الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين (1)؛ وسليمان بن داود؛ هو العَتَكِي أبو الربيع الزَّهْراني البصري الحافظ.
والحديث أخرجه البخاري (4/ 82 و 12/ 278)، ومسلم (1/ 32)، والبيهقي (2/ 466) من طرق عن إسماعيل بن جعفر
…
به. وقال الحافظ في "الفتح"(1/ 89):
"وهو صحيح لا مرية فيه".
قلت: لكن قوله: "وأبيه" شاذ؛ كما تقدم التنبيه عليه آنفًا.
1 - باب في المواقيت
417 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أمّني جبريل عليه السلام عند البيت مَرَّتين، فصلَّى بي الظهرَ: حين زالت الشمسُ وكانت قَدْرَ الشِّرَاك، وصلَّى بي العَصْرَ: حين كان ظِلُّهُ مثلَه، وصلَّى بي -يعني- المغربَ: حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاءَ: حين غاب الشَّفَقُ، وصلَّى بي الفَجْرَ: حين حَرُمَ الطعامُ والشرابُ على الصائم.
فلما كان الغَدُ؛ صلَّى بي الظُّهْرَ: حين كان ظِلُّهُ مِثْلَهُ، وصلَّى بي العَصْرَ: حين كان ظِلُّهُ مِثْلَيْهِ، وصلَّى بي المغربَ: حين أفطر الصائم، وصلَّى بي العشاءَ: إلى ثلث الليل، وصلَّى بي الفَجْرَ فَأسْفَرَ، ثم التفتَ إليَّ فقال: يا محمد! هذا وقت الأنبياءِ من قبلك، والوقتُ: ما بين هذين
(1) كتب الشيخ رحمه الله فوق هذه العبارة: "يعاد النظر".
الوقتين".
(قلت: إسناده حسن صحيح، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، والحاكم: "صحيح"! وأقرَّهُ الذهبي! وكذا قال النووي! وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، وصححه أيضًا أبو بكر بن العربي، وابن عبد البر).
إسناده: حدثنا مسدد: نا يحيى عن سفيان: حدثني عبد الرحمن بن فلان ابن أبي ربيعة -قال أبو داود: هو عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة- عن حَكِيمِ بن حَكِيمٍ عن نافع بن جُبَيْرٍ بن مُطْعِمٍ عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات؛ وفي عبد الرحمن بن الحارث ضعف يسير من قبل حفظه، لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن؛ وقد وثقه ابن سعد وابن حبان والعجلي. وقال ابن معين:
"صالح". وقال أبو حاتم:
"شيخ". وقال النسائي:
"ليس بالقوي". وقال أحمد:
"متروك".
وضعفه ابن المديني. وقال ابن نمير:
"لا أُقْدِمُ على ترك حديثه". وقال الحافظ في "التقريب":
"صدوق له أوهام".
والحديث أخرجه الطحاوي (1/ 87)، والدارقطني (ص 96)، والحاكم (1/ 193)، والبيهقي (1/ 364)، وأحمد (1/ 333 و 354) من طرق أخرى عن
سفيان
…
به.
وأخرجه الترمذي (1/ 279 - 282)، والطحاوي أيضًا، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي، وعبد الرزاق (2028) من طرق أخرى عن عبد الرحمن بن الحارث
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح". والحاكم:
"صحيح"! وأقره الذهبي! وكذا قال النووي في "المجموع"(3/ 23)!
وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"(1)، كما في "نصب الراية"(1/ 221)، و "التلخيص"(3/ 5)، وقال:
"وفي إسناده عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة؛ مختلف فيه؛ لكنه توبع: أخرجه عبد الرزاق [رقم 2029] عن العمري عن عمر بن نافع بن جبير ابن مطعم عن أبيه عن ابن عباس
…
نحوه. قال ابن دقيق العيد: هي متابعة حسنة. وصححه أبو بكر بن العربي وابن عبد البر".
قلت: وأخرجه الدارقطني من طريق محمد بن حِمْيَرٍ عن إسماعيل عن عبد الله بن عمر عن زياد بن أبي زياد عن نافع بن جبير
…
به بطوله.
