المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نماذج من صور المخطوط - البهجة الوفية بحجة الخلاصة الألفية - جـ ١

[بدر الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌شكر وعرفان وتقدير

- ‌تصدير

- ‌مقدمة

- ‌ترجمةُ المصنِّف

- ‌اسمُهُ ولقبُه:

- ‌مولدُه:

- ‌شيوخُه

- ‌رحلتُه في طلَبِ العِلم:

- ‌تصديرُهُ للتّدريسِ والتعلِيم

- ‌توَلِّيهِ للوظائفِ والمناصبِ الدينية:

- ‌اختيارُه العُزلة

- ‌مذهبُهُ في العَطايا والهَدايا والأُجرةِ على الفتيا:

- ‌كرمُهُ وسخاؤُهُ وجودُه:

- ‌أَمْرُهُ بالمعرُوفِ ونهيُهُ عنِ المُنْكر:

- ‌تصانِيفُه

- ‌وفاتُه

- ‌الكتاب

- ‌تعريف بالبهجة الوفية

- ‌بين الألفية والبهجة

- ‌السمات البارزة في الشرح

- ‌سهولة الأسلوب

- ‌توضيحه لمعاني بعض الكلمات

- ‌إعرابه لبعض أبيات الألفية

- ‌التنبيه على اللغات الواردة في بعض الكلمات

- ‌1 - التنبيه على الواجب

- ‌2 - التنبيه على المطرد

- ‌3 - التنبيه على المشهور

- ‌4 - التنبيه على الأشهر

- ‌5 - التنبيه على الغالب

- ‌6 - التنبيه على الكثير

- ‌7 - التنبيه على الحسن

- ‌8 - التنبيه على الأحسن

- ‌9 - التنبيه على المختار

- ‌10 - التنبيه على الراجح

- ‌11 - التنبيه على الأرجح

- ‌12 - التنبيه على الجائز

- ‌13 - التنبيه على القليل

- ‌15 - التنبيه على الأولى

- ‌16 - التنبيه على الضعيف

- ‌17 - التنبيه على الأضعف

- ‌18 - التنبيه على الشاذ

- ‌19 - التنبيه على الأشذ

- ‌الاستشهاد بالقراءات

- ‌مذهب الشارح النحوي

- ‌البهجة الوفية والكافية الشافية

- ‌عيوب الشرح

- ‌منهجنا في التحقيق

- ‌وصف النسخة المخطوطة

- ‌النسخة الأصل:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌النسخة الثالثة:

- ‌نماذج من صور المخطوط

- ‌الكَلَامُ وَمَا يَتَأَلَّفُ مِنْه

- ‌فَصْل

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ المُعْرَبُ وَالمَبْنِيّ

- ‌فَصْل

- ‌بَابٌ يُذْكَرُ فِيهِ النَّكِرَةُ وَالمَعْرِفَة

- ‌فَصْلٌ فِي الضَّمَائِر

- ‌الثَّانِي مِنَ المَعَارِفِ العَلَم

- ‌البَابُ الثَّالِثُ مِنَ المَعَارِفِ اسْمُ الإِشَارَة

- ‌الرَّابِعُ مِنَ المَعَارِفِ المَوْصُول

- ‌الخَامِسُ مِنَ المَعَارِفِ المَعَرَّفُ بِأَدَاةِ التَّعْرِيفِ أَيْ بِآلَتِه

- ‌بَابٌ يُوَضَّحُ فِيهِ الِابْتِدَاءُ المُشْتَمِلُ عَلَى المُبْتَدَأِ وَالخَبَر

- ‌الأَوَّلُ مِنْ نَوَاسِخِ الِابْتِدَاءِ "كَانَ" وَأَخَوَاتُهَا

- ‌الثَّانِي مِنْ نَوَاسِخِ الِابْتِدَاءِ "مَا" وَ"لَا" وَ"لَاتَ" وَ"إِنِ" المُشَبَّهَاتُ بِـ"لَيْس

- ‌الثَّالِثُ مِنَ النَّوَاسِخِ أَفْعَالُ المُقَارَبَة

- ‌الرَّابِعُ مِنَ النَّوَاسِخِ "إِنَّ" وَأَخَوَاتُهَا

- ‌الخَامِسُ مِنَ النَّوَاسِخِ "لَا" التِي لِنَفْيِ الجِنْس

- ‌تَتِمَّة

- ‌السَّادِسُ مِنَ النَّوَاسِخِ "ظَنَّ" وَأَخَوَاتُهَا

- ‌فَصْلٌ يُبَيَّنُ فِيهِ "أَعْلَمَ" وَ"أَرَى" وَمَا جَرَى مَجْرَاهَا

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ الفَاعِلُ وَذُكِرَ فِيهِ حُكْمُ المَفْعُول

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ النَّائِبُ عَنِ الفَاعِل

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ اشْتِغَالُ العَامِلِ عَنِ المَعْمُول

- ‌بَابٌ يُذْكَرُ فِيهِ تَعَدِّي الفِعْلِ وَلُزُومُهُ وَفِيهِ رُتَبُ المَفَاعِيل

- ‌فَصْلٌ فِي رُتَبِ المَفَاعِيلِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِك

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ التَّنَازُعُ فِي العَمَل

- ‌فَصْل

- ‌الثَّالِثُ مِنَ المَفَاعِيلِ المَفْعُولُ لَه

- ‌الرَّابِعُ مِنَ المَفَاعِيلِ المَفْعُولُ فِيهِ وَهُوَ المُسَمَّى ظَرْفَا

- ‌الخَامِسُ مِنَ المَفَاعِيلِ المَفْعُولُ مَعَه

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ الِاسْتِثْنَاء

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ الحَال

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ التَّمْيِيز

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ حُرُوفُ الجَرّ

- ‌بَابٌ نَشْرَحُ فِيهِ الإِضَافَة

- ‌فَصْلٌ نُبَيِّنُ فِيهِ المُضَافَ إِلَى يَاءِ المُتَكَلِّم

- ‌بَابٌ يُذْكَرُ فِيهِ إِعْمَالُ المَصْدَر

- ‌بَابٌ يُذْكَرُ فِيهِ إِعْمَالُ اسْمِ الفَاعِل

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ أَبْنِيَةُ المَصَادِر

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ أَبْنِيَةُ أَسْمَاءِ الفَاعِلِينَوَالمَفْعُولِينَ وَالصِّفَاتِ المُشَبَّهَةِ بِهَا

