الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأعله المصنف بأن غير عبد الوارث رواه موقوفًا على عمر.
ثم أخرجه من طريق إسماعيل عن أيوب عن نافع قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمعناه، قال:
"وهو أصح".
ثم رواه من طريق بكير عن نافع قال:
إن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يدخل من باب النساء.
قلت: عبد الوارث -وهو ابن سعيد بن ذكوان العنبري مولاهم- ثقة ثبت، وقد رواه مرفوعًا عن ابن عمر؛ فهي زيادة منه يجب قبولها، ورواية غيره عن عمر لا يعله؛ بل لنافع روايتان: الأولى: عن ابن عمر مرفوعًا، وهي هذه. والأخرى: عن عمر موقوفًا، وهي رواية إسماعيل عن أيوب وبكير عن نافع. ولذلك قال في "عون المعبود":
"والأشبه أن يكون الحديث مرفوعًا وموقوفًا، وعبد الوارث ثقة تقبل زيادته، والله أعلم".
قلت: على أن الرواية عن عمر منقطعة؛ ولذلك أوردناها في الكتاب الآخر (رقم 72).
17 - باب ما يقول الرجل عند دخوله المسجد
484 -
عن أبي حُمَيد -أو أبي أُسَيد- الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دخل أحدُكم المسجدَ؛ فَلْيُسَلِّم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: اللهم
افتح لي أبواب رحْمَتِكَ، وإذا خرج، فليقل: اللهم إني أسألُكَ من فضلك".
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما"، وزاد أبو عوانة: التسليم عند الخروج أيضًا).
إسناده: حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي: ثنا عبد العزيز -يعني: الدراوردي- عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سُويد قال: سمعت أبا حميد -أو أبا أُسيد- الأنصاري يقول
…
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير محمد بن عثمان الدمشقي -وهو أبو الجُمَاهر التَّنُوخي الكَفْرَسوسِيّ-، وهو ثقة اتفاقًا.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 442) من طريق المصنف، ومن طريق عبَيْد بن شَرِيك عن أبي الجمَاهر.
وأخرجه الدارمي (1/ 324): حدثنا يحيى بن حسان: أنا عبد العزيز بن محمد
…
به.
وقد تابعه سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن:
أخرجه مسلم (2/ 155)، والبيهقي (2/ 441) -عن يحيى بن يحيى-، والدارمي (2/ 293) -عن عبد الله بن مسلمة-، وأبو عوانة في "صحيحه"(1/ 414) -عن ابن أبي مريم-، والنسائي (1/ 119)، وأحمد (3/ 197 و 5/ 425) -عن أبي عامر- كلهم عن سليمان
…
به، وكلهم قالوا: عنه عن أبي حميد أو أبي أسيد؛ على الشك؛ غير أبي عامر فقال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان! وهي رواية شاذة، والصحيح رواية الجماعة.
وتابعه أيضًا عَمارة بن غَزِية: عند مسلم وأبي عوانة والبيهقي من طريق بشر
بن مُفَضَّل ويحيى بن عبد الله بن سالم عنه.
وتابعهما عنه إسماعيل بن عياش؛ لكنه قال: عن أبي حميد وحده.
وإسماعيل ضعيف في روايته عن الحجازيين، وهذه منها.
هذا؛ وليس في حديث سليمان بن بلال التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ثابت في سائر الروايات.
وفي حديث عمارة بن غزية -عند أبي عوانة-: التسليم عند الخروج أيضًا.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح على شرط مسلم، وفيه التسليم في الموضعين، وقد خرجته في "الثمر المستطاب"، وصححه ابن خزيمة (1/ 62 / 1)، وابن حبان (321).
ثم إن الحديث رواه بعض الثقات عن عبد العزيز من فعله عليه السلام بلفظ آخر:
أخرجه أبو عوانة قال: حدثني محمد بن النعمان بن بَشِير -ببيت المقدس- قال: ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأُويْسي قال: ثنا عبد العزيز عن ربيعة عن عبد الملك بن سُوَيد عن أبي حميد الساعدي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل المسجد:
"اللهم"! افتح لنا أبواب رحمتك، وسَهِّلْ لنا أبواب رزقك".
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ لكنه شاذ سندًا ومتنًا.
ولعل الوهم فيه من الأويسي؛ فهو وإن كان ثقة؛ فقد روى الآجُرِّي عن المصنف أنه "ضعيف". والله أعلم.