وإسماعيل هذا؛ الظاهر أنه ابن عياش.
وعبد الله بن عمر: هو العمري.
وأما زياد بن أبي زياد؛ فإن كان هو الجَصَّاص؛ فهو ضعيف.
وإن كان المخزومي المدني مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة -وهو الأقرب-؛ فهو ثقة من رجال مسلم.
(1) ليس هو في "صحيح ابن حبان"، وإنما في "صحيح ابن خزيمة"(325) فقط.
وقد تابعه عبيد الله بن مقسم عن نافع: أخرجه الدارقطني.
وهذه متابعة قوية؛ لولا أن في طريقها الواقدي؛ وهو متروك!
ثم أخرجه الدارقطني من طريق محمد بن إسماعيل البخاري: ثنا أيوب بن سليمان: حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن الحارث ومحمد بن عمرو عن حكيم بن حكيم
…
به مختصرًا بلفظ:
أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فصلَّى به الصلوات وقتين؛ إلا المغرب.
وهذه متابعة قوية؛ فإن محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- ثقة حسن الحديث أيضًا.
ومثلهما حكيم بن حكيم؛ لكنه قد توبع كما سبق، فالحديث صحيح، لا سيما وأن له شواهد تأتي في الكتاب، ومنها: حديث أبي مسعود، وهو:
418 -
عن ابن شهاب:
أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدًا على المنبر، فأخَّرَ العصر شيئًا، فقال له عروةُ بنُ الزبير: أما إنّ جبريل عليه السلام قد أخبر محمدًا صلى الله عليه وسلم بوقت الصلاة! فقال له عمر: اعلم ما تقول! فقال عروة: سمعتُ بَشِيرَ بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"نزل جبريل، فأحبرني بوقت الصلاة، فصلَّيت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صلَّيت معه، ثم صليت معه"؛ يحسب بأصابعه خمس صلوات، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهر حين تزول الشمس،
وربما أخرها حين يشتدُّ الحرُّ، ورأيته يصلِّي العصر والشمس مرتفعةٌ بيضاءُ قبل أن تَدْخُلَهَا الصُّفْرةُ؛ فيَنْصَرِفُ الرَّجَلُ من الصلاة، فيأتي ذا الحُلَيْفَةِ قبل غروبِ الشمسِ، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يَسْوَدُّ الأفق، وربَّما أخَّرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مَرةً بِغَلَسٍ، ثم صلى مرة أخرى فأسْفَرَ بها، ثم كانت صلاته بَعْدَ ذلك التغليسَ حتى مات، ولم يَعُدْ إلى أن يُسْفِرَ.
(قلت: إسناده حسن، وكذا قال النووي، وهو على شرط مسلم. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1492). وقال الحاكم: "صحيح"، وأقره الذهبي، وقال الخطابي:"هو صحيح الإسناد"، وقوَّاه المنذري، والعسقلاني، وصححه ابن خزيمة أيضًا).
إسناده: حدثنا محمد بن سلمة المرادي: نا ابن وهب عن أسامة بن زيد الليثي أن ابن شهاب أخبره (1).
قلت: وهذا إسناد حسن، وهو على شرط مسلم؛ وفي أسامة بن زيد كلام لا يضر.
والحديث أخرجه الدارقطني (ص 93)، والبيهقي (1/ 363 - 364 و 435) من طريق الربيع بن سليمان: ثنا عبد الله بن وهب
…
به.
وأخرجه الحاكم (1/ 192)، ومن طريقه البيهقي (1/ 455) من طريق يزيد بن
(1) قال أبو داود: "روى هذا الحديث عن الزهري: معمر ومالك وابن عيينة وشعيب بن أبي حمزة والليث بن سعد وغيرهم
…
لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه، ولم يفسروه. وكذلك أيضًا روى هشام بن عروة وحبيب بن أبي مرزوق عن عروة
…
نحو رواية معمر وأصحابه؛ إلا أن حبيبًا لم يذكر بشيرًا".