- ‌بَابٌ يُذْكَرُ فِيهِ إِعْمَالُ الصِّفَةِ المُشَبَّهَةِ بِاسْمِ الفَاعِل

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ التَّعَجُّب

- ‌بَابٌ يُذْكَرُ فِيهِ "نِعْمَ" وَ"بِئْسَ" وَمَا جَرَى مَجْرَاهُمَا

- ‌بَابٌ يُبَيَّنُ فِيهِ أَفْعَلُ التَّفْضِيل

الفصل: ‌نماذج من صور المخطوط

‌نماذج من صور المخطوط

ورقة الغلاف من النسخة أ

ص: 57

الورقة الأولى من النسخة أ

الورقة الأخيرة من النسخة أ

ص: 58

ورقة العنوان من النسخة ب

الورقة الأولى من النسخة ب

ص: 59

ورقة العنوان من النسخة ج

الورقة الأخيرة من النسخة ج

ص: 60

بسم الله الرحمن الرحيم

1 -

قَالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ الغَزِّي

مُرْتَجِيُ

(1)

الرِّضْوَانِ مِنْ ذِي العِزِّ

2 -

الحَمْدُ للهِ الذِي وَفَّقَ مَنْ

نَحَا بِهِ نَحْوَ الخُلَاصَةِ

(2)

وَمَنّْ

3 -

وَشَرَحَ الصَّدْرَ لِمَنْ هَدَاهُ

وَفَتَحَ البَابَ لِمَنْ دَعَاهُ

4 -

وَخَصَّهُ بِالعِلْمِ وَالتَّعْلِيمِ

وَعَمَّهُ بِفَضْلِهِ العَمِيمِ

5 -

وَاخْتارَهُ مِنْ خَلْقِهِ وَمَنَحَهْ

تَسْهِيلَ

(3)

مَا مِنْ غَامِضٍ قَدْ أَوْضَحَهْ

6 -

فَصَارَ مِنْ ذَوِي الهُدَى الأَعْلَامِ

مَنْ فِي سَبِيلِ الرُّشْدِ كَالأَعْلَامِ

7 -

وَكَالنُّجُومِ يَهْتَدِي بِنُورِهَا

مَنْ ضَلَّ حَيْثُ يَقْتَدِي بِسَيْرِهَا

8 -

عِنَايَةُ اللهِ بِمَحْضِ الفَضْلِ

لَيْسَتْ بِقَوْلٍ لَا وَلَا بِفِعْلِ

9 -

سُبْحانَهُ قَدْ رَفَعَ الغِطَاءَ

لِأَهْلِهِ وَأوْسَعَ العَطَاءَ

10 -

وَلَمْ تَزَلْ يَمِينُهُ سَحَّاءَ

يَخُصُّ مَنْ شَاءَ بِمَا قَدْ شَاءَ

11 -

وَلَوْ تَرَاخَى عَصْرُهُ وَقَصَّرَا

فِي عَمَلٍ وَالعَجْزُ مِنْهُ ظَهَرَا

12 -

فَلَمْ يُخَصِّصْ فَضْلَهُ بِزَمَنِ

وَلَمْ يُنَقِّصْ

(4)

بَذْلَهُ لِلمِنَنِ

(1)

بضم ياء العلة ضرورة، والرفع فيه أولى من النصب؛ لأن النصب يؤدي إلى كونه بمعنى الحال أو الاستقبال، بخلاف كونه مرفوعًا؛ فإنه يؤدي إلى كونه بمعنى الاستمرار والدوام، والرفع أليق بالمقام لما ذكرنا.

(2)

في هذا الذي جاء به الشارح براعة استهلال؛ حيث ذكر كلمة "الخلاصة" وهو اسم ألفية

ابن مالك، حيث سماها بهذا الاسم في آخر الألفية حيث قال:

أحصى من الكافية الخلاصة

كما اقتضى غنى بلا خصاصة

(3)

وفي هذا الموضع أيضًا براعة استهلال؛ حيث ذكر كلمة "التسهيل" وهو من أجلِّ كتب ابن مالك.

(4)

الفاعل ضمير مستتر يعود على لفظ الجلالة.

ص: 63

13 -

نِعَمُهُ جَلَّتْ عَنِ الإِحْصَاءِ

وَلَيْسَ يُحْصَى غَايَةُ الثَّنَاء

14 -

أَحْمَدُهُ عَلَى جَزِيلِ نِعَمِهْ

وَالحَمْدُ مِنْ آلَائِهِ وَكَرَمِهْ

15 -

حَمْدًا كَمَا يَلِيقُ بِالجَلَالِ

مُبَارَكًا فِيهِ بِلَا زَوَالِ

16 -

يُوجِبُ حَمْدًا مُسْتَحِقُّ حَمْدِ

لِلحَمْدِ مُقْتَضٍ بِغَيْرِ حَدِّ

17 -

ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَرْمَدَا

عَلَى النّبِيِّ العَرَبِيِّ أَحْمَدَا

(1)

18 -

المُصْطَفَى الهادِي إلى خَيْرِ السُّبُلْ

وَهْوَ رَسُولُ اللهِ خَاتَمُ الرُّسُلْ

19 -

أَيَّدَهُ بِالمُعْجِزَاتِ القَاطِعَه

وَالكَلِمَاتِ المُوجَزَاتِ الجَامِعَه

20 -

صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَكَرَّمَا

21 -

وَبَعْدُ فَالنَّحْوُ عَظِيمُ المَنْزِلَه

وَآيَةٌ بَيْنَ الوَرَى مُفَضَّلَه

22 -

وَآلَةٌ إِلَى المَرَامِ مُوصِلَه

فَاتِحَةٌ مِنَ الكَلَامِ مُقْفَلَهْ

23 -

فَلَيْسِ عَنْهُ فَاضِلٌ يَسْتَغْنِي

وَلَيْسَ عِلْمٌ عَنْهُ قَطُّ يُغْنِي

24 -

بَلْ كُلُّ جَاهِلٍ بِهِ مُحْتَقَرُ

وَكُلُّ عِلْمٍ فَلَهُ يَفْتَقِرُ

25 -

فَإنَّهُ دَلِيلُهُ إِذْ يُوضِحُ

سَبِيلَهُ وَبِالمُرَادِ يُفْصِحُ

26 -

يُعْرِبُ عَنْ بَدَائِعِ المَعَانِي

بِأَبْلَغِ التَّوْضِيحِ وَالبَيَانِ

27 -

يُفْصِحُ عَنْ مَعْنَى الكِتَابِ وَالسُّنَنْ

وَيُوضِحُ المَعْنَى عَلَى أَجْلَى سَنَنْ

28 -

وَهْوَ وَسِيلَةٌ إِلَى الرَّشَادِ

فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَفِي المَعَادِ

29 -

إِذِ الكِتَابُ عَرَبِيٌّ وَالنَّبِي

أَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ خَيْرُ العَرَبِ

(1)

الألف في "أحمدا" للإطلاق وليست مبدلة عن التنوين؛ إذ إنها ممنوعة من الصرف.

