الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجمعه صحيحة. والله تعالى أعلم (1).
130 - باب الرجل يُسْلِمُ فيُؤْمَرُ بالغُسْل
382 -
عن قيس بن عاصم قال:
أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أريد الإسلامَ، فأمَرَني أن أغتسل بماءٍ وسِدْرٍ.
(قلت: إسناده صحيح. وقال الترمذي: "حديث حسن"! ووافقه النووي! وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان (1237) في "صحيحيهما". وصححه ابن السكن).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير العبدي: أنا سفيان: نا الأغَرُّ عن خليفة بن حُصَيْنٍ عن جده قيس بن عاصم.
قلت: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 40)، والترمذي (2/ 502 - 503)، والبيهقي (1/ 171)، وأحمد (5/ 61) كلهم من طرق عن سفيان
…
به.
ورواه ابن خزيمة، وابن حبان (1237) كما في "التلخيص"(4/ 617)، قال:
"وصححه ابن السكن، ووقع عنده: عن خليفة بن حصين عن أبيه عن جده قيس بن عاصم. وعند غيره: عن خليفة عن جده. قال أبو حاتم في "العلل": الصواب هذا، ومن قال: عن أبيه عن جده؛ فقد أخطأ".
(1) كتب الشيخ رحمه الله -ها هنا- قوله: "آخر الجزء الثاني، ويتلوه الجزء الثالث من تجزئة الإمام الخطيب البغدادي".
قلت: رواه ابن أبي حاتم: في "العلل"(1/ 24) عن أبيه، وقد ذكر الحديث من طريق قَبِيصة عن سفيان
…
بزيادة: عن أبيه، ثم قال:
"أخطأ قبيصة".
وقد وصله من طريقه: البيهقي.
وتابعه وكيع عند أحمد.
لكن رواه البيهقي من طريقه دون هذه الزيادة: عن أبيه.
فقد اختلف فيه على وكيع، والصواب رواية الجماعة عن سفيان، كما تقدم.
ثم قال الترمذي:
"حديث حسن"! ووافقه النووي في "المجموع"(2/ 152)!
383 -
عن عُثَيْمِ بنِ كُلَيْبٍ عن أبيه عن جده:
أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أسلمت. فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"أَلْقِ عنك شَعْرَ الكُفْرِ"؛ يقول:
"احلق".
قال: وأخبرني آخرُ: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لآخرَ معه:
"أَلقِ عنك شَعْرَ الكُفْرِ واخْتَتِنْ".
(قلت: حديث حسن، وقوَّاه شيخ الإسلام ابن تيمية).
إسناده: حدثنا مخلد بن خالد: نا عبد الرزاق: نا ابن جريج قال: أُخْبِرْتُ عن عُثَيْمِ بن كلَيْبٍ.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ لجهالة الواسطة بين ابن جريج وعُثيم، ولجهالة عثيم وأبيه كليب أيضًا.
وقد ادعى الحافظ في "تهذيب التهذيب": أن كُلَيْبًا هذا هو صحابيّ هذا الحديث، وأنه جد عثيم، لا أبوه؛ فقال:
"ذكر ابن منده وغيره أن اسم والد كُلَيْب: الصَّلْت، وترجم له في "الصحابة" بناءً على ظاهر الإسناد! وليس الأمر كذلك؛ بل هو عثيم بن كثير بن كليب، والصُّحبة لكليب، وكأن من حدَّث ابن جريج نسب عثيمًا إلى جده، فصار الظاهر أن الصحابي والد كليب؛ وإنما كليب هو الصحابي، ولا نعرف لأبيه صحبة، وقد روى ابن منده الحديث من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن عثيم على الصواب، وكذا رواه أحمد في "المسند"
…
"!
قلت: ولم أجد الحديث في "المسند" هكذا على الصواب؛ وإنما رواه كما رواه المصنف، ويأتي قريبًا، وما أظن إلا أن الحافظ قد وهم في هذا العزو، وكلامه في "التعجيل" يشير إلى هذا؛ فقد قال في ترجمة كثير بن كليب هذا -عقب قول الحُسَيني:"روى عن أبيه، وله صحبة، وعنه: ابنُه عُثيم مجهول"-:
"قلت: وقع في حديثه اختلاف؛ فعند أحمد وأبي داود: عن عثيم بن كليب عن أبيه. ولا ذكر عندهما لكثير في السند
…
"، ثم ذكر رواية ابن منده المتقدمة، ثم قال:
"فقيل إن ابن جريج حَمَلَه عن إبراهيم بن أبي يحيى؛ فأبهمه، ونسب عُثيمًا إلى جده".
قلت: وعلى ما صوَّبه الحافظ؛ كان عليه أن يُفْرِد لكثير هذا ترجمةً خاصة في "التهذيب"، وفي "التقريب"، ولم يفعل ذلك، لا هو ولا الخزرجي! وهذا مما يُسْتَدرك عليهم.
والحديث أخرجه البيهقي (1/ 172) من طريق المؤلف.
وأخرجه أحمد (3/ 415): ثنا عبد الرزاق
…
به.
والحديث قال النووي في "المجموع"(2/ 154):
"وإسناده ليس بقوي؛ لأن عثيمًا وكليبًا ليسا بمشهورين ولا وُثِّقا، ولكن أبا داود رواه ولم يضعفه، فهو عنده حسن"!
قلت: وهو حديث حسن لغيره؛ فقد وجدت له شاهدًا من حديث قتادة أبي هشام قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي:
"يا قتادة! اغتسل بماءٍ وسِدْرٍ، واحلق عنك شعر الكفر".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من أسلم أن يختتن وإن كان ابن ثمانين. قال الهيثمي (1/ 283):
"رواه الطبراني [14/ 19] في "الكبير"، ورجاله ثقات"! كذا قال! وأما الحافظ؛ فقال في "التلخيص"(4/ 618):
"وإسناده ضعيف".
قلت: ولكنه -على كل حال- يعطي الحديث قوة. ولعله من أجل ذلك جزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في "الفتاوى"(1/ 44)، واحتجَّ به على أنه يجوز للجنب أن يقص شعره وظفره، فقال:
"وما أعلم على كراهية إزالة شعر الجنب وظفره دليلًا شرعيًّا؛ بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي أسلم: "ألْقِ عنك شعر الكفر واختنن". فأمر الذي أسلم أن يغتسل،