المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌21 - باب في كراهية البزاق في المسجد - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ٢

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌100 - باب المرأة هل تنقض شعرها عند الغسل

- ‌101 - باب في الجنب يغسل رأسه بخطمي أيجزئه ذلك

- ‌102 - باب فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء

- ‌103 - باب مواكلة الحائض ومجامعتها

- ‌104 - باب الحائض تُنَاوِلُ من المسجد

- ‌105 - باب في الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌106 - باب في إتيان الحائض

- ‌107 - باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع

- ‌108 - باب في المرأة تستحاض، ومن قال: تدع الصلاة في عدة الأيام التي كانت تحيض

- ‌109 - باب إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة

- ‌110 - من باب ما روي أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة

- ‌111 - من باب من قال: تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غُسْلًا

- ‌112 - باب من قال: تغتسل من طُهْرٍ إلى طُهْرٍ

- ‌113 - باب من قال: المستحاضة تغتسل من ظهر إلى ظهر

- ‌114 - باب من قال: تغتسل كل يوم مرة، ولم يقل: عند الظهر

- ‌115 - باب من قال: تغتسل بين الأيام

- ‌116 - باب من قال: توضأ لكل صلاة

- ‌117 - باب من لم يذكر الوضوء إلا عند الحدث

- ‌118 - باب في المرأة ترى الصُّفْرة والكُدْرة بعد الطُّهْر

- ‌119 - باب المستحاضة يغشاها زوجها

- ‌120 - باب ما جاء في وقت النفساء

- ‌121 - من باب الاغتسال من الحيض

- ‌122 - باب التيمم

- ‌123 - باب التيمُّمِ في الحضر

- ‌124 - باب الجنب يتيمم

- ‌125 - باب إذا خاف الجُنُبُ البَرْدَ؛ أيتيمَّم

- ‌126 - باب المجروح يتيمم

- ‌127 - باب المتيمِّمُ يجد الماء بعدما يصلي في الوقت

- ‌128 - باب في الغسل للجمعة

- ‌129 - باب الرخصة في ترك الغُسْلِ يوم الجمعة

- ‌130 - باب الرجل يُسْلِمُ فيُؤْمَرُ بالغُسْل

- ‌131 - باب المرأة تَغْسِلُ ثوبَها الذي تَلْبَسُه في حَيْضِها

- ‌132 - باب الصلاة في الثوب الذي يُصيبُ أهلَهُ فيه

- ‌133 - باب الصلاة في شُعُر النساء

- ‌134 - بابُ الرُّخْصَةِ في ذلك

- ‌135 - باب المنيّ يُصيب الثوبَ

- ‌136 - باب بول الصبيِّ يصيبُ الثوبَ

- ‌137 - باب الأرض يُصِيبها البول

- ‌138 - باب في طُهُور الأرضِ إذا يَبِسَتْ

- ‌139 - باب الأذى يصيبُ الذَّيْلَ

- ‌140 - باب الأذى يصيبُ النَّعْلَ

- ‌141 - باب الإعادة من النجاسة تكون في الثوب

- ‌142 - باب البُزَاق يصيبُ الثوبَ

- ‌1 - باب في المواقيت

- ‌2 - باب وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يصليها

- ‌3 - باب وقت صلاة الظهر

- ‌4 - باب وقت العصر

- ‌5 - باب وقتِ المغرب

- ‌6 - باب وقت العشاء الآخرة

- ‌7 - باب وقت الصبح

- ‌8 - باب المحافظة على الصلوات

- ‌9 - باب إذا أخَّر الإمام الصلاة عن الوقت

- ‌10 - باب من نام عن صلاة أو نَسِيَها

- ‌11 - باب في بناء المساجد

- ‌12 - باب اتخاذ المساجد في الدُّور

- ‌13 - باب في السُّرُج في المساجد

- ‌14 - من باب في حصى المسجد

- ‌15 - باب كنس المسجد

- ‌16 - من باب اعتزال النساء في المسجد عن الرجال

- ‌17 - باب ما يقول الرجل عند دخوله المسجد

- ‌18 - باب ما جاء في الصلاة عند دخول المسجد

- ‌19 - باب فضل القعود في المسجد

- ‌20 - باب في كراهية إنشاد الضالّة في المسجد

- ‌21 - باب في كراهية البُزاق في المسجد

- ‌22 - باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد

- ‌23 - باب في المواضع التي لا تجوز فيها الصلاة

- ‌24 - باب النهي عن الصلاة في مبارك الإبل

- ‌25 - باب متى يُؤْمَرُ الغلام بالصلاة

- ‌26 - باب بَدْءِ الأذان

- ‌27 - باب كيف الأذان

- ‌28 - باب في الإقامة

- ‌29 - باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر

- ‌30 - باب رفع الصوت بالأذان

الفصل: ‌21 - باب في كراهية البزاق في المسجد

وله شاهد من حديث بريدة: عند مسلم وأبي عوانة وابن حبان وابن ماجة.