ص: 64

30 -

وَلُغَةُ العُرْبِ أَتَى فِي السُّنَّةِ

بِأَنَّهَا لُغَةُ أَهْلِ الجَنَّةِ

(1)

31 -

وَاللَّفْظُ عَنْ مَعْنَاهُ فِي حِجَابِ

لَيْسَ يَزُولُ بِسِوَى الإعْرَابِ

32 -

وَهْوَ الذِي قَدْ وُضِعَ النَّحْوُ لَهُ

وَقَدْ عَلِمْتَ فِي العُلُومِ فَضْلَهُ

33 -

وَمِنْ أَجَلِّ كُتْبِهِ وَأَنْفَسِ

أَلْفِيَّةُ ابْنِ مَالِكِ

(2)

الأَنْدَلُسِي

34 -

قَدْ جَمَعَتْ مُهِمَّ هَذَا الفَنِّ

فَلَيْسَ عَنْهَا طَالِبٌ يَسْتَغْنِي

35 -

فَإِنَّهَا مَعْ جَمْعِهَا المُهِمَّا

جَلَّتْ فَوَائِدًا وَقَلَّتْ حَجْمًا

36 -

وَاشْتَهَرَتْ بِالنَّفْعِ لِلعِبَادِ

وَانْتَشَرَتْ فِي سَائِرِ البِلَادِ

37 -

قَدِ اعْتَنَى بِشَأْنِهَا الأَكَابِرْ

ثُمَّ عَلَيْهَا عَقَدُوا الخَنَاصِرْ

38 -

فَقَدْ رَوَوْهَا وَلَهَا قَدْ شَرَحُوا

وَنَكَّتُوا وَاخْتَصَرُوا وَأَوْضَحُوا

39 -

وَقَدْ قَرَأْتُهَا مَعَ التَّكْرَارِ

وَقُرِئَتْ عَلَيَّ فِي مِرَارِ

40 -

بَلْ وَهْيَ مِنْ جُمْلَةِ مَحْفُوظَاتِي

وَمُسْتَجَازَاتِي وَمَرْوِيَّاتِي

(3)

41 -

فَخَارَ لِي رَبِّيَ فِي تَأْلِيفِ

شَرْحٍ عَلَيْهَا حَسَنٍ لَطِيفِ

42 -

مُرَجَّزٍ مَزْجٍ مَعَ الأَلْفَاظِ

مُعَجَّزٍ سَهْلٍ عَلَى الحُفَّاظ

43 -

مُحَقِّقٍ فَوَائِدًا جَمِيلَه

مُدَقِّقٍ قَوَاعِدًا جَلِيلَه

44 -

مُصَحَّحٍ مُحَرَّرِ المَعَانِي

مُنَقَّحٍ مُحَبَّرِ المَبَانِي

45 -

مُهَذَّبِ اللَّفْظِ مَعَ الوُضُوحِ

مُسْتَوْعِبًا مَقَاصِدَ الشُّرُوحِ

(1)

جاء في المعجم الكبير: "أحبوا العربية لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي ". انظر: المعجم الكبير 11\ 185.

(2)

حذف التنوين من "مالك" ضرورة، وهو مثل قوله:

تغير كل ذي طعم ولون

وقلّ بشاشةَ الوجهُ المليح

انظر: الإنصاف 2\ 545 وهمع الهوامع 3\ 276.

(3)

سيذكر الشارح في ختام هذه المقدمة سنده للألفية. انظر: البيت 241.

ص: 65

46 -

مَعَ زِيَادَةٍ عَلَيْهِمْ حَسَنَه

نَفِيسَةٍ وَمَعْ بُحُوثٍ مُتْقَنَه

47 -

فِي الدَّهْرِ لَمْ أُسْبَقْ إِلَى مِثالِهِ

وَلَا يُرَى نَسْجٌ عَلَى مِنْوَالِهِ

48 -

فَهْوَ كَعِقْدٍ قَدْ تَصَفَّى تِبْرُهُ

وَضَاعَ مِسْكُهُ وَضَاءَ دُرُّهُ

49 -

أَوْ مِثْلُ رَوْضٍ طَابَ مِنْهُ ثَمَرُهْ

وَرَاقَ مَاؤُهُ وَفَاحَ زُهَرُهْ

50 -

أَوْ مِثْلُ بَحْرٍ قَدْ أَحَاطَ وَحَلَا

وَأَخْرَجَ الدُّرَّ وَأَصْنَافَ الحُلَا

51 -

أَوْ كَسَمَاءٍ اسْتَنَارَتْ زُهْرُهَا

وَشَمْسُهَا قَدْ أَشْرَقَتْ وَبَدْرُهَا

52 -

أَوْ جَنَّةٍ قَدْ شُيِّدَتْ قُصُورُهَا

وَنُضِّدَتْ وِلْدَانُهَا وَحُورُهَا

53 -

أَوْ غَادَةٍ عَادِمَةِ المِثَالِ

بَارِعَةِ الحُلِيِّ وَالجَمَالِ

54 -

قَدْ زَانَهَا مَعَ البَهَاءِ شَرَفُ

مَا رُفِعَتْ عَنْهَا لِغَيْرِي سُجُفُ

(1)

55 -

فَيَا لَهُ مِنْ خُلَّةٍ كَرِيمَه

وَحُلَّةٍ بَهِيَّةٍ وَسِيمَه

56 -

لِي كَانَ ذُخْرًا وَيَكُونُ ذُخْرًا

فَالحَمْدُ للهِ تَعَالَى شُكْرَا

57 -

سَمَّيْتُهُ بِالبَهْجَةِ الوَفِيَّه

بِحُجَّةِ الخُلَاصَةِ الأَلْفِيَّه

58 -

وَاللهَ جَلَّ أَسْأَلُ التَّسْهِيلَا

فِي النَّظْمِ وَالإِخْلَاصَ وَالقَبُولَا

59 -

وَأَنْ يَمُنَّ بِالرِّضَا وَيَنْفَعَا

بِهِ وَيُلْهِمَ المُطَالِعَ الدُّعَا

60 -

فَقُلْتُ وَالعَوْنُ مِنَ الإِلَهِ

قَالَ الإمَامُ الشَّيْخُ

(2)

: بِسْمِ اللهِ

61 -

تَقْدِيرُهُ "أَبْدَأُ" أَوْ "أُؤَلِّفُ"

لَكِنَّ تَقْدِيرَ الأَخِيرِ أَعْرَفُ

62 -

فَإِنَّهُ شَامِلُ الِابْتِدَاءِ

وَغَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ الأَجْزَاء

63 -

وَكُلُّ فَاعِلٍ أَتَى بِالبَسْمَلَه

فِي بَدْءِ فِعْلِهِ نَوَى مَا جَعَلَهْ

(1)

السجف الستائر.

(2)

من هنا ابتداء كتاب "الخلاصة" لابن مالك والشرح للغزي.

