الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث؛ يعني: لأن الصحابة كلهم عدول، وقد ذكرنا نص كلامهما في ذلك في الحديث قبله.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 434) من طريق أبي الوليد: ثنا زهير
…
به.
وأخرجه ابن ماجة (1/ 190) من طريق شريك عن عبد الله بن عيسى
…
به.
وزهير: هو ابن معاوية.
140 - باب الأذى يصيبُ النَّعْلَ
411 -
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا وَطِئَ أحدُكُم بِنَعْلِهِ الأذى؛ فإنَّ الترابَ له طَهُورٌ".
(قلت: حديث صحيح، وقد صححه من سنذكر في الرواية الآتية):
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: نا أبو المغيرة. (ح) وحدثنا عباس بن الوليد ابن مَزْيَدٍ: أخبرني أبي. (ح) وحدثنا محمود بن خالد: نا عمر -يعني: ابن عبد الواحد- عن الأوزاعي -المعنى- قال: أنبئت أنّ سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي حدث عن أبيه عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح؛ لولا جهالة من أنبأ الأوزاعي.
وقد سماه محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي فقال: عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد
…
به نحوه؛ وهو في الكتاب بعد هذا.
لكن محمد بن كثير سيئ الحفظ؛ فلا يحتج به؛ لا سيما فيما خالف فيه الثقات، وسيأتي زيادة بيان لهذا.
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 66)، والبيهقي (2/ 430) من طريق العباس بن الوليد بن مَزْيَدٍ
…
به.
412 -
وفي رواية عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
بمعناه؛ قال:
"إذا وطئ الأذى بخُفَّيْهِ؛ فَطَهُورُهُمَا الترابُ".
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1400 و 1401). وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال ابن تيمية: إنه: "حسن").
إسناده: حدثنا أحمد بن إبراهيم: حدثني محمد بن كثير -يعني: الصنعاني- عن الأوزاعي عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ لكن محمد بن كثير سيئ الحفظ، فلا يحتج به؛ لا سيما وقد خولف في إسناده:
فرواه جماعة من الثقات عن الأوزاعي فقالوا: عنه قال: أُنْبِئْتُ أن سعيد بن أبي سعيد
…
به.
فرجع الحديث إلى أنه عن مجهول.
هكذا أخرجه المصنف وغيره كما سبق. ولذلك قال النووي في "المجموع"(1/ 97):
"رواه أبو داود من طرق كلها ضعيفة". وقال الحافظ في "التلخيص"(4/ 44):
"وهو معلول؛ اختلف على الأوزاعي، وسنده ضعيف".
وأما الزيلعي؛ فنقل في "نصب الراية"(1/ 207) عن النووي أنه قال في
"الخلاصة":
"رواه أبو داود بإسناد صحيح"!
فإذا صح هذا عن النووي؛ فقد تناقض! ثم قال الزيلعي:
"وقال ابن القطان: هذا حديث رواه أبو داود من طريق لا يظن بها الصحة؛ فإنه رواه من حديث محمد بن كثير عن الأوزاعي
…
به؛ إذ محمد بن كثير -الصنعاني الأصل المصيصي الدار أبو يوسف ضعيف، وأضعف ما هو: عن الأوزاعي؛ قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: هو منكر الحديث؛ يروي أشياء منكرة. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبي: هو عندي ليس بثقة".
قلت: لكن الحديث صحيح؛ لأن له شاهدين يأتي ذكرهما. ولذلك قال ابن تيمية في "الفتاوى"(2/ 28): أنه "حسن".
والحديث أخرجه الطحاوي (1/ 31)، والحاكم (1/ 166)، والبيهقي (2/ 430) من طرق أخرى عن محمد بن كثير
…
به. وقال الحاكم:
"حديث صحيح على شرط مسلم؛ فإن محمد بن كثير الصنعاني هذا صدوق، وقد حفط في إسناده ذِكْرَ ابن عجلان"!
قلت: كذا قال! ولم يتعقبه الذهبي يشيء! فكأنه أقره ووافقه! وفي ذلك نظر من وجهين:
الأول: أن الصنعاني هذا ليس بالحافظ؛ بل هو سيئ الحفظ كما سبق، فلا تقبل زيادته في الإسناد.
والآخر: أن مسلمًا لم يخرج للصنعاني شيئًا، كما أنه إنما أخرج لابن عجلان
متابعة.
والحديث رواه أيضًا ابن حبان في "صحيحه"(1400 و 1401)، وابن السكن؛ كما في "التلخيص "
وله شاهدان يشهدان له بالصحة:
الأول: من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا؛ بلفظ:
"إذا جاء أحدكم إلى المسجد؛ فلينظر، فإن رأى في نَعْلَيْهِ قذرًا أو أذىً؛ فَلْيَمْسَحْهُ، ولْيُصَلِّ فيهما".
أخرجه المصنف وغيره بإسناد صحيح، وسيأتي في (الصلاة في النعل)(رقم 657).
وأما الشاهد الآخر؛ فهو من حديث عائشة، وهو:
413 -
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
بمعناه.
(قلت: إسناده صحيح، وقال المنذري: "حديث حسن"، وأقره ابن تيمية).
إسناده: حدثنا محمود بن خالد: نا محمد -يعني: ابن عائذ-: حدثني يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن محمد بن الوليد: أخبرني أيضًا سعيد بن أبي سعيد عن القعقاع بن حكيم عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وقد أعله البيهقي بالانقطاع؛ فقال ابن التركماني:
"سكت -يعني: البيهقي-عن هذا الحديث؛ وقال في "الخلافيات":