‌21 - باب في كراهية البُزاق في المسجد

493 -

عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"التَّفْلُ في المسجد خطيئة، وكفّارته أن يوارَيهُ".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجا نحوه).

إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا هشام وشعبة وأبان عن قتادة عن أنس.

قلت: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه الطيالسي (رقم 1988): ثنا شعبة

به.

وأخرجه البخاري (1/ 406)، ومسلم (2/ 77)، وأبو عوانة (1/ 404)، والدارمي (1/ 324)، والبيهقي (2/ 291)، وأحمد (3/ 277) من طرق عن شعبة

به، وصرح بسماع قتادة من أنس.

ثم أخرجه مسلم، والنسائي (1/ 118)، والترمذي (2/ 461 - 462)، والبيهقي أيضًا من طريق أبي عوانة عن قتادة

به.

وأخرجه المصنف أيضًا كما يأتي.

وأما حديث هشام؛ فأخرجه أحمد (3/ 232 و 277): ثنا محمد بن يزيد الواسطي عن هشام الدَّسْتُوائي وشعبة جميعًا عن قتادة

به.

وأخرجه أبو عوانة، وأحمد أيضًا (3/ 183 و 274) من طرق أخرى عن هشام

وحده.

ص: 374

وأما حديث أبان؛ فأخرجه أحمد أيضًا، فقال (3/ 289):

"ثنا بهز: ثنا أبان بن يزيد: ثنا قتادة

به.

وهذا على شرطهما.

(تنبيه): الحديث عند جميع من ذكرنا بلفظ:

"دَفْنُها"؛ كما في رواية المصنف الآتية؛ بدل قوله: "أن تواريه".

ويظهر لي أن هذا لفظ رواية هشام الدستوائي؛ فإنه عند أحمد في رواية عنه بهذا اللفظ. فقول المنذري في "مختصره":

"رواه مسلم"!

إنْ كان يعني بهذا اللفظ -كما هو الظاهر-؛ فهو وهم. وإن كان يعني بالمعنى؛ فتخصيصه لمسلم دون البخاري وغيره؛ ليس له معنى!

494 -

وفي رواية عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دَفْنها".

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في "صحاحهم". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح").

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 76 - 77)، والنسائي (1/ 118)، والترمذي (2/ 461 - 462)، والبيهقي (2/ 291) من طرق عن أبي عوانة

به. وقال الترمذي:

ص: 375

"حديث حسن صحيح".

وقد أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق شعبة عن قتادة

بهذا اللفظ؛ وقد سبق تخريجه في الرواية الأولى. وقول المنذري:

"رواه البخاري والترمذي والنسائي"! قصور؛ فقد رواه مسلم أيضًا.

495 -

وفي أخرى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"النُّخَاعةُ في المسجد

" فذكر مثله.

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).

إسناده: حدثنا أبو كامل: ثنا يزيد بن زُريع عن سعيد عن قتادة عن أنس.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وأبو كامل: هو فُضَيْل بن حسين الجَحْدَرِيُّ.

والحديث أخرجه أحمد (3/ 109 و 209 و 231) من طرق عن سعيد

به.

496 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من دخل هذا المسجد، فبزق فيه أو تَنَخَّمَ؛ فليحفِرْ وليدفِنْهُ، فإن لم يفعل؛ فليبزُق في ثوبه، ثم ليخرج به".

(قلت: إسناده حسن صحيح).

إسناده: حدثنا القعنبي: ثنا أبو مودود عن عبد الرحمن بن أبي حدرد الأسلمي قال: سمعت أبا هريرة يقول

قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات؛ غير عبد الرحمن بن أبي حدرد

ص: 376

الأسلمي؛ قال الدارقطني:

"لا بأس به".

وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأبو مودود: واسمه عبد العزيز بن أبي سليمان الهُذَلي مولاهم؛ وثقه المصنف وجماعة. فقول الحافظ فيه:

"مقبول"!

غير مقبول!

والحديث أخرجه البيهقي (2/ 291) من طريق المصنف.

