الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرجه أبو عوانة (1/ 405)، والنسائي (1/ 119)، وأحمد (4/ 25) من طرق أخرى عن الجريري
…
به.
وكذلك أخرجه الحاكم (1/ 256) وقال:
"صحيح على شرطهما". ووافقه الذهبي.
وقد تابعه كَهْمَس عن أبي العلاء
…
به.
أخرجه مسلم وأبو عوانة.
22 - باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد
504 -
عن أنس بن مالك قال:
دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عَقَلَهُ، ثم قال: أيُّكم محمدٌ؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم متَّكئ بين ظهرانَيْهم، فقلنا له: هذا الأبيض المتَّكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قد أجبتك".
فقال له الرجل: يا محمد! إني سائلك
…
وساق الحديث.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في "صحيحه" بتمامه، وهو:
…
فمشدِّد عليك في المسألة، فلا تجد عليّ في نفسك، فقال:
"سل عمّا بدا لك".
فقال: أسألك بربك ورب من قبلك: آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال:
"اللهم! نعم". قال: آنْشُدُك بالله: آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال:
"اللهم! نعم".
قال: أنشدك بالله: آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال:
"اللهم! نعم".
قال: أنشدك بالله: آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم! نعم".
فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسولُ مَن ورائي من قومي، وأنا ضِمَامُ بن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر.
وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما" بأتم منه، وزادا في آخره: ثم ولّى، قال: والذي بعثك بالحق؛ لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لئن صدق ليدخُلَنَّ الجنة").
إسناده: حدثنا عيسى بن حماد: أنا الليث عن سعيد المَقْبُرِيِّ عن شَرِيك بن عبد الله بن أبي نَمِرٍ أنه سمع أنس بن مالك يقول
…
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 444) من طريق المصنف.
وبإسناده: أخرجه النسائي (1/ 297)، وابن ماجة (1/ 427 - 428) بتمامه.
وأخرجه البخاري (1/ 122 - 124)، وأحمد (3/ 168) من طرق أخرى عن الليث
…
به.
وللحديث طريق أخرى بأتم منه: أخرجه مسلم (1/ 32)، وأبو عوانة (1/ 2 - 3)، وأحمد (3/ 143 و 193) من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس.
وعلقه البخاري (1/ 125).
505 -
عن ابن عباس قال:
بَعَثَتْ بنو سعد بن بكر ضِمَامَ بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقدِم عليه، فأناخ بعيره عند باب المسجد ثم عقله، ثم دخل المسجد
…
فذكر نحوه، قال: فقال: أيُّكم ابنُ عبد المطلب؟ فقال:
"أنا ابن عبد المطلب".
قال: يا ابن عبد المطلب!
…
وساق الحديث.
(قلت: إسناده حسن، وصححه الحاكم والذهبي؛ وتمامه عنده:
إني سائلك ومغلِّط عليك في المسألة، فلا تجدنَّ عليّ في نفسك؛ فإني لا أجد في نفسي (1)، قال:
(1) كذا في "المستدرك"! وفي "المسند": قال: فإني لا أجد في نفسي؛ فَسَلْ
…
إلخ؛ ولعله الصواب!
"سل عما بدا لك". قال:
أنشدك اللهَ إلهَك وإلهَ مَنْ قَبْلك وإلهَ من هو كائن بعدك: آلله بعثك إلينا رسولًا؟ قال:
"اللهم! نعم". قال: أنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك: آلله أمرك أن نعبده ولا نشرك به شيئًا، وأن نخلع هذه الأوثان والأنداد التي كان آباؤنا يعبدون؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
"اللهم! نعم".
ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الصلاة والزكاة والصيام والحج، وفرائض الإسلام كلها؛ ينشده عند كل فريضة كما أنشده في التي كان قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله (1)، وسأؤدِّي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، لا أزيد ولا أنقص، ثم انصرف راجعًا إلى بعيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -حين ولّى-:
"إنْ يصدقْ ذو العَقِيصتين يدخلِ الجنة".
وكان ضمامٌ رجلًا جلدًا أشعر ذا غديرتين، ثم أتى بعيره فأطلق عقاله؛ حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أولَ ما تكلم به، وهو يَسُبُّ اللات والعُزَّى، فقالوا:
(1) وفي "المسند": وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله!
والظاهر أن لفظة (سيد) مُقْحمة من بعض النساخ؛ فإنها لم ترد في المكان الآخر من "المسند"؛ مع أن الإسناد واحد!
مَهْ يا ضِمَام! ! اتق البَرَصَ والجُذام والجنون! فقال:
ويلكم! إنهما -والله- لا يضرَّان ولا ينفعان. إن الله قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. فوالله ما أمسى ذلك اليوم من حاضرته رجلٌ ولا امرأة إلا مسلمًا.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضِمامِ بن ثعلبة رضي الله تعالى عنه).
إسناده: حدثنا محمد بن عمرو: ثنا سَلَمَةُ: حدثني محمد بن إسحاق: حدثني سَلَمَةُ بن كُهَيْلٍ ومحمد بن الوليد بن نُوَيْفعٍ عن كُرَيْبٍ عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن بكر بن سالم أبو غسان الرازي الطيالسي المعروف بـ (زُنَيْج)؛ وهو ثقة من رجال مسلم.
وشيخه سلمة: هو ابن الفضل؛ وهو مختلف فيه، ويظهر من مجموع أقوال الأئمة فيه: أنه في نفسه ثقة، ولكنه سيئ الحفظ؛ فينظر فيما تفرد به.
لكن له اختصاص في الرواية عن ابن إسحاق؛ فقد ذكره الذهبي في "الميزان":
"وقال زُنيج: سمعت سلمة الأبرش يقول: سمعت المغازي من ابن إسحاق مرتين، وكتبت عنه من الحديث مثل المغازي". وقال علي الهِسِنْجَانِيُّ عن ابن معين: سمعت جريرًا يقول:
"ليس من لَدُنْ بغداد إلى خراسان أثبتُ في ابن إسحاق من سلمة".
فهو عن ابن إسحاق حسن الحديث إن شاء الله تعالى.