ص: 66

64 -

مُفتَتِحًا بِهَا كَمَا لَوِ ارْتَحَلْ

مُسَافِرٌ فِي مَنْزِلٍ أَوْ فِيهِ حَلّْ

65 -

فَقَالَ "بِاسْمِ اللهِ" كَانَ المَعْنَى

أَحِلُّ أَوْ أَرْحَلُ مِنْ ذَا المَغْنَى

66 -

وَالِاسْمُ مُشْتَقٌّ مِنَ "السُّمُوِّ"

بِالضَّمِّ وَالكَسْرِ أَيِ العُلُّوِّ

67 -

وَقِيلَ بَلْ مِنْ "سِمَةٍ" أَوْ "وَسْمِ"

أَيِ العَلَامَةِ اشْتِقَاقُ الِاسْمِ

(1)

68 -

وَالبَاءُ فِيهِ هِيَ لِلمُصَاحَبَه

فالِاسْمُ لِلمَنْظُومِ كُلًّا صَاحَبَهْ

69 -

جَمِيعَهُ اسْمُ رَبِّنَا تَبَارَكَا

تَيَمُّنًا بِذِكْرِهِ تَبَرُّكَا

70 -

وَقِيلَ لِاسْتِعَانةٍ كَـ"بِالقَلَمْ

كَتَبْتُ" أَيْ بِعَوْنِ رَبِّيَ انْتَظَمْ

71 -

وَالِاسْمُ ذُو التَّقْدِيسِ وَهْوَ "اللهُ"

عَلَى الأَصَحِّ أَصْلُهُ "إِلَهُ"

72 -

أُسْقِطَ مِنْهُ الهَمْزُ ثُمَّ أُبْدِلَا

بِـ"أَلْ" لِتَعْرِيفٍ وَبَعْدُ جُعِلَا

73 -

لِذَاتِ وَاجِبِ الوُجُودِ عَلَمَا

وَاللامُ لِلتَّعْظِيمِ مِنْهُ فُخِّمَا

74 -

وَنُعِتَ الإِلَهُ بِـ"الرَّحْمَنِ"

وَبِـ"الرَّحِيمِ" اسْمَانِ مُشْتَقَّانِ

75 -

وَلِلمُبَالَغَةِ مَبْنِيَّانِ

مِنْ "رَحِمَ" الأَوَّلُ كَـ"الغَضْبَانِ"

76 -

وَالثَّانِ كَـ"السَّقِيمِ" مَبْنِيَّيْنِ

وَصْفَينِ مِنْ فِعْلَيْنِ لَازِمَيْنِ

77 -

وَالشَّرْطُ فِي مُشَبَّهِ الصِّفَاتِ

مِنْ لَازِمٍ يُبْنَى كَمَا سَيَاتِي

78 -

فَانْقُلْ إِلَى "رَحُمَ" بِالضَّمِّ "رَحِمْ"

لِيَحْصُلَ البِنَاءُ مِنْ فِعْلٍ لَزِمْ

79 -

وَخُصِّصَ "الرَّحْمَنُ" بَالتَّقْدِيمِ

لِأَنَّهُ أَبْلَغُ مِنْ "رَحِيمِ"

80 -

فَإنَّهُ بِاللهِ يَخْتَصُّ كَمَا

لِرَحْمَتَيْ دُنْيَا وَأُخْرَى عَمَّمَا

(1)

من أكبر مسائل الخلاف بين الكوفيين والبصريين، قال ابن معط في ألفيته:

واشتقَّ الاسمَ من "سما" البصريُّ

واشتقَّه من "وسَمَ" الكوفيُّ

والمذهبُ المقدَّم الجليُّ

دليله "الأسماءُ" و"السّمَيُّ"

انظر: شرح ألفية ابن معط للقواس 1\ 217.

ص: 67

81 -

وَرَحْمَةُ الرَّحِيمِ كَانَتْ قَاصِرَه

قِيلَ عَلَى الدُّنْيَا وَقِيلَ الآخِرَه

82 -

ثُمَّ الزِّيَادَةُ التِي فِي المَبْنَى

دَلَّتْ عَلَى زِيَادَةٍ فِي المَعْنَى

83 -

فَإِنَّ مَعْنَى "قَطَّعَ" المُشَدَّدْ

أَبْلَغُ مِنْ مُخَفَّفٍ وَأَزْيَدْ

84 -

وَنَقَضُوا بِـ"حَاذِرٍ" مَعْ "حَذِرِ"

لَكِنْ أُجِيبَ أَنَّ ذَاكَ أَكْثَرِي

85 -

وَلَا يُنَافِي أَنْ يَكُونَ وارِدًا

فِي الأَنْقَصِ البِنَاءِ مَعْنًى زَائِدَا

86 -

بِسَبَبٍ آخَرَ كَالإِتْبَاعِ

بِنَحْوِ أَمْرٍ خُصَّ بِالطِّبَاعِ

87 -

وَغَيْرِ ذَاكَ مِثْلَ مَا أَوْضَحْتُهُ

فِيمَا بِهِ المِنْهَاجَ قَدْ شَرَحْتُهُ

(1)

88 -

قَالَ مُحَمَّدٌ جَمَالُ الدِّينِ

العَالِمُ العَلَّامُ ذُو التَّمْكِينِ

89 -

الأُوْحَدُ المُحَقِّقُ الوَلِيُّ

الشَّافِعِيُّ المَذْهَبِ الطَّائِيُّ

90 -

هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ وَابْنُ مَالِكِ

أَيْ جَدُّهُ الأَعْلَى وَكَانَ مَالِكِي

91 -

وَبِدِمَشْقٍ اقْتَدَى بِمَذْهَبِ

إِمَامِنَا المُجْتَهِدِ المُطَّلِبِي

92 -

مَوْلِدُهُ بِرَأْسِ قَرْنٍ سَادِسِ

بِأَرْضِ جَيَّانَ مِنَ الأَنْدَلُسِ

93 -

وَحَجَّ مِنْ بِلَادِهِ ثُمَّ حَضَرْ

لِلشَّامِ ثُمَّ بِبِلَادِهَا اسْتَمَرّْ

94 -

يَجُوبُ فِي أَكْنَافِهَا حَتَّى انْتَهَى

إِلَى دِمَشْقَ حَطَّ رَحْلَهُ بِهَا

95 -

وَمَاتَ فِيهَا فِي انْتِصَافِ سَنَةِ

سَبْعِينَ وَاثْنَيْنِ وَسِتِّمِئَةِ

96 -

ثُمَّ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ دُفِنَا

وَقَبْرُهُ بِهِ يُزَارُ بَيِّنَا

97 -

وَكَانَ فِي النَّحْوِ إِلَيْهِ المُنْتَهَى

وَفِي القِرَاءَاتِ وَفِي عِلَلِهَا

98 -

وَلَمْ يُبَلَّغْ أَحَدٌ مَا بُلِّغَهْ

مِنِ اطِّلَاعِهِ عَلَى عِلْمِ اللُّغَه

99 -

مَعْ أَخْذِهِ مِنْ كُلِّ فَنٍّ بِنَصِيبْ

وَضَرْبِهِ فِيهِ بِسَهْمِهِ المُصِيبْ

(1)

ذكر ابن الشارح "نجم الدين الغزي" كما مرّ في ترجمة الشارح أن لوالده شرحين على كتاب "المنهاج" للإمام النووي: كبير وصغير. انظر: الكواكب السائرة 3\ 6.