وأخرجه أحمد (2/ 260 و 471 - 472) من طريق زيد بن الحُبَاب ووكيع كلاهما عن أبي مودود

نحوه.

وأخرجه ابن خزيمة (1310) عن أبي عامر عن أبي مودود.

وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا بلفظ:

"إذا تنخَّم أحدكم في المسجد؛ فَلْيُغَيِّبْ نُخامته؛ أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فيؤذيَهُ".

أخرجه أحمد (1/ 179) بإسناد حسن، كما قال الحافظ في "الفتح"(1/ 406).

ورواه أبو يعلى أيضًا، كما في "المجمع"(2/ 18)، وقال:

"ورجاله موثقون".

ولبعضه شواهد أخرى تأتي في الباب.

ص: 377

497 -

عن طارق بن عبد الله المُحَاربي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا قام الرجل إلى الصلاة -أو: إذا صلَّى أحدكم-؛ فلا يَبْزُقَنَّ أمامه، ولا عن يمينه، ولكن عن تلقاء يساره إن كان فارغًا، أو تحت قدمه اليسرى، ثم ليقُلْ به".

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: لـ "حديث صحيح"، ووافقه الذهبي).

إسناده: حدثنا هَنَّاد بن السَّرِيِّ عن أبي الأحوص عن منصور عن رِبْعِي عن طارق بن عبد الله المحاربي.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وأبو الأحوص: هو سلّام بن سُلَيم الحنفي.

ومنصور: هو ابن المعتمر.

وَربْعِيٌّ: هو ابن حِراش.

والحديث أخرجه النسائي (1/ 119)، والترمذي (2/ 460 - 461)، وابن ماجة (1/ 319)، والحاكم (1/ 256)، والبيهقي (2/ 292)، وأحمد (6/ 396) من طريق سفيان الثوري عن منصور

به.

وصححه الترمذي والحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطيالسي (رقم 1275): قال: حدثنا شعبة وورقاء وسلام وقيس كلهم عن منصور

به.

وأخرجه أحمد من طريق شعبة ومن طريق عَبِيدة بن حُمَيد كلاهما عن منصور.

ص: 378

498 -

عن ابن عمر قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يومًا؛ إذ رأى نُخامة في قبلة المسجد؛ فَتَغَيَّظَ على الناس، ثم حكَّها -قال: وأحسبه قال-؛ فدعا بزعْفران فَلَطَخَهُ به، وقال:

"إن الله تعالى قِبَلَ وجه أحدكم إذا صلى؛ فلا يَبْزُقْ بين يديه".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم"؛ دون ذكر اللطخ بالزعفران؛ وهي زيادة ثابتة، وقد رواها الإسماعيلي في "مستخرجه على البخاري").

إسناده: حدثنا سليمان بن داود: ثنا حماد: ثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر.

قال أبو داود:

"ورواه إسماعيل وعبد الوارث عن أيوب عن نافع. ومالك وعبيد الله وموسى ابن عقبة عن نافع

نحو حماد؛ إلا أنه لم يذكروا: الزعفران. ورواه معمر عن أيوب؛ وأثبت: الزعفران فيه. وذكر يحيى بن سُلَيم عن عبيد الله عن نافع: الخلوق.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرطهما؛ وسليمان بن داود: هو أبو الربيع الزهراني العَتَكي.

وحماد: هو ابن زيد.

والحديث أخرجه البيهقي (2/ 293) من طريق سليمان بن حرب: ثنا حماد ابن زيد

به.

وأخرجه البخاري (3/ 65): ثنا سليمان بن حرب

به؛ لكن ليس فيه: وأحسبه قال:

فَلَطَخَه به.

ص: 379

وقد رواها الإسماعيلي في "مستخرجه على البخاري" من طريق حماد بن زيد؛ كما في "الفتح"(1/ 404).

وكذلك أخرجه الدارمي (1/ 324) عن سليمان.

وأما رواية إسماعيل -وهو ابن عُلَيَّةَ-؛ فأخرجها أحمد (2/ 6): ثنا إسماعيل: أنا أيوب

به.

وأخرجه مسلم (2/ 75).

وأما رواية مالك؛ فهي في "الموطأ"(1/ 200).

ومن طريقه: أخرجه البخاري (1/ 404)، ومسلم، وأبو عوانة (1/ 403)، والنسائي (1/ 118)، وأحمد (2/ 66) كلهم عن مالك عن نافع.

