الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهاب: ثني حمزة بن عبد الله بن عمر قال: قال ابن عمر
…
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 429) من طريق هارون بن معروف: ثنا ابن وهب
…
به.
ورواه البخاري (1/ 223) تعليقًا فقال: وقال أحمد بن شبيب: حدثنا أبي عن يونس
…
به.
وقد وصله البيهقي، وأبو نعيم أيضًا من طريق أحمد بن شبيب.
139 - باب الأذى يصيبُ الذَّيْلَ
409 -
عن أم وَلَدٍ لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أنها سألت أمَّ سلمة زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت:
إني امرأة أُطِيل ذَيْلِي وأمشي في المكان القذر؟ فقالت أم سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يُطَهِّرُهُ ما بعدَهُ".
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن العربي، وقال ابن حجر الهيتمي: "حديث حسن"، وقال العقيلي: "إسناده صالح جيد").
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن محمد بن عمارة بن عمرو ابن حزم عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
قلت، وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير أم ولد إبراهيم هذه؛ فإنها مجهولة،
وقد سماها النسائي في "مسند مالك": "حميدة" ففي "التهذيب" ما نصه:
"كن -حميدة: أنها سألت أم سلمة فقالت: إني امرأة طويلة للذيل. وعنها محمد بن إبراهيم بن الحارث. وقيل: عنه عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة، وهو المشهور". قال الحافظ:
"يجوز أن يكون اسم أم الولد حميدة؛ فيلتئم القولان".
قلت: وبذلك جزم الذهبي في "الميزان" فقال:
"حميدة. سألت أم سلمة: هي أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. تفرد عنها محمد بن إبراهيم التيمي". وقال الشيخ علي القاري في "المرقاة"(1/ 356):
"قال ابن حجر -يعني: الهيتمي-: ومَرَّ أنها مجهولة، ومع ذلك الحديث حسن. وهو غير صحيح؛ إلا أن يقال: إنه حسن لغيره؛ فيتوقف على إسناد آخر ليس فيه المجهولة، فيعتضد به؛ وهو غير معلوم؛ فتأمل"!
قلت: قد تأملنا، فوجدنا كلام الهيتمي صحيحًا؛ لأن مراده أنه حسن لغيره، وقد علمنا له إسنادًا آخر، وقد أخرجه المصنف بعد هذا، وهو إسناد صحيح، فيعتضد به، كما أن له شاهدًا آخر من حديث أبي هريرة يأتي ذكره.
والحديث في "الموطأ"(1/ 47).
ومن طريقه: أخرجه الإمام محمد (ص 159)، والترمذي (1/ 266)، والدارمي (1/ 189)، وابن ماجة (1/ 190)، والبيهقي (2/ 506) كلهم عن مالك
…
به.
وأخرجه أحمد (6/ 290، 316) من طرق أخرى عن محمد بن عمارة
…
به.
والحديث سكت عليه الترمذي!
وضعفه الخطابي والمنذري والنووي، فقال في "المجموع" (2/ 96): إنه "ضعيف؛ لأن أم ولد إبراهيم مجهولة"!
وأما الخطابي؛ فقال -عقب حديثي الباب-:
"وفي إسناد الحديثين مقال؛ لأن الأول عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن، وهي مجهولة لا يعرف حالها في الثقة والعدالة. والحديث الآخر عن امرأة من بني عبد الأشهل، والمجهول لا تقوم به الحجة في الحديث"! قال المنذري:
"وما قاله في الحديث الأول ظاهر. وأما ما قاله في الحديث الثاني؛ ففيه نظر؛ فإن جهالة اسم الصحابي غير مؤثرة في صحة الحديث".
قلت: وهذا هو الذي تقرر في المصطلح: أن جهالة اسم الصحابي لا تضر؛ وعليه جمهور أهل العلم من المحدثين وغيرهم. وقال أبو بكر بن العربي:
"هذا الحديث مما رواه مالك؛ فصح، وإن كان غيره لم يَرَهُ صحيحًا"!
وقد اغتر بهذا بعض المعاصرين، وهو صاحب "التاج"، فقال في الحديث:
"رواه أبو داود ومالك والترمذي بسند صالح، وسند مالك صحيح"!
وهذا -مع ما فيه من إيهام أن إسنادي المصنف والترمذي غير إسناد مالك، وليس كذلك؛ لأنهما أخرجاه من طريقه كما سبق-؛ فليس صحيح الإسناد؛ لجهالة أم ولد هذه كما تقدم! على أن العقيلي قال عقبه (2/ 256):
"إسناد صالح جيد"!
نعم؛ الحديث صحيح باعتبار أن له شاهدين:
أحدهما: عن أبي هريرة قال:
قيل: يا رسول الله! إنا نريد المسجد، فنطأ الطريق النجسة؟ فقال:
"الأرض يظهرُ بعضُها بعضًا".
أخرجه ابن ماجة والبيهقي من طريق إبراهيم بن إسماعيل اليَشْكُرِيِّ عن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحُصَين عن أبي سفيان عنه.
وهذا إسناد ليس بالقوي، كما قال البيهقي.
410 -
عن امرأة من بني عبد الله الأشْهَل قالت:
قلت: يا رسول الله! إن لنا طريقًا إلى المسجد مُنْتِنَةً فكيف نفعل إذا مُطِرْنَا؟ قال:
"أليس بعدها طريقٌ هي أطيبُ منها؟ ". قالت: قلت: بلى. قال:
"فهذه بهذه".
(قلت: إسناده صحيح، وصححه المنذري وعبد الحق الإشبيلي).
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي وأحمد بن يونس قالا: نا زهير: نا عبد الله بن عيسى عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن امرأة من بني عبد الأشهل.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير موسى بن عبد الله بن يزيد؛ فمن رجال مسلم وحده.
وأعله الخطابي بجهالة المرأة الصحابية! وردَّه المنذري بأن ذلك لا يوثر في صحة