أبي حبيب عن أسامة بن زيد
…
به. وقال الحاكم: إنه "صحيح". وأقره الذهبي. وقال النووي في "المجموع"(3/ 52):
"رواه أبو داود بإسناد حسن، قال الخطابي: هو صحيح الإسناد". وقوّاه المنذري، كما يأتي. وقول الخطابي هذا؛ في "المعالم"(1/ 245).
وقد أفاد المصنف رحمه الله أن أسامة بن زيد تفرد بتفسير الأوقات في هذا الحديث دون أصحاب الزهري الذين ذكرهم! ونحن نذكر مَنْ خَرَّجَ أحاديثهم على الترتيب الذي أوردهم.
الأول: معمر -وهو ابن راشد-: أخرجه أحمد (4/ 120 - 121): ثنا عبد الرزاق: ثنا معمر عن الزهري
…
به.
وأخرجه أبو عوانة (1/ 343) من طريق عبد الرزاق.
الثاني: مالك: وقد أخرجه هو نفسه في "موطّئه"(1/ 13 - 19)، وهو أول حديث فيه.
ومن طريقه: أخرجه البخاري (2/ 2 - 5)، ومسلم (2/ 103)، والبيهقي (1/ 363)، وأحمد (5/ 274)، وأبو عوانة أيضًا (1/ 340 - 341)، والدارمي (1/ 268).
الثالث: ابن عيينة -وهو سفيان-: أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 9): حدثنا سفيان عن الزهري.
ومن طريق الشافعي: أخرجه أبو عوانة (1/ 341).
ثم أخرجه هو، والبيهقي (1/ 363) من طريقين آخرين عن سفيان.
الرابع: شعيب بن أبي حمزة: أخرجه البخاري (7/ 254)، والبيهقي (1/ 441).
الخامس: الليث بن سعد: أخرجه البخاري (6/ 238)، ومسلم أيضًا، وأبو عوانة (1/ 342)، والنسائي (1/ 86)، وابن ماجة (1/ 228).
وأخرجه أبو عوانة من حديث ابن جريج أيضًا قال: حدثني ابن شهاب
…
به
وأما رواية هشام؛ فأخرجها سعيد بن منصور.
وأما رواية حبيب؛ فأخرجها الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "الفتح"(2/ 4) -، قال:
"وقد وجدت ما يعضد رواية أسامة، ويزيد عليها أن البيان من فعل جبريل، وذلك فيما رواه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"، والبيهقي في "السنن الكبرى" [1/ 365] من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي بكر بن حزم أنه بلغه عن أبي مسعود
…
فذكره منقطعًا. لكن رواه الطبراني من وجه آخر عن أبي بكر عن عروة، فرجع الحديث إلى عروة. ووضح أن له أصلًا، وأن في رواية مالك ومن تابعه اختصارًا. وبذلك جزم ابن عبد البر. وليس في رواية مالك ومن تابعه ما ينفي الزيادة المذكورة، فلا توصف -والحالة هذه- بالشذوذ". وقال المنذري في "مختصره" (رقم 370):
"وهذه الزيادة في قصة الإسفار؛ رواتها عن آخرهم ثقات، والزيادة من الثقة مقبولة".
والحديث صححه ابن خزيمة أيضًا؛ كما في "الفتح"(2/ 4).
419 -
قال أبو داود: "وروى وهب بن كَيْسان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
وقت المغرب، قال: ثم جاءه للمغرب حين غابت الشمس؛ يعني: من الغد؛ وقتًا واحدًا".
(قلت: وصله النسائي وغيره والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، والحاكم: "حديث صحيح مشهور". وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1470). وقال البخاري: إنه "أصح شيء في المواقيت"؛ يعني: في إمامة جبريل).
قلت: وصله النسائي (1/ 91)، والترمذي (1/ 281)، والدارقطني (ص 95)، والحاكم (1/ 195 - 196)، ومن طريقه البيهقي (1/ 368)، وأحمد (3/ 330 - 331) من طرق عن عبد الله بن المبارك عن حسين بن علي بن حسين قال: أخبرني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أمَّني جبريل
…
" فذكر نحو حديث ابن عباس الذي سبق في الباب.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح غريب". وقال الحاكم:
"حديث صحيح مشهور"، ووافقه الذهبي.