وأما رواية عبيد الله بن عمر؛ فأخرجها مسلم، وأبو عوانة، وأحمد (2/ 29 و 53).

وأما رواية موسى بن عقبة؛ فأخرجها مسلم أيضًا، وأبو عوانة، وعلقها البخاري (2/ 187).

وليس في هذه الروايات ذكر: (الزعفران) كما ذكر المصنف.

وكذلك رواه الليث بن سعد عن نافع.

أخرجه البخاري (2/ 187)، ومسلم، وابن ماجة (1/ 257)، وأحمد (2/ 72).

وجويرية -عند البخاري (10/ 425) -، وصخر بن جويرية -عند الطيالسي (رقم 1843) -، ومحمد بن إسحاق -عند أحمد (2/ 32 و 114) -؛ كلهم عن نافع.

ص: 380

وأما سائر الروايات التي علقها المصنف؛ فلم أقف على من خرجها! نعم ذكر الحافظ إثر رواية الإسماعيلي المتقدمة:

"زاد عبد الرزاق عن معمر عن أيوب: فلذلك صُنع الزعفران في المساجد".

وأخرج أحمد (2/ 34) من طريق ابن أبي رَوَّاد عن نافع

به نحوه؛ وفيه: ثم دعا بخَلُوق فَخَضَبَهُ.

وعلقه البخاري (2/ 187).

وبالجملة؛ فذِكْرُ الزعفران في هذا الحديث محفوظ؛ وله شواهد تأتي في الباب.

499 -

عن أبي سعيد الخدري:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحبُّ العراجين، ولا يزال في يده منها؛ فدخل المسجد، فرأى نخامة في قبلة المسجد، فحكها ثم أقبل على الناس مُغْضَبًا، فقال:

"أيَسُرُّ أحدَكم أن يُبصَق في وَجْهِهِ؟ ! إنّ أحدكم إذا استقبل القبلة؛ فإنما يستقبل ربه عز وجل، والملَك عن يمينه، فلا يتفل عن يمينه ولا في قبلته، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فإن عَجِلَ به أمر؛ فليقل هكذا"؛ ووصف لنا ابن عجلان ذلك: أن يتفل في ثوبه ثم يردَّ بعضه على بعض.

(قلت: إسناده حسن صحيح. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه". وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وهو في "الصحيحين" مختصر).

إسناده: حدثنا يحيى بن حبيب بن عَرَبِيٍّ: ثنا خالد -يعني: ابن الحارث-

ص: 381

عن محمد بن عجلان عن عِيَاضِ بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري.

قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ إلا أنه إنما أخرج لابن عجلان متابعة، وهو حسن الحديث كما سبق.

وعياض بن عبد الله: هو القُرَشي العامري المكي.

والحديث أخرجه أحمد (3/ 24): حدثنا يحيى عن ابن عجلان

به.

وأخرجه الحاكم (1/ 257) من طريق يحيى بن سعيد

به، وقال:"حديث صحيح على شرط مسلم"!

كذا قال! ووافقه الذهبي! وفيه ما سبق.

ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"(2/ 46).

وله طريق أخرى؛ أخرجها أحمد (3/ 65) من طريق فُلَيْحٍ عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة عن أبي سعيد

به نحوه.

وهو على شرط الشيخين؛ على ضعف في فليح! وقد أخرجاه مختصرًا من طريق أخرى عن أبي هريرة وأبي سعيد معًا.

500 -

عن عمادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: أتينا جابرًا -يعني: ابن عبد الله- وهو في مسجده، فقال:

أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا وفي يده عُرْجون ابنِ طابٍ، فنظر فرأى في قبلة المسجد نخامة، فأقبل عليها، فحتّها بالعرجون ثم قال:

"أيُّكم يحبُّ أن يُعْرِضَ الله عنه بوجهه؟ ! "، ثم قال:

ص: 382

"إن أحدكم إذا قام يصلي؛ فإن الله قِبل وجهه؛ فلا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وجهه، ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة؛ فليقل بثوبه هكذا"؛ : ووضعه على فيه ثم دَلَكَهُ، ثم قال: أروني عَبيرًا"، فقام فتىً من الحي يشتدُّ إلى أهله، فجاء بخَلوق في راحته، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله على رأس العرجون، ثم لَطَخَ به على أثر النخامة.

قال جابر: فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم.

(قلت: إسناده صحيح، رجاله رجال "الصحيح". وأخرجه مسلم في "صحيحه" مطولًا).

إسناده: حدثنا يحيى بن الفضل السِّجِسْتاني وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيان -بهذا الحديث، وهذا لفظ يحيى بن الفضل السجستاني- قالوا: ثنا حاتم بن إسماعيل: ثنا يعقوب بن مجاهد أبو حَزْرَةَ عن عبادة بن الوليد ابن عبادة بن الصامت.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير أبي حزرة فمن رجال مسلم؛ وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد".

وغير يحيى بن الفضل السجستاني؛ فهو من شيوخ المصنف وحده، وهو مجهول الحال لم يوثقه أحد، لكن حديثه هذا مقرون مع ثقتين من رجال البخاري.

والحديث أخرجه مسلم (8/ 231 - 236): حدثنا هارون بن معروف ومحمد ابن عَبَّاد -وتقاربا في لفط الحديث؛ والسياق لهارون- قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل

به مطولًا.

ورواه البيهقي (2/ 294) من طريق هارون مختصرًا؛ مثل رواية المصنف.

ص: 383

501 -

عن أبي سَهْلَةَ السائب بن خَلَّاد -من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

أن رجلًا أمّ قومًا، فبصق في القبلة ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم ينظر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ:

"لا يصلِّي لكم! ". فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم؛ فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال:

"نعم -وحسبت أنه قال-؛ إنَّك آذيت الله ورسوله".

(قلت: حديث حسن. وقال العراقي: "إسناده جيد". ورواه ابن حبان في "صحيحه" (1634)).

إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو عن بكر بن سَوَادة الجُذَامِيِّ عن صالح بن خَيْوانَ عن أبي سهلة السائب بن خلاد.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ غير صالح بن خيوان -بالمعجمة؛ ويقال بالمهملة-، ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال العجلي:"تابعي ثقة"! وتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: ما روى عنه سوى بكر"! وقال عبد الحق:

"لا يُحْتَجُّ به".

وعاب ذلك عليه ابن القطان، وصحح حديثه، كما في "التهذيب"!

قلت: وما ذهب إليه عبد الحق هو الحق -إن شاء الله تعالى-، وتوثيق العجلي وابن حبان فيه لين؛ كما قد سبق.

ص: 384

لكن الحديث حسن أو صحيح؛ لوجود شاهد له من حديث عبد الله بن عمر (*) رضي الله عنه؛ أورده المنذري في "الترغيب"(1/ 122) بمعناه، ثم قال:

"رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد جيد". وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 20):

"ورجاله ثقات".

ثم إن الحديث سكت عليه المنذري في "مختصره"(رقم 453)! وكذا الحافظ في "الفتح"(1/ 402)! وقال شيخه العراقي في "شرح التقريب"(1/ 380):

"إسناده جيد".

وأخرجه الإمام أحمد (4/ 56): ثنا سُرَيْجُ بن النعمان قال: ثنا عبد الله بن وهب

به.

ورواه ابن حبان في "صحيحه"(1634).

502 -

عن مُطَرِّفٍ عن أبيه [هو عبد الله بن الشِّخِّير] قال:

أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فبزق تحت قدمه اليسرى.

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه بزيادة وهو التالي).

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد: أنا سعيد الجُرَيري عن أبي العلاء عن مُطَرِّفٍ.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وحماد: هو ابن سلمة.

(*) الصواب: (عبد الله بن عمرو)، كما نبه عليه الشيخ رحمه الله في حاشية "صحيح الترغيب والترهيب"(1/ 236 / رقم 289). (الناشر).

ص: 385

وسعيد: هو ابن إياس.

وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.

ومطرف: أخوه.

والحديث أخرجه أحمد (4/ 25 - 26): ثنا عفان قال: ثنا حماد بن سلمة قال: أنا الجريري

به نحوه.

وهذا على شرط مسلم أيضًا.

وقد رواه غير حماد عن الجريري عن أبي العلاء عن عبد الله بن الشخير بإسقاط (مطرف) من بينهما؛ وهو صحيح أيضًا، وهو:

503 -

عن أبي العلاء عن أبيه [هو عبد الله بن الشِّخير]

بمعناه؛ زاد: ثم دلكه بنعله.

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما". وقال الحاكم: "صحيح على شرطهما"، ووافقه الذهبي).

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد بن زُرَيْعٍ عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن أبيه.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 77): حدثني يحيى بن يحيى: أخبرنا يزيد بن زريع

به، ولفظه:

أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فتنخع فدلَكه

الحديث.

وأخرجه البيهقي (2/ 293) من طريق أخرى عن مسدد.

ص: 386