الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يأمر بتأخير الاختتان وإزالة الشعر عن الاغتسال؛ فإطلاق كلامه يقتضي جواز الأمرين".
ثم إن لبعض الحديث شاهدًا آخر من حديث واثلة بن الأسقع قال:
لما أسلمت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي:
"اغتسل بماء وسِدْر، واحْلِقْ عنك شعر الكفر".
أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(ص 183)، وفي "الكبير" أيضًا، والحاكم في "المستدرك"(3/ 570).
وإسناده ضعيف؛ كما قال الحافظ.
131 - باب المرأة تَغْسِلُ ثوبَها الذي تَلْبَسُه في حَيْضِها
384 -
عن معَاذَةَ قالت:
سألت عائشةَ عن الحائض يُصيب ثوبَها الدمُ؟ قالت:
تَغْسِلُه، فإن لم يذهب آثَرُهُ؛ فَلْتغَيِّرْهُ بشيء مِنْ صُفْرةٍ. قالت:
ولقد كنتُ أحيضُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث حِيَضٍ جميعًا، لا أغسل لي ثوبًا.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا أحمد بن إبراهيم: نا عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثني أبي: حدثتني أم الحسن -يعني: جدة أبي بكر العدوي-عن معاذة.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أم الحسن هذه؛ قال
الذهبي والعسقلاني:
"لا تعرف".
وأحمد بن إبراهيم: هو ابن كثير الدَّوْرَقِيُّ أبو عبد الله البغدادي؛ وله ترجمة في "التاريخ"(4/ 6 - 7).
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 408) من طريق المصنف.
وقد وجدت للحديث بعض المتابعات والطرق؛ فهو بها صحيح:
فقد أخرج الدارمي (1/ 238) من طريق ثابت بن يزيد: ثنا عاصم عن معاذة العدوية عن عائشة قالت:
"إذا غسلتِ المرأةُ الدمَ فلم يذهب؛ فَلْتُغَيِّرْهُ بصُفرة ورس أو زعفران".
وهذا إسناد صحيح على شرطهما؛ وثابت هذا: هو الأحول أبو زيد البصري.
ثم أخرجه من طريق يزيد الرِّشْك قال: سمعت معاذة العدوية عن عائشة:
قالت لها امرأة: الدم يكون في الثوب، فأغسله، فلا يذهب فأقطعه؟ قالت: الماء طهور.
وإسناده صحيح أيضًا على شرطهما.
ثم أخرجه (1/ 240) من طريق كريمة قالت:
سمعت عائشة؛ وسألتها امرأة تصيب ثوبها من دم حيضها؟ قالت: لتغسِلْهُ بالماء. قالت: فإنا نغسله فيبقى أثره؟ ! قالت: إن الماء طهور.
ورجاله رجال الشيخين؛ غير كريمة هذه، وهي بنت همام، وهي مجهولة الحال.
وأما الشطر الثاني من الحديث؛ فهو بمعنى حديثها الآتي:
385 -
عن مجاهد قال: قالت عائشة:
ما كان لإحدانا إلا ثوبٌ واحدٌ تحيضُ فيه، فإذا أصابه شيءٌ مِنْ دمٍ؛ بَلَّتْه بريقها، ثم قَصَعَتْهُ بريقها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري في "صحيحه").
إسناده: حدثنا محمد بن كثير العبدي: أنا إبراهيم بن نافع قال: سمعت الحسن -يعني: ابن مسلم- يذكر عن مجاهد.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ لكن اختلفوا في سماع مجاهد من عائشة؛ فقال ابن معين وأبو حاتم:
"لم يسمع منها". وقال علي بن المديني:
"لا أنكر أن يكون مجاهد لقي جماعة من الصحابة، وقد سمع من عائشة".
قال الحافظ في "الفتح"(1/ 328):
"وقد وقع التصريح بسماعه منها عند البخاري في غير هذا الإسناد، وأثبته على ابن المديني؛ فهو مقدم على مَنْ نفاه".
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 405) من طريق المؤلف.
ولإبراهيم بن نافع فيه شيخ آخر عن مجاهد:
أخرجه البخاري (1/ 327) من طريق أبي نعيم قال: حدثنا إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نَجِيحٍ عن مجاهد
…
به.