قلت: وهو كما قالوا؛ فإن إسناده صحيح، رجاله -، كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير حسين بن علي بن حسين -وهو أخو أبي جعفر الباقر-، وهو ثقة؛ وثقه النسائي وابن حبان، وأخرج حديثه هذا في "صحيحه" (1470). قال الترمذي:
"قال محمد [يعني: البخاري]: حديث جابر أصح شيء في المواقيت".
يعني: في إمامة جبريل؛ كما قال عبد الحق؛ على ما في "التلخيص"(3/ 11). ثم قال الترمذي في "سننه"(1/ 283):
"وحديث جابر في المواقيت؛ قد رواه عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وأبو الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
نحو حديث وهب بن كيسان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم".
قلت: فوصف الترمذي فيما سبق للحديث بأنه غريب؛ لا يتمشى مع المعروف في "المصطلح": أن الغريب ما تفرَّد به راوٍ واحد! وهذا قد رواه عن جابر جماعة، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة أيضًا؛ فكيف يكون غريبًا؟ ! إلا أن يكون أراد الغرابة النسبية!
وحديث عطاء بن أبي رباح عنه: أخرجه النسائي (1/ 88)، وأحمد (3/ 351 - 352)، والطحاوي (1/ 88) من طريق عبد الله بن الحارث: حدثني ثور بن يزيد عن سليمان بن موسى عن عطاء بن أبي رباح.
وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال "الصحيح".
ثم أخرجه النسائي (1/ 89)، والدارقطني والحاكم والبيهقي من طريق بُرْدِ بن سنان عن عطاء بن أبي رباح
…
به.
وهو إسناد صحيح أيضًا؛ وقد علقه المصنف من الطريق الأولى، كما يأتي رقم (428).
420 -
قال أبو داود: "وكذلك روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"
…
ثم صلى بي المغرب؛ يعني: من الغد؛ وقتًا واحدًا".
(قلت: وصله النسائي وغيره بإسناد حسن عنه؛ كما قال الحافظ، وصححه
ابن حبان (1491)، والحاكم، ووافقه الذهبي، والحاكم، وصححه ابن السكن أيضًا، وقال الترمذي:"حسن").
قلت: وصله النسائي (1/ 89)، والطحاوي (1/ 88)، والدارقطني (ص 97)، والحاكم (194)، وعنه البيهقي (1/ 369) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
…
نحو حديث ابن عباس المتقدم.
وهذا إسناد حسن؛ كما قال الحافظ في "التلخيص"(3/ 10)؛ قال:
"وصححه ابن السكن، وقال الترمذي في "العلل": حسن". وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
وفيه نظر بيَّناه فيما سبق من الكتاب مرارًا.
ثم أخرج له الحاكم طريقًا أخرى من حديث عمر بن عبد الرحمن بن أسِيدٍ عن محمد بن عَبَّاد بن جعفر المؤذن أنه سمع أبا هريرة
…
به مختصرًا. وقال:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وأقره الحافظ في "التلخيص"(3/ 10).
ثم قال الحاكم:
"ولم يخرجاه؛ فإنهما لم يُخَرِّجا عن محمد بن عباد بن جعفر"!
قلت: محمد بن عباد بن جعفر: هو المخزومي المكي، وقد أخرج له الشيخان!
أما الذي لم يخرجا له؛ فإنما هو الراوي عنه: عمر بن عبد الرحمن بن أسيد، ولم أجد له ترجمة!
ثم رأيت البيهقي أخرج الحديث (1/ 369) من طريق الحاكم
…
بإسناده.
هذا؛ إلا أنه قال:
عمر بن عبد الرحمن بن أسيد عن محمد أنه سمع أبا هريرة. ثم قال البيهقي عقبة:
"محمد: هو ابن عمار بن سعد المؤذن".
وهكذا أخرجه الدارقطني (ص 97) عن محمد بن عمّار بن سعد المؤذن
…
مصرِّحًا به في صُلب الإسناد.