ص: 68

100 -

سَالِمُ فِطْرَةٍ رَقِيقُ القَلْبِ

كَامِلُ فِطْنَةٍ ذَكِيُّ اللُّبِّ

101 -

مَعْ صِدْقِ لَهْجَةٍ وَحُسْنِ سَمْتِ

وَوَرَعٍ قَدْ زَانَهُ وَصَمْت

102 -

وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ كَثِيرَا

وَكَانَ فِيهِمْ عَلَمًا مَنْشُورَا

103 -

تَهْوِي إِلَيْهِ النَّاسُ بِالأَفْئِدَةِ

لِأَجْلِ نَيْلِ العِلْمِ وَالفائِدَةِ

104 -

وَكَمْ لَهُ مُؤَلَّفَاتٌ نَافِعَه

فَرِيدَةٌ فِي كُلِّ عِلْمٍ جَامِعَه

105 -

وَكَانَ صَاحِبَ الإمَامِ النَّوَوِي

تِلْمِيذِهِ وَشَيْخِهِ كَمَا رُوِي

(1)

106 -

"أَحْمَدُ رَبِّي" ذَا مَقُولُ "قَالَا"

أَيْ مَالِكِي سُبْحَانَهُ تَعَالَى

107 -

أَبْدَلَ مِنْهُ "اللهَ" أَوْ قَدْ عَطَفَهْ

وَ"خَيْرَ مَالِكٍ" بِهِ قَدْ وَصَفَهْ

108 -

وَلَمْ يَقُلْ "يَقُولُ" لَكِنْ "قَالَا"

كَأَنَّهُ نَزَّلَ الِاسْتِقْبَالَا

109 -

مَنْزِلَةَ المَاضِي لِقُوَّةِ الرَّجَا

مُحَقِّقًا وُقُوعَ مَا لَهُ ارْتَجَى

(2)

110 -

وَالحَمْدُ وَصْفٌ جَاءَ لِلتَّبْجِيلِ

بِالِاخْتِيَارِيِّ مِنَ الجَمِيل

111 -

بِالذَاتِ أَوْ بِوَسَطٍ قَدْ سَوَّغَهْ

فِي وَصْفِ رَبِّنَا وَهَذَا فِي اللُّغَه

112 -

وَكَوْنَهُ مِنَ اللِّسَانِ يَنْشَأُ

لَا تَشْتَرِطْ وَهُوَ فِعْلٌ يُنْبِئُ

113 -

فِي العُرْفِ عَنْ تَعْظِيمِ مَنْ قَدْ أَنْعَمَا

مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ يَكُونُ مُنْعِمَا

114 -

ثُمَّ مُرَادُهُ بِقَوْلِ "أَحْمَدُ"

إِيجَادُهُ لَا أَنَّهُ سَيُوجَدُ

(1)

قال العطار عن النووي: "وقرأ على شيخنا أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الجياني ". انظر: تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين 59.

(2)

على حد قوله تعالى: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه"، وقد ذكر هذه الأبيات الأربعة الملَّويُّ في حاشيته على شرح المكودي للألفية وقال:"رأيت بخط شيخنا على نسخته" ثم أورد هذه الأبيات، ويقصد الملوي بـ"شيخنا" عبد الله بن محمد المغربي القصري. انظر: حاشية الملوي 1\ 4 وشرح المكودي 6.

ص: 69

115 -

وَهَكَذَا مُرَادُهُ بِـ"أَسْتَعِينْ"

إِيجَادُهُ لَا أَنَّهُ سَيَسْتَعِينْ

116 -

وَحِينَ كَانَتْ هَذِهِ المَنْظُومَه

مِنْ نِعَمِ المُهَيْمِنِ العَظِيمَه

117 -

ذَاتِ التَّجَدُّدِ مَعَ التَّعَاقُبِ

قَابَلَهَا بِالحَمْدِ بِالمُنَاسِبِ

118 -

فَإنَّهُ بِجُمْلَةٍ فِعْلِيَّه

فَاخْتَارَهَا لِذَا عَلَى الإِسْمِيَّه

119 -

وَقَدْ بَدَا كَغَيْرِهِ بِالبَسْمَلَه

ثُمَّ أَتَى مِنْ بَعْدِهَا بِالحَمْدَلَه

120 -

لِلِاقْتِدَاءِ بِالكِتَابِ المُنْزَلِ

عَلَى النَّبِيِّ الهَاشِمِيِّ المُرْسَلِ

121 -

مُمْتَثِلًا حَدِيثَ "كُلُّ أَمْرِ

ذِي بَالٍ -ايْ شَأْنٍ جَلِيلِ القَدْرِ-

122 -

لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِـ"بِاسْمِ اللهِ"

-وَفِي رِوَايَةٍ "بِحَمْدِ اللهِ"

123 -

فَهُوَ أَجْذَمٌ" وَفِي رِوَايَةِ

"أَقْطَعُ" أَيْ خَالٍ مِنَ البَرَكةِ

124 -

رَوَى أَبُو داوُدَ هَذَا فِي السُّنَنْ

(1)

وَغَيْرُهُ وَهْوَ صَحِيحٌ أَوَ حَسَنْ

125 -

وَجَمَعَ النَاظِمُ بَيْنَ ذَيْنِ

لِيَعْمَلَنَّ بِالرِّوَايَتَيْنِ

126 -

إِذْ لَيْسَ مِنْ تَعَارُضٍ بَيْنَهُمَا

فَإِنَّ الِابْتِدَاءَ قَدْ تَقَسَّمَا

127 -

إِلَى الحَقِيقِيِّ وَذَا بِالبَسْمَلَه

وَلِلإِضَافِيِّ وَذَا بِالحَمْدَلَه

128 -

وَ"مَالِكٍ" في عَجُزِ البَيْتِ صِفَه

نَكِرَةٌ وَفِي العَرُوضِ مَعْرِفَه

129 -

فَإنَّهُ اسْمٌ عَلَمٌ وَالأَلِفُ

تُحْذَفُ خَطًّا مِنْهُ إِذْ يُخَفَّفُ

130 -

مُصَلِّيًا مِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ

عَلَى الرَّسُولِ المُصْطَفَى الأَوَّاه

131 -

أَيْ داعِيًا إِلَهَنَا أَنْ يَرْحَمَهْ

إِذِ الصَّلَاةُ رَحْمَةٌ مَعْ عَظَمَه

132 -

وَالأَزْهَرِي

(2)

قَالَ صَلَاةُ المُنْعِمِ

رَحْمَتُهُ وَهْيَ الدُّعَا مِنْ آدَمِي

(1)

انظر: سنن أبي داوود 5\ 289.