ولابن أبي نَجِيحٍ فيه شيخ آخر عن عائشة، ويأتي في الكتاب قريبًا (رقم 390).
386 -
عن أسماءَ بنت أبي بكر قالت.
سمعتُ امرأةً تَسْألُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: كيف تصنع إحدانا بثوبها إذا رأتِ الطُّهْرَ؛ أتُصَلِّي فيه؟ قال:
"تنظرُ، فإنْ رأتْ فيه دمًا؛ فَلْتَقْرُصه بشيء من ماء، ولْتَنْضَحْ ما لم تَرَ، ولْتصَلِّ فيه".
(قلت: إسناده حسن صحيح).
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: نا محمد بن سلمة عن محمد ابن إسحاق عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر.
قلت: هذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ إلا أن ابن إسحاق قرنه بغيره، وقد صرَّح بسماعه من فاطمة في غير هذه الرواية؛ كما في "الفتح".
والحديث أخرجه الدارمي (1/ 239): أخبرنا محمد بن عبد الله الرّقَاشي: ثنا يزيد -هو ابن زريع-: ثنا محمد -هو ابن إسحاق-: حدثتني فاطمة بنت المنذر.
وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم رجال مسلم؛ مع القيد السابق.
ثم أخرجه هو (1/ 197)، والبيهقي (2/ 406) من طريق أخرى عن ابن إسحاق عن فاطمة.
وله شاهد من حديث عائشة قالت:
كانت إحدانا تحيض، ثم تقترص الدم من ثوبها عند طهرها، فتغسله، وتنضح على سائره، ثم تصلي فيه.
أخرجه البخاري (1/ 326)، وابن ماجة (1/ 217)، والبيهقي (2/ 406 - 407).
387 -
وعنها أنها قالت:
سألتِ امرأةٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رسول الله! أرأيتَ إحدانا إذا أصابَ ثوبَهَا الدمُ مِنَ الحَيْضَةِ؛ كيف تصنع؟ قال:
"إذا أصابَ إحْدَاكُنَ الدم من الحيضِ؛ فلْتَقْرُصْهُ، ثم لتنضَحْهُ بالماء، ثمَّ لتُصَلِّ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في "الصحيحين". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (1393)).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرطهما.
والحديث في "موطأ مالك"(1/ 79).
ورواه البخاري (1/ 325)، ومسلم (1/ 166) عن مالك، وكذلك رواه البيهقي (1/ 13).
ثم أخرجه البخاري (1/ 264)، ومسلم أيضًا، والنسائي (1/ 69)، والترمذي (1/ 254 - 255)، والدارمي (1/ 239)، وابن ماجة (1/ 217)، وأحمد (6/ 345 و 346 و 353) من طرق عن هشام
…
به.
ويأتي بعض طرقه في الكلام على الرواية الآتية:
388 -
وفي رواية عنها:
"حُتِّيه، ثم اقْرُصِيه بالماء، ثم انْضَحِيه".
(قلت: إسنادها صحيح على شرطهما. وأخرجاه في "الصحيحين". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح").
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا حماد. وحدثنا مسدد قال: حدثنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل: نا حماد -يعني: ابن سلمة- عن هشام
…
بهذا المعنى قالا:
"حُتِّيه
…
" إلخ.
قلت: إسناده من طريق عيسى بن يونس صحيح على شرط البخاري، ومن طريق حماد على شرط مسلم؛ فالحديث على شرطهما.
والحديث أخرجه الطيالسي (رقم 1638): حدثنا حماد بن سلمة
…
به؛ إلا أنه قال:
"وانضحي ما حوله".
وأخرجه النسائي (1/ 69) من طريق حماد.
وأخرجه الشيخان وأحمد -من طريق يحيى بن سعيد-، والترمذي والدارمي -عن سفيان بن عيينة- عن هشام
…
به.
389 -
عن أم قَيْسٍ بنت مِحْصَنٍ:
سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن دَمِ الحيضِ يكون في الثوب؟ قال:
"حُكِّيهِ بِضِلَعٍ، واغْسِليه بماءٍ وسِدْرٍ".