قلت: فهذا اختلاف عظيم بين ما في "المستدرك" -ويبعد أن يكون قد حُرِّف من قبل النساخ هذا التحريفَ الفاحشَ! -، وبين ما رواه البيهقي عنه!
ويغلب على الظن أن روايته هي الصواب؛ بدليل قول الحاكم في محمد هذا: "لم يخرجا له"؛ فقد علمت أن ابن عباد بن جعفر هو من رجالهما.
وأما محمد بن عمار بن سعد المؤذن؛ فهو من رجال الترمذي وحده!
وهذا يؤيد قول من ذهب من العلماء إلى أن الحاكم صنف "المستدرك" في آخر عمره، وكان إذ ذاك حصل له تَغَيُّرٌ وغفلة، كما ذكره الحافظ في "اللسان"، والله أعلم.
421 -
وكذلك روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص: من حديث حسان بن عطية عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(قلت: وصله البيهقي بإسناد حسن).
إسناده معلق؛ وقد وصله البيهقي (1/ 369) من طريق عبد الرحمن بن أبي حاتم: أخبرني محمد بن عقبة بن علقمة -فيما كتب إلي-: ثنا أبي: ثنا الأوزاعي: ثنا حسان بن عطية: حدثني عمرو بن شعيب
…
به.
وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، رجاله ثقات معروفون؛ غير محمد بن
عقبة بن علقمة -وهو ابن خُدَيْج البيروتي المَعَافري؛ قال ابن حبان في "الثقات" - في ترجمة عقبة بن علقمة-:
"يعتبر حديثه من غير رواية ابنه محمد عنه؛ لأن محمدًا كان يُدْخِلُ عليه الحديثَ، ويكذب فيه". وقال أبو محمد بن أبي حاتم:
"كتب إلي ببعض حديثه، وهو صدوق، وسئل أبي عنه؟ فقال: صدوق".
كذا في "اللسان".
422 -
عن أبي موسى:
أن سائلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يَرُدَّ عليه شيئًا، حتى أمر بلالًا فأقام الفجر حين انشقَّ الفَجْرُ؛ فصلَّى حين كان الرجل لا يعرف وجه صاحبه -أو أن الرجل لا يعرف مَنْ إلى جنبه-، ثم أمر بلالًا فأقام الظهر حين زالت الشمس، حتى قال القائل: انتصف النهار؟ وهو أعلم! ثم أمر بلالًا فأقام العصرَ؛ والشمسُ بيضاءُ مرتفعةٌ، وأمر بلالًا فأقام المغرب حين غابت الشمس، وأمر بلالًا فأقام العشاء حين غاب الشفق. فلما كان من الغد؛ صلَّى الفجر وانصرف، فقلنا: طلعت الشمس! فأقام الظهر في وقت العصر الذي كان قبله، وصلَّى العصر وقد اصفرَّت الشمس -أو وقال: أمسى-، وصلَّى المغرب قبل أن يغيبَ الشفق، وصلَّى العشاء إلى ثلث الليل، ثم قال:
"أينَ السائلُ عن وقتِ الصلاة؟ الوقتُ فيما بَيْنَ هَذَيْن".
(قلت: إسناده صحيح، رجاله رجال "الصحيح". وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا مسدد: نا عبد الله بن داود: نا بدر بن عثمان: نا أبو بكر بن أبي موسى عن أبي موسى.
قلت: هذا إسناد صحيح، رجاله رجال "الصحيح".
والحديث أخرجه البيهقي (1/ 374) من طريق المصنف.
وأخرجه هو (1/ 366 - 367 و 370 - 371)، ومسلم (2/ 109 - 110)، وأبو عوانة (1/ 375)، والنسائي (1/ 91)، والطحاوي (1/ 88)، والدارقطني (ص 98)، وأحمد (4/ 416) من طرق عن بدر بن عثمان
…
به.
423 -
قال أبو داود: "وروى سليمان بن موسى عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
في المغرب نحو هذا؛ قال: ثم صلى العشاء، قال بعضهم: إلى ثلث الليل، وقال بعضهم: إلى شطره".
