الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعنه: أخرجه أحمد أيضًا، فقال (1/ 391): ثنا يزيد: أنبأنا المسعودي
…
به نحوه، وقال الهيثمي:
"رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير". وأبو يعلى باختصار عنهم؛ وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلظ في آخر عمره".
ولشعبة فيه إسناد آخر مختصرًا: أخرجه النسائي (1/ 100) عنه عن إبراهيم ابن محمد بن المنتشر عن أبيه:
أنه كان في مسجد عمرو بن شرَحْبِيل، فأقيمت الصلاة، فجعلوا ينتظرونه، فقال: إني كنت أوتر. قال: وسئل عبد الله: هل بعد الأذان وتر؟ قال: نعم، وبعد الإقامة. وحدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس، ثم صلى.
ورجاله ثقات؛ لكني أخشى أن يكون منقطعًا بين محمد بن المنتشر وابن مسعود!
11 - باب في بناء المساجد
475 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أُمِرْتُ بتشْيِيدِ المساجد".
قال ابنُ عباس: لَتُزَخْرِفُنَّها كما زَخْرَفَتِ اليهودُ والنصارى!
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (1613). وقول ابن عباس؛ عَلَّقَهُ البخاريُّ في "صحيحه"، وهو موقوف في حكم المرفوع، وقد روي مرفوعًا).
إسناده: حدثنا محمد بن الصَّبَّاح بن سفيان: نا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن أبي فَزَارة عن يزيد بن الأصَمِّ عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير محمد بن الصباح، وهو ثقة.
وأبو فزارة: اسمه راشد بن كَيْسان.
وصححه ابن حبان (1613).
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 438 - 439)، وابن حزم (4/ 440) من طريق المؤلف.
ورواه البيهقي من طريق علي بن قادم: ثنا سفيان الثوري
…
به.
وقول ابن عباس منه؛ علقه البخاري في "صحيحه"(1/ 428). قال الحافظ:
"وإنما لم يذكر البخاري المرفوع منه؛ للاختلاف على يزيد بن الأصم في وصله وإرساله".
قلت: وقد وصله أبو فزارة، وهو ثقة، فيجب قبول زيادته.
وقول ابن عباس هذا؛ قال الشيخ القاري في "المرقاة"(1/ 459):
"وهو موقوف؛ لكنه في حكم المرفوع".
قلت: وقد روي مرفوعًا؛ لكن بسند ضعيف:
أخرجه ابن ماجة من طريق أخرى عن ابن عباس، وقد تكلمنا عليه في "الثمر المستطاب".
476 -
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقومُ الساعةُ حتى يتباهى الناس في المساجد".
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان (1611) في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا محمد بن عبد الله الخُزَاعي: ثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس. وقتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير محمد بن عبد الله الخزاعي، وهو ثقة؛ وثقه ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما.
والحديث أخرجه الطبراني في "معجمه الصغير"(ص 125): ثنا معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري أبو المثنى: ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي
…
به، وقال:"لم يروه عن قتادة إلا حماد. تفرد به الخزاعي".
قلت: وأخرجه النسائي (1/ 112)، والدارمي (1/ 327)، وابن ماجة (1/ 250)، والبيهقي (2/ 439)، وأحمد (3/ 134 و 145 و 152 و 230 و 283)، وأبو يعلى (2/ 2703)، وعنه ابن حبان (308) من طرق عن حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس
…
به.
وقال البخاري في "صحيحه"(1/ 428): وقال أنس:
يتباهون بها، ثم لا يَعْمُرُونَهَا إلا قليلًا. قال الحافظ:
"وهذا التعليق رُوِّيناه موصولًا في "مسند أبي يعلى" و "صحيح ابن خزيمة" من طريق أبي قلابة أن أنسًا قال: سمعته يقول: "يأتي على أمتي زمان يتباهون بالمساجد، ثم لا يعمرونها إلا قليلًا"، وأخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان مختصرًا من طريق أخرى عن أبي قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة
…
"! إلخ.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1/ 142 / 1 - 2) من طريق أبي عامر الخزاز قال: قال أبو قلابة الجرمي:
انطلقنا مع أنس يريد الزاوية قال: فمررنا بمسجد، فحضرت صلاة الصبح، فقال أنس: لو صلينا في هذا المسجد؛ فإن بعض القوم يأتي المسجد الآخر! قالوا: أي مسجد؟ فذكرنا مسجدًا. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يأتي على الناس
…
" إلخ. قال ابن خزيمة: الزاوية: قصر من البصرة على شبه من فرسخين.
وأبو عامر الخزاز: هو صالح بن رستم، صدوق كثير الخطأ.
ومن طريقه: أخرجه أبو يعلى أيضًا (2/ 746).
والحديث أخرجه ابن حبان أيضًا (307) من طريق عفان: حدثنا حماد بن سلمة
…
بلفظ:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتباهى الناس بالمساجد.
وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
477 -
عن عبد الله بن عمر:
أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيًّا باللَّبِن وعَمَدُهُ (وفي رواية: وعُمُدُه) من خشب النخيل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا، وزاد فيه عمر، وبناه علي بنائه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللَّبِن والجريد، وأعاد عَمَدَه (وفي الرواية الأخرى: عُمُدَه) خشبًا، وغيَّرَهُ عثمانُ، فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقَصَّة، وجعل عَمَدَة من حجارةٍ منقوشة، وسَقْفَه بالسَّاج (وفي الرواية الأخرى: وسَقَّفَهُ الساجَ).
قال أبو داود: "القَصَّةُ: الجص (1) ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه البخاري).
إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ومجاهد بن موسى -وهو أتم- قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم: ثنا أبي عن صالح قال: نا نافع أن عبد الله بن عمر أخبره.
والرواية الأخرى لمجاهد.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ فإن رجاله كلهم من رجالهما؛ غير محمد بن يحيى؛ فهو من رجال البخاري وحده.
ومجاهد بن موسى؛ فمن رجال مسلم وحده.
والحديث أخرجه أحمد (2/ 130): ثنا يعقوب
…
به.
ومن طريق أحمد: أخرجه البيهقي (2/ 438).
وأخرجه البخاري (1/ 428): حدثنا علي بن عبد الله: ثنا يعقوب بن إبراهيم
…
به.
(تنبيه): لم يَعْزُ المنذري في "مختصره" الحديث إلى البخاري! فأوهم أنه لم يخرجه، وذلك أنّ من عادة المنذري عزوه الحديث إلى من أخرجه من أصحاب الكتب الستة، فإذا لم يفعل؛ فقد أوهم، فلزم التنبيه عليه!
478 -
عن أنس بن مالك قال:
قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فنزل في عُلْوِ المدينةِ في حَيٍّ -يقال لهم: بنو عمرو بن عوف-، فأقام فيهم أربعَ عشْرةَ ليلةً، ثم أرسل إلى بني
(1) كذا قال المصنف! وقال الخطابي في "المعالم". "والقصة: شيء يشبه الجص، وليس به".
النجار، فجاؤوا متقلدي سيوفهم. فقال أنس: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته؛ وأبو بكر رِدْفَهُ، ومَلأُ بني النجار حوله؛ حتى ألقى بفِنَاءِ أبي أيوب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركَتْهُ الصلاةُ، ويصلِّي في مرابض الغنم، وإنه أمَرَ ببناءِ المسجد، فأرسل إلى بني النجار قال:
"يا بني النَّجَّار! ثامِنُوني بحائطكم هذا". فقالوا: والله لا نطلبُ ثَمَنَه إلا إلى الله.
قال أنس: وكان فيه ما أقول لكم: كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خِرَبٌ، وكانت فيه نخلٌ، فأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَر بقبور المشركين فَنُبِشَتْ، وبالخرَبِ فسُوِّيَت، وبالنخيل فَقُطِعَ، فَصُفِّفَ النخلُ قِبْلَةَ المسجدِ، وجعلوا عَضَادَتَيْه الحجارة، وجعلوا ينْقُلُون الصَّخْرَ؛ وهم يَرْتَجِزُونَ والنبي صلى الله عليه وسلم معهم يقول:
"اللهمَّ لا خَيْرَ إلا خير الآخِرَة
…
فانصُر ِالأنصارَ والمُهَاجِرَة".
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في "صحيحه" بسند المؤلف. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما"، وأخرج الترمذي منه الصلاةَ في المرابض، وقال: "حديث حسن صحيح").
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الوارث عن أبي التَّيَّاح عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وأبو التياح: اسمه يزيد بن حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 438) من طريق المصنف.
وأخرجه البخاري (1/ 416 - 417)
…
بإسناده.
وأخرجه الطيالسي (رقم 2085) قال: حدثنا حماد بن سلمة وعبد الوارث وشعبة؛ أحسبهم كلهم: حدثنا عن أبي التياح
…
به.
ومن طريقه: أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(1/ 397 - 398).
ثم أخرجه هو، ومسلم (2/ 65)، والنسائي (1/ 114 - 115)، والبيهقي أيضًا، وأحمد (3/ 211 - 212) من طرق أخرى عن عبد الوارث
…
به.
وحديث شعبة مختصر: أخرجه مسلم بلفظ:
كان يصلي في مرابض الغنم قبل أن يبنى المسجد.
وكذا أخرجه الترمذي (2/ 186)، دون قوله: قبل أن يبنى المسجد. وقال: "حديث حسن صحيح".
وأما حديث حماد بن سلمة؛ فقد أخرجه المصنف أيضًا وغيره، وهو:
479 -
وفي رواية عنه قال:
كان مَوْضِعُ المسجد حائطًا لبني النجار؛ فيه حَرْثٌ ونخلٌ وقبورُ المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثَامِنُوني به".
فقالوا: لا نبغي به ثمنًا، فقُطِع النخلُ، وسُوِّي الحَرْثُ، ونُبِشَ قبور المشركين
…
وساق الحديث، وقال:"فاغفر". مكان: "فانصر".