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن القطان. وأخرجه ابن خزيمة (277)، وابن حبان (1392) في "صحيحيهما". وقال الحافظ:"إسناده حسن").
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان قال: ثني ثابت الحداد: ثني عَدِيُّ بن دينار قال: سمعت أم قيس بنت محصن تقول
…
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير ثابت الحداد -وهو ابن هُرْمُزٍ-، أبو المقدام-؛ وعدي بن دينار؛ وهما ثقتان. وأما الحافظ فقال في "الفتح" (1/ 266):
"إسناده حسن".
والحديث أخرجه أحمد (6/ 355): ثنا يحيى بن سعيد
…
به.
وأخرجه النسائي (1/ 69)، وابن ماجة (1/ 217)، وابن حبان (1392)، وابن خزيمة (277) من حديث يحيى.
ثم قال الإمام أحمد (6/ 356): ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: ثنا سفيان
…
به.
ومن طريق عبد الرحمن: أخرجه الدارمي (1/ 239)، وابن ماجة أيضًا.
وقد تابعه إسرائيل عن ثابت: أخرجه أحمد.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 407) من طريق المؤلف.
وذكر الحافظ في "التهذيب": أنه أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، وصححه ابن القطان، وقال عقبه:
"لا أعلم له علة، وثابت ثقة، ولا أعلم أحدًا ضعفه غير الدارقطني".
390 -
عن عائشة قالت:
قد كان يكون لإحدانا الدِّرْعُ؛ فيه تحيضُ، وفيه تُصِيبُهَا الجنابةُ، ثم ترى فيه قَطْرَةً من دم؛ فَتَقْصَعُهُ بِريِقها.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا القعنبي: ثنا سفيان عن ابن أبي نَجِيحٍ عن عطاء عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه الدارمي (1/ 238)، وعبد الرزاق في "المصنف"(1/ 230 / 1229) عن ابن عيينة
…
به.
وتابعه إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نجيح، فقال البيهقي في "السنن"(2/ 405) -بعد أن ساق الحديث المتقدم (385) من طريق إبراهيم هذا عن الحسن ابن مسلم عن مجاهد عن عائشة
…
به-؛ قال البيهقي:
"والمشهور: عن إبراهيم عن الحسن بن مسلم بن يَنَّاقٍ عن مجاهد، وعن ابن أبي نجيح عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها
…
فهو صحيح من الوجهين جميعًا".
ثم إن الحديث أخرجه البيهقي (1/ 14) من طريق المؤلف رحمهما الله.
391 -
عن أبي هريرة:
أن خَوْلَةَ بنتَ يسارٍ أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! إنه ليس لي إلا ثوبٌ واحدٌ؛ وأنا أحيض فيه، فكيف أصنع؟ قال:
"إذا طَهُرْتِ فاغسلِيه، ثم صلِّي فيه! . فقالت: فإنْ لم يخرجِ الدمُ؟ قال: "يكفيكِ غَسْلُ الدمِ؛ ولا يضُرُّكِ أثَرُهُ".
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن لهيعة، وهو ثقة؛ لكنه سيئ الحفظ؛ إلا أنه قد روى عنه هذا الحديث: ابن وهب أيضًا كما يأتي، وهو صحيح الحديث عنه؛ فقد قال عبد الغني بن سعيد الأزدي:
"إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابنُ المبارك وابن وهب والمقري، وذكر الساجي وغيره مثله".
فحديثه هذا صحيح (1).
والحديث أخرجه أحمد (2/ 380): حدثنا قتيبة بن سعيد
…
به.
وأخرجه البيهقي (2/ 408) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح: ثنا أبي: ثنا ابن لهيعة: حدثني يزيد بن أبي حبيب
…
به.
ومن طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن ابن أبي حبيب
…
به. وقال:
"تفرد به ابن لهيعة".
(1) وإسناده هذا -أيضًا- صحيح، فرواية قتيبة بن سعيد عنه ملحقة برواية العبادلة عنه؛ كما حققه الشيخ رحمه الله في غير ما موضع من كتبه، فانظر -على سبيل المثال- ما حرره الشيخ رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 646 و 6/ 825 - 826). (الناشر).