها أكثر من أن تعد وتحصى، تميزت من هذه التصنيفات بعضها، وشاع ذكرها، وتُصدي لشرحها، ومن أجَلّ هذه المصنفات "ألفية ابن مالك"، ولها ما يزيد على مئة وثلاثين شرحًا، ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود، وقد أعرب أبياتها بعض العلماء، ووضع لها آخرون حواشي وتقريرات وتقييدات وتعليقات، وحوّلها بعضهم إلى نثر، وغير ذلك من ألوان العناية والاهتمام بهذا الكتاب المبارك
(1)
.
(1)
انظر: كشف الظنون 1\ 152.
ويمكن القول إن أول شرح للألفية كان شرح ابن الناظم
(1)
، ثم تلاه شروحات مَن بعده، وتصدى للألفية جهابذة العلماء كأبي حيان والمرادي والشاطبي والمكودي وابن عقيل وابن هشام.
لكن هذه الشروح كلها كانت على هئية واحدة وهي الشرح المنثور، إلا أن التراث حفظ لنا شرحًا بديعًا عظيمًا، غريبًا في بابه، لم يُنسج على منواله، وهو شرح الإمام بدر الدين الغزي المسمى "البهجة الوفية بحجة الخلاصة الألفية"، وهو شرح منظوم في عشرة آلاف بيت ونيف وخمسين بيتًا.
وقد وقعت النية على الخوض في غمار العربية، وخصوصًا في شيء يخص ألفية ابن مالك، فعقدت العزم على أن أعكف على هذا المصنف تحقيقًا.
والذي شجعني أكثر إلى جانب اهتمامي وغرامي بالتراث النحوي أن المؤلف غزيّ مثلي أصله من مدينة غزة.
بدأت رحلتي مع هذا المصنَّف المخطوط في شهر رمضان من عام ألف وأربعمئة وسبعة وثلاثين وأنا طالب في المستوى الثالث في الجامعة الإسلامية بغزة في كلية الآداب قسم اللغة العربية.
أسأل الله أن يتمم أمورنا بخير، إنه على كل شيء قدير.
حمزة مصطفى حسن أبو توهة
29 رمضان 1438 هـ
الموافق
23 يونيو 2017
(1)
انظر: نشأة النحو 231 والوسيط في تاريخ النحو العربي 206.
الدراسة