(2)

انظر: تهذيب اللغة للأزهري 12\ 166.

ص: 70

133 -

وَهْيَ مِنَ المَلَائِكِ الأَخْيَارِ

تَرَحُّمٌ مُصَاحِبُ اسْتِغْفَارِ

134 -

ثُمَّ الرَّسُولُ آدَمِيٌّ ذَكَرُ

أَوْ مَلَكٌ يُوحَى لَهُ وَيُؤْمَرُ

135 -

بِأَنْ يُبَلِّغَ الذِي قَدْ أُرْسِلَا

بِهِ إلَى النَّبِيِّ أَوْ إِلَى المَلَا

136 -

أَمَّا النَّبِيُّ فَهْوَ قَطْعًا بَشَرُ

يُوحَى لَهُ وَفِي الأَصَحِّ ذَكَرُ

137 -

فَاجْتَمَعَا فِي صُورَةٍ كَمَا أَحَدْ

هَذَيْنِ فِي أُخْرَى تَخُصُّهُ انْفَرَدْ

138 -

وَبَدَلَ "الرَّسُولِ" فِي النَّظْمِ رَسَخْ

لَفْظُ "عَلَى النَّبِيِّ" فِي بَعْضِ النُّسَخْ

(1)

139 -

وَ"المُصْطَفَى" مِنِ "اصْطِفاءٍ": "مُفْتَعَلْ"

مِنِ "افْتِعَالٍ" وَبِهِ الطَّاءُ بَدَلْ

140 -

مِنْ تَائِهِ لِأَجْلِ صَادٍ جَاوَرَهْ

كَمَا سَيَأْتِي فِي الكِتَابِ آخِرَهْ

(2)

141 -

وَهْوَ مِنَ الصَّفْوِ لِهَذَا فُسِّرَا

بِأَنَّهُ المُخْتَارُ مِنْ كُلِّ الوُرَى

142 -

وَآلِهِ مُصَلِّيًا بَعْدَ النَّبِي

عَلَيْهِمُ وَهُمْ بَنُو المُطَّلِبِ

143 -

وَهَاشِمٍ إنْ آمَنُوا وَأَصْلُ

"الآلِ" عِنْدَ الأَكْثَرِينَ "أَهْلُ"

144 -

وَقِيلَ "أَوْلٌ" وَعَلَى المَشْهُورِ

يَجُوزُ أَنْ يُضَافَ لِلضَّمِيرِ

145 -

كَمَا أَتَى بِهِ هُنَا وَوَصَفَا

الآلَ بِالمُسْتَكْمِلِينَ الشَّرَفَا

146 -

وَذَاكَ بِانْتِسَابِهِمْ لِأَحْمَدَا

فَهْوَ بِفَتْحِ الشِّينِ مَفْعُولًا بَدَا

147 -

وَبَعْضُهُمْ يَضُمُّهَا يَجْعَلُهُ

نَعْتًا لَهُمْ كَالحُكْمِ فِي مَا قَبْلَهُ

148 -

وَالآلَ بِالمُسْتَكْمِلِينِ وَصَفَا

لَا الكَامِلِينَ حَيْثُ حَازُوا الشَّرَفَا

149 -

مِنْ قَبْلِ إِسْلَامِهِمُ فَاسْتَكْمَلُوهْ

بِهِ بِذَا أَشْيَاخُنَا قَدْ عَلَّلُوهْ

150 -

وَكَانَ يَنْبَغِي بِأَنْ يُسَلِّمَا

مَعَ الصَّلَاةِ فَعَسَى أَنْ يَسْلَمَا

151 -

مِنْ كُرْهِ إِفْرَادِ الصَّلَاةِ مِنْهُ

كَعَكْسِهِ وَقَدْ يُجَابُ عَنْهُ

(1)

انظر: توضيح المقاصد والمسالك 1\ 263 وشرح ابن عقيل 1\ 10 وشرح المكودي 1\ 6.

(2)

في باب الإبدال، وهو الباب الخامس والسبعون.

ص: 71

152 -

بِأَنَّهُ مَعَ الصَّلَاةِ سَلَّمَا

لَفْظًا فَلَا تَعْتَرِضَنْ وَسَلِّمَا

153 -

وَأَسْتَعِينُ اللهَ ذَا الجَلَالِ عَزّْ

فِي نَظْمِ أَبْيَاتٍ عَلَى بَحْرِ الرَّجَزْ

154 -

قَصِيدَةٍ تُوسَمُ بِالأَلْفِيَّه

لِأَنَّهَا أَلْفٌ أَتَتْ وَفِيَّه

155 -

إِنْ سُمِّيَ الشَّطْرَانِ بَيْتًا وَاحِدَا

أَوْ قِيلَ كُلٌّ جَاءَ بَيْتًا مُفْرَدَا

156 -

إِذْ هِيَ أَلْفَانِ إِذَنْ وَالنِّسْبَه

إلَيْهِمَا لَمْ تَخْتَلِفْ فِي الرُّتْبَه

157 -

إِذْ يَسْتَوِي كَمَا يَجِيءُ فِي النَّسَبْ

مَا لِمُثَنًّى وَلِفَرْدٍ انْتَسَبْ

(1)

158 -

مَقَاصِدُ النَّحْوِ أَيِ المُهِمُّ

مِنْهُ وَفِي اللُّغَةِ فَهْوَ القِسْمُ

159 -

وَالقَصْدُ وَالجَانِبُ ثُمَّ المِثْلُ

وَالبَعْضُ وَالمِقْدَارُ ثُمَّ الأَصْلُ

160 -

أَطْلَقَهُ العُرْفُ عَلَى ذَا العِلْمِ

مُخَصِّصًا لَهُ بِهَذَا الِاسْم

161 -

حَيْثُ عَلِيٌّ لِأَبِي الأَسْوَدِ قَالْ

مُقَرِّرًا "وَانْحُ عَلَى هَذَا المِثَالْ"