(قلت: وصله أحمد وغيره بإسناد صحيح عنه).
وصله الإمام أحمد (3/ 351 - 352): حدثنا عبد الله بن الحارث: حدثني ثور ابن يزيد عن سليمان بن يسار
…
به نحو حديث أبي موسى.
وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح".
وأخرجه النسائي (1/ 88)، والطحاوي (1/ 88) -عن عبد الله بن الحارث.
والبيهقي (1/ 372) من طريق أحمد.
ولجابر حديث آخر في إمامة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه:
أنه صلى به المغرب في اليومين في وقت واحد؛ حين غابت الشمس.
رواه بُرْدُ بن سنان عن عطاء بن أبي رباح عنه.
ورواه وهب بن كيسان أيضًا عن جابر؛ وقد علقه المصنف فيما تقدم (رقم 419).
واعلم أنه لا تعارض بين حديثي جابر رضي الله عنه، كما لا تعارض بين أحاديث الباب؛ فإن في حديثه هذا، وحديث أبي موسى قبله، والأحاديث الأخرى الآتية حكمًا زائدًا على الأحاديث المتقدمة في إمامة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم؛ ففي هذه: أن وقت المغرب يمتدُّ إلى أن يغيب الشفق، فوجب الأخذ بها ولا سيما أنها متأخرة عن تلك؛ لأن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن المواقيت كان في المدينة، في مسجده عليه السلام، وإمامة جبريل له عليهما السلام كانت بمكة عند البيت؛ كما سبق في حديث ابن عباس.
هذا إذا كان حديث جبريل عليه السلام إنما ورد في بيان وقت الجواز؛ فقد قيل: إنه إنما أراد بيان وقت الاختيار، لا وقت الجواز. واستحسنه النووي في "المجموع"(3/ 131). والله أعلم.
424 -
وكذلك روى ابن بُرَيْدَةَ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(قلت: وصله مسلم، وابن حبان (1490)، وأبو عوانة في "صحاحهم"، وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح"، وقال البخاري:"حديث حسن").
وصله مسلم (2/ 106)، وأبو عوانة (1/ 373 - 374)، والنسائي (1/ 90)، والترمذي (1/ 286)، والطحاوي (1/ 88)، والدارقطني (ص 98)، والبيهقي (1/ 371 و 374)، وأحمد (5/ 349) من طرق عن علقمة بن مرثد عن سليمان ابن بريدة عن أبيه. وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب صحيح". وقال البيهقي:
"وفي "علل الترمذي" عن البخاري أنه قال: حديث أبي موسى حسن".
425 -
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:
"وقت الظهر ما لم تَحْضُر العصر، ووقت العصر ما لم تَصْفَرَّ الشمس، ووقت المغرب ما لم يسقطْ فَوْر الشَّفَقِ، ووقت العشاء إلى نصف الليل، ووقت صلاة الفجر ما لم تَطْلُعِ الشمسُ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما". وقال الخطابي: "هو حديث حسن").
إسناده: حدثنا عبيد الله بن معاذ: نا أبي: نا شعبة عن قتادة أنه سمع أبا أيوب عن عبد الله بن عمرو.
قلت: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، فهو على شرطهما وأبو أيوب: هو المَرَاغِي الأزدي العَتَكِيُّ البصري، اسمه يحيى -ويقال: حبيب- بن مالك.
والحديث أخرجه مسلم (2/ 104) عن هذا الشيخ
…
بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي (1/ 367) من طريقين آخرين عن عبيد الله بن معاذ
…
به.
وأخرجه الطيالسي رقم (2249) قال: حدثنا شعبة وهمام عن قتادة
…
به.
قال أبو داود:
"قال شعبة: أحيانًا يرفعه وأحيانًا لا يرفعه".
ثم أخرجه مسلم، وأبو عوانة (1/ 371)، والنسائي (1/ 90)، وابن خزيمة (354 و 355)، وابن حبان (1471)، والطحاوي (1/ 90)، والبيهقي أيضًا (1/ 371)، وأحمد (2/ 213) من طرق عن شعبة
…
به؛ وزاد مسلم وأحمد والطحاوي: