الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسناده: حدثنا أحمد بن أبي سُرَيْجِ الرازي: نا عبد الله بن الجَهْمِ: نا عمر بن أبي قيس عن عاصم عن عكرمة.
قلت: هذا إسناد حسن، رجاله ثقات، وفي عمرو بن أبي قيس -وهو الرازي-، وشيخه عاصم -وهو ابن أبي النَّجود- كلام لا ينزل حديثهما عن رتبة الحسن.
وأحمد بن أبي سريج؛ هو ابن الصَّبَّاح أبو جعفر الرازي المقري، وهو ثقة حافظ من شيوخ البخاري. وقال النووي في "المجموع" (2/ 372):
"رواه أبو داود وغيره بهذا اللفط بإسناد حسن".
والحديث أخرجه البيهقي (1/ 329) من طريق المؤلف.
120 - باب ما جاء في وقت النفساء
330 -
عن مُسَّة عن أم سلمة قالت:
كانت النُّفَسَاءُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تَقْعُدُ بعد نِفَاسِها أربعين يومًا أو أربعين ليلة، وكنا نَطَّلِي على وجوهنا الوَرْسَ -تعني: من الكَلَفِ-.
(قلت: إسناده حسن صحيح. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقوّاه البيهقي. وقال النووي: "حديث حسن جيد"، وأقره الحافظ).
إسناده: حدثنا أحمد بن يونس: نا زهير: نا علي بن عبد الأعلى عن أبي سهل عن مُسَّةَ.
قلت: وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات؛ غير مُسَّةَ -بضم أولها والتشديد-؛ قال ابن القيم في "التهذيب":
"وقد روى عنها أبو سهل كثير بن زياد والحكم بن عُتَيبة ومحمد بن عبيد الله
العرزمي وزيد بن علي بن الحسين".
وهو يشير بذلك إلى ارتفاع جهالة عينها برواية هؤلاء عنها؛ وكأنه يرد بذلك على ابن القطان؛ حيث قال -كما في "نصب الراية"(1/ 205) -:
"لا يعرف حالها ولا عينها، ولا تعرف في غير هذا الحديث"! قال في "عون المعبود":
"وأجاب عنه في "البدر المنير"، فقال: ولا نسلِّم جهالة عينها، وجهالة حالها مرتفعة؛ فإنه روى عنها جماعة: كثير بن زياد والحكم بن عتيبة وزيد بن علي بن الحسين. ورواه محمد بن عبيد الله العزرمي عن الحسن عن مسة أيضًا؛ فهؤلاء رووا عنها، وقد أثنى على حديثها البخاري، وصحح الحاكم إسناده. فأقل أحواله أن يكون حسنًا. انتهى".
وقال الخطابي في "المعالم":
"وحديث مسة أثنى عليه محمد بن إسماعيل، وقال: مسة هذه أزدية (*).
واسم أبي سهل: كثير بن زياد؛ وهو ثقة؛ وعلي بن عبد الأعلى ثقة".
وقال النووي في "المجموع"(2/ 525):
"حديث حسن". ثم قال:
"وذهب بعض أصحابنا إلى تضعيف الحديث، وهو مردود؛ بل الحديث جيد كما سبق، وإنما ذكرت هذا لئلا يغتر به". وأقره الحافظ في "التلخيص"(2/ 574) قال:
"وأغرب ابن حبان، فضعفه بكثير بن زياد؛ فلم يصب".
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 175) من طريق أخرى عن أحمد بن يونس
…
به.
(*) سجل الشيخ هنا تاريخ انتهائه من دفتره الثاني: 22/ 6 / 1369 هـ.
وأخرجه الدارمي (1/ 229)، وأحمد (6/ 300 و 304 و 309 - 310) من طرق أخرى عن زهير بن معاوية
…
به.
وهكذا أخرجه البيهقي (1/ 341).
ثم أخرجه هو، والترمذي (1/ 256)، وابن ماجة (1/ 223)، والدارقطني (ص 82)، وأحمد (6/ 303) من طريق شجاع بن الوليد عن علي بن عبد الأعلى
…
به. وقال الترمذي:
"حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي سهل عن مسة الأزدية عن أم سلمة. قال محمد بن إسماعيل: علي بن عبد الأعلى ثقة، وأبو سهل ثقة".
وقال البيهقي:
"وقد روي فيها أحاديث مرفوعة كلها -سوى ما ذكرناه- ضعيفة".
قلت: وفي هذا إشارة منه إلى أن حديث الباب عنده قوي ثابت.
والأحاديث المشار إليها: هي من رواية أنس وأبي هريرة وأبي الدرداء وعثمان بن أبي العاص وعائشة؛ وهي وإن كان أفرادها ضعيفة؛ فمجموعها يعطي الحديث قوة.
قلت: وأما قول البوصيري في حديث أنس -عند ابن ماجة (1/ 224) -: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات"!
فمن أوهامه؛ لأن الحديث عنده -وكذا عند أبي يعلى (3/ 952) - من طريق المحاربي عن سَلَّام بن سُلَيْمٍ عن حميد عن أنس.
وذلك أنه توهم أن سلام بن سليم هذا: هو أبو الأحوص! وليس به؛ وإنما هو سلام الطويل المتهم.
وبه أعله الدارقطني (1/ 220 / 66)، والبيهقي (1/ 343).