162 -

وَفِيهِ مُطْلَقٌ عَلَى مَا قَابَلَا

صَرْفًا وَمَا كَانَ لِصَرْفٍ شَامِلَا

163 -

فَـ"العَرَبِيَّةُ" لَهُ قَدْ رَادَفَا

فِي الثَّانِ ثُمَّ فِيهِمَا قَدْ عُرِّفَا

164 -

بِأَنَّهُ عِلْمُ أُصُولٍ قَدْ عُلِمْ

بِفَهْمِهَا حَالُ أَوَاخِرِ الكَلِمْ

165 -

بِنَاءً اعْرَابًا كَذَا إِفْرَادَا

تَرْكِيبًا الثَّانِي عَلَى ذَا زَادَا

166 -

وَحَالُ ذَاتِهَا اعْتِلَالًا صِحَّه

ذَا أَجْمَعُ الحُدُودِ فَافْهَمْ شَرْحَهْ

167 -

وَالكَلِمُ المَبْحُوثُ عَنْهَا مِثْلَمَا

ذَكَرْتُهُ مَوْضُوعُ نَحْوٍ رُسِمَا

168 -

وَالِاحْتِرَازُ فِي اللِّسَانِ عَنْ خَطَا

فَائِدَةُ النَّحْوِ كَمَا قَدْ ضُبِطَا

169 -

وَمِنْ كَلَامِ العُرْبِ فَالنَّحْوُ اسْتُمِدّْ

ثُمَّ المَسَائِلُ لِذَا العِلْمِ تُحَدّْ

(1)

سيجيء في باب النسب قول ابن مالك:

وعلم التثنية احذف في النسب

ص: 72

170 -

بِأَنَّهَا مَطَالِبٌ يُبَرْهَنُ

فِيهِ عَلَيْهَا وَلَهَا يُبَيِّنُ

171 -

غَايَتُهُ اسْتِعَانَةٌ بِهِ عَلَى

فَهْمِ كَلَامِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا

172 -

وَسُنَّةِ الهَادِي وَذَلِكَ اقْتَضَى

مَعْ عَمَلٍ بِمُقْتَضَاهُ لِلرِّضَا

173 -

وَلِلسَّعَادَاتِ بِدَارِ الدُّنْيَا

وَبِالمَعَادِ بِدِيَارِ البُقْيَا

174 -

وَهَذِهِ الأَلْفِيَّةُ المَحْكِيَّه

جُلُّ المَقَاصِدِ بِهَا مَحْوِيَّه

175 -

فَإِنَّهُ بِهَا هُنَا قَدْ قَصَدَا

غَالِبَهَا وَمَا أَتَى مُؤَكَّدَا

176 -

لِذَاكَ قَالَ فِي الخِتَامِ "قَدْ كَمَلْ

نَظْمًا عَلَى جُلِّ المُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ"

177 -

تُقَرِّبُ الأَقْصَى أَيِ البَعِيدَا

لِفَهْمِ طَالِبٍ لِيَسْتَفِيدَا

178 -

وَسَبَبُ التَّقْرِيبِ الِايجازُ لِذَا

قَالَ بِلَفْظٍ مُوجَزٍ أَوْ "بًا"

(1)

ذَا

179 -

كَـ"مَعْ" وَتَقْلِيلُ الحُرُوفِ مَعْنَى

إِيجَازِهِمْ مَعْ كَثْرةٍ فِي المَعْنَى

180 -

وَتَبْسُطُ البَذْلَ أَيِ العَطَاءَ

تُوسِعُهُ وَتُكْثِرُ الحِبَاءَ

181 -

مَانِحَةُ القَارِئِ كُلَّ الفَائِدَه

وَهْيَ لَهُ بِنَيْلِ قَصْدٍ وَاعِدَه

182 -

مِنْهَا بِوَعْدٍ مُنْجَزٍ مُوَفَّى

بِسُرْعَةٍ لَمْ تُبْدِ فِيهِ خُلْفَا

183 -

وَ"البَذْلُ" بِالفَتْحِ لِبَاءٍ وُحِّدَتْ

ثُمَّ بِتَسْكِينٍ لِذَالٍ أُعْجِمَتْ

184 -

ثُمَّ بِلَا قَرِينَةٍ فَالوَعْدُ فِي

خَيْرٍ كَمَا الإيعَادُ بِالشَّرِّ يَفِي

185 -

وَتَقْتَضِي بِحُسْنِهَا أَيْ تَطْلُبُ

مِنْ قَارِئٍ رِضًا فَلَا يُنَقِّبُ

186 -

بِغَيْرِ سُخْطٍ شَابَهُ وَخَالَطَا

بَلْ شَانَهُ بِأَنْ يُرَى مُغْتَبِطَا

187 -

وَتَقْتَضِي رِضًا مِنَ اللهِ هِيَ

لِكَوْنِهَا خَالِصَةً مِنَ الرِّيَا

188 -

فَائِقَةٌ أَلْفِيَّةَ الإِمَامِ

العَالِمِ العَلَّامَةِ الهُمَامِ

(1)

أي الباء التي في "بلفظ موجز".

ص: 73

189 -

يَحْيَى بْنِ مُعْطٍ بْنِ عَبْدِ النُّورِ

المَغْرِبِيِّ الحَنَفِي النِّحْرِيرِ

190 -

وَهْوَ أَبُو الحَسَنِ زَيْنُ الدِّينِ

(1)

وُلِدَ فِي الرَّابِعِ وَالسِّتِّينِ

191 -

مِنْ بَعْدِ خَمْسِمِئَةٍ وَاشْتَغَلَا

بِالغَرْبِ ثُمَّ لِدِمَشْقَ رَحَلَا

192 -

ثُمَّ إِلَى بِلَادِ مِصْرَ سَافَرَا

بِالجَامِعِ العَتِيقِ قَدْ تَصَدَّرَا

193 -

وَمَاتَ فِيهَا عَنْ ثَمَانٍ خَلَتِ

مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ وَسِتِّمِئَةِ

194 -

وَهْوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ أَيْ جَامِعُ

بِسَبَبِ التَّقْدِيمِ حَيْثُ الوَاضِعُ

(2)

195 -

كِتَابَهُ قَبْلُ وَعَصْرُهُ سَبَقْ

يَحُوزُ تَفْضِيلًا بِهِ صَارَ أَحَقّْ

196 -

وَهْوَ لِذَا مُسْتَوْجِبٌ ثَنائِيَا

الحَسَنَ الجَمِيلَ مَعْ دُعَائِيَا

197 -

لِأَنَّنِي بِهِ قَدِ اقْتَدَيْتُ

وَبَعْدَهُ لِإِثْرِهِ اقْتَفَيْتُ

(3)

198 -

وَأَلِفُ "الجَمِيلَ" لِلإِطْلَاقِ

زِيدَتْ فَأُسْقِطَتْ كَبَعْضِ البَاقِي

199 -

وَأَلِفُ الإِطْلَاقِ فِي "دُعَائِيَا"

يَكُونُ لِلتَّعْوِيضِ عَنْهَا آتِيَا

200 -

وَاللهُ يَقْضِي -جَلَّ- أَيْ يُحَتِّمُ

مُلْتَزِمًا بِفَضْلِهِ أَوْ يَحْكُمُ

201 -

بِرَحْمَةٍ وَبِهِبَاتٍ وَافِرَه

أَيْ لِعَطَايَا جَمَّةٍ وَغَامِرَه

202 -

وَهَذِهِ الجُمْلَةُ إِخْبَارِيَّه

لَفْظًا وَفِي المَعْنَى فَإنْشَائِيَّه

203 -

إِذْ قَصْدُهُ الدُّعَا وَيَا اللهُ

اقْضِ بِذَا لِي وَلَهُ مَعْنَاهُ

204 -

وَإنَّمَا قَدَّمَ نَفْسَهُ لِمَا

رُوِيَ أَنَّ المُصْطَفَى المُكَرَّمَا

205 -

صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا تَبَارَكْ

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَبَارَكْ

(1)

انظر: وفيات الأعيان 6\ 197.

