الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26 - باب بَدْءِ الأذان
511 -
عن أبي عمَيْرِ بن أنس عن عُمُومةٍ له من الأنصار قال:
اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة؛ كيف يجمع الناس لها؟ ! فقيل له: انصبْ راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضًا، فلم يُعْجِبْهُ ذلك. قال: فذُكر له القُنْعُ؛ يعني: الشَّبُّور -وفي رواية: شَبُّور اليهود-، فلم يعجبه ذلك، وقال:
"هو من أمر اليهود".
قال: فذكر له الناقوس؟ فقال:
"هو من أمر النصارى".
فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه -وهو مهتمٌّ لِهَمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأريَ الأذانَ في منامِهِ، قال: فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا رسول الله! إني لَبَيْنَ نائم ويقظان؛ إذ أتاني آتٍ فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب قد رأى قبل ذلك، فكتمه عشرين يومًا، قال: ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:
"ما منعك أن تخبرني؟ ".
فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا بلال! قم؛ فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله".
قال: فأذن بلال. قال أبو بشر: فأخبرني أبو عُمير: أن الأنصار تزعم أن عبد الله بن زيد لولا أنه كان يومئذ مريضًا؛ لجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنًا.
(قلت: إسناده صحيح. وقال الحافظ: "سنده صحيح إلى أبي عمير بن أنس. وقال ابن عبد البر: روى قصة عبد الله بن زيد جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة ومعانٍ متقاربة، وهي من وجوه حسان، وهذا أحسنها").
إسناده: حدثنا عَبَّاد بن موسى الخُتُّلي وزياد بن أيوب -وحديث عباد أتم- قالا: ثنا هُشَيْمٍ عن أبي بشر -قال: قال زياد: أنا أبو بشر- عن أبي عمير بن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير أبي عمير ابن أنس، وهو ثقة كما في "التقريب"، وصحح حديثه أبو بكر بن المنذر وغير واحد. وقال ابن سعد:
"كان ثقة قليل الحديث".
وذكره ابن حبان في "الثقات. وقول ابن عبد البر فيه:
"مجهول لا يحتج به"! مما لا يلتفت إليه ولا يحتج به؛ فقد عرفه من وثقة ومن صحح حديثه. وقد قال الحافظ في "الفتح"(2/ 64):
"أخرجه أبو داود بسند صحيح إلى أبي عمير بن أنس .. وقال أبو عمر بن عبد البر: روى قصة عبد الله بن زيد جماعة من الصحابة بألفاظ .. " إلخ كلامه المذكور في أعلاه.
فهذا يفيد أن أبا عُمَيْرٍ حجة عنده؛ فلعله رجع عن قوله السابق! والله أعلم.
والحديث أخرجه البيهقي (1/ 390) من طريق المؤلف.
ثم أخرجه (1/ 399 - 400) من طريق آخر عن هشيم.