الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم أخرجته في "الصحيحة"(3029).
360 -
قال أبو داود: "رواه حماد بن زيد عن أيوب
…
لم يذكر: أبوالها، هذا ليس بصحيح، وليس في أبوالها إلا حديث أنس؛ تفرد به أهل البصرة "!
(قلت: وصله الطيالسي (رقم 484) قال: حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن أيوب
…
فذكر: أبوالها؛ لكن يحتمل أن يكون السياق لحماد بن سلمة وحده. والله أعلم. وحديث أنس المشار إليه يأتي في "الحدود" (برقم
…
) [باب ما جاء في المحاربة].
125 - باب إذا خاف الجُنُبُ البَرْدَ؛ أيتيمَّم
؟
361 -
عن عمرو بن العاص قال:
احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السًّلاسل؛ قأشفقتُ أن أغتسل فأهْلِكَ، فتيمَّمتُ، ثم صليتُ بأصحابي الصبحَ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال:
"يا عمرو! صَلَّيْتَ بأصحابكَ وأنت جنبٌ؟ ! ". فأخبرتُه بالذي منعني من الاغتسال، وقلتُ: إني سمعتُ الله يقول: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} ! فضحك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئًا.
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان، وقال الحافظ: "وإسناده قوي". وعلقه البخاري)
إسناده: حدثنا ابن المثنى: نا وهب بن جرير: نا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص.
قال أبو داود: "عبد الرحمن بن جبير مصري، مولى خارجة بن حذافة، وليس هو ابن جبير بن نفير".
قلت: هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ لكنه منقطع؛ فقد ذكر البيهقي في "الخلافيات" أن عبد الرحمن بن جبير لم يسمع الحديث من عمرو بن العاص.
قلت: وبينهما أبو قيس مولى عمرو بن العاص؛ كما في الرواية الآتية، ويظهر لي أنه سقط من رواية يحيى بن أيوب للحديث؛ فإنه وإن كان ثقة من رجال الشيخين؛ فقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة من قبل حفظه. وقال أحمد: إنه "سيئ الحفظ".
وقد خالفه من هو أوثق منه وأحفظ؛ وهو عمرو بن الحارث؛ فوصله بذكر أبي قيس بينهما.
وتابعه ابن لهيعة كما يأتي، فزالت بذلك علة الحديث، وصار حديثًا صحيحًا.
والحديث علقه البخاري (1/ 360) فقال: ويذكر:
أن عمرو بن العاص أجنب في ليلة باردة، ؟ فتيمم، وتلا: {ولا تقتلوا أنفسَكم
…
} الآية، فذُكر للنبيَ صلى الله عليه وسلم؛ فلم يُعَنِّفْ.
وقد وصله الدارقطني أيضًا (ص 65) من طريق أبي موسى -وهو محمد بن
المثنى؛ شيخ المصنف فيه-.
ثم أخرجه هو، والحاكم (1/ 177 - 178)، ومن طريقه البيهقي (1/ 225) من طرق أخرى عن وهب بن جرير
…
به. وقال الحافظ في "شرح البخاري":
"وإسناده قوي، لكنه علقه بصيغة التمريض؛ لكونه اختصره".
362 -
وفي رواية عنه: كان على سَرِيَّةٍ
…
وذكر الحديث نحوه؛ قال:
فغسل مَغَابِنَهُ، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم صلى بهم
…
فذكر نحوه، ولم يذكر التيمم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي! وقال النووي: إن "الحديث حسن أو صحيح").
إسناده: حدثنا محمد بن سلمة: نا ابن وهب عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص: أن عمرو بن العاص كان
…
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ إلا ابن لهيعة، ولكنه مقرون بعمروٍ.
والحديث رواه ابن حبان (1312)، والدارقطني (ص 65)، والحاكم (1/ 177)، ومن طريقه البيهقي (1/ 226) من طرق أُخر عن ابن وهب
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!
وقد وهما؛ فإنه على شرط مسلم وحده؛ لأن عمران بن أبي أنس وعبد الرحمن ابن جبير المصري؛ لم يخرج لهما البخاري في "صحيحه". وقال النووي في "الخلاصة" -كما في "نصب الراية"(1/ 157) -:
"إن الحديث حسن أو صحيح".
ولا مبرِّر عندي لهذا التردد؛ فالحديث صحيح لا شك فيه بهذا الإسناد، والاختلاف الذي وقع فيه من بعض الرواة -ممن هو سيئ الحفظ- لا يُعِلُّه، بعد أن جوَّده عمرو بن الحارث، وهو ثقة حجه كما سبق؛ وقد تابعه ابنُ لهيعة كما رأيت.
ولكن قد بدا لي رأي، وهو أنه يجوز أن تكون هذه المتابعة في الجملة لا في التفضيل: إسنادًا ومتنًا، وذلك وإن كان خلاف الظاهر؛ فإنه هو الراجح بعد البحث؛ فقد رأيتُ الإمامَ أحمد قد أخرج حديث ابن لهيعة مستقلًا عن قرينه عمرو، فساق إسناده ومتنه مخالفًا لعمرو فيهما، وموافقًا لرواية يحيى بن أيوب المتقدمة؛ فقال أحمد (5/ 203 - 204): ثنا حسن بن موسى: قال: ثنا ابن لهيعة قال: ثنا يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص أنه قال:
لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السّلاسل قال: احتلمت
…
الحديث، وفيه:
فتيممت وصليت
…
والبافي نحوه.
فقد اتفقت رواية ابن لهيعة مع رواية ابن أيوب في إثبات التيمم؛ ولم يتعرضا لغسل الغابن والوضوء.
ووافقهما على ذلك رواية الأوزاعي عن حسان بن عطية؛ التي علقها المؤلف، ولم أجد من وصلها كما يأتي.