(2)

أي هو الذي وضع كتابَه قبلي وكان عصره سابقًا عصري.

(3)

الإنصاف أن ألفية ابن معط أسلس وأعذب وألفية ابن مالك أجمع وأوعب. انظر: نفح الطيب 2\ 232.

ص: 74

206 -

كَانَ إذَا دَعَا بِنَفْسِهِ بَدَا

وَقَدْ رُوِي مِنْ طُرُقٍ وَجُوِّدَا

(1)

207 -

فِي دَرَجَاتِ الفَضْلِ وَهْيَ صَائِرَه

لِلمُؤْمِنِينَ بِدِيَارِ الآخِرَه

208 -

أَيِ المَرَاتِبِ العَلِيَّةِ التِي

أَعَدَّهَا اللهُ لَهُمْ فِي الجَنَّةِ

209 -

إِذِ الجَحِيمُ خُصِّصَتْ بِالدَّرَكِ

وَالخُلْدُ بِالدَّرَجِ مِثْلَمَا حُكِي

210 -

وَ"الدَّرَكُ": الذِي انْتَهَى لِأَسْفَلِ

وَ"الدَّرَجُ": الذِي ارْتَقَى إِلَى عَل

211 -

وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَكَانَ الأَوْلَى

تَعْمِيمَهُ الدُّعَا كَأَنْ يَقُولَا

212 -

"وَاللهُ يَقْضِي بِهِبَاتٍ جَمَّه

لِي وَلَهُ وَلِجَمِيعِ الأُمَّه"

(2)

213 -

وَقَدْ يُجَابُ أَنَّهُ قَدْ عَمَّمَا

لَفْظًا فَلَا تُنْكِرْ وَكُنْ مُسَلِّمَا

214 -

تَنْبِيهٌ

(3)

: اعْلَمْ أَنَّنِي رَوَيْتُ

هَذَا الكِتَابَ مِثْلَمَا أَشَرْتُ

215 -

إِلَيهِ فِي الخُطْبَةِ

(4)

عَنْ مَشَايِخِ

مِنْ طُرُقٍ عَالِيَةٍ شَوَامِخِ

216 -

مِنْهَا عَنِ الشَّيْخِ الإِمَامِ الأَوْحَدِ

العَالِمِ العَلَّامَةِ المُجْتَهِدِ

217 -

قَاضِي القُضَاةِ زَكَرِيَّا الشَّافِعِي

(5)

وَشَيْخِ الِاسْلَامِ بِلَا مُنَازِعِ

(1)

انظر: سنن أبي داود 4\ 372 والمعجم الكبير للطبراني 4\ 182.

(2)

هذا البيت لابن طولون. انظر: شرح ابن طولون 1\ 37.

(3)

هنا يبدأ الشارح بذكر سنده إلى ألفية ابن مالك، ويذكر أربع طرق:

أولها: الشارح عن الشيخ زكريا الأنصاري عن الرشيدي عن التنوخي عن ابن غانم عن ابن مالك.

ثانيها: الشارح عن ابن أبي شريف عن ابن حجر عن التنوخي عن ابن غانم عن ابن مالك.

ثالثها: الشارح عن والده رضي الدين عن البقاعي عن القبابي عن ابن الخباز عن ابن مالك.

رابعها: الشارح عن والده رضي الدين عن والده عن ابن الجزري عن ابن الخباز عن ابن مالك.

(4)

انظر: البيت 40.

(5)

انظر: الضوء اللامع 3\ 234.

ص: 75

218 -

عَنِ الرَّشِيدِيِّ

(1)

الإمَامِ المُتْقِنِ

العَالِمِ العَلَّامَةِ المُفَنِّنِ

219 -

عَنِ التَّنُوخِيِّ

(2)

عَنِ ابْنِ غَانِمِ

الجَعْفَرِي

(3)

عَنِ الإمَامِ النَاظِمِ

220 -

كَذَا عَنِ العَلَّامَةِ البُرْهَانِ

ابْنِ أَبِي شَرِيفٍ

(4)

الرَّبَّانِي

221 -

بِذَلِكَ الإِسْنَادِ لَكِنْ مَا ذَكَرْ

عَنِ الرَّشِيدِي بَلْ رَوَى لِابْنِ حَجَرْ

(5)

222 -

أَيْضًا عَنِ الشَّيْخِ الإمَامِ المَاجِدِ

وَشَيْخِ الِاسْلَامِ الرَّضِيِّ

(6)

وَالِدِي

223 -

عَنِ البِقَاعِيِّ

(7)

عَنِ القِبَابِي

أَيْضًا وَيَرْوِي سَائِرَ الكِتَابِ

224 -

عَنْ شَيْخِ الِاسْلَامِ الإِمَامِ الأَكْبَرِ

وَالِدِهِ

(8)

الجَدِّ عَنِ ابْنِ الجَزَرِي

(9)

225 -

وَهْوَ مَعَ الزَّيْنِ القِبَابِي يَرْوِي

عَنِ ابْنِ خَبَّازٍ

(10)

إِمَامِ النَّحْوِ

226 -

وَهْوَ عَنِ العَلَّامَةِ المُؤَلِّفِ

أَسْكَنَهُ اللهُ فَسِيحَ الغُرَفِ

(1)

انظر: صلة السلف بموصول الخلف 10 والنجوم الزاهرة 15\ 547.

(2)

انظر: شذرات الذهب 6\ 363.

(3)

انظر: شذرات الذهب 6\ 114.

(4)

انظر: الكواكب السائرة 1\ 102.

(5)

انظر: شذرات الذهب 1\ 74.

(6)

انظر: الكواكب السائرة 2\ 3.

(7)

انظر: شذرات الذهب 7\ 339.

(8)

رضي الدين بن شهاب الدين الغزي.

(9)

انظر المعجم المؤسس 2\ 503.

(10)

انظر: المقصد الأرشد 2\ 381 والدرر الكامنة 1\ 431.

ص: 76