الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهو شاهد لا بأس به لحديث جابر قبله؛ فإن فيه -كما في هذا- ذكر التيمم.
127 - باب المتيمِّمُ يجد الماء بعدما يصلي في الوقت
366 -
عن أبي سعيد الخدري قال:
خرج رجلان في سفر، فحضرتِ الصلاة وليس معهما ماء، فتيمَّما صعيدًا طيِّبًا، فصلَّيا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعِدِ الآخر، ثم أتيا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فذكرا ذلك له؟ فقال للذي لم يُعِدْ:
"أصبتَ السُّنَّة، وأجْزَأتْكَ صلاتُك". وقال للذي توضأ وأعاد:
"لك الأجر مرتين".
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين"!
ووافقه الذهبي! وقوّاه النووي. وأخرجه ابن السكن في "صحيحه").
إسناده: حدثنا محمد بن إسحاق المُسَيَّبي: نا عبد الله بن نافع عن الليث بن سعد عن بكر بن سَوَادة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري.
قلت: هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أن عبد الله بن نافع -وهو ابن أبي نافع الصائغ- في حفظه ضعف؛ فقال أحمد:
"لم يكن صاحب حديث؛ كان ضعيفًا فيه". وقال أبو حاتم:
"ليس بالحافظ، هو ليّن في حفظه، وكتابه أصح". وذكره ابن حبان في
"الثقات"، وقال:
"كان صحيح الكتاب، وإذا حدَّث من حفظه ربما أخطأ". وقال أبو أحمد الحاكم:
"ليس بالحافط عندهم". وفال الخليلي:
"لم يرضوا حفظه، وهو ثقة، أثنى عليه الشافعي". وقال الحافظ:
"ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين".
قلت: وقد دلَّ على سوء حفظه إسناده لهذا الحديث؛ فقد خالفه من هو أحفظ منه كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 74)، والدارمي (1/ 90)، والدارقطني (69)، والحاكم (1/ 178)، والبيهقي (1/ 231) من طرق عن عبد الله بن نافع
…
به.
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي! وأعله المصنف، فقال عقب الحديث:
"وغير ابن نافع يرويه عن الليث عن عَمِيرَةَ بن أبي ناجية عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم". قال:
"وذكر أبي سعيد في هذا الحديث ليس بمحفوظ؛ هو مرسل". وقال الدارقطني:
"تفرد به عبد الله بن نافع عن الليث بهذا الإسناد متصلًا. وخالفه ابن المبارك وغيره".
ثم ساقه من طريق عبد الرزاق عن عبد الله بن المبارك عن ليث عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار
…
مرسلًا.
وأخرجه النسائي من طريق سُوَيد بن نصر عن عبد الله
…
به؛ إلا أنه قال: عن ليث بن سعد قال: حدثني عميرة وغيره عن بكر بن سوادة.
وهكذا رواه يحيى بن بكير عن الليث؛ إلا أنه لم يقل: وغيره.
أخرجه البيهقي. قال ابن القطان -كما في "نصب الراية"(1/ 160) -:
"فالذي أسنده أسقط من الإسناد رجلًا -وهو عميرة-، فيصير منقطعًا، والذي يرسله؛ فيه مع الإرسال عميرة، وهو مجهول الحال". قال:
"لكن رواه أبو علي بن السكن: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي: ثنا عباس بن محمد: ثنا أبو الوليد الطيالسي: ثنا الليث بن سعد عن عمرو بن الحارث وعميرة بن أبي ناجية عن بكر بن سوادة عن عطاء عن أبي سعيد: أن رجلين خرجا في سفر
…
الحديث. قال:
فوصله ما بين الليث وبكر: بعمروٍ بن الحارث -وهو ثقة- وقرنه بعميرة، وأسنده بذكر أبي سعيد.
قلت: وعميرة ثقة أيضًا؛ وليس بمجهول الحال، كما زعم ابن القطان! وقد أشار الحافظ بالرد عليه كما يأتي في الكلام على الرواية الآتية.
فقد ثبت الحديث مسندًا ومرسلًا. وقد قال النووي في "المجموع"(2/ 306):
"ومثل هذا المرسل يحتج به الشافعي وغيره، كما قدَّمنا في مقدمة الكتاب: أن الشافعي يحتج بمرسل كبار التابعين إذا أسند من جهة أخرى، أو يرسل من جهة أخرى، أو يقول به بعض الصحابة، أو عوام العلماء، وقد وجد في هذا
الحديث شيئان من ذلك:
أحدهما: ما قدمناه قريبًا عن ابن عمر رضي الله عنه: أنه أقبل من الجُرُفِ، حتى إذا كان بالمربد؛ تيمم وصلى العصر، ثم دخل المدينة والشمس مرتفعة، فلم يُعِدِ الصلاة. وهذا صحيح عن ابن عمر كما سبق.
الثاني: روى البيهقي بإسناده عن أبي الزناد قال: كان مَنْ أدركتُ من فقهائنا الذين ينتهى إلى قولهم؛ منهم سعيد بن المسيب -وذكر تمام فقهاء المدينة السبعة- يقولون: من تيمم وصلى، ثم وجد الماء وهو في الوقت أو بعده؛ لا إعادة عليه".
(تنبيه): الحديث؛ عزاه الأستاذ الدَّعَّاس -في تعليقه على الحديث (338) -: البخاري! وهو من أوهامه.
367 -
عن عطاء بن يسار:
أن رجُلينِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
بمعناه.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة: ثنا ابن لهيعة عن بَكْرِ بن سَوَادَةَ عن أبي عبد الله مولى إسماعيل بن عُبَيْدٍ عن عطاء بن يسار.
قلت: هذا إسناد ضعيف؛ أبو عبد الله هذا لا يعرف، كما قال الذهبي. وقال الحافظ:
"مجهول".
وابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد خالفه غيره؛ فلم يُدْخِلْ بين بكر وعطاء أحدًا كما سبق. وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 353):